منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 10 Jun 2016, 06:06 AM
أبو عبد الرحمن عبد اللطيف أبو عبد الرحمن عبد اللطيف غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: الجزائر
المشاركات: 230
افتراضي مشروع عظيم والربح فيه مضمون ودائم ، لشيخنا أزهر سنيقرة - حفظه الله تعالى -

مَشْرُوعٌ عَظِيمٌ والرِّبْحُ فِيهِ مَضْمُونٌ ودَائِمٌ



فالحرص كلَّ الحرص إذًا على تحقيق الصَّفقة الَّتي يكون ربحها مضمونًا ودائمًا، وأيُّ ضمانٍ أوثق وأصدق من ضمانه جلَّ وعلا الَّذي ضمن عدم بوارها فهي ﴿لَنْ تَبُورَ﴾ أي: لن تكسد ولن تتعطَّل ولن تخسر وتهلك، فما هي إذًا أعمال هذه الصَّفقة المربحة والتِّجارة المباركة؟

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر:29]،هي إذًا تلاوة كتاب الله، وإقام الصَّلاة، والإنفاق في سبيل الله سرًّا وعلانية.

فأوَّل هذه الأعمال هي تلاوة كتاب الله، لهذا كان مطرِّف ابن عبد الله يقول: «هذه آية القرَّاء»(4).

وقال البيضاوي - رحمه الله - في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ﴾: «يداومون على قراءته أو متابعة ما فيه حتَّى صارت سمةً لهم وعنوانًا، والمراد بكتاب الله: القرآن أو جنس كتب الله فيكون ثناءً على المصدِّقين من الأمم».

وقال السَّعدي: «أي يتَّبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدِّقونها ويعتقدونها، ولا يقدِّمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضًا ألفاظه بدراسته ومعانيه بتتبُّعها واستخراجها».

ومن معاني الرِّبح العظيم في قراءة القرآن:

أنَّ من قرأ حرفًا فله حسنةٌ والحسنة بعشر أمثالها، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: ﴿ألـم﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ولاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»(5).

ومن الرِّبح الكبير والفضل العظيم عند تلاوته وقراءته: أنَّه شافعٌ لصاحبه يوم القيامة، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: «اِقْرَءُوا القُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ، اِقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البَقَرَةَ وَسُورَةَ آلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اِقْرَءُوا سُورَةَ البَقَرَةَ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةٌ».

قال معاوية بن سلام: «بلغني أنَّ البطلة: السَّحرة»(6).

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:«الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ مَاحِلٌ - أي ساعٍ - مُصَدَّقٌ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ» (7).

هذا شيءٌ يسيرٌ من عظيم فضائل القرآن وبركته على أهله وأصحابه في الدُّنيا والآخرة.

نسأله تبارك وتعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

(4) «الدر المنثور» (12/ 285).

(5) رواه التِّرمذي (2910).

(6) رواه مسلم (804).

(7) رواه ابن حبَّان (164) والبيهقي في الشعب (1855) وجوَّد إسناده الألباني في «الصَّحيحة» (2019).

[التجارة التي لن تبور (راية الإصلاح)]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013