منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 May 2014, 11:52 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي الاعتراف والإقرار بمضمون قول الله إن الإنسان لظلوم كفار 2

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تقدم في الجزء الأول من هذه المقالة بيان بعض النعم التي تكون على العبد من ربه، في واقعة خروجه من بيته لشراء الخبز لأهله وعياله، وفي هذا الجزء أذكر للقراء الكرام بعض النعم الأخرى التي ينعم الله بها على العبد في مثل هذه الواقعة المعينة، نسأل الله السداد والرشاد:
فإذا خرج من المتجر الذي اقتنى حاجته منه، عائدا إلى بيته جالبا الخبز معه، تجتمع عليه في أثناء سيره إلى قصده؛ نعم كثيرة ومنن عظيمة، تستوجب منه أن يشكر ربه عليها، ويثني عليه سبحانه بها، وهي:
- كل ما ذكر في الفصل المتقدم من النعم، إلا القليل وهي باختصار:
32- نعمة البصر التي يبصر بها طريقه.
33- ونعمة السمع التي يسمع بها الأصوات المحيطة به.
34- ونعمة العقل التي يعرف بها مصالحه.
35- ونعمة الزمن التي يقضي في أثنائه مصالحه.
36- ونعمة الرجلين التي يمشي بهما إلى غايته.
37- ونعمة الشمس التي تضيء له سبيله.
38- ونعمة الأرض التي يمشي فوقها.
39- ونعمة اللباس التي يستر به عورته.
40- ونعمة النعال التي يمشي فيها.
41- ونعمة حفظ الله له.
42- ونعمة القوة التي أودعها الله فيه، والتي يتحرك ويمشي ويحمل بها.
43- ونعمة العظام التي يقوم بها، ويُحمل البدن بأكمله عليها.
- فإذا بلغ باب بيته يستعمل من نعم الله ما ينبغي عليه أن يشكر ربه عليها، وأن يثني عليه سبحانه بها، ومنها:
44- نعمة البصر التي أبصر بها بيته.
45- ونعمة العقل الذي ميّز بها منزله الذي يسكنه عن غيره.
46- ومنها: نعمة القيام والوقوف التي امتن الله عليه بها، حيث مكنه أن يقوم واقفا على قدميه عند باب بيته، دون أن يضطرب في قيامه، أو يختل توازنه عند وقوفه.
47- ونعمة اليد التي يدق بها باب بيته، أو يستخرج بها مفتاحه ليفتحه بنفسه.
48- فإذا فتح الباب بنفسه؛ فمن نعم الله عليه، وجود المفتاح الذي يفتح به.
49- ونعمة اللسان، والشفتين، والأسنان، والحنجرة، والرئتين، والهواء، التي يتكلم بها، إذا دق وسُئل عن شخصه، ويدخل نطق امرأته أو السائل من داخل داره، بآلات الكلام التي تقدم ذكرها، والتنبيه عليها، ويدخل سمعه الذي سمع به، وانبنى عليه رده على السائل من داخل داره، ويدخل سمع زوجته أو من بداخل الدار له، وتمييزهم لصوته، وإلا لما كانوا ليفتحوا الباب له.
50- وعلى ذكر تمييز الصوت فمن نعم الله على العباد تفريق الله بين أصوات سائر الناس؛ حيث جعلها مختلفة غير متشابهة، حتى أمكن أن يميز السامع لها، فلا يخلط عند سماعها بين أصحابها، ولو كانت متشابهة لوقع من المفاسد الشيء الكثير، فسبحان الله الخالق الحكيم.
فإذا دخل بيته وتناول هو وأهل بيته الطعام الذي جلبه، حصل لهم من نعم الله التي ينتفعون بها الشيء الكثير مما يستوجب منهم شكر الله عليها، والثناء عليه سبحانه بالتفضل عليهم بها، ومنها:
51- نعمة اليدين والأصابع التي يتناول الطعام بها: أخذا وتقطيعا، وإيصالا وإدخالا إلى الفم.
52- ومن النعم التي تدخل في هذا صفة اليدين " اللتين هما آلة العبد وسلاحه، ورأس مال معاشه، فَطَوَّلَهُمَا ( اللهُ ) بحيث يصلان إلى ما شاء" العبدُ من مصالحه، وجعلهما الله مركبتين من أجزاء مختلفة منتظمة، تنبأ عن حكمة جليلة عظيمة " فوصل....عظام الكتفين بعظام العضدين، والعضدين بالذراعين، والذراعين بالكف والأصابع" بحيث يمكن التناول بها، وتحريكها، وطيها، والتوصيل بها، ولو كانت طبقة واحدة لا تنثني مثلا لما أمكن الآكل أن يأخذ بها الطعام من موضعه، ثم يوصله إلى فمه.
