الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، ورضي الله عن آله وصحبه .
أما بعد :
الفوزان -حفظه الله من بقية السلف – وهو عالم رباني له هيبة الكبار ، إذا تكلم أوجز يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا تأخذه في الله لومة لائم ، يصدع بالحق وبمنهج السلف ويحارب بدع الخلف ويعرف مناهجهم ، فبعض أهل الاهواء يدعي وصلا به لينال المكانة والشرف ، وينسب الاقوال له معززا زورا فعل أهل التحزب في نصرتهم لمذهبهم ، وهم في الحقيقة يستغلون كلامه بما يوافق مقصودهم ورغبتهم ، فقد افتروا الكذب عليه بهتانا و تأويلا ، ولكن الشيخ متفطن لهم ويعرف مصائدهم ومكرهم ، قال العلامة صالح الفوزان : الكذب اليوم كثير، الكذب عليَّ وعلى غيري كثير، فالذي ينسب إلى أحد قولًا أو فتوى لا بدَّ أن يبرزها بخط المفتي أو بصوته، إمَّا بخطه وإمَّا بصوته، وأمَّا النسبة المطلقة كذا قال فلان: كذا، قال فلان وأفتى فلان فهذا لا يقبل لأنَّ الكذب اليوم كثير والتقوُّل كثير على أهل العلم وعلى ولاة الأمور، بل على الناس عمومًا التقوُّل عليهم والكذب عليهم وتحريش بعضهم على بعض هذا كلُّه من الشر، نعم.
وفي هذا المقال سنسلط الضوء كما يقال على هؤلاء الضلال الجهال الذين لا يستحيون من الكذب والافتراء والبهتان على العلماء الأموات منهم بل والأحياء ،وسنخص في هذا المقال العلامة صالح الفوزان المفترى عليه.
معنى افترى: افترى القولَ ، افترى عليه القولَ : اختلقه ، ادَّعاه ، كذب فيه} : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا } - { مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إلاَّ مُفْتَرُونَ }: كاذبون على الله ، -{قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ }: كاذب متقوِّل على الله.[معجم المعاني الجامع].
قال السيوطي: (الافتراء: اختراع قضية لا أصل لها) [ معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم للسيوطي (1/ 207)]
وقال الكفوي: (الافتراء: هو العظيم من الكذب، يقال لمن عمل عملا فبالغ فيه: إنه ليفري الفرى. ومعنى افترى: افتعل واختلق مالا يصح أن يكون؛ ومالا يصح أن يكون أعم مما لا يجوز أن يقال وما لا يجوز أن يفعل) الكليات) [لأبي البقاء الكفوي (1/ 449)].
وأما البهتان : (هو الكذب الذي يبهت سامعه، أي: يدهش ويتحير، وهو أفحش الكذب، لأنه إذا كان عن قصد يكون إفكاً . [الكليات لأبي البقاء الكفوي (ص 154)]
وقال القرطبي: (البهتان من البهت، وهو أن تستقبل أخاك بأن تقذفه بذنب وهو منه بريء) [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (5/ 381)].
قال السمرقندي: (ليس شيء من الذنوب أعظم من البهتان، فإنَّ سائر الذنوب يحتاج إلى توبة واحدة، وفي البهتان يحتاج إلى التوبة في ثلاثة مواضع. وقد قرن الله تعالى البهتان بالكفر، فقال تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج: 30]) [ تنبيه الغافلين ص 167]
وعدَّ الهيتمي البهت من الكبائر، قال: (الكبيرة الرابعة والخمسون بعد المائتين: البهت، لما في الحديث الصحيح السابق في الغيبة: ((فإن لم يكن فيه فقد بهته)) [رواه مسلم]. بل هو أشدُّ من الغيبة؛ إذ هو كذب فيشقُّ على كلِّ أحد، بخلاف الغيبة لا تشقُّ على بعض العقلاء؛ لأنها فيه) [ الزواجر عن اقتراف الكبائر للهيتمي 41 / 2].
