منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 05 Feb 2013, 07:55 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي آداب البيع والشراء؛ لسماحة المفتي -حفظه الله-


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اَله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ً إلى يوم الدين اما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى عباد الله إن من الأمور المهمة التي تهم المجتمع المسلم وجود أسواق للبيع والشراء يتبادلون فيه السلع والبضائع فيما بينهم، وللأسواق شأنها حتى قبل الإسلام فقد كان في الجاهلية قبل الاسلام للعرب أسواق كالمجنة ومجازي وعكاظ فلما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم تحرج المسلمون عن تلك الأسواق فأنزل الله (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ)، فأباح له دخول الأسواق والبيع والشراء فيها والإتجار (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ)، وقال جل وعلا: (فَإذا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)، وقال: (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ)، ولقد حضيت الأسواق بشأن كبير من النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان مراقب ومشرف عليها وضع لها الضوابط وسن لها الآداب والأحكام وكان صلى الله عليه وسلم يتفقد أسعار السوق بنفسه ويسأل عن الأسعار والاحتكار.
أتى السوق يوماً فأدخل اصبعه في طعام فرأى في أسفله بلل فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟" قال: أصابته السماء يا رسول الله قال: "ألا وضعته فوق الطعام كي يراه الناس من غشنا فليس منا"، وإذ أباح الإسلام الإتجار في الأسواق لكنه طهرها من بعض بيوعات الجاهلية المشتملة على الضرر والغرر والجهالة ومنع المسلم من بيع الأمور المحرمة فمن آداب الاسلام آداب وأحكام في السوق فمنها آداب عامة ومنها آداب تخص المشتري وآداب متعلقة بالبائع نفسه.
فالآداب العامة اولاً:
شرع الاسلام للمسلم ذكر الله في الأسواق وأن يكون الذكر مقرون بالاكتساب (فَإذا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَإذكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فالمسلم عامة مزاول على الشراء لكن ذكر الله في قلبه إذا الأسواق مع الغفلة والصدود فذكر الله يحي القلوب ويقوي الأيمان فيها.
ومن آداب السوق أيضاً:
فشو السلام فإن السلام يسبب المحبة ويقوي الروابط والوحشة بين الناس يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم"، وقال صلى الله عليه وسلم "إياكم والجلوس في الطرقات"، قالوا: يارسول الله مجالسنا لابد نتحدث فيها قال: "إن أبيتم إلا ذلك فأعطوا الطريق حقه"، قالوا: وما حق الطريق قال: "غض البصر وإفشاء السلام وكف الأذى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ومن آداب السوق أيضاً:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يخلو السوق من صخبا وأقوال باطلة وكذباً وايماناً فاجرة والمسلم مأمور أن يأمر بالمعروف على قدر استطاعته (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ)، فإذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر اختفت الرذائل والأمور الدنيئة وعلى الحق وإذا أهمل الناس هذا الجانب ظهرت الرذيلة والشرور والفساد.
ومن الآداب أيضاً:
المنع من الصخب والاصوات المؤذية والكلام البذيء الذي لا خير فيه والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر "إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب بالأسواق"، ومن صفات النبي صلى الله عليه وسلم السابقة ليس بالفظ ولا بالغليظ ولا صخاب في الأسواق ونهى صلى الله عليه وسلم عن الإساءة في الأسواق.
ومن الآداب العامة في البيع والشراء ما يلي:
فمن تلكم الآداب التوعية العامة للباعة بوسائل الإعلام بالنشرات المعروفة بالدعوات الصالحة ليكون الناس على وعيهم في بيعهم وشرائهم فإن توعية الأمة وتبصيرها في أمور دينها ودنياها من الأمور المهمة.
ومن آداب البيع أيضا:
البعد عن كثرة الحلف ولو كنت صادقا فمن حلف بالصدق يوشك أن يحلف كاذبا ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب"، وبالثلاثة الذي لا يكلمهم الله يوم القيامة رجل جعل الله بضاعته لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه هذا كله غير لائق، بيع واشتر وأحذر اليمين وحافظ عليها أيها المسلم.