53- وقد تدخل المائدة التي يوضع عليها الطعام، والطبق الذي يوضع عليه الخبز، والفراش أو الكرسي الذي يجلس عليه.
54- ويدخل تمكين الله سبحانه للعبد من الجلوس والقعود، على هيئة عجيبة دقيقة، وغريبة متسقة، فيجلس على أليتيه اللاحمتين، ولو لا ما فيهما من لحم لجعل يتململ من الوجع الناجم عن جلوسه، والألم الناتج عن مباشرة الأرض ببعض بدنه.
55- ومما يدخل من النعم في نعمة الخبز وهو الطعام الذي جعلتُه محور النعم التي أردت أن أُذَكِّرَ إخواني بها في هذه المقالة:
- القمح الذي هو أصل الخبز، ويدخل فيه الأرض التي بذر فيها، والفلاح الذي قام ببذره، وخبرة الفلاح وجهده، وعقله، وعيناه، ورجلاه، وساعداه، بل وسائر آلاته التي أعدها الله فيه، والتي لو لم تخلق فيه لما تمت له مصلحة من مصالحه، فضلا عن مصالح غيره.
- ويدخل في ذلك المطر الذي سُقي القمح به، والسحاب الذي أقل المطر على متنه، والرياح التي ساقت السحاب إلى موطنه، والأرض الصالحة التي أعانت مع الماء والأكسجين على انفلاقه وخروجه، والشمس التي ساعدت على نموه وإنضاجه، حتى صار سنبلا يحمل الحب الكثير بين ثناياه.
- ثم يدخل بعد ذلك الفلاح أو العامل الذي يحصده ويدرسه، والطاحونة التي تطحنه، والعمال الذين يقومون على طحنه ووضعه في الأكياس المعدة له، والعمال الذين يحملون الأكياس ويقومون على شحنها، والشاحنة التي تحملها، والسائق الذي يقودها، والعمال الذين يقومون بإنزالها.
- وإن كانت مست من الخارج كما هي الحال في بلدنا؛ فتدخل السفينة - التي تُحمل الأكياس عليها - بكل ما يتعلق بها؛ كالبحر الذي يحملها بما فيها، والربان والملاحون الذين يقومون على حركتها وحسن سيرها، والميناء الذي انطلقت منه، والميناء الذي رست فيه، وعمال المنائين، وآلات الشحن والتفريغ فيهما، وحفظ الله للسفينة في أثناء سيرها.
- ثم يدخل العمال الذين يقومون على شحنها، والشاحنة التي تحملها، والسائق الذي يقودها، والعمال الذين يقومون بإنزالها، والمستودعات التي تستودع هذه الأكياس فيها، وهكذا توزع على نطاق واسع في البلاد بأكملها.
- وقبل ذلك يدخل المستورد الذي استوردها، والمال الذي خاطر به من أجل جلبها، وهو لم يخاطر بماله، ويغامر برزقه، من أجل مصلحة غيره، وإنما غامر به حبا فيه، وطلبا للاستزادة منه.
- ويدخل في ذلك المخبزة التي أعدت لخبز الخبز فيها، والخباز الذي يقوم على الطحين عجنا وخبزا وإنضاجا، ويدخل الفرن الذي ينضجه، والكهرباء الذي يشغل الفرن بها، ولا يعمل إلا بوجودها.
- ويدخل فيه موزع الخبز الذي يطوف على المحلات في الأحياء ليوزعه بعد استوائه وتمامه، وصاحب المحل في الحي الذي أدخله ضمن مبيعاته، فهو يحرص عليه ليؤتى به يوميا إليه.
- ومن هنا يعلم أن الخبز لم يصل إليك، في المحل الموجود في حيك، إلى وقد اجتمعت فيه جملة من النعم، وسخرت لتحقيقه مجموعة من المخلوقات، منها ما هو مسخر بدون اختياره، ومنها ما هو مسخر باختياره وإرادته، وبيانه:
- المخلوقات التي سخرت بدون اختيارها، منها: القمح، والأرض، والسحاب، والريح، والأكسجين، والشمس، والمعادن التي صنعت بها سائر الآلات والمركبات التي استعملت في إيجاد الخبز مثل: السفن، والشاحنات، والرافعات، والحصادة، والطاحونة، والفرن، وغيرها مما لا يمكن ذكرها بأكملها.
