منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 01 Nov 2013, 06:16 PM
ابوزكريا محمد بودلال ابوزكريا محمد بودلال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 37
افتراضي الإنصاف في الرد على المخالف



الإنصاف في الرد على المخالف

إن العدل والإنصاف والأمانة والصدق في الحكم على الوقائع والأشخاص
والجماعات على الموافق والمخالف هو منهج أهل السنة والجماعة

واسعد الناس بحلية الصدق والعدل والإنصاف هم أهل السنة والجماعة فهم
اعدل الناس وأصدقهم

وهم اعلم الناس بالحق وارحم الناس بالخلق

وهم أهل الصدق والعدل والإنصاف مع الناس كافة

والرد على أهل المخالف يكون بالعلم والعدل

فقد أمرنا بالعدل وقول الحق مع الموافق والمخالف

وأن نرد عليهم بالعلم والحق والعدل لا بالجهل والكذب والافتراء ولو
عصوا الله فينا فنحن نطيع الله فيهم

والإسلام دين الحق والعدل والصدق قال تعالى : {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ
رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[الأنعام/115]

وقال تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }[النساء:58).

ويقول تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ...﴾[النحل:90]

ومن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم – قوله :وأسْأَلك كلمة الحقِّ في
الغضب والرِّضا)) رواه النسائي عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - انظر:
صحيح النسائي، برقْم (1305.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...) رواه مسلم.
في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِى إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا...) رواه مسلم.

وقال عمار - رضي الله عنه -: "ثلاث مَن جمعهنَّ، فقد جمَع الإيمان:
الإنصاف من نفسك، وبَذْل السلام للعالَم، والإنفاق من الإقتار"[رواه
البخاري معلقًا؛ انظر: صحيح البخاري مع الفتح (1/ 83)، ورواه عبدالرزَّاق
في المصنف، برقم: (19439).

قال الإمام وكيع بن الجرَّاح - رحمه الله -:
"أهل العلم يكتبون ما لهموما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلاَّ ما لهم"
[سنن الدارقطني (1/ 43)،رقْم (39).].

قال الإمامُ ابنُ القيِّم -رحمهُ اللهُ- في «بدائع الفوائد» (2/649-650)
-لمَّا بيَّن صفاتِ أهل العلمِ والإيمانِ-

( هُم إلى اللهِ ورسوله مُتحيِّزون، وإلى مَحْضِ سُنَّتِهِ مُنْتَسِبُون.

يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ أنَّى توجَّهَتْ رَكائبُهُ، ويستقرُّونَ معه حيث

استقرَّتْ مضارِبُهُ.

لا تستفزُّهم بَدَواتُ آراء المُخْتَلِفِين، ولا تُزَلْزِلُهم شُبُهاتُ
المُبْطِلِين؛ فهُم الحُكَّامُ على أربابِ المقالات، والمُمَيِّزونَ
لِـما فيها مِن الحقِّ والشُّبُهات.

يردُّونَ على كُلٍّ باطِلَه، ويُوافقونَهُ فيما معه مِن الحقِّ؛ فهم في
الحقِّ سِلْمُهُ، وفي الباطلِ حَرْبُه.

لا يميلون مع طائفةٍ على طائفةٍ، ولا يَجْحَدُونَ حقَّها لِـمَا قالَتْهُ
مِن باطِلٍ سِواه.

بل هُم مُمْتَثِلون قولَ الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المائدة:8].

فإذا كان قد نهى عبادَهُ أن يحملَهم بُغْضُهُم لأعدائِهم على أن لا
يعدلوا عليهم -مع ظُهورِ عداوتِهم، ومخالفتهم، وتكذيبِهم لله ورسولِه-؛

فكيف يسوغُ لِـمَنْ يدَّعِي الإيمانَ أنْ يحملَهُ بُغْضُهُ لطائفةٍ
مُنْتَسِبَةٍ إلى الرسولِ تصيبُ وتُخطِئ على أن لا يعدلَ فيهم، بل
يُجَرِّدُ لهم العداوةَ وأنواعَ الأذى؟!

ولعلَّهُ لا يدري أنَّهُم أَوْلَى بالله ورسولِه، وما جاء به مِنه
-عِلماً، وعملاً، ودعوةً إلى الله على بصيرة، وصَبْراً مِن قومِهم على
الأذى في الله، وإقامةً لحُجَّةِ الله، ومعذِرةً لِـمَن خالفَهم بالجَهْلِ!-.

