منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 13 Nov 2013, 07:02 PM
نبيل حسني نبيل حسني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: مغنية الجزائر
المشاركات: 34
افتراضي ماذا تعرف عن رسالة الثلاثة الأصول للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا تعرف عن رسالة الثلاثة الأصول للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؟
إن رسالة الثلاثة الأصول للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من أهم الرسائل التي ينبغي للمسلم أن يدرسها، ويتفقه في مضمونها، ويعمل بما جاء من علم فيها، ذلك أنها احتوت على أصول عظيمة من أصول الدين، وقواعد متينة من قواعد شريعة رب العالمين، وتتبين أهمية هذه الرسالة من خلال معرفة أهمية الموضوع التي تعالجه ألا وهو أسئلة القبر الثلاثة التي ينبني عليها الفوز العظيم أو الهلاك المبين.
1- هي قاعدة في العقيدة:
- قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في شرحه على الثلاثة الأصول:
- قوله:"ثلاثة الأصول": هذه رسالة مهمة في العقيدة ألفها الشيخ أبو عبد الله الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي، الإمام المشهور المجدد لما اندرس من معالم الإسلام في النصف الثاني من القرن الثاني عشر ـ رحمه الله ـ وأكرم مثواه. وقد كان رحمه الله يلقن الطلبة والعامة هذه الأصول ليدرسوها ويحفظوها ولتستقر في قلوبهم لكونها قاعدة في العقيدة.
2- بيان أهميتها من خلال النصوص النبوية:
- قال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في كتاب منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في التأليف:
الأصول الثلاثة التي هي موضوع هذا الكتاب هي معرفة العبد ربه ودينه ونبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم، ولهذه الأصول الثلاثة أهميَّة كبرى؛ فإنَّها التي يُسأل عنها الميت في قبره، فقد روى الإمام أحمد (18534) بإسناد حسن عن البراء بن عازب حديثاً طويلاً وفيه:"فيأتيه ـ أي المؤمن ـ ملَكان فيجلسانه، فيقولان له: مَن ربُّك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟. فيقول: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله". وفيه:"ويأتيه ـ أي الكافر ـ مَلَكان فيُجلسانه، فيقولان له: مَن ربُّك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري!. فيقولان له: مَا دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري!. فيقولان له: مَا هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري!"[1].
وأيضاً فقد ورد ذكرُ هذه الثلاثة مجتمعة في بعض الأحاديث، منها ما يدلُّ على أنَّها من كمال الإيمان، وهو حديث العباس بن عبد المطلب في صحيح مسلم (56) أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً"، وفي صحيح مسلم أيضاً (1884) عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يا أبا سعيد! من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبيًّا، وجبت له الجنة" الحديث، وقد وردت أيضاً في أدعية الأذان في صحيح مسلم (386) عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:" من قال حين يسمع الأذان: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً، غفر له ذنبه".
وهو كتاب نفيس، لا يستغني عنه الخاص والعام؛ لِمَا اشتمل عليه من بيان هذه الأصول الثلاثة وأدلتها.....
" انتهى المقصود من كلامه حفظه الله ورعاه.
قلت: اجتمع من هذه الأحاديث التي ذكرها العلامة عبد المحسن حفظه الله وفي غيرها من الأحاديث التي لم يذكرها مجموعة أمور تدل على أهمية دراسة هذه الرسالة:
1- الأمر الأول وهو في الدنيا:حصول حلاوة الإيمان في قَلْبِ من رضي بهذه الثلاثة الأصول كما تقدم قول النبي صلى الله عليه و سلم :" ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً"، وفي معنى الرضا بها قال النووي في شرحه على مسلم: مَعْنَى رَضِيت بِالشَّيْءِ قَنَعْت بِهِ وَاكْتَفَيْت بِهِ، وَلَمْ أَطْلُب مَعَهُ غَيْره. فَمَعْنَى الْحَدِيث لَمْ يَطْلُب غَيْر اللَّه تَعَالَى، وَلَمْ يَسْعَ فِي غَيْر طَرِيق الْإِسْلَام، وَلَمْ يَسْلُك إِلَّا مَا يُوَافِق شَرِيعَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم. وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ فَقَدْ خَلَصَتْ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ إِلَى قَلْبِهِ، وَذَاقَ طَعْمَه.
