هكذا يعلمنا إمامنا وعالمنا الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله - متى نرد ومتى نسكت
سؤل :
( التحذير من أهل البدع هل يشترط أن يكون عالما ؟ )
الجواب :
العالم من هو؟ هو الذي يعلم أن الرافضي رافضي فيحذر منه ، يعلم أنه يسب الصحابة ، يقال لك وأنت طالب علم ماهو رأيك في الروافض؟ تقول: والله ، يسبون الصحابة، وعندهم كذا ، وكذا ، بين لهم حالهم ، حسب علمك ، وحـــــذر منهم.
سؤال : ( بعض الناس يبالغون في إسكات المحذرين من المبتدعة ، ويقولون : إن هذا عمل العلماء )
الجواب :
على كل حال هؤلاء غلوا في إسكات طالب العلم ، غلوا جدا ، وكلام فيه إرهاب ، وإلقام الشباب أحجارا في أفواههم ليمنعوهم من قول الحق في أهل البدع.
بالغوا في هذه الأشياء ، الآن فيه مسائل خفية ، أنت طالب العلم لا تتكلم فيها بغير علم وهناك أمور واضحة جلية ، وجوب الصلاة ، وجوب الصيام، وجوب الزكاة، وجوب الحج ، تحريم الإستغاثة، تحريم التوسل، هذه الأمور واضحة، يتكلم فيها العالم وطالب العلم ، وهناك أمور خفية تحتاج إلى اجتهاد، هذه توكل إلى العلماء، أما كل شي ، طيب ابن باز وابن العثيمين والألباني وغيرهم من العلماء المعتبرين لا يذهبون إلى أوربا وأمريكا ، يكفيهم هناك طلاب العلم، يتكلمون في حدود مايعلمون ، أما النوازل فلا بد أن يسألوا عنها العلماء عن طريق الوسائل المتاحة اليوم ، فكل واحد يبلغ الذي عنده، إذا سألوك في أمور تخفى عليك فقل: والله هذه خفية وتحتاج إلى علماء أكبر مني، انا أسأل، اما الأمور الواضحة فبينها بشرط أن تكون عالما بها وبأدلتها، لا تتكلم بجهل ، إذا كان - حتى والأمور واضحة- ماعندك أدلة لا تتكلم بها ، إذا كانت الأمور واضحة وعندك فيها أدلة تتكلم وتبين، هناك أمور معلومة من الدين با الضرورة يتكلم فيها طلاب العلم، يعني مثل الإستغاثة بغير الله من الأمور الواضحة ( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ) [الأحقاف: 5] ( ولاتدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك ) [يونس:106] إلى آخره، عنده أدلة يبين، رأى شيعيا رأى صوفيا يطوف بقبر، يستغيث، يذبح ينذر، هل يقول : انا أتوقف عن بيان هذا الباطل والتحذير منه، وأنتظر حتى يأتي كبار العلماء ليقوم بهذا الواجب؟
أقول: إن هؤلاء يريدون أن يسكتوا الشباب السلفي خاصة ، لأن أكثر الناس إنكارا للمنكر ووقوفا في وجه الباطل هم الشباب السلفي ، رأيتم.
هؤلاء السياسيون يتعاطفون مع الروافض، مع الخوارج، مع أهل البدع كلهم، لا يريدون أن تجرح مشاعرهم، فيأتون بمثل هذا الكلام يقولون: مايتكلم به إلا العلماء ، حتى الأطفال يتكلمون حتى الذي مايحسن الفاتحة يتكلم ويبالغون في تشويه الشباب السلفي ، كل هذا محاماة على أهل البدع ، وصد عن سبيل الله ، وإرهاب للشباب السلفي الذي يتصدى للدعوة إلى الله والأمر با المعروف والنهي عن المنكر.
ونحن نقول للشباب السلفي : أنتم يا إخوتاه لا تتكلموا بغير علم، القضايا الواضحة عندكم التي عندكم فيها أدلة تكلموا فيها ، والأشياء الخفية لايجوز لكم أن تخوضوا فيها ، نقول لهم هذا، ثم نقول : ادعوا إلى الله ، كل واحد يدعوا يقدر ما عنده من العلم ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلغوا عني ولو آية" (1)
(1) / أخرجه البخاري في " أحاديث الأنبياء" حديث (3461)، وأحمد في "مسنده" (159/2)، والترمذي في "جامعه" حديث( 2669).
المصدر :( من كتاب عون الباري ببيان شرح السنة للإمام البربهاري / لفضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله- / الجزء الأول، الصفحة 423 )
احسن الله اليك اخي عبد الرحمان وبارك الله في الشيخ ربيع بن هادي .
لما ذكرالشيخ ان طلبة العلم يتكلمون في امور واضحة بعلم أما النوازل فيرجع فيه الى العلماء
ادكر كلام الشيخ حسن بوقليل حفظه الله في لقاء معه لما قال لنا ان الشيخ فركوس حفظه الله قال ان الكثير ياتون اليه ويسالونه عن مسائل واضحة ربما يسال طالب العلم عنها فيجيبه ، وكان عليهم ان يسالوا الطلبة لا ان يسافرون من اجل مسائل ربما بسيطة وواضحة ، وان العلماء يرجع اليهم في المسائل الخفية والنوازل .
جزاك الله خيرا على النقل الطيب، وقد ذكرت هذه النقطة في الحلقة الثانية من الدفاع عن المشايخ بعد مقال شغلوا بتأليف الرجال عن تأليف الكتب، ولعلي أنشره في وقته إن شاء الله.