منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 25 Nov 2019, 02:20 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي حديث: لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ.









حديث: لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ.

للمحدّث العلاّمة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله

الشيخ : ... وهذا يذكّرني بالحديث الآخر الذي أخلّ بمعناه، كثير من أهل العلم فضلاً عن أنّ جماهير المسلمين أخلّوا بمعناه عمليا. ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنّما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)
لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنّما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.
الإطراء في اللّغة يأتي تارة بمعنى المدح مطلقا أي أطرى: مدح , وتارة يأتي بمعنى المبالغة في المدح , وهذا الفرق يجب أن تتذكّروه بمناسبة الكلام على هذا الحديث لأن كون هذه الكلمة لغة تعطي هذين المعنيين المدح مطلقا والمبالغة في المدح , كان هذا من أسباب الخلاف في تفسير هذا الحديث فكثير من المتقدمين فضلا عن المتأخرين فسّروا (لا تطروني ) أي لا تبالغوا في مدحي وهذا له وجه في اللغة ولكن الألفاظ اللغوية التي تتضمن أكثر من معنى لا يجوز للمسلم أن يجنح أو أن يميل إلى معنى من هذه المعاني دون أن يراعي ما يتعلق بهذا اللفظ الذي جاء في مكان واحد أو في سياق واحد هذا أولا , وأيضا دون أن يراعي ما يتعلق بتلك الكلمة من نصوص أخرى كثيرة يمكن بها أن يستعين المسلم في ترجيح معنى من المعنيين الذَين يتضمنهما اللفظ من حيث اللغة , فهؤلاء الذين فسّروا : (لا تطروني) أي لا تبالغوا في مدحي لهم وجهة نظر من الناحية اللغوية كما ذكرت آنفا لكن المعنى الآخر وهو المدح مطلقا هو الأولى بسياق هذا الحديث وبنهايته, لأنّنا إن فسّرنا الإطراء بمعنى الغلوّ في المدح، لم يلتئم هذا المعنى مع تمام الحديث الذي هو (ولكن قولوا: عبد الله ورسوله)، إذا رجعنا إلى نص الحديث (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)، نتصوّر كأنّ قائلا يقول، ولو بلسان الحال: إذًا ماذا نفعل يا رسول الله؟، الجواب يأتي مباشرة لأنّ الشرع كامل بإيحاء الله عزّ وجل إلى نبيّ هذا الكمال المنصوص عليه في القرآن , فجاء الجواب بدون سؤال قولوا عبد الله ورسوله , فتفسير المبالغة في المدح لا يلتقي مع أمر الرسول عليه السلام وهو قولوا: عبد الله ورسوله هذا شيء , وشيء آخر وهو مهم في وجهة نظري أنّ هذا الحديث إذا فُسِّر بالمعنى الأول: المبالغة في المدح، لا يتناسب مع تبويب بعض علماء الحديث لهذا الحديث كالإمام أبي عيسى الترمذي الذي عقد بابا في كتابه الشهير الشمائل المحمدية بعنوان "باب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم " هذا الباب لا يلتئم مع المعنى الأوّل، لأنّ كلّ مسلم عنده شيء من العلم والصلاح واجب عليه أن يقول لا تبالغوا في مدحي, هذا ليس من باب التواضع هذا واجب على كل إنسان ، فأولى وأولى بنبيّ الإسلام، فكيف يليق أو كيف يلتقي حينئذٍ الحديث مع هذا التفسير مع الباب باب تواضع النبي صلى الله عليه وسلم , في تنافر وليس هناك تلاقٍ مطلقا بين هذا المعنى وبين هذا الباب , وكما تعلمون إن شاء الله أنّ علماء الحديث يترجمون عن جانب من جوانب فقه الحديث ومعناه بالباب الذي يعقدونه فوقه , فباب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إنّما يلتقي مع نهيه المسلمين عن مدحه مطلقا وليس عن الغلو في مدحه , لأنّ هذا الغلوّ هو فرض على كل مسلم فليس للرسول حينئذٍ فضيلة خاصّة فيما إذا نهى عن المبالغة في مدحه، ولكن الذي يليق بـتواضعه عليه السلام كما تدل على ذلك سائر شمائله صلى الله عليه وسلم إنّما هو النهي عن المدح مطلقا.

