منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Apr 2014, 09:20 AM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي الاعتراف والإقرار بمضمون قول الله:"إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"

الاعتراف والإقرار بمضمون قول الله:"إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"
بسم الله الرحمن الرحيم
مما ينبغي على كل مسلم أن يتدبر فيما أنعم الله به عليه، وأن يتفكر فيما أسداه الله سبحانه إليه، فإن ذلك كله مما يدعوه إلى شكر ربه وحمده والثناء عليه سبحانه.
ونعم الله علينا لا تُعد ولا تحصى، ولا يمكن أن تستقصى؛ لكثرتها، وتنوعها، وتشعبها، وتداخلها، وخفاء كثير منها، حتى إن العبد ليستعملها، ويتنعم بها، وهو غير شاعر بوجودها، أو غير ملتفت لها مع علمه بها واستفادته منها.
ولما كان بعض المقال لا يتضح إلا بالمثال، لنضرب على ذلك مثالا موضحا:
قد تطلب الزوجة من زوجها أن يشتري لهم خبزا من عند محل من المحلات المجاورة، فيخرج الرجل ويقصد المحل، ثم يشتري الخبز ويعود إلى الدار، مقدما ذلك الذي جلبه إلى أهله وعياله، فيتناولونه ويطعمونه ثم لا هو ولا هم يشعرون بعظم نعم الله عليهم، في هذا الذي وقع لهم، فلذلك لا يعظم شكرهم لربهم، ولا يكثر حمدهم للمنعم عليهم.
وبيان النعم التي تكون على العبد من ربه، في هذه الواقعة فقط التي تقع له؛ في كل يوم من أيامه، مع الخبز الذي مثلنا به، أو مع سائر ما يقتني من حاجاته، كالتالي فتنبه:
أولا: في طلب الزوجة من زوجها أن يخرج لجلب الخبز لها ولعيالها؛ نعم عظيمة ينبغي للعبد أن يتنبه لها؛ حتى يعلم أنه مقصر بل مفرط في شكر الله عليها، ومنها:
1- سمعه الذي تمكن من خلاله سمع خطاب زوجته له.
2- وعقله الذي تمكن من خلاله فهم طلب زوجته منه.
3- ويدخل في تفاصيل كيفية السمع والعقل ما لا يمكن علمه فضلا عن الإحاطة به.
4- ومن نعم الله على عبده في هذه الواقعة التي تقع له في غالب أيامه إن لم نقل في كلها:
لسان زوجته، وشفتاها، وأسنانها، وحنجرتها، ورأتاها، والهواء الذي يخرج من جوفها، وغير ذلك من الآلات والوسائل التي تدخل في نطقها، والتي لو لا وجودها، وإعداد الله الإنسان عليها، لما تمكنت من الكلام وبالتالي ما كان الرجل ليدرك شيئا من مراداتها.
5- ومنها إرادة الزوجة التي أودعها الله فيها، والتي تمكنت بها أن تقصد الأمور وتسعى لتحقيقها، فهي في هذه الواقعة ما طلبت إلا بعد أن أرادت.
6- ومنها عقلها الذي عقلت به مصالحها، ومصالح عيالها، وتمكنت من خلاله من تمييز الأمور ومعرفة المطلوب؛ الذي هي في حاجة إليه وكذلك أهل بيتها.
7- ومنها: البيان الذي مكنها الله منه، حتى تعبر عن مرادها به، وفهم البيان الذي مكن الله زوجها منه، ولو لا ذلك لما تحققت هذه المصلحة ولا غيرها، قال الله تعالى:" الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)" سورة الرحمن.
8- ومن نعم الله على العبد في هذه الواقعة وحدها: قوته وقدرته، والتي جعلت زوجته تطلب طلبها منه، لأنه لو كان عاجزا غير قادر لما طلبت منه ما طلبت، ولكان الأمر على خلاف ما هو عليه، وبيانه:
لو أن الرجل ابتلاه الله في بدنه - بحيث لا يتمكن من قضاء مصالحه، ومصالح عياله - لما سألته الزوجة ما تريد، وفي هذه الحالة إما أن تسأل ذلك من غير زوجها؛ من أقاربه أو أقاربها، وإما أن تسعى هي لتحقيق ذلك بنفسها، وهذا لا شك فيه ضرر عليه وعليها؛ فهو يتضرر بما يحز في نفسه من عدم مقدرته على السعي على عياله، وتحقيق مصالحهم بنفسه، وهي تتضرر بكثرة سؤال ذلك ممن يقوم لهم به، أو سعيها بنفسها لتحقيقه، وهي – بحكم أنوثتها - لا تقوى عليه أو على أكثره، وهذا من الابتلاء الذي قد يبتلي الله به بعض عباده، ومن ذلك ما وقع لأيوب عليه السلام حتى قال كما أخبر الله عنه:" وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)" سورة الأنبياء.
