منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام » ركن الخطب المنبريّة والدروس العلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31 Mar 2017, 09:24 AM
أبو هريرة موسى بختي أبو هريرة موسى بختي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: بلدية سيدي عيسى ولاية (المسيلة) حرسها الله بالتوحيد و السنة
المشاركات: 1,318
افتراضي رسالة إلى الفقراء... القاعدة الذهبية للإمام أحمد في مواجهة الفقر. للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله


السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
حيَّاكمْ اللهُ جميعًا
مقطع للشيخ : محمد سعيد رسلان - حفظه الله -

بعنوان :رسالة إلى الفقراء... القاعدة الذهبية للإمام أحمد في مواجهة الفقر.


مـــدتــه: 05:35

تفريغ
يَقُولُ النَّبِيُّ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: ((لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ؛ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ)).
إِذَنْ؛ الدُّنيَا كُلُّهَا مِن بَدئهَا إِلَى مُنتَهَاهَا بمَا فِيهَا؛ مِن مُلْكِ المُلُوك وَالسَّلَاطِين, وَمَا فِيهَا مِنَ الكُنُوزِ, وَمَا فِيهَا مِنَ الأَحوَالِ وَالنَّعِيمِ, مُنذُ خَلَقَهَا إِلَى أَنْ يَرِثَهَا؛
لَا تَعدِلُ جَناحَ بَعُوضَة عِندَ اللَّهِ –جَلَّ وَعَلَا-.كَم يَبلُغُ نَصِيبُكَ أَنتَ مِنَ الجَناجِ؟!
حَتَّى فِي عَصرِكَ؛ مَا يَبلُغُ مَا عِندَكَ مِمَّا هُوَ مُوَزَّعٌ فِي الدُّنيَا كُلِّهَا؟ مَا يَبلُغ؟!
فَكَيفَ إِذَا قِيسَ مَا عِندَكَ بِالنِّسبَةِ إِلَى الأَعصَارِ – جَمعُ: عَصْر-كُلِّهَا مُنذُ خَلَقَهَا إِلَى أَنْ يَرِثَهَا؟!أَلَا تُفِيقُونَ!!
الأَمرُ قَرِيبٌ, وَإِنَّمَا هُوَ طَعَامٌ دُونَ طَعَام, وَلِبَاسٌ دُونَ لِبَاس, ((وَإِذَا ذُكِرَ المَوتُ هَانَ كُلُّ شَيءٍ)) كَمَا قَالَ الإِمَامُ أَحمَدُ –رَحِمَهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا-, وَضَعَ لنَا قَانُونًا مِن أَجمَلِ مَا تَكُونُ القَوانِين.
تَعلَمُونَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَعدِلُ بِالفَقرِ شَيئًا, يَقُولُ: ((وَاليَومُ الَّذِي أُصبِحُ فِيهِ وَلَيسَ عِندِي فِيهِ شَيء؛ هُوَ أَحَبُّ الأَيَّامِ إِلَيَّ)).
مَعَ أَنَّهُ كَانَ يَتَوَجَّعُ يَقُولُ: ((وَلَكِنْ أَوَّه مِنَ الفَقرِ)) –رَحِمَهُ اللَّهُ رَحمَةً وَاسِعَةً-.
وَكَانَ فَقرُهُ هَذَا فَقرًا اختِيَارِيًّا؛ لِأَنَّ عَطَايَا السَّلاطِينِ كَانَت عَلَى طَرَفِ بَنَانِهِ, بَلْ أَرسَلَ إِلَيهِ المُتَوَكِّلُ مَالًا عَظِيمًا, فَأَرَادَ أَنْ يَرُدَّهُ, فَقَالَ لَهُ مَن جَاءَ بِهِ: سَتَحدُثُ بَينَكَ وَبَينَهُ وَحْشَة,
وَسَيَقُولُ الوُشَاة: أَنَّهُ لَا يَقبَلُ مِنْكَ شَيئًا, وَلَا يَأكُلُ عِنْدَكَ طَعَامًا, فَاقْبَلْهُ وَتَصَدَّق بِهِ.