إذًا صار عندنا حتى الآن أمران اثنان يؤكّدان لنا تفسير الإطراء، بمعنى المدح مطلقا، لا تمدحوني مطلقا الأمر الأوّل قولوا: عبد الله ورسوله، الأمر الثاني: تبويب وترجمة علماء الحديث لهذا الحديث بـباب تواضع الرسول عليه السلام ... لا يلتقي مع التفسير الأول ألا وهو المبالغة في المدح وإنّما النّهي عن المدح مطلقا .

وشيء ثالث: قوله صلى الله عليه وآله وسلم (كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ) , يتوهّم كثير من المتأخّرين إنّو هذا التّشبيه يعني النهي عن المبالغة في الإطراء ، يتوهّمون أنّ قوله عليه السلام: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، أنّه يعني: لا تبالغوا في مدحي، لأنّ هذا الذي وقعت فيه النصارى , الحق أنّ هذا التفسير ظاهريا مقبول لكن الحقيقة التي يعرفها أهل العلم والّذين يقدّرون قاعدة سدّ الذرائع، المكرّرة في الشريعة، هم أبعد ما يكونون عن هذه الملاحظة التي تشبّث بها المؤوّلون للإطراء هنا بمعنى المبالغة في المدح، ذلك لأنّنا إذا وقفنا عند هذا التّشبيه، فربّما قيل لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، ماذا قال النصارى في عيسى بن مريم؟ قالوا: ابن الله، إذًا، أنتم لا تُغالوا وتقولوا فيّ كما قالت النصارى في عيسى إنّه ابن الله، أو نحو ذلك ممّا هو شرك صريح , هل من قائل يقول ولو كان من أولئك الناس الذين يفسّرون الإطراء بمعنى المبالغة يقف عند هذه الظاهرة يقول: كما أطرت النصارى عيسى بن مريم؟ أي لا تقولوا: ابن الله ، ما أظنّ عالما يقول بهذا القول وإن كان شاعرهم قد وقع في هذا السّوء من الفهم حينما قال : دع ما ادّعته النصارى في نبيّهم ***واحكم بما شئت فيهم مدحا.

يعني هذا المدح أيش ليس له حدود، بس أبعد عن قول النصارى ابن الله , هذا هو الغلوّ في الدّين، الذي نهى الرسول عليه السلام في ذاك الحديث ونهى ربّ العالمين النّصارى أن يُغالوا في دينهم , فصدق في بعض المسلمين قوله عليه الصلاة والسلام (لتتبعن سنن مَن قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه)، وجاء في بعض الروايات في سنن الترمذي وغيره عبارة رهيبة جدا قال عليه الصلاة والسلام (حتى لو كان فيهم مَن يأتي أمّه على قارعة الطريق لكان فيكم مَن يأتي ذلك).

ويا سبحان الله، هذا الحديث، يعني، يكاد ينطبق بحرفيّته على تقليد المسلمين أو على الأقل بعض المسملين لهؤلاء الكفار من النصارى وغيرهم , الشّاهد نعود إلى ما أشرت إليه من باب سد الذرائع , الذي نقطع به أنّ النصارى ما وقعوا في الشرك الأكبر في قولهم عيسى ابن الله طفرة وقفزة واحدة لأنّ سُنَّة الله في خلقه أنّ الشرّ لا يأتي إلا رويدا رويدا، هكذا الشيطان يزيّن لعدوّه الإنسان أن يصل إلى الشرّ الأكبر بتقديم خطوات لطيفة جدا ناعمة لا يتنبه لها عدوّه الإنسان إلاّ بعد أن يقع على أمّ رأسه في الشَرَك وفي الشِرْك الذي أوقعه فيه الشيطان الرجيم.
لذلك، قال بعض الشعراء في بعض العصور :
أرى خلل الرماد وميض نار ***ويوشك أن يكون لها ضرام
فإنّ النّار من عودين تُذكى***وإنّ الحرب أوّلها الكلام.

