من الضعف العلمي التعلق بالتزكية مع وجود الجرح [للعلاّمة ربيع المدخلي حفظه الله]
قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله :
يعني الضعف العلمي يؤدي إلى مثل هذه التفاهات ، قال فلان !! !! قال فلان !! عندنا منهج يُميَّز به أهل الحق وأهل الباطل ، فلو أن أحمد ابن حنبل جاء الآن وزكى فلان وفلان ، ثم وجدنا أن هذا الإنسان لا يستحق هذه التزكية من أقواله وأعماله وكتاباته وأشرطته، هل يجوز لنا أن نتعلق بما زكَّـاه به ذلك الإمام ابن باز أو الألباني أو أحمد ابن حنبل أو غيرهم ؟!! الجـــرح مقــدم على التعديل ، الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم ، هذه القواعد لابد من تطبيقها في ميدان الجرح والتعديل ، فمثلاً زكي الألباني يوم من الأيام فلان ، ثم تبين له أنه لا يستحق التزكية فقال عنه خارجي .
وابن باز في يوم من الأيام زكى فلان وفلان وتبين له خطأهم فقال عنهم دعاة باطل، يأتي أهل الباطل ويشيعون تزكية ويدفنون الجــرح ، لو فرضنا أن ابن باز والألباني استمروا على التزكية إلى أن ماتوا ، ما عندهم إلا هذه التزكية، هل يلزم الناس أن يأخذوا بتزكيتهم ، ويغمضون عيونهم ويقفلوا عقولهم عن أخطاء فلان وفلان الذين زكاهم الألباني أو ابن باز ، الأخطاء واضحة والجرح واضح .
فهل يجوز لمسلم أن يتعلق بتزكية فلان وفلان ، والجرح واضح في هذا المُزكى ؟ الجرح واضح ، هؤلاء متعلقــون برؤوس أهل البدع ومنهم سيد قطب يوالون ويعادون من أجله وأجل أمثاله ويؤلِّـبون الغوغاء والهمج والرعاع على محاولة من ينتقدهم ويبين ضلالهم، هذا جرح قاتل ، وألَّفوا المناهج والكتب في تمجيد هؤلاء ، هذا جرح خطير جداً، لو كان هناك أهل سنة واعين ؟؟ والله لو زكاهم ابن باز والألباني ما نفعهم هذا مادام هم جرَّحوا أنفسهم بمواقفهم وبأفكارهم وبالمناهج الملتوية التي سلكوها في محاربة أهل السنة .
فوقفوا لهم بالمرصاد يشوِّهونهم ويؤلفون مناهج ويجرؤون الشباب على الطعن والتشويه لمن ينتقد أئمة الضلال، سيد قطب أمـــة في الضلال ، فيه ناس تكون أمة في الهدى ، وناس تكون أمة في الضلال فسيد قطب ، أمـــة في الضلال ، جمع ضلالات من أطراف شتى ، من المعنزلة والخوارج والروافض والصوفية الغلاة أهل وحدة الوجود والاشتراكية ، والضلالات ، والضلالات التي ملأ بها كتبه وضيَّع بها شباب الأمة .
فالذي يحامي عن هذا ، ويوالي ويعادي من أجله ، ويضع المناهج لحماية هذه النوعيات التي جمعت أصناف الضلال ، كيف تنفعهم تزكية فلان وفلان ؟!! يعني أين المقاييس الإسلامية ؟ أين الموازين الإسلامية ؟ فعليكم بالعلم يا إخوه ، وعليكم بعلم السلف ومنهجهم ، ومنهجهم في الجرح والتعديل .
وقد وجدنا يحيى بن معين وهو يقال من أشد الناس في الجرح ، وجدنا فيه تساهلاً !! ووجدنا العلماء يخالفونه ممن هم أعلى منه وممن هم دونه ، فكم جرَّح وخالفوه ، وكم عـدَّل وخالفوه ، وأحمد ابن حنبل جرَّح وعدَّل وخالفوه في التعديل والتجريح[1]، لماذا ؟ لأنه عندهم منهج.
والمنهج ليس فلان ، كل عالم فهو مكلف باتباع هذا المنهج ، فإذا أخطأ وخالف هذا المنهج ، يجب أن تحاكم أقواله بهذا المنهج ، هذا ما كان من إجابة على هذا السؤال .
ولهذا يجب أن يُتعلم العلم الصحيح ، ويعلموا مناهج السلف في الجرح والتعديل ،ومتى ينتفع الإنسان من التزكية ومتى لا تنفعه التزكية .
- بارك اللـــه فيــكم -
[ من التعليق على كتاب الجواب الكافي الشريط الثاني من الدقيقة 40 إلى 46 ]
التعديل الأخير تم بواسطة طه صدّيق ; 11 Dec 2015 الساعة 06:27 PM