السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا وشكر الله سعي الجميع في توضيح المسألة
وأريد أن أسهم معكم في بعض ذلك - إن أذنتم - وجزاكم الله خيرا، لأن المسألة لها صور عديدة ولكل منها حكم
الحالة الأولى: (نية واحدة) أن تتمحض نية وهمة العامل للدنيا فقط فلا يقصد بالعمل رضى الله ولا الدار الآخرة وهذا لا شك في حبوطه
الحالة الثانية: (تشريك النيتين) أن يجمع بين نية الدين ونية الدنيا معا في العمل الواحد
وهذه اختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال :
القول الأول : بعضهم قال بالبطلان مطلقا ولو كانت نية الدنيا تابعة وهذا قول (ابن حزم وغيره) واستدلوا بأدلة وجوب الإخلاص من مثل قوله تعالى : " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ".
القول الثاني: البعض الآخر قال بأن التشريك بين النيتين لا يضر مطلقا وهذا اختيار (القرافي وغيره) واستدلوا بالآيات التي فيها جواز قرن النيتين في العمل الواحد من مثل قوله تعالى: " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم .. ".
القول الثالث: ينظر للباعث على العمل وقدر النية فيه هل هي للدنيا أم للآخرة .
والتحقيق أن المسألة تحتاج لتفصيل أكثر وأن لها أربعة صور:
الصورة الأولى: أن يقصد ما هو من ضرورات العبادة:
وهذا لا يؤثر وهو واقع سواء نويته أم لا مثل التبرد في الوضوء والاغتسال وما أشبههما.
الصورة الثانية: أن يقصد ما أذن له في قصده صراحة أم استنباطا
من مثل الحج والتجارة، وصلة الرحم وطول العمر، والغزو والسلب..
وهذا أيضا جزائز والمهم ألا تغلب النية الدنوية المأذون فيها على النية الآخروية إذ الشرع رغب في هذه الأعمال وحث بها.
الصورة الثالثة: قصد نيات دنيوية لم يأذن فيها الشرع بواسطة أمر ديني
مثل طلب العلم الشرعي والمال، الإمامة (في المسجد) والراتب أو المسكن، فهذه الأصل فيها البقاء على أصل العبادة والإخلاص فيها فهذه النوايا تؤثر في الإخلاص متسببة في الحبوط.
الصورة الرابعة: قصد الدنيا وجعلها وسيلة لحصول أمر أخروي
وهذا لا بأس به مثل أن يريد المنصب لينفع به الناس وما يشبهه.
والمستحب أن يأخذ المال ليحج لا أن يحج ليأخذ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.
ملاحظة: لم أذكر حالة الرياء لأن المؤلف -رحمه الله- قد عقد له بابا قبله خاصا به، كما أنه يوجد فرق بين المدح وطلب الدنيا.
وكل ما ذكرته ليس فيه شيء مني وإنما استفدته من بعض الشروح، والله أعلم.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي ; 17 Aug 2014 الساعة 02:13 PM
|