وما معظم أيش .
سائل آخر : النار .
الشيخ : من مستصغر الشرر , أي نعم , والإسلام جاء بقواعد سدّ الذّريعة كما هو معلوم في الكتاب والسُنَّة ولسنا في هذا الصدد , فإذًا كان من الحكمة البالغة ومن السياسة الشرعية الحكيمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أغلق باب مدحه عليه السلام إلاّ بما جاء في الشرع، خشية أن يؤدي المبالغة في مدحه إلى شيء يخالف الشرع, قد يبدأ المادح بكلمات في مدح الرسول عليه السلام لا غبار عليها ولكن من الصعب بمكان أن يقف المادح عند حدود الشرع إلاّ إذا كان عالما , عالما بالمنّاهي التي جاءت في الشرع صراحة وبـالمناهي التي لم تأت في الشرع صراحة، وإنّما جاءت من باب سدّ الذريعة , لهذا نرى أنّ تفسير الحديث السابق هو بمعنى: لا تمدحوني، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله , ولو أنّ المسلمين التزموا أن يذكروا كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل والمناقب، فذلك يكفيهم عن أن يبتكروا مدحا له عليه السلام، كما قال ذلك الشاعر البوصيري أغناهم؟ ذلك عن أيّ مدحٍ لأنّ الله عزّ وجل ليس بعد قوله فيه ((وإنّك لعلى خلق عظيم )) وبعدما جاء في الشرع كتابًا وسُنَّة من فضائل ومناقب للرسول عليه السلام، فذلك خير وأبقى ممّا عليه بعض المسلمين اليوم من تنظيم قصائد وأناشيد يتّخذونها زعموا في مدح الرسول عليه السلام ... .

للاستماع


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	لاتطروني.png‏
المشاهدات:	6554
الحجـــم:	896.5 كيلوبايت
الرقم:	7551  
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 Nov 2019, 07:18 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





حديث: «لاَ تُطْرُونِي...»

عثمان عيسي (أعزّه الله بالإسلام والسُّنَّة).


عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ». أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء: باب قول الله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا﴾[مريم:16]، برقم (3445).

وأخرجه مطوَّلاً في كتاب الحدود: باب رجم الحبلى من الزِّنا إذا أحصنت، برقم: (6830). وأخرجه الحميدي في «مسنده» (27)، وأحمد في «مسنده» (164، 154، 331)، والدَّارمي في «سننه» (2784)، وابن حبَّان في «صحيحه» (6239)، وأبو يعلى في «مسنده» (153)، والبزَّار في «مسنده» (194) والطَّيالسي في «مسنده» (24) وعبد الرَّزَّاق في «مصنفه» (9758).

يدلُّ هذا الحديث على أصل كبير من أصول الدِّين الدَّالَّة على وسطيَّة دين الإسلام بين سائر الملل والشَّرائع، وهذه الوسطيَّة سمة امتاز بها دينُنا الحنيف، وخاصيَّةٌ من أعظم خصائصه وأبرزها، وأهلُه المنتسبون إليه بحقٍّ، أهلُ وسط، عدول، لا هُمْ بأهل غلوٍّ فيه، ولا هُمْ بأهل تقصير وجفاء، «فكما أنَّ الجافي عن الأمر مضيِّع له، فالغالي فيه مضيِّع له، هذا بتقصيره عن الحدِّ، وهذا بتجاوزه الحدَّ»(1).

قوله ﷺ: «لا تُطْرُونِي»: اختلفت عبارات أهل اللُّغة ـ في معنى الإطراء، فمنها ما يدلُّ على الثَّناء فقط، ومنها ما يدلُّ على المبالغة، ومنها ما يدلُّ على مجاوزة الحدِّ فيه، وإلى هذا الأخير نحا الأكثرون(2).

إذًا فـ«الإطراء» هو: «مُجاوَزَةُ الحَدِّ في المَدْحِ والكَذِبُ فيه، والزِّيادةُ في الثَّناء والغلوُّ فيه».

قوله: «النَّصارى»: وهم أهل ملَّة من الملل الكتابيَّة، هكذا اسمهم في الكتاب والسُّنَّة، أمَّا تسميتهم بـ«المسيحيِّين» فَغَلَطٌ، نبَّه عليه علماؤنا المحقِّقون، لأنَّ المسيحي لا يُقال إلاَّ لمن آمن بعيسى بن مريم عليه السلام عبدًا لله ورسولاً له، واتَّبعه وصدَّقه فيما أخبر به، ومن ذلك تبشيره بنبيٍّ يأتي من بعده اسمه أحمد، كما قال الله عزَّ وجل: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾[الصف:6].

أمَّا الَّذين لم يتَّبعوه فليسوا بمسيحيِّين، وإنَّما هم «نصارى» كما سمَّاهم الله عزَّ وجلَّ، وعيسى بن مريم ﷺ بَرِيءٌ منهم(3).