فَقَبِلَهُ؛ ثُمَّ جمَعَ أَهْلَ بَيتِهِ, ثُمَّ أَخَذُوا يُقَسِّمُونَهُ عَلَى طُلَّابِ العِلمِ مِنَ الفُقَراءِ المُحتَاجِينَ, وَعَلَى المَسَاكِينِ وَغَيرِهِم مِنَ المُحتَاجِين, وَلَم يُبْقِ لِأَهلِ بَيتِهِ مِنْ هَذَا المَالِ شَيئًا,
حَتَّى الكِيس الَّذِي جَاءَ المَالُ فِيهِ تَصَدَّقَ بِهِ!!
ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ بَلَغَ المُتَوَكِّل, فَجَاءَ فِي نَفسِهِ شَيء, وَحَاكَ فِي صَدرِهِ شَيءٌ مِنَ المَوجِدَةِ, فَقَالَ بَعضُ المُحِبِّينَ لِلإِمَامِ أَحمَد فِي مَجلِسِ المُتَوَكِّل: لَا عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين, لَقَد قَبِلَ مِنكَ وَتَصَدَّقَ بِهِ, مَا لِأَحمَدَ وَالدُّنيَا.
كَانَ فِي حَاجَةٍ شَدِيدَةٍ, وَفِي فَاقَةٍ ضَاغِطَةٍ, وَأَهلُ بَيتِهِ كَانُوا كَذَلِك؛ فَأَرسَلَ إِلَيهِ بَعضُ أَحِبَّائِهِ رِسَالَةً قَالَ فِيهَا بَعدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثنَى عَلَيهِ, وَسَلَّمَ عَلَى الإِمَامِ وَدَعَا لَهُ
قَالَ: إِنِّي قَد وَقَعَ إِلَيَّ مَالٌ لَيسَ فِيهِ شُبهَة, وَإِنِّي أُرِيدُ مُستَأذِنًا إِيَّاكَ أَنْ أُرسِلَ إِلَيكَ كَذَا وَكَذَا مِنهُ -وَذَكَرَ قَدْرًا كَبِيرًا-, وَأَنتَظِرُ جَوَابَكَ.
فَأَخَذَ هَذَا الخِطَابَ, فَجَعَلَهُ تَحتَ سَجِّادَةٍ كَانَ يُصَلِّي عَلَيهَا, جَاءَ بَعضُ وَلَدِهِ فِي غِيَابِهِ فَقَرَأَ ذَلِكَ الكِتَابَ, فَلَمَّا كَانُوا مَعًا بِاللَّيلِ قَالَ: يَا أَبَتْ؛ بِمَاذَا سَتَرُدُّ عَلَى فُلَانٍ؟!
فَغَضِبَ, قَالَ: وَقَدْ قَرَأتَهُ؟!
قَالَ: نَعَم
قَالَ: ((لَا يَرُدُّ عَلَيهِ أَحَدٌ سِوَاكَ اكتُب, وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثنَى عَلَيهِ, وَرَدَّ عَلَيهِ السَّلَام, وَقَالَ: وَأَمَّا مَا ذَكَرتَ مِنَ المَالِ الَّذِي وَقَعَ لَكَ مِن غَيرِ حُرمَةٍ وَلَا شُبهَةٍ؛
فَبَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهِ, وَأَمَّا أَنَا فَفِي عَافِيَةٍ وَسِترٍ وَجَزَاكَ اللَّهُ خَيرًا)). هَذَا جَوَابُهُ وَلَم يَقبَلْ شَيئًا.
مَرَّ عَامٌ وَتَذَكَّرَ أَهلُ بَيتِهِ فِي حُضُورِهِ قَالُوا: فِي مِثلِ هَذَا اليَومِ جَاءَنَا كِتَابُ فُلَانٍ يَعرِضُ عَلَى الوَالِدِ قَدْرًا مِنَ المَالِ.
فَنَظَرَ إِلَيهِم وَقَالَ: ((لَوْ كُنَّا قَبِلنَاهُ لَكَانَ قَد فَنِيَ الآنَ)).
يَعنِي: اعتِبرُوا أَنَّنَا قَد قَبِلنَاهُ وَقَد فَنِي.
طَبِّق هَذَا عَلَى كُلِّ أَحوَالِكَ, وَسَتَحيَا عَزِيزًا كَرِيمًا, وَسَتَحيَا مُقبِلًا عَلَى رَبِّكَ مُخلِصًا لِدِينِكَ وَاللَّهُ يَرعَاكَ.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو هريرة موسى بختي ; 31 Mar 2017 الساعة 09:28 AM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013