2- الأمر الثاني وهو في الدنيا أيضا: أن من أعلن رضاه بها عند سماعه للمؤذن يتلفظ بها في آذانه، ويشهد عليها في ندائه، غفر الله له ذنبه كما تقدم من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قال حين يسمع الأذان: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً، غفر له ذنبه" وقيدت بالتشهد مع أن ظاهر اللفظ أنها تكون بعد الفراغ من الأذان بما جاء في رواية أخرى ذكرها العلامة الألباني في الثمر المستطاب جاء فيها:"من قال حين يسمع المؤذن يتشهد" وصحح سندها رحمه الله.
3- الأمر الثالث وهو في الدنيا أيضا: أنها تنجي قائلها من ظلم الظالمين، وتعدي الجائرين، وقد جاء هذا في أثر عن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد رضي الله عنه ( وهو تابعي ثقة ) قال:" من خاف من أمير ظلما فقال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن حكما وإماما نجاه الله منه" رواه ابن أبي شيبة موقوفا عليه وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
4- الأمر الرابع وهو في القبر: أنها أسئلة القبر الثلاثة التي لا ينجو في ذلك المكان الموحش الرهيب، والضيق المظلم الكئيب، إلا من أحسن الجواب عليها، ولاشك أن الجواب عليها يكون على قدر العلم بها، فمن خلال هذا يُعلم أهمية دراسة هذه الرسالة وأهمية الاطلاع على مضمونها، وقد تقدم ما يدل على ذلك.
5- الأمر الخامس وهو في الآخرة: أنه من رضي بها وجبت له الجنة كما تقدم عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله قال:" يا أبا سعيد! من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبيًّا، وجبت له الجنة" رواه مسلم.
6- الأمر السادس وهو في الآخرة أيضا:أن من قالها إذا أصبح فجزاؤه أن الذي يأخذ بيده، ويدخله جنة ربه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن المنيذر صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكون بـ ( أفريقية ) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من قال إذا أصبح:" رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا"، فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة " رواه الطبراني وذكره الألباني في الصحيحة رقم 2686.
3- في بيان أهميتها من خلال كلام أهل العلم عليها وعنايتهم المتنوعة بها:
ولأهمية هذه الرسالة فقد اعتنى العلماء بها غاية العناية، فقد كانوا يأمرون الناس من خاصة وعامة بحفظها والتفقه فيها، كما أنهم اعتنوا بتدريسها وشرحها وتجلية معانيها، حتى انتشرت وسادت ونفعت غاية النفع والحمد لله رب العالمين.
أ- ومما يدل على أهميتها: إفتاء أهل العلم ولاة أمورهم بإلزام المخالفين وعموم المسلمين بها بقراءتها وتعلم محتواها:
- جاء في الدرر السنية في الكتب النجدية ج 9 ص 316 و317:

وقال أيضا الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، والشيخ عمر بن سليم، والشيخ صالح بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن حسن، والشيخ عبد العزيز، والشيخ عمر، ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله، وعبد الله بن حسن بن إبراهيم، ومحمد بن عثمان، وعبد العزيز الشثري، وفقهم الله تعالى:
أما الرافضة: فأفتينا الإمام، أن يلزموا بالبيعة على الإسلام، ويمنعهم من إظهار شعائر دينهم الباطل. وعلى الإمام أيده الله أن يأمر نائبه على الأحساء، يُحضرهم عند الشيخ ابن بشر، ويبايعونه على دين الله ورسوله، وترك الشرك، من دعاء الصالحين من أهل البيت، وغيرهم، وعلى ترك سائر البدع، من اجتماعهم على مآتمهم وغيرها، مما يقيمون به شعائر مذهبهم الباطل، ويمنعون من زيارة المشاهد.