9- ومن نعم الله على العبد في هذه الواقعة وحدها: المسكن الذي يؤويه هو وذويه، ولو لم يكن لهم مأوى يأوون إليه، ولا مسكن يسكنون فيه، لاضطربت أحوالهم، وتبلبلت أفكارهم، الأمر الذي يشغلهم عن طلب قوتهم، فإذا طلبوه لحاجتهم إليه، لم يتلذذوا به كتلذذ من عنده بيت يملكه، أو على الأقل يكتريه.
10- ومما يتعلق بالبيت الذي نحن بصدده أنه قد لا يتم الزواج أصلا مع انعدامه، وبالتالي لن تكون هناك زوجة تطلب مصالحها من زوج يسعى لتلبيتها لها.
11- ومن نعم الله على العبد في هذه الواقعة وحدها: المحبة والمودة التي جعلها الله بين الزوجين، وألقاها الله في قلوب المتناكحين، هذه المحبة التي جعلت الزوجة تطلب من زوجها – غير متحرجة - ما تريد من مصالحها، ومصالح عيالها، وجعلت أيضا الزوج يلبي لها من غير تبرم رغباتها، ويحقق لها من غير تأفف مطالبها، بل يكون فرحا بذلك، سالكا إليه ما أمكن من المسالك، ومما يوضحه ويجليه؛ أنه لا يمكن لإنسان أن يسأل من غيره بعض حوائجه إلا إذا جمعت بينهما روابط من الرحم والقرابة، أو أواصر من المصاهرة أو الصحبة، وهذه كلها مبناها على المحبة، وأعظم محبة في الوجود المحبة بين الزوجين قال الله تعالى:" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)" سورة الروم، ومما يدل على أن هذه المحبة هي سبب المعاشرة بالمعروف؛ والتي منها تلبية الطلبات، وتحقيق الرغبات، أن الزوج إذا غاضب زوجته وخاصمها قد لا تطلب منه حاجاتها، وهو لو طلبت قد لا يلبي لها رغبتها.
فإذا خرج من بيته، قاصدا المحل الذي يجلب منه الخبز لأهله، تجتمع عليه في أثناء سيره إلى قصده؛ نعم كثيرة ومنن عظيمة، تستوجب منه أن يشكر ربه عليها، ويثني عليه سبحانه بها، ومنها:
12- نعمة البصر التي يبصر بها طريقه.
13- ونعمة السمع التي يسمع بها الأصوات، والتي يستدل بها على ما ينفعه فيأتيه، وعلى ما يضره فيحذره، ومن ذلك سماعه في أثناء سيره أصوات السيارات، والحافلات، وغيرها مما قد يتضرر به فيجتنبه ويحذره، ولأجل هذا لو عدم السمع لتعطلت كثير من مصالحه، ومصالح عياله، وقد لا يلبي في مثالنا هذا ما طلبت زوجته منه، بسبب فقده للسمع الذي قد يتسبب بدوره في تضرره أثناء سيره لبغيته، فيعاق عن أداء مصالحه ومصالح عياله.
14- ونعمة العقل التي يعرف بها مصالحه، ويميز بها بين ما يضره وما ينفعه، وما يطلبه وما يتركه.
15- ونعمة الزمن التي يقضي في أثنائه مصالحه؛ والمقصود بالزمن الفراغ الذي وهبه الله إياه، حتى يسمع زوجته، ويلبي فيه رغباتها، ويحقق لها مطالبها، ولو كان كثير الأشغال، منشغل البال، لما حقق ذلك إلا بصعوبة عظيمة، ومشقة جسيمة.
16- ونعمة الرِجلين التي يمشي بهما إلى غايته.
17- ونعمة الشمس التي تضيء له سبيله، فيرى ببصره ما ينفعه فيأتيه، وما يضره فيتجنبه.
