منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 Jul 2017, 12:38 PM
أبو محمد حسين أبو محمد حسين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 39
افتراضي الكِبْر من أكبر الأسباب في رد الحق والاصرار على الباطل

الكِبْر من أكبر الأسباب في رد الحق

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وبعد :
إنما نحن بشر نخطىء ونصيب، نتذكر وننسى ، يعترينا النّقص من كل جانب فليس لنا الكمال المطلق ، ومن ذا الذي يدعي ذلك وأنّا له ذلك ، نخطىء في حق أنفسنا فنظلمها بالمعاصي والآثام ونخطىء في حق ربنا جلّ جلاله إذا صرفنا شيئا مما اختص الله به من أنواع العبادة لغيره سبحانه، ونخطىء في حق غيرنا بسلب شيىء من حقوقه أو بالتعدي عليه بقصد أو بغيره ، ويخطىء العالم وطالب العلم في مسألة يذكرها أو حكم ينقله لا قصدًا وإنّما غفلةً و سهوا ً، وذلك أنّ كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائيين التوابون كما أخبر بذلك من قال في حق نفسه لما سهى في صلاته فأنقص منها ركعتين " إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني . رواه البخاري ومسلم .
هذا هو الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الحق من غيره ويرجع إليه بعد أن ثبت لديه نقصان الصلاة فكبر وزاد ركعتين اللّتين أنقصهما وسجد للسهو بعد ذلك .
فالخطأ ليس عيبا لكن العيب أن لا تقبل الحق وتصرّ على الباطل وتعاند وتخاصم في ذلك أيما خصومة ،وتبحث عن المبررات لباطلك وتصر وتتعمد الخطأ وهذا ما خشيه صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم التعمّد. صححه الألباني في "الصحيحة"( 2216).
وفي مقابل ذلك تجد الصغير يصيب الحق ويخطىء الكبير ويصيب الفقير ومن لامكانة له ويخطىء صاحب الشرف والجاه والسلطان، يصيب المتعلم ويخطىء المعلم و يخطىء إمام المسجد ويصيب غيره وهكذا هلما جرا، يصيب المفضول ويخطىء الفاضل .
لكن ينقسم الناس بعد ذلك :
إلى رجاّع للحق معتذر عن خطأه تائب منه مستغفر وصنف آخر من الناس مصر على خطأه مستكبر عن الرجوع إليه خاصة إذا جاءه ممن هو دونه في المكانة وهذا الصنف والعياذ بالله متوعد بوعيد شديد إذا رد الحق لكِبر في قلبه والكِبر من أكبر الأسباب في رد الحق .
فقد روى الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه عن عبد الله بن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة، قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس".
بطر الحق أي رده تعنتا وتجبرا وترفعا ،وغمط الناس أي إحتقارهم وإزدرائهم لما يرى من نفسه من مكانة وعجب ونحو ذلك .
قال ابن القيم ـرحمه الله ـ " التواضع: أن يتواضع العبد لصولة الحق.
يعني: أن يتلقى سلطان الحق بالخضوع له، والذل، والانقياد، والدخول تحت رقه. بحيث يكون الحق متصرفا فيه تصرف المالك في مملوكه. فبهذا يحصل للعبد خلق التواضع. ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بضده. فقال «الكبر بطر الحق، وغمص الناس» ، فبطر الحق: رده وجحده، والدفع في صدره. كدفع الصائل. وغمص الناس: احتقارهم وازدراؤهم. ومتى احتقرهم وازدراهم: دفع حقوقهم. وجحدها، واستهان بهاولما كان لصاحب الحق مقال وصولة: كانت النفوس المتكبرة لا تقر له بالصولة على تلك الصولة التي فيها، ولا سيما النفوس المبطلة. فتصول على صولة الحق بكبرها وباطلها. فكان حقيقة التواضع: خضوع العبد لصولة الحق، وانقياده لها. فلا يقابلها بصولته عليه " مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين .
سئل الفضيل بن عياض -رحمه الله- عن التواضع فقال: يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله "
أي ولو كان من صغير نحو كبير ،ولو كان من فقير نحو غني ،ولو كان من متعلم نحو معلم ومن زوجة نحو زوجها ومن إبن و بنت نحو أبيه أو أمها .
فانظرو يارعاكم الله كيف فسر أئمة الإسلام الكِبر برد الحق وعد قبوله والتواضع بالاذعان لصولة الحق .
هذا ويخشى على من يرد الحق أن لايوفق للصواب ولايهتدي إليه بعد ذلك وهذه عقوبة معجلة والعياذ بالله قال تعالى ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ )
قال السعدي – رحمه الله – في تفسيره

{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ} أي: عن الاعتبار في الآيات الأفقية والنفسية، والفهم لآيات الكتاب {الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} أي: يتكبرون على عباد الله وعلى الحق، وعلى من جاء به، فمن كان بهذه الصفة، حرمه الله خيرا كثيرا وخذله، ولم يفقه من آيات الله ما ينتفع به، بل ربما انقلبت عليه الحقائق، واستحسن القبيح."
وعلى من يبلغ الحق لغيره ويريه خطأه أن يتلطف في ذلك وأن يتأدب بأدب النصيحة فيكون مخلصا لله في بيان الخطأ راجياً رجوعه للصواب يفرح بعودته ولا يشمت به شماتة العدو بعدوه ، وإذا سمع بالخطألم يُفرِحه أويعلنه ويشيعه بل يبادر إلى الاصلاح ،والقلوب بين يدي الرحمان يعلم سرها وعلانيتها ويعلم المفسد من المصلح نساأل الله جل وعلى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ورحم الله عبدا اهدى الينا عيوبنا .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك واتوب إليك .
كتبه اخوكم : أبو محمد حسين
23 شوال 1438ه

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf الكِبْر من أكبر الأسباب في رد الحق3.pdf‏ (89.1 كيلوبايت, المشاهدات 735)
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013