ومن ذلك الكذب في البيع والشراء الكذب في الأيمان لترويج السلع يقول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان ورجل ينفق سلعته بالحلف الكاذب"، فأحذر اخي من الأيمان الكاذبة لترويج سلعك احذر أن تحلف بيمينك الزم الصدق فرزق الله آت إن شاء الله.

ومن الآداب في الأسواق أيضاً:
البعد عن الغش فإن الغش حرام على المسلم فمن آداب البيع المهم أن يكون البائع بعيداً عن غشه بيعه يبيع بيعاً واضحا وتكون سلعته سلعتاً لاغش ولاخيانة فيها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا"، ونهى المسلم أن يبيع بيعاً إلا بينة والغش أنواع كثيرة غش في الإنشاءات فقد يقيم متجراً ويقيم عمارات ويشيدها ويظن الظان أنها على أحسن المستويات بما يرى من تذويق في ظاهرها إلا أن هذا المنشئ لها غاش في تكوينها لا يبالي لو كان هذا مسكنه أو عمله الخاص استغلاله الخاص لأبدى فيه من القوة والانضباط ما يبدي لكن لما كان بيعاً تجارياً لا يبالي في الغش فسرعان ما يظهر خيانته في هذا البيع وتبدوا في البيع عيوباً كثيرة أصلها الغش وعدم التقنية الغش وعدم الدقة في ذلك ومن الغش أيضاً أيها الأخوة الغش في توريد السلع وأي وارد سلعة يعلم أن هذه الاجهزة الم لا بد أن تنتهي زمنها في زمناً يسير وهو يعلم ذلك لكنه لا يبالي حيث أن الذي يستوردها ويبيعها بأسعار خيالية أو قد يكسبها شعار غير شعارها الحقيقية ترويجاً لها ودعوة إليها وهو يعلم أنها خراب وأنها سرعان ما تضعف وسرعان ما تتلف لكنه لا يبالي لضعف الإيمان في قلبه وقلة الخوف من الله.
ومن الغش أيضاً يا عباد الله الغش بالسلع التي انتهى وقتها المحدد لها فهو لا يبالي بذلك فكل مطعوم أو مشروب انتهت صلاحيته حرام عليك أن تبيعه على إنسان حرام عليك أن تبيعه وأنت تعلم أن صلاحيته قد انتهت وكم نسمع في الصحف من أن بعض الأمانات اكتشفت أطنان من المطعومات مضى زمانها وانتهت صلاحيتها إذا أين الإيمان في قلبك أيها المسلم إن الغش في السلع الاستهلاكية أو المطعومات من أعظم البلاء لا سيما الغش في المطعومات والمأكولات فإن هذا من الغش يهدد صحة الإنسان وسلامته وعافيته وكثيراً من المأكولات الذي تباع في المطاعم سبب لجذب أمراض كثيرا فخذ مثلاً الوجبات السريعة التي تحدها كثيراً من المطاعم كم فيها من الأضرار و أوبئة وفساد كثير هل حصل رقاب أو مراقبة على هذه المطاعم ونحوها؟ هل عرف حالهم وحال من يطهي هذه الأطعمة أهو مؤهلا صحيًا أم علمياً أم لا فإن كثيراً من هؤلاء يغشون في هذه المطعومات التي ابتلي بها شبابنا يتناولونها بأعلى الأسعار وهي ضرر في نفسها مكوناتها قد لا ترضاها لنفسك لكن القوم لا يبالون فلا بد من رقابة صارمة صحية على هذه المطاعم وأمثالها والبحث عنها وعن تكويناتها والعلم التام بأن هؤلاء لا يقدمون شيء فيه ضرر به كثير من الأوبئة والأمراض أسبابها كثيراً من المأكولات الغير صحية التي لا يبالي مقدمها بما يقدمون المهم أن يأخذوا من أموالاً دون مبالاة ولهذا كثرت وانتشرت في البلاد بكثرة دخلها وعظيم ربحها لكن الواجب أن يوضع رقابة صارمة صحية على هؤلاء وبحثًا عن هؤلاء وهل هذه الوجبات صحية أم لا وهل هي خالية من الأضرار التي تهدد صحة أبنائنا وبناتنا.