18- ونعمة الأرض التي يمشي فوقها، وقد أعدها الله له على هيئة لا تغوص قدماه فيها، فتعرقل سيره إلى غايته وبغيته.
19- ونعمة اللباس التي يستر به عورته، ولو كان مكشوف العورة لما خرج من بيته، ولمكث فيه لا يفارقه.
20- ونعمة النعال التي تقي رجليه مما يؤذيه، أو مما يجعل السير من أصعب الأمور عليه.
21- ونعمة حفظ الله له، وهي التي لا تزال معه لا تكاد تفارقه؛ في كل وقت من أوقاته، وفي كل لحظة من لحظات حياته، ومن ذلك حفظ الله له في أثناء سيره إلى قصده وبغيته، ولو لم يحفظه الله لما حقق شيئا من مصالح نفسه، ولا مصالح زوجته وعياله.
22- ونعمة القوة التي أودعها الله فيه، والتي يتحرك ويمشي ويحمل بها، ولو لم يعطه الله هذه القدرة ما أمكنه أن يتحرك ويمشي إلى مصالحه، فضلا أن يحقق رغبة زوجته، وأن يلبي مصالح أسرته.
23- ونعمة العظام التي يقوم بها، ويُحمل البدن بأكمله عليها، والتي لو لم يجعلها الله في بدنه، لكان لحما ملقى في موضع من بيته لا نفع فيه، ولا حركة له، فلو فرضناه متحركا كبعض مَنْ خَلَقَ الله من المخلوقات المتحركة التي لا عظام لها، لكانت حركته بطيئة كحركتها، ولما أمكنه أن ينتفع بكل ما في الأرض وعليها، ولتغيرت حياته بأكملها، فتكون أقل شأنا وأنزل مرتبة من حياته التي يحياها، فأنى لفاقد العظام أن يحقق مصالحه فضلا عن مصالح غيره، كزوجته وعياله، وأهله وذويه، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على عظم نعمة العظام فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ سُلَامَى مِنْ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ" رواه البخاري ومسلم. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"عَلَى كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ بَنِي آدَمَ صَدَقَةٌ" رواه أحمد وذكره العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة رقم 574. عن ابن عباس رضي الله عنهما - أَظُنُه رَفعهُ شَك لَيْث - قال:" في ابن آدم سِتُون وثلاثُمَائةِ سُلامَى - أَو عَظم أَو مَفصِل - على كُل واحدٍ فِي كُل يَومٍ صَدقةٍ، كُل كَلمةٍ طَيبةٍ صَدقةٍ، وعَونُ الرَّجُل أَخاهُ صَدقةٌ، والشُربَةُ مِن الماء يَسقِيها صدقةٌ، وإِماطَة الأذى عَن الطَريقِ صَدقة" رواه البخاري رحمه الله في الأدب المفرد وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة رقم 576.
فإذا بلغ إلى المتجر الذي قصده لتحقيق مصالح عياله، وجلب طلبات زوجته، حصلت له من النعم التي ينعم الله سبحانه عليه بها، ما لا يمكن حصرها وضبطها وتفصيل القول فيها، ومنها:
24- نعمة اللسان، والشفتين، والأسنان، والحنجرة، والرئتين، والهواء، وغيرها مما لا يمكنه أن يتكلم إلا بوجودها، وبالتالي لا تتحقق مصالحه على الوجه الأتم الأكمل إلا بها، فهو في هذا المثال إذا دخل المتجر سلم على صاحبه، ثم طلب منه أن يعطيه ما هو في حاجة إليه، وهذا من أعظم نعم الله عليه؛ الكلام الذي يبين به عن مكنون نفسه، واعتبر هذا بحال الأبكم إذا دخل محلا يريد مصلحة من مصالحه؛ فإنه يشق عليه أن يُفهم صاحب المحل مراده، وقد يتبرم التاجر منه لطول المدة التي ينفقها معه ليلبي له رغبته، وبالخصوص عند ازدحام الزبائن عليه، وقد يغضب الرجل الأبكم فيترك المحل دون أن يحقق مصلحته، التي تعطلت بسبب عجزه عن الكلام الذي يفصح به عن مقاصده.