قوله: «ابْنَ مَرْيَمَ»: «فنسبه إلى أمِّه لينفي نسبته إلى غيرها، فلا يُنسب إلى الله تعالى أنَّه ابنه ولا إلى أبٍ من البشر، كما زعمت النَّصارى الغالية فيه، ولا كما زعمت اليهود الكافرة به»(4).

وفي هذا فَائِدَتَانِ:

«إحداهما: بَيَانٌ أنَّهُ مَوْلُودٌ، وَاللَّهُ لَمْ يُولَدْ.

وَالثَّانِيَةُ: نِسْبَتُهُ إلى مَرْيَمَ، بأَنَّهُ ابْنُهَا لَيْسَ هُوَ ابنَ اللَّهِ»(5).

بيَّن الحديث أنَّ النَّصارى هم الَّذين أطروا نبيَّ الله عيسى بن مريم، وهذا من غلوِّهم فيه وفي دينهم، «وَغُلُوُّ النَّصَارَى في عِيسَى قَوْلُ بَعْضِهِمْ هُوَ اللَّهُ، وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ هُوَ ابْنُ اللهِ وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ هُوَ ثَالِثُ ثلاثَةٍ»(6)، و«هذه الأقوال جميعها قول طوائف النَّصارى المشهورة: الملكيَّة(7) واليعقوبيَّة والنَّسطوريَّة، فإنَّ هذه الطَّوائف كلَّها تقول بالأقانيم(8) الثَّلاثة: الأب والابن وروح القدس، فتقول: إنَّ اللهَ ثالثُ ثلاثة، وتقول عن المسيح إنَّه الله، وتقول إنَّه ابن الله، وهم متَّفقون على اتِّحاد اللاَّهوت والنَّاسوت(9)، وأنَّ المتَّحد هو الكلمة، وهم متَّفقون على عقيدة إيمانهم(10) الَّتي تتضمَّن ذلك وهو قولهم: نؤمن بـ إله واحدٍ آب ضابط الكلِّ، خالق السَّماوات والأرض، كلّ ما يرى وما لا يرى وبـربٍّ واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كلِّ الدُّهور، نور من نور إله حقّ من إله حقٍّ، مولود غير مخلوق»(11).

وقال الحافظ ابن كثير (2/ 479): «وكلُّ هذه الفرق تُثْبِتُ الأقانيم الثَّلاثة في المسيح، ويختلفون في كيفيَّة ذلك، وفي اللاَّهوت والنَّاسوت على زعمهم! هل اتَّحدَا، أو ما اتَّحدَا، بل امتزجَا أو حلَّ فيه؟ على ثلاث مقالات، وكلٌّ منهم يكفِّر الفرقة الأخرى، ونحن نكفِّر الثَّلاثة» اهـ.

قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى الله إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِالله وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا الله إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِالله وَكِيلا﴾[النساء:171].

قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (2/ 477): «ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلوِّ والإطراء، وهذا كثير في النَّصارى، فإنَّهم تجاوزوا حدَّ التَّصديق بعيسى، حتَّى رفعوه فوق المنزلة الَّتي أعطاه الله إيَّاها، فنقلوه من حيِّز النُّبوَّة إلى أن اتَّخذوه إلهًا من دون الله يعبدونه كما يعبدونه،... ولهذا قال: ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾، أي: إنَّما هو عبد من عباد الله وخَلْق من خلقه، قال له: كنْ فكان، ورسولٌ من رسله، وكلمته ألقاها إلى مريم، أي: خَلقَه بالكلمة الَّتي أرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم، فنفخ فيها من روحه بإذن ربِّه عزَّ وجلَّ، فكان عيسى بإذن الله عزَّ وجلَّ،... ولهذا قيل لعيسى: إنَّه كلمة الله وروح منه، لأنَّه لم يكن له أبٌ تَوَلَّد منه، وإنَّما هو ناشئ عن الكلمة الَّتي قال له بها: «كن» فكان، والرُّوح الَّتي أُرسل بها جبريل...» اهـ.

قال قَتَادة: في قوله تعالى: ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ «هو قوله: كُنْ فَكَان»(12).

وقال شاذُّ بنُ يحيى: «ليس الكلمة صارت عيسى، ولكن بالكلمةِ صارَ عيسى»(13).