ومن آداب البيع أيضاً:
صدق البائع في بيعه وصدق المشتري في شرائه فالبيع يصدق في بيعه لا يكون كاذبا ولا غاشاً ولا خائنا بل صادق فيما يعرض وأن هذه السلعة سليمة من العيوب يقول صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار مالم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما"، فصدق البائع واضح في سلعته وخلوها من العيوب وسلامتها وصدق المشتري أيضاً في وفاءه في الثمن واعطاءه في وقته ألا تكون شيكاته مزورة ألا تكون خالية من الرصيد بل تكون رصيدها موجود حتى لا يضر بذلك البائع.
ومن الآداب في البيع أيضاً:
تقوى الله والعدل في الوزن والكيل يقول الله جل وعلا: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إذا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإذا كَالُوهُمْ أو وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ*)، وقال عن شعيب أنه قال لقومه: (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)، فمن المصيبة إخلال بالمكاييل والموازين وتخفيضها من بعض ما هي معروف وخداع الناس بذلك.
ومن الآداب في البيع:
القناعة لدى البائع بما يسر الله له فأنت أيها البائع لا بد أن تربح وتسعى في الربح لكن ليكن هذا الربح ربحاً واقعياً لا ربحاً تجاوزيا، إن كثير من المبالغات في السلع التي يفرضها بعض الباعة مخالفة للواقع فتكون السلعة مثلاً بكذا وترى الارباح فيها احياناً قد تصل إلى 100% وأكثر من ذلك فلا بد من قناعة لك أيها المسلم وقناعة بالرزق الذي تحصل عليه وأن يكون ربحك ربحاً طيبا ًربحا مباركا لا ضرر فيه على الاخرين وفي الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه".
ومن الآداب أيضاً:
الالتزام بالعهود والعقود والوفاء بهما قال الله جل وعلا (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)، وقال: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ أن الْعَهْدَ كان مَسْئُولاً)، والبيع والشراء عقد والله يقول: (وَأَشْهِدُوا إذا تَبَايَعْتُمْ)، كل ذلك من لأجل رفع الحرج والوفاء بالعقود وعدم الخيانة والخداع في ذلك.
ومن آداب البيع أيضاً:
أن يكون المسلم بعيداً عن بيع كل امراً محرم فكل امر تحرمه الشريعة تكون بعيداً عنه لأن الله يقول لنا (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، فمن التعاون على العدوأن البيوع المحرمة كبيع الخمور والخنزير والميتة والحيوانات الغير مأكولة وغير ذلك يقول حديث أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن، فنهى عن ثمن الكلب الكلب ونهى عن مهر البغي وما تعطي البغي والعيإذ بالله على استحلال فرجها ونهى عن حلوان الكاهن ما يأخذه من الكهنة خداع وكذبة. وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حرم الله ورسوله بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام"، وفي الحديث الاخر "قاتل الله اليهود إن الله لما حرم الشحوم جملوه فباعوه فأكلوا ثمنه وإن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه
ومن آداب البيع:
أن يكون المسلم وقت سماع الآذان حي على الصلاة حي على الفلاح أن يترك بيعه وشراءه ويقبل إلى المسجد لأداء هذه الفريضة ليتمكن من الوضوء وإدراك تكبيرة الإحرام وإدراك الجماعة فذلك خيراً له من الدنيا وما عليها قال الله جل وعلا: (فِي بُيُوتٍ إذنَ اللَّهُ أن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ).
فيا أيها المسلم عند سماع حي على الصلاة حي على الفلاح أغلق متجرك وأقبل على صلاتك فذلك الخير لك.
ومن الآداب أيضاً:
السماحة في البيع والشراء يقول صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرئ سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا اقتضى"، فالسماحة في بيعك و في شرائك وفي اقتضائك أخلاق إسلامية يتحلى بها المسلم ويقوم بها.