25- ومنها نعمة سمع الرجل الذي يخاطبه، وفهمه وعقله، فلو لا هذه الأمور لما استطاع التاجر المخاطَب أن يلبي رغبته ويستجيب لطلبه، فهذه الآلات والملكات التي أعطاها الله العارضَ البائعَ من نعم الله على الطالبِ المشتري، فمَن مِنَ الناس يشعر بهذه النعمة ويتفطن لها، فضلا أن يشكر الله عليها، ويثني عليه سبحانه بها، ومما يوضح ذلك أنه لا يتصور أن يشتري إنسان من حيوان، لأن الحيوان لا يملك عقلا ولا فهما حتى يمكن الإنسان أن يعامله، وينتفع بمعاملته له.
26- ومنها: رِجْلُ البائع التي قد يستعملها، ليقترب من موضع مطلوب المشتري حتى يمكنه منه، ويده التي يتناول ذلك المطلوب بها ليعطيه إياه، فهذه الآلات والملكات التي أعطاها الله العارضَ البائعَ من نعم الله على الطالب المشتري، فمَن مِنَ الناس يشعر بهذه النعمة ويتفطن لها، فضلا أن يشكر الله عليها، ويثني عليه سبحانه بها.
27- ومنها: نعمة القيام والوقوف التي مَنَّ الله عليه بها، حيث مكنه مع قامته أن يقوم واقفا على قدميه، دون أن يضطرب عند قيامه، أو يختل توازنه عند وقوفه، وهذه من نعم الله العظيمة عليه، والتي يدل عليها وعلى عظيم امتنان الله على العبد بها، ما يصاب به كثير من الناس من الدوار الذي يفقدهم السيطرة على أبدانهم، فلا يقوى أحدهم معه أن يقوم على قدميه، ولو لم يكن قادرا على الوقوف على قدميه، بسبب اختلال التوازن عنده، لما أطاق أن يحصل مصلحة لنفسه، ولا أخرى لأهله وذويه.
28- ومنها: نعمة اليد التي يستعملها في استخراج النقود من جيبه، ليدفع لصاحب المتجر ثمن الحاجة التي طلبها منه فسلمها له، وهنا تدخل نعمة أخرى وهي: نعمة الأصابع التي يتمكن بها من استخراج هذه النقود وفرزها، وأخذ ما يحتاج إليه منها، ثم رد ما تبقى منها إلى جيبه، ولو كانت يده طبقة واحدة بدون أصابع لما تمكن من أخذ ما يريد إلا بعسر وصعوبة، وهذا مما يعيقه عن تحصيل مصالح الأهل والأحبة.
29- وأيضا تدخل نعمتا اليد والأصابع عند عطائه، وأخذه، وقبضه، وحمله.
30- ومنها: النقود التي يستعملها في تحقيق مآربه، وتحصيل مصالحه، والتي سهل الله بها التعامل بين الناس، ولو لا أن الله ملكه إياها لما حصل مصلحة من مصالحه، ولا مصالح عياله، ولقبع في مثالنا هذا في بيته، لا يطلب لأهله الحاجة التي تريدها منه.
31 - ومما يتعلق بنعمة النقود قيمتها التي جعلها الله لها، وللذهب والفضة اللذين هما أصلان لقيمتها، فلو لا هذه القيمة التي جعلها الله في قلوب الناس للذهب والفضة وما يقوم مقامهما، لما أعطى الإنسان ما يملكه من سائر ما ينتفع به، مقابل شيء لا نفع فيه ولا قيمة له، ثم اعلم أن من رحمة الله بعباده أن جعل للنقود قيمة ليسهل عليهم معاملاتهم، وييسر عليهم التعامل بينهم، وإذا أردت أن تعلم ذلك وتتحقق منه فانظر إلى سائر المعادن والأحجار التي لم يجعل الله لها قدرا ولا قيمة، فصارت ملقاة في أماكنها لا يلتفت الناس إليها ولا يعبئون بها.
- وإلى باقي النعم التي تدخل في هذه الواقعة وحدها، والتي ينبغي على العبد أن يتعرف عليها، ليثني على ربه بها، ويحاول شكره عليها، فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل ما جاء في هذه المقالة وما سيذكر في الآتي بعدها، خالصا لوجهه الكريم، نافعا لعباده المؤمنين، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
مدينة مغنية ولاية تلمسان:
الأحد: 26 جمادى الآخرة 1435 هـ
27 – 04 – 2014 م

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08 May 2014, 10:13 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

واصل أخي الفاضل وصلك الله ، مقالات ممتعة و مفيدة .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, نعمة, تزكية, رقائق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013