وفي هذا الزمان تطاول أهل الاهواء والبهتان على مشايخنا وعلمائنا الكرام ، حتى وصل السيل الزبا ، اختلقوا الكذب عليهم ورموهم عن قوص واحدة ، وهكذا زمرة كل الخلفيين أعداء السلفيين يفعلون في كل مكان وزمان.
وسبحان الله تجد علمائنا الصناديد يقابلون هذه الافتراءات بالصبر والحزم ويعلمون قوله تعالى: لن يضروكم إلا أذى ... الآية.
يقول القرطبي في تفسير هذه الأية : قوله تعالى : لن يضروكم إلا أذى يعني كذبهم وتحريفهم وبهتهم.
وأعداء العلماء كثر اليوم - لا كثرهم الله-، من خوارج تكفريين وإخوان مفلسين وحدادية غالين و مميعة حلبيين وكل من تلبس ببدعة ظاهرة أو خفية.
والأمثلة كثيرة عن افتراءاتهم وبهتانهم وما أكثر ما ينقلوه المنحرفون بهتانا وافتراءا وزورا وتأويلا على العلامة الفوزان حفظه الله تعالى .
فكلهم ينقل عن الشيخ كلاما أ وفتوى توافق هواه أو ما يصبو إليه ، فعل الحزبيين وأهل الأهواء فأنهم يأخذون الذي لهم ويتركون الذي عليهم، وقد حذر الشيخ من هؤلاء الذين ينقلون عنه بعض الكلام ويتركون بعضه.
وهذه أمثلة عن بعض المفترين على العلامة صالح الفوزان منهم :
1 – علي الحلبي وأتباعه : وقد كذبه العلامة الفوزان على ما افتراه وللشيخ عبد العزيز الراجحي بيان على ذلك قال فيه :( تكذيب ما نسبَهُ عليّ بن حَسَن الَحلَبيّ لمعالي الشَّيخ الدَّكتور صالح بن فوزان بن عَبْد الله الفوزان في«الأسئلة العراقيَّة ، في مَسَائل الإيمان والتَّكفير الَمنْهجيَّة» مِن إجابات ، ويقول الشيخ عبد العزيز الراجحي : رَفَعْتُ الكتابَ مُرْفَقًا به خِطَابٌ مِنِّي لمعالي الشَّيخ صَالِحٍ حفظه الله ، سائلاً لَهُ عن صِحَّةِ نسبة تلك الأجوبة إليه . فَكَتَبَ إِلَـيَّ حفظه الله بعدم صِحَّتِهَا !
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ((هَذِهِ الأجوبةٌ لا أذكُر أنَها صَدرْت مني، وهَؤلاءِ الأشخاص الَمذكُورةُ أسمَاؤُهُم فيْها لا أعرفهُم، ولا أذكُر أنَّهم اجتَمعُوا بِي في مَكةَ ولا فِـي غيرها، وعَلى مَن ينسبُ إليَّ هَــذِهِ الأجوبةِ أَن يبرز ما يُثبتُ ذلك من كتابة بخطي أو بتسجيل بصوتي، والتوقيع الموضوع في آخرهــا لا يدل على صحة تلك الـنسبة؛ لأنه يُوضع بواسطة التصوير المدبلج، وليس كلُّ ما في هذهِ الأجوبةِ أَقُولُ بهِ)).
وفي جواب بصوته حفظه الله لما سئل عن هذا الكتاب الذي نسب الأجوبة فيه الحلبي إلى الشيخ الفوزان قال: (هذا كذَّبناه، ورددنا عليه، كذبٌ كذبٌ كذبٌ).. إنتهى.
وكثير ما ينقلون في منتداهم الكل ،يزعمون تحذير الشيخ الفوزان من الردود وعدم الانشغال بها – وقصدهم رد الحق وإخفاء جروح شيخهم التي لم تندمل ولم يتب منها إلى الآن - والله المستعان -.
