[تنبيهات ومسائل بين يدي مناقشة المخالفين في برامج التواصل 2-2]
▪️المسألة السادسة:
ليحذر طالب العلم جعل كلامه وفهمه أصلا يجب الرجوع إليه، ولا يجوز الصدور إلا عنه، فيؤصل بذلك التأصيلات المخالفة للوحيين وفهم السلف، حتى ينتصر لقوله ويلجم خصمه. فإن التأصيلات المحدثة والقواعد المخالفة هي سبيل رد الحق، وفتح باب الضلال.
قال ابن القيم رحمه الله:
«وكلُّ من أصَّلَ أصلاً لم يؤصّله اللهُ ورسولُه قادَهُ قسراً إلى ردِّ السنة وتحريفها عن مواضعها فلذلك لم يؤصِّل حزبُ اللهِ ورسولِه أصلاً غيرَ ما جاء به الرسولُ صلى الله عليه وسلم فهو أصلُهم الذي عليه يعولون، وآخيتُهم التي إليها يرجعون».
شفاء العليل 1/210
▪️المسألة السابعة:
لا يجوز لطالب العلم المداهنة ، بل يظهر ما عنده من الحجج ويبين وجه الصواب في قوله، ويدفع ويدافع عن الحق، ولا يغتر ببريق الباطل، فإنه بريق زائف، ولمعان تالف.
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله:
«والحق على طالب العلم، والمنتسب إلى الدين والفهم، أكبر منه على غيره، والواجب عليه آكد. والعاقل لا يرضى لنفسه سبيل المداهنة والبطالة».
الدرر 8/312
▪️المسألة الثامنة:
الغاية عند السلفي لاتبرر الوسيلة، فلاينبغي للسلفي أن يتجاوز الحد الشرعي عند الكلام على أخطاء المخالفين، فيتقول عليهم ما لم يقولوه، بل ينتقد الباطل وينصر الحق.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
«والكلامُ في النَّاسِ يَجبُ أن يكونَ بعلمٍ وعدل، لا بَجهلٍ وظلمٍ، كحالِ أهلِ البدع».
منهاج السنة 4/337.
▪️المسألة التاسعة:
ينبغي أن تكون الردود والمناقشة لمن يُرجى رجوعه من المغترين بعلم وعدل وأن نبتعد في هذا الباب عن السخرية والاستهزاء ولغو الكلام مما لافائدة منه فإن الرد على المخالفين وبيان السنة من العبادات العظيمة التي ينبغي أن تتوفر فيها الإخلاص والمتابعة.
يقول القرافي رحمه الله:
«أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر في الناس فسادها وعيبها، وأنهم على غير الصواب، ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها، وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن، بشرط أن لا يتعدى فيها الصدق، ولا يفتري على أهلها من الفسوق والفواحش ما لم يفعلوه، بل يقتصر على ما فيهم من المنفرات خاصة».
الفروق للقرافي (313/4)
▪️المسألة العاشرة:
الحرص على عدم الانشغال بهذه الوسائل عن تحصيل العلم وإتقانه، والخوض في باب المناقشات ممن يعلم ولا يعلم، بل من يتكلم في هذا الباب فيجب أن يتكلم بعلم.
وأساس كل العلوم ومنها علم الجرح والتعديل هو العلم الشرعي.
قال العلامة الألباني رحمه الله:
«الرد على أهل البدع لا يجوز إلا لمن كان عالمًا بالسنة من جه، والبدعة من جهة أخرى، لعلكم تذكرون معي حديث حذيفة بن اليمان في «الصحيحين» حين قال:
(كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه).
وهذا كما قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
فمن كان عالمًا بالخير والشر كحذيفة بن اليمان ، وكان بالتالي في هذا الزمان عارفًا بالسنة ، فيتبعها ويحض الناس عليها ، وعالمًا بالبدعة فيجتنبها ويحذر الناس منها ، هذا الشخص هو الذي يجوز له أن يجادل أهل البدعة أو المبتدعة».
وفقنا الله وإياكم لصلاح الأقوال والاعمال،
وكتبه/ محمد بن غالب العمري.
من حساب الشيخ في تيليجرام
|