لا كَمَن نَصَبَ مقالةً صادرةً عن آراءِ الرِّجال، فدَعا إليها، وعاقَبَ
عليها، وعادَى مَن خالَفَها بالعصبِيَّةِ وحَمِيَّةِ الجاهليَّة.)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

( أئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان: فيهم العلم والعدل والرحمة،
فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون
على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾[ المائدة: 8 ]،
ويرحمون الخلق، فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم
ابتداءا بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم
كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا» [«الرد على
البكري» لابن تيمية: (251].


قال الله تعالى : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء/36 ،

وقال سبحانه : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33 ،

وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ تَعَالَى وَمَنَعَ لِلَّهِ تَعَالَى وَأَحَبَّ لِلَّهِ تَعَالَى وَأَبْغَضَ لِلَّهِ تَعَالَى وَأَنْكَحَ لِلَّهِ تَعَالَى فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ )
أحمد (1519) والترمذي (2521) وأبو داود (4681) وحسنه الألباني .

وعَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ قَالَ : جَلَسْنَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَجَلَسَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
( مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ)
وفي رواية :( وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ فَقَدْ بَاءَ
بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)
رواه أحمد (5362) وأبو داود (3597) وغيرهما ، وصححه الألباني في صحيح الجامع .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً،
ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن
خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر))
رواه البخاري برقم (33)

وقال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة/ 8.

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : " أي: لا يحملنكم بغض قَوْمٍ عَلَى أَلا
تَعْدِلُوا ؛ كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم،
فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرا أو مبتدعا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق " . تفسير السعدي (224)

وقال تعالى : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) الأنعام /152

قال ابن كثير رحمه الله : " يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال، على
القريب والبعيد، والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد، في كل وقت، وفي كل حال
" . تفسير ابن كثير ( 3/365

قالَ شَيخُ الإِسْلاَمِ ابنُ تيميَّة في الرَّد على الإخنائي (ص 242):

" وهَذَا كلُّه مِمَّا نَهى عنْهُ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فِي الأَحَاديثِ الصَّحيحةِ،
فَكَيْفَ يُشبَّهُ مَا نَهَى عَنْهُ وَحَرَّمَهُ بِمَا سَنَّهُ وَفَعَلهُ؟ وَهَذا الموضعُ يَغْلَطُ فيْهِ
هَذا الْمُعْتَرِضُ وأمثاله، لَيسَ الغَلَطُ فِيْهِ مِنْ خَصَائصهِ، وَنَحْنُ
نَعْدِلُ فيْهِ وَنقصدُ قَول الْحقِّ والعَدْل فيهِ كمَا أمر الله تَعالى، فإنَّه أمرَ بِالقِسْطِ علَى أعدائِنَا الكُفَّار،
فَقَالَ سُبْحَانَهُ
(كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)- (المائدة: من الآية8)-، فكَيْفَ بِإخْوانِنَا الْمُسْلِمينَ، وَالْمُسْلمونَ إِخْوةٌ، واللهُ يَغفرُ لَهُ ويُسدِّده، ويوفّقهُ وَ سائر إخْواننَا الْمُسْلِمينَ".

وقال شيخُ الإسلام في (الجواب الصِّحيح)(1/107-108):

" ولَمَّا كَانَ أَتْبَاعُ الأنَبياء هُم أهْلُ العِلْمِ وَالعَدْلِ، كانَ كَلام أهْل الإسلامِ وَالسُّنَّةِ مَعَ الكُفَّارِ وَأهلِ البِدَعِ بِالعِلْمِ وَالعَدْلِ لاَ بِالظَّن و مَا تَهوىَ الأَنْفُس،
ولِهَذا قالَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم (القُضَاةُ ثلاثةٌ..)،
فإذَا كانَ مَنْ يَقْضي بَيْنَ النَّاسِ فِي الأَمْوَالِ وَالدِّمَاءِ وَالأَعْرَاضِ إذَا لَمْ يَكُن عَالِمَاً عَادِلاً كَانَ فِي النَّارِ،
فَكَيفَ بِمَنْ يَحْكُمُ فِي الْمِلَلِ وَالأَدْيَانِ وَأُصُول الإيْمَانِ وَالْمَعَارِفِ الإلهيّة وَالْمَعالِمِ العَليّة بِلاَ عِلْمٍ وَلاَ عَدْلٍ؟".