فعيسى عليه السلام مخلوق من روح مخلوقة وأضيفت الروح إلى الله على وجه التَّشريف، كما أضيفت النَّاقة والبيت إلى الله، فهي من خلق الله تعالى، ومن عنده، وليست من للتَّبعيض كما تقوله النَّصارى ـ عليهم لعائن الله المتتابعة ـ بل هي لابتداء الغاية.

وعيسى عليه السلام بريء من هذا الَّذي ادَّعوه فيه وفي أمِّه، فقد جاء في القرآن الكريم ذلك صريحًا واضحًا لا شكَّ فيه ولا ريب، قال تعالى: ﴿مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُون﴾[المائدة:75].

وقال: ﴿وَإِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ الله قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد﴾[المائدة:116-117].

قوله: «أَنَا عَبْدُهُ»: هذا وصف ملازم له غير زائل عنه ﷺ، لأنَّ منزلة العبوديَّة هي أساس الشَّرف للرُّسل والمؤمنين، ولهذا يذكر الله تعالى نبيَّه بوصف العبوديَّة في أعلى المقامات، فقال سبحانه وتعالى في مقام الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير﴾[الإسراء:1]، وقال في مقام التَّحدِّي: ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾[البقرة:23]، وقال تعالى في مقام الدَّعوة: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ الله يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾[الجن:19]، وقال سبحانه وتعالى في مقام الإنذار: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾[الفرقان:1].

قوله: «فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»: أي: صِفُوني بذلك كما وَصَفني ربِّي.


قال الإمامُ ابنُ القيِّم في «مدارج السَّالكين» (3/ 440): «وأمَّا سيِّد ولد آدم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فإنَّه كمل مرتبة العبوديَّة فاستحقَّ التَّقديم على سائر الخلائق فكان صاحب الوسيلة والشَّفاعة الَّتي يتأخَّر عنها جميع الرُّسل ويقول هو: أنا لها، ولهذا ذكره الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالعبودية في أعلى مقاماته وأشرف أحواله... ولهذا يقول المسيح حين يُرغب إليه في الشَّفاعة: «اذْهَبُوا إِلى مُحَمَّدٍ، عَبْدٌ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ»(14) فاستحقَّ تلك الرُّتبة العليا بتكميل عبوديَّته لله وبكمال مغفرة الله له» اهـ.

وقال ابنُ أبي العزِّ الحنفي في «شرحه على العقيدة الطَّحاوية» (1/ 149): «وَاعْلَمْ أَنَّ كَمَالَ المَخْلُوقِ في تَحْقِيقِ عُبُودِيَّتِهِ للهِ تَعَالَى، وَكُلَّمَا ازْدَادَ العَبْدُ تَحْقِيقًا لِلعُبُودِيَّةِ ازْدَادَ كَمَالُهُ وَعَلَتْ دَرَجَتُهُ وَمَنْ تَوَهَّمَ أَنَّ المَخْلُوقَ يَخْرُجُ عَنِ العُبُودِيَّةِ بوَجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ، وَأَنَّ الخُرُوجَ عَنْهَا أَكْمَلُ، فَهُوَ مِنْ أَجْهَلِ الْخَلْقِ وَأَضَلِّهِمْ...» اهـ.

فـ«عبد الله» تُبطِل الغلوَّ، «ورسوله»: تُبطلُ الجفاءَ، فلا يُغَالَى في النَّبيِّ ﷺ فيُعبَد من دون الله، أو يعطى من خصائص الرُّبوبيَّة أو الألوهيَّة، ولا يُجفَى فيُكَذَّب ولا يُمتَثل أمرُه ولا تُتَّبَع سُنَّته، والحقُّ وسط بين الغلوِّ والجفاء، وهو صراطُ الله المستقيم، ودينُه القويم، طريقُ النَّجاة الوحيد الموصل إلى اللهِ العزيزِ الحميد.

***

- إشكال وجوابه:

فإن قال قائل:

ما علمنا أنَّ أحدًا ادَّعى في رسولِ الله ﷺ ما ادُّعِيَ في عيسى عليه السلام؟!