- المخلوقات التي سخرت باختيارها وإرادة منها، وهي: الفلاح، وعمال الحقل، وقائد الشاحنة، والشاحنون للسلعة، وربان السفينة، والملاحون، وعمال الميناء، والمستورد، وصاحب المخبزة، والخبازون، والموزع، وصاحب المتجر، ولو دققنا دخل من خلق الله الشيء الكثير.
- وهؤلاء جميعا ممن سُخر لخدمتك، واستعمل لإيصال الخبز لك - ممن يفعل ذلك بمحض إرادته واختياره - لم يفعلوا ذلك طلبا لمصلحتك، وحرصا على نفعك، وإنما دفعهم الله – وهو النافع حقيقة لك - إلى فعل ذلك بأحد أمرين اثنين:
- إما بالحرص على تحصيل المال الذي تقوم عليه مصالحهم، ويحتاجون إليه في تحقيق رغباتهم وحجاتهم، فيبذلون وسعهم في تحصيله، ويصبرون على المشقة في سبيل كسبه، وكثير منهم يصرح أنه لو كان عنده ما يكفيه، وعن طلب المال يغنيه؛ ما كلف نفسه هذه المشاق التي يعانيها، وهذه المتاعب التي يعيشها، من أمثال: الفلاح، والخباز، والحمال، وقائد الشاحنة، وغيرهم ممن يعود عليهم عملهم بالمشقة والتعب، أو بالاغتراب والبعد عن الأحباب.
- وإما بالحرص على تكثير المال والاستزادة منه، وإن لم يكونوا في حاجة إليه، بل ولا هم مستعملون في حياتهم لبعضه، فإن كثيرا منهم بعض ما عنده يكفيه، ويكفي أجيالا من ذريته، ومع ذلك فهو يحرص على الاستزادة منه، كمثل حال المستورد؛ فإنه ما كان ليُتعب نفسه، ويغامر بماله، من أجل مصلحة غيره، وإنما غالبهم يفعل ذلك طلبا للاستزادة من المال لما ألقاه الله في قلوبهم وفطرهم عليه من حبه والحرص عليه.
ومن هنا يعلم أن الله سخر الناس لخدمة الناس، وأنت أيها الجالب للخبز إلى بيتك، لتطعمه وأهلك وعيالك، قد سخر الله لك من خلقه، ما لا يمكنك عدهم، ولا أنت عارف لأعيانهم وأشخاصهم، هذا إن شعرت بوجودهم ودخولهم في طعامك الذي تطعمه، وغذائك الذي تتغذى به، فسبحان الله الكريم العظيم.
قد يقول القائل: إنما اشتريت الخبز بمالي. فالجواب: وهل يمكنك تسخير كل هذه المخلوقات ببضع دريهمات؟ ثم من الذي أعطاك المال ومكنك منه أليس هو ربك سبحانه؟ ثم هب أن المال عندك والناس مستغنون عنه، أكان يمكنك أن تقوم بكل تلكم الأعمال لوحدك، من أجل تحصيل الخبز الذي أنت في حاجة إليه، من زرع، وحصد، ودرس، وطحن، وجمع وتخزين، وعجن، وخبز، وإنضاج، قد يمكنك ذلك في الخبز وحده، بل وحتى في غيره مما أنت في حاجة إليه، لكن هل يمكنك في سائر مصالحك الذي أنت في حاجة إليها، وسخر الله سبحانه لك كثيرا من مخلوقاته لتحصيلها؟.
55- ومن نعم الله على الإنسان المتعلقة بالطعام: نعمة الفم الذي يدخل الطعام منه، وينفذ إلى البطن من خلاله، ولو لا أن الله سبحانه جعل للطعام هذا المدخل، لما أمكن الإنسان أن يأكل طعامه، الذي ينتفع به، وتستمر حياته بسببه، وحتى لو وُجد سبب فسيكون من أصعب الأسباب وأشقها وآلمها، وسيمله الإنسان مع أن بقاء حياته متوقف بعد قدر الله عليه، ومما يدل على هذا ويبينه أن بعض المرضى تتوقف تغذيتهم لسبب من الأسباب على بعض الحقن التي يحقنون بها، ومع كون هذه الحقن مما يؤلم الإنسان ويشق عليه، فإنه لا لذة له فيها، ولا تنعم له بها، ولذلك قد يملها ويكرهها، بل وقد يتمنى تركها والتخلص منها.