والحمد لله الشيخ من الأوائل مع اللجنة الدائمة ممن حذر من فتنة علي الحلبي و كتاباته الجديدة ، وبتر النصوص وكذبه وغيرها من الطامات.
وقال الشيخ علي الرملي عن الحلبي : وأما حربه لأهل السنة وشيوخها ، فبدأ من بعد أن حذرت منه اللجنة الدائمة وخصوصا الشيخ الفوزان ، فعمل الحلبي على الطعن في الشيخ الفوزان وبأنه تكفيري ، لذلك يرميه بالإرجاء ، وعلماء المملكة عندهم عنصرية ، هذا الكلام الذي يحاول زرعه فيمن حوله. ... [بيان حال الحلبي هداه الله من خلال معرفتي به. لفضيلة الشيخ علي الرملي - حفظه الله-]
وقال الشيخ خالد عبد الرحمن عن الحلبي عندما إلتقى به في المسجد الحرام و ذهب به إلى الفندق: قال لي : يا أبا محمد المشايخ في نجد أو في الحرمين بعض المشايخ إنما يتكلمون فينا من باب الحسد ، قال : ومن أشد هؤلاء الفوزان .إهـ - على أي شيء يحسده !!- فشتان بين الثرى والثريا.
2 – الحدادية : قالوا بأن الشيخ الفوزان يحذر من الشيخ ربيع ، فكان الرد من الشيخ قائلا : " هذا الخبر غير صحيح ..يكذبون ..."
و هذه ليست المرة اﻷولى التي يكذب فيها الشيخ الفوزان ما ينسبه إليه هؤلاء الحدادية من افتراء على الشيخ ربيع
فلقد سعى في ذلك الحدادية مرارا و تكرارا بعرض اﻷسئلة المجردة على الشيخ الفوزان و من ثم تنزيلها - كما تهواه أنفسهم - على الشيخ ربيع أو بإرسال الرسائل التي لا يدرى محتواها ( كما فعل الغامدي الغبي البليد ) إلى اللجنة الدائمة و أجلبوا بخيلهم و رجلهم طمعا منهم في إسقاط هذا الجبل الشامخ لكنهم في كل مرة يعودون على أدراجهم خائبين مخذولين.
3 –الحزبيون والقطبيون : افتروا على الشيخ الفوزان تجويزه للانتخابات والأحزاب.
مقال عنوانه : فتوى سعودية تطالب بالانضمام لحزب النور السلفى لمواجهة الليبراليين .
يقول فيه كاتبهُ : أفتى فضيلة الشيخ الإمام صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، عن حكم الانضمام لحزب النور السلفى بغرض مواجهة العلمانيين والليبراليين وغيرهم فقال، الواجب على المسلم فى وقت الفتن أن يتجنبها وأن يبتعد عنها حتى تهدأ، ولا يدخل فيها، هذا الواجب على المسلم، مضيفا أن هذه الأحزاب والتكتلات قد تجر إلى شر وفتنة واقتتال فيما بينها، فالمسلم يتجنب الفتن مهما استطاع، يسأل الله العافية ويدعو للمسلمين بأن يفرج الله عنهم ويزيل عنهم هذه الفتنة وهذه الشدة، - والإجابة - نعم.أهـ.
يعني بالإجابة نعم : أنه يجوز الإنضمام لحزب النور !؟. وهذا من كذبهم حيث أضافوا كلمة – الإجابة قبل أن يختم الشيخ جوابه بكلمة نعم ، حيث أن الشيخ دائما يختم به إجاباته تأكيدا وانتهاء من الجواب.
وهذا الفعل من التلبيس والزيادة على الشيخ ليمرروا ويقرروا أنهم على الحق وأن أنشاء هذا الحزب ضرورة لمحاربة الباطل في زعمهم، ومعلوم أن الشيخ الفوزان لا يقر بالانتخابات ولا الأحزاب ولا يرى جوازها.
