الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة الحسنى للمتَّقين، ولا عدوان إلَّا على الظَّالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين.
والحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين.
وبعد :
فقدروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ).
وفي رواية: قيل: يا رسول الله! من الغرباء؟ قال :(الذي يصلحون إذا فسد الناس).
وفي أخرى: (الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي).
وإنَّ من أشد من تمثلت فيهم الغربة في هذا الزمان العلماء، فهم غرباء بين أهليهم وذويهم، حتى غدا بعضهم غريبا بين أهل هذا المنهج، والله المستعان.
ومن هؤلاء حامل راية الجرح والتعديل العلامة الشيخ ربيع هادي المدخلي حفظه الله ورعاه وسدده على الحق وثبته على التوحيد والسنة حتى يلقى الله غير مغيِّر ولا مبدِّل.
وما دفعني إلى كتابة هذه الكلمة هو موقف حدث لي مع أحد إخواني، حيث كنا أمام باب الإقامة الجامعية فجاء أحدهم ناصحًا لنا، ومرشدا إلى الحق ـ زعم ـ؛ فقال:هل تعرفون ربيع المدخلي؟ قلنا نعم! فقال: أنصحكم أن لا تستمعوا له.
ثم انصرف.
فقال أخي الذي بجنبي :كنت أريد أن أقول له: "لا داعي للتَّحذير منه ومن السماع له؛ فقد قلَّ من يسمع له!"
فتعجبت من تلك الكلمة التي أجراها الله على لسان هذا الأخ، فهو واقع الكثير منَّا، أن يملأ هاتفَه وحاسوبه بدروس الوُعَّاظ، وطلبة العلم الصِّغار، وبالكاد تجد دروس العلماء الرَّاسخين، الذين شهدت لهم الأمَّة بالعلم والصلاح، وبهم يقتدي العام والخاص، حتَّى يأمن الفتنة والزيغ، حيث كثرت الفتن، وقلَّ الثبات على السنة، والله المستعان.
وما أردت من مقالي هذا أن أذكِّر نفسي وإخواني إلى ضرورة الرجوع إلى العلماء، ممن رسخت أقدامهم في العلم، والاستماع لدروسهم، وأخص منهم الشيخ العلامة ريع المدخلي، الذي شهد له أئمة هذا العصر: ابن باز،والعثيمين،والألباني - رحمهم الله – بالعلم والعقيدة الصحيحة، بل شهد له أعداؤه، فهو المربي الناصح، وهو الذي تصدى للحزبين وأهل الأهواء، فكلما جاؤوا بشبةإلا وفنَّدهابعلم وحكمة، جزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
وللشيخ دروس وشروحات وكتب ومقالات في العقيدة والمنهج والحديث ومصطلحه وغيرها من الفنون، وهذا رابط موقع الشيخ لمن أراد أن يستفيد مما سطرته قلمه ومما نفع الله به من خلال دروسه ومحاضراته:
لا تستغرب أخي أبو بكر فالشيخ ربيع لا يعرفه حتى بعض الشباب السعودي وهذا من شدة تأثرهم بالوعاظ و القصاص و أصحاب المناهج المنحرفة نسأل الله العظيم ان يحفظ علماء السنة.
هذه هي الغربة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم وأهلها فيها متفاوتون كل بحسبه
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
((أهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يُميزونها من الأهواء والبدع هم غرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربةً ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا. فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عزوجل فيهم :
{وإن تُطِع أَكثر مَن في الأرض يُضلّوك عن سبيلِ الله}، فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله وغربتهم هي الغربة الموحشة)).
[مدارج السالكين (3/195)]
جزاك الله خيرا .
وصدق صاحبك،فالإمام ربيع قل من يستمع له وقل من يعرف قدره وأنه من الراسخين في العلم .
وما أبلغ هذا البيت :
سيبكيه القوم إذا الفتن أقْبلت وفي الليلة ِ الظلماءِ يفتقدُ البدر
أخي سامي ومحمد ومعبد ولكم خير الجزاء .
وهذه درة من درر طلبة الشيخ ربيع وفاء لشيخهم وقياما بالواجب اتجاه معلمهم، وهي محاضرة بعنوان :
من معين الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله.
فمن كان يحب الشيخ ربيع بعد سماع هذه المحاضرة يزداد حبا له وتعظيما له، ومن كان في قلبه شيء اتجاهه بإذن الله يعرف قدر هذا العالهم .
الشيخ ربيع رجل ذو عقيدة صحيحة وحب للسنة ولا يخاف في الله لومة لائم
ومن يطعن فيه إما جاهل أو صاحب هوى وهو عند أهل العلم ذو صيت وتقدير ويحسب من العلماء الراسخين لكن سنة الله تقتضي أن يكون أشد الناس بلاءا الأنبياء ثم الصالحون وهكذا