وكذلك يلزمون بالاجتماع للصلوات الخمس، هم وغيرهم في المساجد ويُرَتَبُ فيهم أئمة ومؤذنين، ونوابا من أهل السنة، ويُلزمون تعلم ثلاثة الأصول؛ وكذلك إن كان لهم محال بنيت لإقامة البدع فيها، فتهدم، ويمنعون من إقامة البدع في المساجد وغيرها؛ ومن أبى قبول ما ذكر فينفى عن بلاد المسلمين.
وأما الرافضة من أهل القطيف، فيأمر الإمام أيده الله الشيخ يسافر إليهم، ويلزمهم ما ذكرنا......
- وجاء في الدرر السنية في الكتب النجدية ج 14 ص 408 و414:
وقال الشيخان، رحمهما الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين، محمد وآله وصحبه، والتابعين.
من محمد بن عبد اللطيف، ومحمد بن إبراهيم، إلى من يراه من إخواننا المسلمين، رزقهم الله الاتعاظ والتذكر، ومنّ علينا وعليهم بالانتباه والتفكر، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فهذه تذكرة لنعم الله علينا وعليكم، ونصيحة تجب علينا الكتابة بها إليكم، وقد قال الله تعالى:"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ" [سورة إبراهيم آية : 5].
وقال تعالى:"فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [سورة الأعراف آية: 69].
وقال تعالى:"فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ" [سورة الأعراف آية : 74].
والآيات في هذا المعنى كثير ......"
ثم قالا بعد كلام طويل نافع:".....ومن الأمور المهمة: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر; بل لا قوام للدين إلا بذلك، وقد قال تعالى:"وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" الآيات سورة [آل عمران آية: 104].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم في صحيحه. والآيات والأحاديث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة.
ففي هذه الآية الكريمة من الفوائد: وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه لا يكفي في ذلك الأفراد; بل لا بد من عدد يحصل بهم المقصود، وتوجد منهم الكفاية.
وفي حديث أبي سعيد: وجوب ذلك على كل أحد بحسب هذه المراتب، لما يفيد قوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا من العموم.
فعلى إمام المسلمين - وفقه الله - أن يقيم في كل بلد من يقوم بهذا الشأن، ويلزم أئمة المساجد في كل بلد أن يسألوا العامة، عن ثلاثة الأصول المختصرة التي ألفها إمام هذه الدعوة، قدس الله روحه.
والله سبحانه وتعالى المسئول أن يمنّ علينا وعليكم بالتوبة النصوح، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
ب- ومما يدل على أهميتها: حرص الدعاة من أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على سؤال الناس عنها:
- جاء في الدرر السنية في الكتب النجدية ج 14 ص 84 و86 و88:

الحمد لله رب العالمين، اللهم اجعلنا هادين مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سِلْمًا لأوليائك، حربا لأعدائك، نحب بحبك من أحبك، ونعادي بعداوتك من خالف أمرك، اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة، اللهم هذا الجهد وعليك التكلان.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما.
من محبكم الداعي لكم بظهر الغيب، عبد الرحمن بن حسن ( حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحد تلامذته)، إلى الابن الإمام فيصل بن تركي، ألزمه الله كلمة التقوى، ووفقه للقيام بما هو أقوم وأقوى، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
موجب الخط أبين لك ما أنت خابر، من أمر دعوة الإسلام، التي منَّ الله بها في آخر هذا الزمان، بموجب النصيحة للإمام، المشوبة بالمحبة والشفقة والخوف، وكنت - والله يعلم صدقي بما قلته أني - أحبك، وأقدمك في المحبة على من مضى، من حمولتك وحمولتي.