وقال شيخ الإسلام رحمه الله :

(ومعلومٌ أنّا إذا تكلّمْنا فيمن دون الصّحابةِ مثل الملوكِ المختلفين
على الملكِ، والعلماءِ والمشايخِ المختلفين في العلمِ والدينِ؛ وجب أن
يكونَ الكلامُ بعلمٍ وعدلٍ، لا بجهل وظلم؛ فإنَّ العدلَ واجبٌ لكلِّ أحدٍ على كلِّ أحدٍ في كلِّ حالٍ، والظّلمَ محرّمٌ مطلقًا لا يُباح قطُّ بحالٍ،
قال اللهُ تعالى: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة:8]، وهذه الآيةُ نزلتْ بسببِ بُغْضِهم للكفّارِ، وهو بغضٌ مأمورٌ به، فإذا كان البغضُ الذي أمر اللهُ به قد نُهي صاحبُه أن يظلمَ من أبغضه؛ فكيف في بغضِ مسلمٍ بتأويلٍ وشبهةٍ أو بهوى نفسٍ؟!! فهو أحقُّ ألاّ يُظْلَم، بل
يُعدلُ عليه... » منهاج السّنّة» ابن تيميّة (5/ 126-127)]

وقال ابن تيمية أيضا : " ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل
والإنصاف, ولا يظلمونهم؛ فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض! بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا , ..
ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض
والخوارج تكفر أهل الجماعة وكذلك أكثر المعتزلة يكفرون من خالفهم
وكذلك أكثر الرافضة ومن لم يكفر فسق , وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا ويكفرون من خالفهم فيه .
وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول ,ولا يكفرون من خالفهم فيه؛ بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق كما وصف الله به المسلمين بقوله: { كنتم خير أمة أخرجت للناس} آل عمران .
قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس . وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس) منهاج السنة (5|103.

وقال رحمه الله: (والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل
وظلم، كحال أهل البدع). "المنهاج" (4/337).

وقال رحمه الله تعالى: (وأما أهل السنة فيتولون جميع المؤمنين، ويتكلمون
بعلم وعدل، ليسوا من أهل الجهل ولا من أهل الأهواء)."منهاج السنة"
(2/71).

وقال : (ألا ترى أن أهل السنة وإن كانوا يقولون في الخوارج والروافض
وغيرها من أهل البدع ما يقولون، لكن لا يعاونون الكفار على دينهم، ولا
يختارون ظهور الكفر وأهله على ظهور بدعة دون ذلك؟ والرافضة إذا تمكنوا لا
يتقون). "منهاج السنة" (6/375).

قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : (إن الذي يتصدى لضبط الوقائع من
الأقوال والأفعال والرجال يلزمه التحري في النقل فلا يجزم إلا بما يتحققه
ولا يكتفي بالقول الشائع ولا سيما إن ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم والصلاح ... ولذلك يحتاج المسلم أن يكون عارفا بمقادير الناس وبأحوالهم ومنازلهم فلا يرفع الوضيع ولا يضع الرفيع) اهـ بواسطة "نفائس الحلة في التآخي والخلة" (ص93-94.)

وانظر إلى إنصاف ابن تيمية وصدقه رحمه الله

قال وهو يتحدث عن مذهب الكرامية في الإيمان

( والكرامية يقولون : المنافق مؤمن وهو مخلد في النار؛ لأنه آمن ظاهرا لا
باطنا وإنما يدخل الجنة من آمن ظاهرا وباطنا . قالوا : والدليل على شمول
الإيمان له أنه يدخل في الأحكام الدينية المتعلقة باسم الإيمان كقوله تعالى : "
فتحرير رقبة مؤمنة " ... و الكرامية توافق المرجئة والجهمية في أن إيمان
الناس كلهم سواء ولا يستثنون في الإيمان ، بل يقولون :
هو مؤمن حقا لمن أظهر الإيمان وإذا كان منافقا فهو مخلد في النار عندهم
فإنه إنما يدخل الجنة من آمن باطنا وظاهرا ، ومن
حكى عنهم أنهم يقولون : المنافق يدخل الجنة ، فقد كذب عليهم بل يقولون :
المنافق مؤمن لأن الإيمان هو القول الظاهر كما يسميه غيرهم مسلما
إذ الإسلام هو الاستسلام الظاهر.) مجموع الفتاوى 7/141)

وقال رحمه الله _ في سياق الكلام على المعتزلة والجهمية النُّفاة:

"وكان ممن انتدب للردِّ عليهم أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وكان له
فضل وعلم ودين، ومن قال: إنه ابتدع ما ابتدعه ليظهر دين النصارى في
المسلمين -كما يذكره طائفة في مثالبه، ويذكرون أنه أوصى أخته بذلك - فهذا
كذب عليه، وإنما افترى هذا عليه المعتزلة والجهمية الذين ردَّ عليهم،
فإنَّهم يزعمون أنَّ من أثبت الصِّفات فقد قال بقول النَّصارى، وقد ذكر
مثل ذلك عنهم الإمام أحمد في الرد على الجهميَّة؛ وصار ينقل هذا من ليس
من المعتزلة من السَّالمية ويذكره أهل الحديث والفقهاء الَّذين ينفرون
عنه لبدعته في القرآن، ويستعينون بمثل هذا الكلام الذي هو من افتراء
الجهمية والمعتزلة عليه، ولا يعلم هؤلاء أنَّ الَّذين ذمُّوه بمثل هذا هم
شرٌّ منه، وهو خير وأقربُ إلى السُّنَّة منهم
وكان " أبو الحسن الأشعري " لما رجع عن الاعتزال سلك طريقة أبي محمد بن
كلاب، فصار طائفة ينتسبون إلى السنَّة والحديث من السَّالمية وغيرهم كأبي
علي الأهوازي يذكرون في مثالب أبي الحسن أشياء هي من افتراء المعتزلة
وغيرهم عليه لأنَّ الأشعريَّ بيَّن من تناقض أقوال المعتزلة وفسادها ما
لم يبيِّنه غيره حتى جعلهم في قمع السمسمة". شرح حديث النزول (1/171)
-وهو في مجموع الفتاوى (5/555)-

وقال أيضاً في الرَّدِّ على الإخنائي (ص 110):

" وليسَ الْمَقْصُودُ أيْضَاً العُدْوانُ عَلَى أَحَدٍ- لاَ الْمُعْتَرِضِ وَلا غَيرِهِ- وَ لاَ بَخْسِ حَقِّه وَلاَ تَخْصيصهِ بِمَالاَ يَخْتَصُّ بِهِ مِمَّا يَشْركهُ فِيْهِ غَيرهُ، بَلْ الْمَقُصودالكَلاَم بِمُوجبِ العِلْمِ وَ العَدْلِ وَ الدِّيْنِ كمَا قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) -(المائدة: من الآية8-".

