الحمد لله و الصلاة و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و أصحابه و من والاه ، أما بعد
فلقد أمتعنا شيخنا أبو عبد الله -حفظه الله و متعه بالصحة و العافية- بخطبته اليوم ( كعادته جزاه الله خيرا ) في تكملة شرح حديث الرويبضة و ما يكون في آخر الزمان من الفتن .
و ذكر أحدَ الأخباث المفتونين الذين ينطبق عليهم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا و هو الرافضي الكاذب سلايمية و مما عابه به الشيخ حفظه الله في الجمعة الفارطة كونه سائق شاحنة القمامة و الزبالة و مع ذلك يتكلم في الأمور العظيمة ، و ذكر في خطبة اليوم أن بعض الإخوة لم يرتض التعيير بهذه المهنة الشريفة و هي مهنة التنظيف فبين الشيخ مقصده من ذلك و أنه لم يقصد الإساءة إلى أصحاب هذه المهنة بل لبين منزلة هذا المتشبعِ بما لم يعط الطاعنِ في خير الأمة بعد النبي صلى الله عليه و سلم .
و كنت قد وقفت على فائدة ذكرها العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه الماتع ( الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة ) تتعلق بالهِجاء ، وذلك أن الهلالي هجا أحدَ الشيوخ الصوفية المبتدعة - و كان بياعا للمستعمر الإسباني خائنا لوطنه - بقصيدة و مما جاء فيها تعييره للشيخ بكونه قَيْنا أي حدادا فقال :
تجاهلت يا ابن القَيْن فضلي و سؤددي ==== و من شِقوة أقبلتَ بالظلْم تبتدي
ثم قال : ( فإن قيل و هب أنه كان حدادا فأي نقص في ذلك و قد كان نبي الله داود يصنع الدروع من الحديد قال تعالى في سورة الأنبياء (( و علمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون )) الآية 80 فمعرفة ههذه الصنعة نعمة فكيف يعير بها ؟
فالجواب أنها في حق داود عليه السلام نعمة و فضيلة و في حق غيره أمر مباح لا يحمد فاعله و لا يذم فلو كان هذا الفقيه مستقيما في دينه و لم يبدأني بالظلم ما عيرته بذلك لأن هذه الصنعة لا يضيره التعيير بها لو لم يكن موصوفا بتلك الطوام و إذ كان مشركا مبتدعا بياعا فإني لم أر حرجا في تذكرته بحرفته السابقة و حرفته اللاحقة قال الشاعر :
و من دعا الناس إلى ذمه ==== ذموه بالحق و الباطل )
انتهى
فوقع التوافق بين ما يسوقه السلايمية من شاحنة الزبالة حسا و بين ما يحمله و يدعو إليه من زبالة الأفكار و قذارة المعاني ، و لله في خلقه شؤون .
و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 03 Mar 2018 الساعة 05:04 PM