واليوم الذي أجتمع بك فيه عندي يوم سرور، ولا عندي لك مكافأة إلا بالدعاء والنصح باطنا، وأكثر من يجتمع بالإمام ما يجي أمر النصيحة له على بال، وبعضهم ما يحسن النصيحة، ولا يعرف وجهها، وبعضهم غرضه دنياه، وهمته موقوفة عليها، وقد قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم:" وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)" سورة العصر. ولا يسلم من الخسران إلا أهل العلم ومعرفته، وقبول الحق ومحبته والانقياد في طاعته، والعمل الصالح، والتواصي بالحق والصبر على ذلك، ومن نقص في ذلك ناله من الخسارة بحسب ذلك....."
ثم قال وهو يتكلم على الدعوة ومن قام بها من لدن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع:"...... فأيدهم الله بدينه، وكل عدو يقصدهم يكسره الله، وما زالوا كذلك حتى ملكهم الله جزيرة العرب بهذا الدين، وهم في تلك السنين معافيهم الله في أبدانهم، حتى إن الأمراض العامة لا تُعرف فيهم.
ولهم سيرة، أذكرها لك من غير مجازفة دائما في كل وقت، يبعثون الدعاة إلى الله، إلى كل بلدة، يجددون لهم دينهم، ويسألونهم عن ثلاثة الأصول، والقواعد، وغير ذلك من كتب الأصول، أعرف منهم نحو العشرة.
منهم: عبد الله بن فاضل، وعبد الرحمن بن ذهلان، وراشد بن درعان، وعثمان بن عبد الله بن عبيكان، وحمد بن قاسم، وأحمد الوهيبي، وسليمان بن ماجد، ومحمد بن سلطان وأولاده، وحسن بن عيدان، ومحمد بن سويلم، وعبد العزيز ابن سويلم، وعثمان العود، وعبد الرحمن بن نامي، وعبد الرحمن بن خريف، وأمثال هؤلاء من لهم فقه في التوحيد، ورغبة فيه...."
ثم قال رحمه الله بعد كلام:".... وقد ذكرت لك قصة إبراهيم بن زيد، في تلك المدة، وموسى بن حجيلان، يمشي على المساجد يسألهم عن ثلاثة الأصول والقواعد.......".
ت- ومما يدل على أهميتها: اهتمام العلماء بها ونصحهم للناس بقراءتها وحفظها وتعلمها وضبطها:
- جاء في الدرر السنية في الكتب النجدية ج 14 ص343 و344:

وقال الشيخ: عبد الله بن عبد العزيز العنقري، رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله بن عبد العزيز العنقري، إلى أهل الغاط، جمع الله قلوبهم على الإيمان والتقوى، ودفع عنا وعنهم كل سوء وبلوى، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، تفهمون- وفقكم الله- أن الله خلقكم لإخلاص العبادة بجميع أنواعها لله وحده، والبراءة مما سواه; وعندكم معلوم أن عبادة الله لا تختص بوقت دون وقت، بل هي واجبة على الإنسان حتى يفارق الدنيا، كما قال تعالى:"وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)" سورة الحجر.
وأيضا فإنه يجب على العباد عند تجدد النعم، واندفاع النقم، أن يجددوا شكرا لمولاهم؛ وأنتم ترون ما أعطاكم الله، من كفايته التامة من شرور الأعداء، واجتماع المسلمين على ولاية عادلة دينية، أقام الله بها شرائع الإسلام والدين، وكف بها كيد المبطلين.
وكذلك ما أعطاكم الله من معرفة الإسلام ومحبته، وإيثاره على ما سواه من الأديان، فإن هذه النعمة نعمة جسيمة عظيمة، لا يقدر أحد أن يقوم بشكرها؛ وكذلك ما أعطاكم من الصحة، والأمن وغير ذلك من النعم التي لا تحصى.
فاتقوا الله عباد الله، وقيدوا نعمه بالشكر، فإن الشكر كفيل بالزيادة، كما قال تعالى:"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)" سورة إبراهيم.
وفي الحديث: إن للنعم نفارا، فقيدوها بالشكر.