فيا أيها المسلم اتق الله في نفسك وفي بيعك التزم آداب الاسلام في بيعك و شرائك لتكون تجارتك تجارة صالحة صادقة التاجر الصدوق الأمين مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين فلنتق الله في أنفسنا ولنتأدب بآداب الشريعة وعلى مراقبة الأسواق والمسؤولين عنها أن يراقبوا الأسواق مراقبة جيدة مراقبة إيمانية فالمؤمن يحمل إيمانه على البعد عن الغش والخيانة ومن لم يحمل ذلك فإن المراقبة والأخذ على أيدي المتلاعبين والعابثين في الأسعار والعابثين بالمأكولات حدود في ذلك والذي لا يتنادون بالشرعية يجب أن يأخذوا على أيديهم ليكون بين الناس تعاون على الخير والتقوى تعاون على ما فيه المنفعة بعيدين عما يؤذي الناس في أمر دينهم ودنياهم اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم لما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقولٌ قولي هذا واستغفروا الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورٌ الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها النَّاسَ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى، عباد الله،لغة العرب شعار الإسلام وسبب لفهم الإسلام واللغات عند كل أمم هي عنوان بروزهم وشأنهم، إن العالم الإسلامي الذي يحافظ على اللغة العربية يدل على خير فيه لأن لغة العرب هي اللغة التي جاء بها القرآن والسنة فكتاب الله بلسان عربي ورسول الله عربي، فهذه نعمة من نعم الله إننا حينما نستعرض أسواقنا الكبار في بلادنا نجد أن هذه الأسواق تحمل أسماء أجنبية بعيدة عنا فلماذا أيها الأخوة ماذا بها الأسماء إذا أسمينا أسماء عربية إسلامية لنحافظ على لغتنا لنحافظ على شريعة العظيمة فإن وضع الأسواق بالأسماء الأجنبية البعيدة غير لائق بالمسلمين نسأل الله الهداية والتوفيق.
أيتها المرأة المسلمة أحب أن أوجه لك بعض النصائح فأتق الله في نفسك عندما تخرجين إلى السوق فألزمي تقوى الله ابتعدي عن السفور والتبرج وعن التعطر والتزين وكوني على حذر في تعاملك مع الاَخرين كوني على حذر والله يقول: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)، أقل الكلام إلا فيما ينفع احذري في الأسواق والانتقال من سوق إلى السوق بلا داعي ولا غرض ولا حاجة اتقي الله في ذلك وخاطبي عندما تخاطبي الرجل بخطاب فيه الحذر وعدم الانبساط خاطبي فيما يعود عليك بالنفع وفيما يعود على سلعتك بالفائدة دون التوسع في القول ودون كثرة الخطاب ودون التبرج إلزمي الحجاب في الأحوال كلها فحجابك عزتك وكرامتك (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا)، فكوني على حذر وكوني خائفة من الله وكوني مراقبة ربك في الدخول في الأسواق وخروجك منها فإن هذا هو اللائق بك كامرأة مسلمة تخاف الله وتتقيه اسأل الله أن يحفظ الجميع الإسلام وأن يوفقنا جميعاً للتمسك بهذه الشريعة والتأدب بآدابها في اقوالنا واعمالنا انه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم الله أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.
وصَلُّوا رحمكم الله على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائه الراشدين، الأئمة المهدين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.
اللَّهمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمَّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، وجعل اللَّهمّ هذا البلاد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللَّهمَّ أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ولاة أمورنا، اللَّهمّ وفِّقْهم لما في صلاح الإسلام والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدالله بنَ عبدِالعزيزِ لكل خير، اللَّهمَّ سدده في أقوله وأعماله وأمنحه الصحة والسلامة والعافية، اللَّهمّ وفِّقْه لكل عمل تحبه وترضى، اللَّهمّ أره الحق حقا ورزقه اتباعه وأره الباطل باطل وعنه على اجتنابه، ودله على كل عمل تحبه وترضى، اللَّهمَّ وفق ولي عهده سلمان بن عبدالعزيز لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله، وأعنه على مسئوليته إنك على كل شيء قدير، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، اللَّهمَّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ وجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين، اللَّهمَّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ وجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللّهمَّ سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم لا غرق، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون
http://mufti.af.org.sa/sites/default...--14340313.mp3

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013