- فالجواب من ثلاثة أوجه:

الأوَّل: أنَّ هذا فيه «سدٌّ للذَّرائع الَّتي تؤدِّي إلى الشِّرك بالله، فالرَّسول ﷺ ما من خير إلاَّ دلَّ الأمَّة عليه، وما من شرٍّ إلاَّ حذَّرها منه، وكلَّما كان الشَّيء أخطر كانت العناية به أعظم، فالشِّرك لَمَّا كان أعظم الذُّنوب وأظلم الظُّلم على الإطلاق، وهو الذَّنب الَّذي لا يغفره الله والَّذي حرَّم الله على صاحبه الجنَّة ومأواه النَّار، لَمَّا كان بهذه الخطورة حذَّر منه ﷺ غاية التَّحذير ومنع من أيِّ وسيلة تؤدِّي إليه، كما منع من إطرائه في هذا الحديث لئلاَّ يفضي ذلك إلى أعظم محذور، وكما لعن ﷺ اليهود والنَّصارى في اتِّخاذهم قبور أنبيائهم مساجد وهو في شدَّة المرض الَّذي مات فيه، كلُّ ذلك حماية منه ﷺ لجناب التَّوحيد وسدًّا للطُّرق الَّتي تنتهي إلى الشِّرك»(15).

الثَّاني: أنَّ من الصَّحابة من بالغ في تعظيمه، فنهاهم النَّبيُّ ﷺ عمَّا عساه يبلغ بهم العبادةَ باستهواء الشَّيطان واستجرائه.

فعن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ ﷺ: يَا سَيِّدَنَا، وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَيَا خَيْرَنَا، وَابْنَ خَيْرِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! قُولُوا بقَوْلِكُمْ وَلاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ(16) الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَرَسُولُ اللهِ، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَا رَفَعَنِي اللهُ»(17)، وفي لفظ(18): «فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللهُ».

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ! فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ ﷺ: «أَجَعَلْتَنِي وَاللهَ عَدْلاً! بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ»(19).

الثَّالث: «أنَّه ليس من شرط النَّهي أن يكون المنهيّ عنه قد فُعِل، وإنَّما هو منع من أمرٍ يجوز أن يقع»(20).

«وهذا يقتضي أنَّ مَنْ رفع امرأً فوق حدِّه وتجاوز مقداره بما ليس فيه فمعتدٍ آثم، لأنَّ ذلك لو جاز في أحدٍ لكان أولى الخلق بذلك رسول الله ﷺ» اهـ(21).

إنَّ الغلوَّ في الدِّين غيرُ مرضيٍّ في الإسلام، وشريعةِ نبيِّنا محمَّد ﷺ خيرِ الأنام، وقد نهى عنه اللهُ ورسولُه ﷺ، ومع وجود النُّصوص الكثيرة والمتنوِّعة في مختلف أبواب الشَّريعة، المحذِّرة والمنفِّرة من الغلوِّ بشتى أشكاله ـ سواء في الاعتقادات، أو في الأعمال(22) ـ، فقد آلَ إليه ـ مع الأسف الشَّديد ـ طوائفُ من أمَّةِ النَّبيِّ ﷺ على مرِّ الدُّهور والعصور، وهو باقٍ إلى يوم النَّاس هذا، يعلمُ ذلك كلُّ مَن اطَّلع على ما أُحدث في الأمَّة من عقائد، وطرائق ومناهج مخالفة للدِّين، ومجانبة لشريعة ربِّ العالمين.

وسأمثِّل بطائفتين ضالَّتَيْن وهما: الرَّافضة والمتصوِّفة من أصحاب الطُّرق، لِما لَهما من نشاطٍ رهيب، ومَدٍّ زاحفٍ مريب، ومددٍ ودعمٍ وتأييدٍ من قوى الكفر من اليهود والنَّصارى عجيب!
ـ يزعم الرَّافضة «أنَّ أئمَّتهم يعلمون الغيب، وأنَّهم يحيون الموتى، وأنَّهم قادرون على إبراء الأكمه والأبرص، وأنَّ كلَّ ما جاء من صفاته تعالى فإنَّ المراد بها أئمَّتهم، كوجه الله، ويده، ولسانه، وبابه، وأنَّهم الأسماء الحسنى، كما زعموا أنَّ أئمَّتهم أفضل من الأنبياء، كما عبدوهم من دون الله تعالى، وجعلوا أضرحتهم مزاراتٍ وأعيادًا، وصيَّروها أوثانًا»(23).

ـ يزعم غلاةُ الصُّوفيَّة أنَّ الله خلق الكون مِن نورِ نبيِّنا محمَّد ﷺ(24).

ـ أنَّ الكون خلق من اسمه ﷺ وحضوره وقربه من ربِّه(25).