وقال الإمامُ ابنُ القيم في (إعلام الموقعين)(3/106-107):
"... واللهُ تعالى يُحبُّ الإنْصَافَ، بَلْ هُو أَفضلُ حِليةٍ تَحلَّى بِهَا الرَّجُل،
خُصوصاً مَنْ نَصَّبَ نَفْسه حَكَماً بَين الأَقْوالِ وَالْمَذاهبِ، وقَد قالَ الله تعالى لرسوله (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ )-(الشورى: من الآية15)- فَورثَةُ الرَّسُولِ مَنْصبهمْ العَدل بَيْنَ الطَّوائف و ألاَّ يَميلَ أَحَدهُم مَعَ قَريبهِ وَذَوي
مَذْهبهِ وَطَائفتِهِ وَ مَتْبُوعهِ، بَلْ يَكُونُ الْحَقّ مَطْلوبهُ، يَسِيْرُ بِسيرهِ، وَيَنْزِلُ بِنُزُولهِ، يَدينُ بدينِ العَدْلِ وَالإنْصَافِ وَيَحْكِّمُ الْحُجَّة، وما كانَ عليهِ رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأَصْحَابُهُ؛
فَهُو العِلْمُ الَّذي قَد شَمَّر إليهِ، وَ مَطْلُوبُهُ الَّذي يَحومُ بِطَلبهِ عليهِ،
لا يثْني عنَانهُ عَذْل عَاذلٍ، وَلا تَأْخذه فيهِ لَومَةُ لائِمٍ،
وَلاَ يَصدُّه عَنْهُ قَولُ قَائلٍ".
وقال ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في ذمه للهوى: «وصاحب الهوى يعميه
الهوى ويصمُّه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه، ولا يرضى
لرضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يغضب إذا حصل ما يغضب له
بهواه، ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أنَّ الذي يرضى له ويغضب له أنَّه
السُّنَّة، وأنَّه الحق، وهو الدين، فإذا قُدِّر أنَّ الذي معه الحق
المحض دين الإسلام، ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة
الله هي العليا، بل قصد الحميَّة لنفسه وطائفته، أو الرياء، ليُعظَّم هو
ويُثنى عليه، أو فعل ذلك شجاعة وطبعاً، أو لغرض من الدنيا: لم يكن لله،
ولم يكن مجاهداً في سبيل الله، فكيف إذا كان الذي يدَّعي الحق والسُّنَّة
هو كنظيره معه حق وباطل، وسنَّة وبدعة، ومع خصمه حق وباطل، وسنة
وبدعة؟!»[(5/256.].
وقال شيخ الإسلام-رحمه الله- :
" والأمر بالسنة والنهي عن البدعة هو أمر بمعروف ونهي عن منكر, وهو من
أفضل الأعمال الصالحة, فيجب أن يبتغى به وجه الله, وإن يكون مطابقا للأمر.
وفي الحديث "من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فينبغي أن يكون عليما بما
يأمر به؛ عليما بما ينهى عنه, رفيقا فيما يأمر به, رفيقا فيما ينهى عنه,
حليما فيما يأمر به, حليما فيما ينهى عنه"(قال المحقق:لم أجد هذا
الحديث). فالعلم قبل الأمر, والرفق مع الأمر, والحلم بعد الأمر؛ فإن لم
يكن عالما لم يكن له أن يقفو ما ليس له به علم, وإن كان عالما ولم يكن
رفيقا, كان كالطبيب الذي لا رفق فيه, فيُغْلِظ على المريض فلا يقبل
منه,وكالمؤدب الغليظ الذي لا يقبل منه الولد. وقد قال تعالى لموسى وهارون
"فَقُولا لَهُ قَوْلاً لََّيِّناً لََّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"(سورة طه:44.
ثم إذا أمر ونهى فلا بد أن يؤذى في العادة, فعليه أن يصبر ويحلم. كما قال
تعالى: "وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ
عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"(سورة لقمان:17
وقد أمر الله نبيه بالصبر على أذى المشركين في غير موضع, وهو إمام
الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر. فإن الإنسان عليه أولا أن يكون أمره
لله, وقصده طاعة الله فيما أمره به. وهو يحب صلاح المأمور, أو إقامة
الحجة عليه, فإن فعل ذلك لطلب الرياسة لنفسه ولطائفته, وتنقيص غيره, كان
ذلك حَمِيّة لا يقبله الله, وكذلك إذا فعل ذلك لطلب السمعة والرياء كان
عمله حابطا. ثم إذا رُدَّ عليه ذلك وأوذِيَ أو نسب إلى أنه مخطىء وغرضه
فاسد, طلبت نفسه الانتصار لنفسه, وأتاه الشيطان, فكان مبدأ عمله لله, ثم
صار له هوىً يطلب به أن ينتصر على من آذاه, وربما اعتدى على ذلك المؤذي.
وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة, إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه, وأنه على السنة؛ فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوىً أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم, لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا, وأن يكون الدين كله لله, بل يغضبون على من خالفهم, وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه, ويرضون عمن يوافقهم, وإن كان جاهلا سيىء القصد, ليس له علم ولا حسن قصد, فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله. ويذموا من لم يذمه الله ورسوله, وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله. وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم,
ويقولون: هذا صديقنا وهذا عدونا, وبلغة المُغل: هذا بالٍ, هذا باغى, لا
ينظرون إلى موالاة الله ورسوله, ومعاداة الله ورسوله.
ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس. قال الله تعالى:"وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ" (سورة الأنفال:39), فإذا لم يكن الدين كله لله كانت فتنة.
وأصل الدين أن يكون الحب لله, والبغض لله, والموالاة لله, والمعاداة لله,
والعبادة لله, والإستعانة بالله, والخوف من الله, والرجاء لله, والإعطاء
لله, والمنع لله.وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله, الذي أَمْرُه أمر
الله, ونهيه نهي الله, ومعاداته معاداة الله, وطاعته طاعة الله, ومعصيته
معصية الله.
وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمّه, فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك, ولا
يطلبه, ولا يرضى لرضا الله ورسوله, ولا يغضب لغضب الله ورسوله, بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه, ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه, ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة, وهو الحق, وهو الدين,
فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام, ولم يكن قصده أن يكون
الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا, بل قصد الحَميَّة لنفسه
وطائفته أو الرياء, ليعظَّم هو ويُثنى عليه, أو فعل ذلك شجاعةً وطبعا, أو
لغرض من الدنيا- لم يكن لله, ولم يكن مجاهدا في سبيل الله. فكيف إذا كان
الذي يدَّعي الحق والسنة هو كنظيره, معه حق وباطل, وسنة وبدعة, ومع خصمه حق وباطل, وسنة وبدعة؟!
وهذا حال المختلفين الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعا, وكفّر بعضهم بعضا,
وفسَّق بعضهم بعضا. ولهذا قال تعالى فيهم:"وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" (سورة البينة:4-5). ) منهاج السنة ,(المجلد الخامس ص:253-256)

ويقول ((وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم، فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال، قال تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) منهاج السنة النبوية (5/ 79)

فانظر في هذا الكلام النفيس_ من هذا الإمام الكبير_

القائم على العلم والعدل والرحمة والحق والإنصاف.

وفقنا الله واياكم الى العلم النافع والعمل الصالح والعدل والانصاف .

جمع ابي زكريا بودلال محمد بن العربي التلمساني

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أخلاق, تزكية, عدل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013