مجمل ما جاء في علامات الساعة الصغرى يُعنون له بـ (زمن يوضع فيه الشيء في غير موضعه)، وهو الحاصل مع مصطلح (النخبة) في زماننا.
فالنخبة من الأمة هي طبقة المتعلمين والمثقفين و السياسيين التي ملكت زمام الفهم والتدبير وتسيَّدت مملكة النقد والتغيير، وحقيقتها في ميزان العقلاء ـ في زماننا هذا ـ: شريحة من أجهل خلق الله بدين الله، وأقلهم عقلا وحكمة، تشبعت بالرياء وحب الظهور على حساب الدين والوطن - إلاّ من رحم ربك- ، تجارتهم الرابحة تكمن في مصائب الأمة وأزماتها.
وأفضل ما نمثل به في هذا الموطن مصيبة إخواننا في غزّة الجريحة -نسأل الله أن يرفع عنهم هذا البلاء- نعم هي مصيبة تظهر كلّ مرة الوجه الحقيقي لهذه النخبة الخائنة الجاهلة التي تكتم الحق ولا تعلنه، وتخلط الحق بالباطل وتعلنه، وتلعب بعواطف العامة من الأمة الإسلامية، ومشروعها الذي نشأت من أجله زيادة الأرباح في تجارة الشهرة، واستجلاب أوسمة المديح، وتعكير الأجواء بصيحات: فلان محلّل سياسي بارع!!، وفلان له رؤية سياسية دقيقة!! وغير هذا من شهادات الزور التي تقال في حقهم - تقصدا من بعضهم وجهلا من آخرين.
نحن في زمن أصبح فيه اليهود أذكى من بعض أهل الإسلام، فيتحيّنوا فرص حماقاتهم حتى يمارسوا هوايتهم المفضلّة في التقتيل والتدمير!.
قولوا بربّكم يا نخبة الخيانة:
لو أن رجلا ضعيف القوة ولا يمتلك ما يدفع به العدوان عن نفسه، فذهب إلى مجرم متجبر يمتلك من آلات القتل فتقرب منه وأخذ أولاده خفية!! فثار المجرم وأخذ يقتل كل من وجده أمامه! فمن المُلام وقتئذ؟!
قبل أيام من الاعتداء على إخواننا، قامت جهة مجهولة باختطاف بعض اليهود، ورمت جهة أخرى بعض المفرقعات على مساكن اليهود، فقام المتجبر اليهودي باعتدائه هذا انتقاما من تلك الحماقات.
وهو نفس ما وقع في حرب تموز 2006 في لبنان ، تلك المجازر المرعبة التي ارتكبت في حق أهل الإسلام بسبب اختطاف جندي يهودي!! فقامت ثائرة اليهود وأعلنوها حربا شاملة على لبنان من أجل خنزير واحد .
وفي خضم هذه الحقائق الغائبة، يغيب معها ضمير النخبة الخائنة لأمتها !! وتفتقد الأمة كلمة حق من أهلها !! فلا تسمع لهم حتى همسا لا في الجرائد ولا في القنوات، ويحلّ بدله نحيب مصطنع: غزة تدمّر... غزة الجريحة ... أطفال غزة.... وعندما يقرر اليهود اجتياح غزو برّا سنسمع وقتئذ: ستكون غزة مقبرة لليهود .... ستشتعل أرض غزة تحت أقدام اليهود... لن يدخلوا غزة شبرا ..
فما الذي يضر النخبة الخائنة لو أنها طالبت بتحقيق حول الجاني الأول، والمتسبب في هذه الكارثة النازلة بإخواننا، وما الذي حال بينهم وبين الصدع بلزوم تطبيق السياسة الشرعية النبوية في مثل هذه القضايا.
حتى تجرّأ سفيههم مفتخرا ـ وهو أحد قيادات (حماس)ـ: اليهود تحت الأرض في الملاجئ ونحن فوق الأرض!!
بمثل هذا التصريح تُقسم ظهور العقلاء!!
كيف يحرص اليهودي على شعبه و يوفر لهم الملاجئ حفاظا على حياتهم، وهي من بديهيات الدول المتطورة ! وأنتم أهل الإسلام، تفتخروا بتضييعكم لها !
من المسؤول عن 100 مسلم لحدّ هذه الساعة قد توفَّاهم الله في هذه المجزرة ، الواحد منهم أعز وأكرم من الدنيا بحذافيرها؟! لا شكّ أن النخبة الخائنة من أول المسؤولين عن دمائهم الزكية!
ويزداد الأسى ويعظم الحزن عندما ندرك أن انتصارا سيعلن عنه لا محالة! سيُذاع عندما يتخذ اليهود قرار وقف الحرب، فتصيح ساعتئذ النخبة ويخرج أسيادها من الجناة الأصليين ويعلنوها في الملأ : هذا نصر مبين!
ودلائل هذا النَّصر الموهوم:
قتل المئات من المسلمين، وتدمير مساكن المؤمنين، وحصيلة مروعة أخرى من اليتامى والأرامل والمصابين، نعم هي حصيلة اعتدنا إخفاء حقيقتها وقت إعلان النصر المكذوب.
فاللَّهم كن لعبادك في غزةّ عونا وحفيظا، اللهم اخذل إخوان القردة والخنازير، اللهم سلط عليهم عذابك وعقابك