وللشيخ فتوى يقول بأن هذه الانتخابات على هذه الطريقة ماهي من الإسلام.
سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله مانصه: أحسن الله اليكم صاحب الفضيلة : هذا سائل يقول : ألا تدل مبايعة أهل الشورى لعثمان رضي الله عنه على صحة الانتخابات وأنها شرعية ؟ فأجاب حفظه الله: انتخابات من أهل الحل والعقد نعم ، من أهل الحل والعقد ماهي من الغوغاء والعامة ،شراء الاصوات والفوضى لا هذه ماهي من الاسلام ، أما أهل الحل والعقد نعم ينتخبون نعم ، العلماء والامراء والقادة وجهاء الامة يختارون واحد ،هذا نظام الاسلام في الانتخابات ، أما الفوضى والغوغاء والنساء والاطفال هذا نظام الغرب ،نظام غربي. [عنوان الفتوى:حكم الانتخابات . رقم الفتوى:8027 انظر موقع الشيخ حفظه الله .]
5 – التكفيريون يكذبون على الشيخ الفوزان ويقولون أنه قال عن الشيخ ربيع أنه مرجيء ، وهذا نص السؤال : السائل : الله يحفظكم هم ينقلون عنكم بارك الله فيكم أنكم تقولون مثلا في الشيخ ربيع هادي أنّه مرجئ فنحن نقول لهم الشيخ ...
الشيخ : وين وجدوه هالكلام هذا وين وجدوه
السائل : والله ياشيخ هم يركبون الجرح تركيباً
الشيخ : وين وجدوه يجبولكم توثيق من كلامي أما مجرد الكلام والنقل هذا كذب مايجوز .
ولسماع الفتوى كاملة هذا رابطها. https://www.youtube.com/watch?v=_0qXeRCNU_U
6 - بعض القنوات تفتري الكذب : إفتراء قناة العربية على الشيخ الفوزان بانه يكفر تارك الصلاة ويجوز لزميله قتله :
قال الشيخ الفوزان في بيان له في موقعه : نسبت إلى قناة العربية في تاريخ يوم الاثنين 25 رجب 1432هـ أني أقول بكفر تارك الصلاة . وأن لزميله في العمل أن يقتله. وذكرت القناة مداخلة لرئيس قسم الشريعة الدكتور إبراهيم التنم رئيس قسم الشريعة في جامعة الإحساء: أن مثل هذه الفتاوى التي تصنف في علم الشريعة ضمن عظائم الأمور لا يجب أن تصدر من شخص واحد. بل مجموعة علماء كبار. وأن ولي الأمر أو من ينيبه ولي الأمر هو من ينفذ وليس أي شخص ـ إلى آخر ما نسب إليه .
وقد رد عليها بالتفصيل على موقعه لمزيد أطلاع على هذا الربط: http://www.alfawzan.af.org.sa/node/133911
ومعلوم أن الشيخ الفوزان لا يكفر ولا يبدع ولا يضلل إلا بحسب الأدلة الصحيحة وعلى ضوء معتقد أهل السنة والجماعة وكتبه شاهدة بذلك.
وفي الختام هذه بيان وتحذير من العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى .
يحذر فيه ممن يستغلون كلامه ويقولون فيه أنه يقصد فلان أو فلان ويركبون أشرطة ويقولون يقصد كذا وكذا ، ويركبون كلامًا على حسب أمزجتهم في اليوتوب وغيرها من المواقع والمنتديات ، ثم يقولون : تحذير الفوزان من كذا ! ، كلام الفوزان في كذا ! ، والفوزان بريء من براءة الذئب من دم ابن يعقوب. https://www.youtube.com/watch?v=ovmhU-d9xnQ
هذا والحمد لله الذي هدانا لاتباع الحق وعلماء الحق ، وقول الصدق واتباع منهج الحق.
جمعه وكتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الأحد 13 شعبان, 1436 هجري
العلامة صالح الفوزان المفترى عليه.
العرض العادي