56- ومن النعم التي تدخل عند تناول الطعام: الشفتان اللتان يلتقط الطعام بهما، ويشرب شرابه أيضا مستعملا لهما.
57- ومن النعم التي تدخل في أكله: أسنانه التي يقطع طعامه بها، وأضراسه التي تطحن وتهضم جزئيا ما يُمرر من بينها.
58- كما يدخل في هذه العملية من النعم: وضعية الأسنان التي خلقت عليها، فصُفَّ نصفها على الفك العلوي، ونصفها الآخر على الفك السفلي، والفكان من النعم التي تسهل وظيفة الأسنان، فالعلوي ثابت، والسفلي متحرك، ولو لا حركة السفلي لما أمكن سحق الطعام ومضغه، وتصيره عجينة يمكن للإنسان بلعها.
59- ثم من النعم التي تدخل في هذا: جَعْلُ السفلي متحركا، لأن تحريكه أخف وتحريك الأخف أحسن، وجَعْلُ العلوي ثابتا، لأنه يشتمل على الأعضاء الشريفة، فلم يُخاطر بها في الحركة وذلك أسلم لها وآمن.
60- ومن النعم التي تدخل في هذا المقام: اللعاب الذي يرطب ويلين الطعام، ويسهل تنقله، ويعين على بلعه واستساغته.
61- كما يدخل اللسان الذي يلوك الإنسان به طعامه، فيحركه في فمه كما يحلو له، ويعين هو أيضا على بلعه بتحريكه ونقله إلى المدخل الذي ينفذ منه.
62- ومن نعم الله على الإنسان في اللسان أنه آلةُ تَذَوُّقِ الطعام عنده، وإحساسه بلذته، فلو لا اللسان ما تلذذ عبد بطعام.
63- ومن النعم التي تدخل في هذا المقام حفظ الله للسان الإنسان من أسنانه وأضراسه، مع كثرة حركته بينها، وتنقله خلالها؛ لينقل الطعام من جهة إلى أخرى، ويديره على حسب الحاجة المُقَدرة، ولو لا حفظ الله للعبد لقضمت أسنانُه لسانَه، عند كل حركة يتحركها، وعند كل لقمة يمضغها، ولو وقع ذلك لتَرك الأكل بأكمله، أو لما تلذذ بطعامه عند تناوله؛ للأذى الذي يصحبه.
64- ومن نعم الله سبحانه على العبد عند تناوله لطعامه نعمة البلع؛ التي فيها من نعم الله على عبيده ما لا يمكن حصره، ولا شكر الله عليه، فمنها إلهام الله للعبد وتعليمه له؛ كيف يبلع طعامه وشرابه، ولو لا ذلك لما انتفع بطعام ولا شراب، ولقد أخبرني أحد الإخوة أنه كان يعرف رجلا، فسأل عنه يوما بعض أقاربه؛ فأخبره أنه قد مات بسبب مرض ألم به، ألا وهو مرض النسيان، أو فقدان الذاكرة، والمسمى في علم الطب "الزهيمر"، وأن من ضمن ما نَسِيَهُ بسبب مرضه؛ كيفية البلع، فصار يوضع الطعام في فمه، فلا يعلم ماذا يفعل فيه، ولا كيف ينتفع به، إلا أن مات رحمه الله، وهذا مما يدلنا على عظم نعم الله علينا، وأننا لو لا الله سبحانه وتعالى ما تنعمنا، ولا انتفعنا، بل ولا بقينا وحيينا.
- وإلى باقي النعم التي تدخل في هذه الواقعة وحدها، والتي ينبغي على العبد أن يتعرف عليها، ليثني على ربه بها، ويحاول شكره عليها، فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل ما جاء في هذه المقالة وما سيذكر في الآتي بعدها، خالصا لوجهه الكريم، نافعا لعباده المؤمنين، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
مدينة مغنية ولاية تلمسان:
السبت: 11 رجب 1435 هـ
10 – 05 – 2014 م


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 10 May 2014 الساعة 11:58 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, نعمة, تزكية, رقائق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013