ـ زعمهم أنَّ بنور نبيِّنا محمَّد ﷺ تجري الأنهار وتثمر النَّباتات وتظهر أسرار الأرض(26).

ـ زعمهم أنَّ الرَّسول ﷺ ليس من البشر، بل هو بالرُّوح القدسي والقالب النَّبوي(27).

ـ زعمهم أنَّ الرَّسول ﷺ لم يمت، ولكنَّه حيٌّ مخلَّد، قد تستَّرَ عمَّن لا يفقه عن الله(28).

ـ زعمهم أنَّ الرَّسول ﷺ يعلم الغيب(29).

وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض ردِّه على النَّصارى في كتابه الفذِّ «الجواب الصَّحيح لمن بدَّل دين المسيح» مضاهاةَ قول غلاة الصُّوفيَّة المنتسبين إلى الإسلام وغيرهم قول النَّصارى في عيسى عليه السلام، إذ قالوا في النَّبيِّ ﷺ: «إنَّ ذات النَّبيِّ كانت موجودة قبل خلق آدم، ويقولون إنَّه خُلق مِنْ نور ربِّ العالمين ووجد قبل خلق آدم وأنَّ الأشياء خلقت منه حتَّى قد يقولون في محمَّد ﷺ من جنس قول النَّصارى في المسيح حتَّى قد يجعلون مدد العالم منه ويروون في ذلك أحاديث وكلُّها كذب»(30).

ـ غلوّ الضُّلاَّل في النَّبيِّ ﷺ، وإطراؤهم له فوق الحدِّ المشروع، فأبوا إلاَّ مخالفة أمره وارتكاب نهيه، وناقضوه أعظم المناقضة فغلوا فيه وبالغوا في إطرائه وادَّعوْا فيه ما ادَّعت النَّصارى في عيسى أو قريبًا منه، فسألوه مغفرة الذُّنوب وتفريج الكروب وشفاء الأمراض ونحو ذلك ممَّا هو مختصٌّ بالله وحده لا شريك له، وكلُّ ذلك من الغلوِّ في الدِّين.

وصور الغلو في الدِّين كثيرة متنوِّعة، نصَّ عليها العلماء، وبيَّنوها نصحًا للأمَّة، وتحذيرًا منها، وذبًّا عن دين ربِّ العالمين، ومؤلَّفاتُ أئمَّة السُّنَّة المسندة وغيرها، زاخرة بالتَّحذير من الغلوِّ ـ وأهله ـ بمختلف أنواعه وصوره وأشكاله القديمة والحديثة.

مدح الرَّسول ﷺ منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم: «فـالمحمود: هو أن يوصف بكلِّ كمال يليق بالإنسان،... والمدح المذموم: هو الَّذي يتجاوز فيه الحدُّ ويقع به المادح في المحذور الَّذي لا يرضاه الله ولا رسوله ﷺ، وذلك: أن يوصف ﷺ بما لا يجوز أن يوصف به إلاَّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أو أن يصرف له ﷺ ما لا يستحقُّه إلاَّ الباري جلَّ وعلا...»(31).
**************************
* فوائد الحديث وما يستنبط منه:

ـ إظهار سُنَّة رسول الله ﷺ ونشرها.

ـ كمال نصح وبلاغ الرَّسول ﷺ لأمَّته.

ـ سدُّ الذَّرائع الَّتي تؤدِّي إلى الشِّرك.

ـ بيان ما وقع فيه النَّصارى من الغلوِّ في عيسى عليه السلام.

ـ تحذير الأمَّة من الوقوع فيما وقعت فيه النَّصارى.

ـ الجمع بين الأمر والنَّهي، وأنَّ على المفتي إذا أرشد إلى المنع من محذور أن يدلَّ على مأمور به هو خير.

ـ وصفه ﷺ بأنَّه عبد الله ورسوله امتثالاً لأمره ﷺ.

ـ الإشارة في الجمع بين وصفه بكونه عبد الله ووصفه بكونه رسوله إلى دفع الإفراط والتَّفريط، والغلو والجفاء.

ـ بيان أنَّه ﷺ لا يخرج عن أن يكون عبدًا لله تعالى حيث قال: «إنَّما أنا عبده».

وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدِّين.
-----------------------------------------------------------
(1) «مدارج السَّالكين» (2/ 496).

(2) انظر: «تاج العروس» (38/ 488).

(3) انظر: «فتاوى الشَّيخ ابن باز» (5/ 387)، «لقاءات الباب المفتوح» (43/ السُّؤال رقم 8)، «إعانة المستفيد» (1/ 271)، «معجم المناهي اللَّفظيَّة» (93).

(4) «الرَّدُّ على البكري» لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/ 460).

(5) «مجموع الفتاوى» (2/ 449).

(6) «مجموع الفتاوى» (17/ 274 ـ 275), والتَّثليث أصلٌ في عقيدة النَّصارى كلِّهم، ولكنَّهم مختلفون في كيفيَّته.

(7) ويقال لها أيضا (المَلْكَانِيَّة).

(8) الأقانيم: جمع كلمة «أقنوم»، وقد اختلف النَّصارى في معناها كثيرًا، واضطربوا في تفسيرها فـ«تارة يقولون أشخاص، وتارة خواص، وتارة صفات، وتارة جواهر، وتارة يجعلون الأقنوم اسما للذَّات والصِّفة معا، وهذا تفسير حُذَّاقهم، انظر: «الجواب الصحيح» (3/ 200).

(9) اللاَّهوت: الجانب الإلهي من طبيعة عيسى عليه السلام عند النَّصارى.

والنَّاسوت: الجانب الإنساني من عيسى عليه السلام عندهم.

(10) وهو ما يُعرَف بـ«قانون الإيمان» عند النَّصارى، ويعتبر من لا يؤمن به عندهم ليس مسيحيًّا!

(11) «الجواب الصَّحيح لمن بدَّل دين المسيح» (2/ 12).

وهذا الَّذي نقله شيخ الإسلام لا يخرج عن صيغة القانون المترجمة إلى العربيَّة والمعتمدة في كنائس النَّصارى اليوم.

(12) أثر صحيح، أخرجه عبد الرَّزَّاق في «تفسيره» (658).

(13) أثر صحيح، أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (6310).

(14) ما وجدته بهذا اللَّفظ، وإن كان أصله في «الصَّحيحين»، فقد رواه البخاري (4712) ومسلم (194).

(15) «مجموع كتب ورسائل الشَّيخ العلاَّمة عبد المحسن العبَّاد البدر ـ حفظه الله ـ» (2/ 215 ـ 216).

(16) أي: يذهب بعقولكم وهواكم.

(17) حديث صحيح أخرجه أحمد (13529)، انظر: «الصَّحيحة» (1097).

(18) «المسند» (13596) وإسنادُها صحيح.

(19) حديث صحيح لغيره أخرجه أحمد (1839)، وابن ماجه (2117), انظر: «الصحيحة» (138).

(20) انظر: «كشف المشكل من حديث الصَّحيحين» لابن الجوزي (1/ 65).

(21) «تفسير القرطبي» (5/ 247).

(22) انظر: «اقتضاء الصِّراط المستقيم» (1/ 288).

(23) شرح يوسف بن محمَّد السَّعيد لـ«المسائل الَّتي خالف فيها رسول الله ﷺ أهلَ الجاهليَّة» (1/ 251).

(24) كلامهم هذا ثابت عنهم في مصادرهم ومراجعهم، انظر: «الابريز من كلام عبد العزيز الدبَّاغ» (ص: 224 ـ 225).

(25) «الابريز» (ص: 224 ـ 225).

(26) «الابريز» (ص: 222).

(27) قاله أبو المواهب الشَّاذلي كما في «الطَّبقات الكبرى للشَّعراني» (ص: 588).

(28) قاله ـ أيضا ـ أبو المواهب الشاذلي كما في «الطَّبقات الكبرى للشَّعراني» (ص: 591)، وانظر: «جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض التِّيجاني» (1/ 118).

(29) «الابريز» (ص: 246 ـ 249). وانظر ردَّ العلماء على البوصيري في بيته المشهور: ومن علومك علم اللوح والقلم!

(30) «الجواب الصَّحيح» (3/ 384).

(31) «مجموع كتب ورسائل الشَّيخ عبد المحسن العبَّاد البدر» (2/ 216 ـ 217) بتصرُّف.

* منقول من مجلة الإصلاح «العدد 23»


المصدر


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	لاَتُطرُونِي كما أطرت النّصارى.png‏
المشاهدات:	13517
الحجـــم:	361.3 كيلوبايت
الرقم:	7552  
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013