ومن أعظم الشكر: القيام بما أوجب الله وتأدية حقوقه عليكم، والتعاون على البر والتقوى، والقيام بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، على الوجه الشرعي، وترك التشاحن والتقاطع، فإن ذلك من أسباب نزع البركة في الدين والدنيا.
كذلك أداء الزكاة فإنها أحد أركان الإسلام. ومنعها من أسباب منع الرزق واحتباس القطر فمن كان عنده حق الله، فليتب إلى الله من منعه، وليدفعه إلى مستحقه، فإن مانعه مطوق به يوم القيامة طوقا من نار.
واحرصوا على تعلم ثلاثة الأصول، فإن الذي ما يعرف دينه من جنس البهائم، قال تعالى:"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)" سورة الأعراف....".
- قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في أول شرحه على الثلاثة الأصول:
ينبغي لنا أن نحرص على هذه الرسالة؛ تعليما لها للعوام، وللنساء في البيوت، وللأولاد ونحو ذلك، على حسب مستوى من يخاطب في ذلك، وقد كان علماؤنا رحمهم الله تعالى يعتنون بثلاثة الأصول هذه تعليما وتعلما، بل كانوا يلزمون عددا من الناس بعد كل صلاة فجر أن يتعلموها، أن يحفظوا هذه الأصول ويتعلموها، وذلك هو الغاية في رغبة الخير، ومحبة الخير لعباد الله المؤمنين، إذْ أعظم ما تُسدي للمؤمنين من الخير، أن تسدي لهم الخير الذي ينجيهم حين سؤال الملكين للعبد في قبره، لأنه إذا أجاب جوابا حسنا – جوابا صحيحا- عاش بعد ذلك سعيدا، وإن لم يكن جوابه مستقيما ولا صحيحا عاش بعد ذلك، والعياذ بالله على التوعد بالشقاء والعذاب.....".
ثم قال بعد كلام:".... رسالة ثلاثة الأصول، رسالة مهمّة لكل مسلم، وكان العلماءُ – أعني علمائنا- يعتنون بها شرحا، في أول ما يشرحون من كتب أهل العلم، ذلك؛ لأن فيها الجواب عن أسئلة القبر الثلاث؛ ألا وهي سؤال الملكين العبد عن ربه، وعن دينه، وعن نبيه، وهي ثلاثة الأصول يعني معرفة العبد ربه؛ وهو معبوده، ومعرفة العبدِ دينه؛ دين الإسلام بالأدلة، ومعرفة العبد نبيه عليه الصلاة والسلام، فمن هاهنا جاءت أهمية هذه الرسالة؛ لأن فيها من أصول التوحيد والدين الشيء الكثير....".
ثم قال في الشرح نفسه وهو يتكلم على أهمية تعلم الثلاثة الأصول بأدلتها:".... ولهذا كان علماؤنا يعلمون العامة في المساجد، ويحفظونهم هذه الرسالة ثلاثة الأصول لأجل عظم شأن الأمر...".
- قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في شرحه على الثلاثة الأصول في أول الشريط الأول:
أما بعد:" فبين أيدينا رسالةٌ قيمة ومؤلف نافع يحتاج إليه كل مسلم وهو في بيان الأصول الثلاثة التي هي معرفة الله ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الله دين الإسلام بالأدلة.....". ثم قال بعد كلام :"...هذا الكتاب، كتاب ينبغي أن يحرص عليه كل مسلم مع نفسه أولا قراءة لهذا الكتاب وفهما لمضامينه وتحقيقا لغاياته ومقاصده، وأن يسعى بعد ذالك جاهدا مع أهله وولده وقرابته نشرا لهذا الخير وبيانا لهذه الأصول العظيمة التي ستسأل عنها أنت وسيسأل عنها ولدك وستسأل عنها أمك وسيسأل عنها أخاك وقريبك كل سيسأل عنها إذا أدرج في القبر، فما أحرانا أن نتكاتف وأن نتعاون نصحا لدين الله ولعباده لنشر هذه الأصول العظيمة وتلقينها للناس وتعليمهم إياها نصحا لدين الله جل وعلا وقد كان أهل العلم وأئمة المساجد يعتنون كثيرا ببيان هذه الأصول ويجتهدون في تحفيظها للصغار والكبار بحيث تكون أصولا محفوظة مضبوطة مفهومة لذا الناس وأن يكونوا كذلك محققين لها وقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى قال كان رحمه الله يعني شيخ الإسلام يلقن الطلبة والعامة هذه الأصول ليدرسوها ويحفظوها ولتستقر في قلوبهم لكونها قاعدة في العقيدة، فهذه الأصول الثلاثة هي في الحقيقة قاعدة الإيمان وأساس الملة وركيزة الدين التي عليها يبنى وهي أساس الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، فلا تنال سعادة ولا تكون نجاة إلا بتحقيق هذه الأصول العظيمة ..." ثم قال حفظه الله :".... و هذه الرسالة اعتنى بها أهل العلم كثيرا واجتهدوا في شرحها وبيان مقاصدها وتسهيلها للطلبة والعامة وكتبوا فيها رسائل عديدة في شرح هذه الأصول الثلاثة، كما أنهم كذلك اعتنوا عناية كبيرة بتحفيظها للناشئة وللعامة ولعموم المسلمين وقد كان في بعض الأوقات يسأل إمام المسجد المصلين عنده عن هذه الأصول، وكان العوام يعرفون هذه الأصول بالدين[2] يقول بعضهم لبعض اقرأ علينا الدين أو سمعنا الدين فيقرؤون هذه الأصول الثلاثة.....".
ث- ومما يدل على أهميتها: ثناؤهم على بعض العلماء في سياق الترجمة لهم بأنهم كانوا يحفظونها:
- جاء في الدرر السنية في الكتب النجدية ج 16 ص 490:

الشيخ عبد الرحمن بن حماد العمر البدراني، حفظه الله عالم جليل، وداعية إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، ولد في روضة سدير في 17/2/1354 من الهجرة، وتربى على يدي والديه، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد إمام جامع البلد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فنتوخ، وتعلم القرآن على فوزان القديري وابنه عبد الله، وأكمل دراسة القرآن وحفظ الأصول الثلاثة وأدلتها، وشروط الصلاة وأحكامها على والده، رحمه الله.
والتحق بالمدرسة الابتدائية عام 1369هـ، ثم بالمعهد العلمي بالرياض، ثم بكلية الشريعة فتخرج منها عام 82 – 83، وأخذ قبل التخرج وبعده عن كثير من العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، والشيخ سليمان بن حمدان، وقد أجازه كتابة بما أجازه أهل العلم: وأخذ العلم أيضا عن غيرهم من أهل العلم.
ج- ومما يدل على أهميتها: اجتهاد الناس في حفظها وجدهم في معرفة معانيها استجابة لترغيب أهل العلم في ذلك:
1- قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحنبلي رحمه الله في أول حاشيته على الثلاثة الأصول ص 7:
أما بعد: فإن ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدعوة والدين محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر والثواب. قد جد الناس في حفظها لعظم نفعها. وتشوقت النفوس لبيان معانيها لرصانة مبانيها. فوضعت عليها حاشية موضحة لمعناها. مشجعة لمن اقتناها.
2- قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في شرحه على الثلاثة الأصول في أول الشريط الأول:
- " ...ولقد حفظها عدد كبير من هؤلاء في صغره لقنت له وهو صغير وكانت معه ثابتة في الكبر وفي هرمه وشيخوخته حتى أن بعض العوام نقل أن خرفه كان في كبره في الأصول، يخرف ويتكلم فلا يأتي على لسانه إلا هذه الأصول الثلاثة، وكان بعضهم أيضا في شهوره الأخيرة ولحظاته الأخيرة تأتي على لسانه وهو قد حفظها صبيا يافعا، واذكر من ذلك على سبيل المثال أن جدي رحمه الله تعالى الشيخ حمد وقد توفي عن عمر يبلغ المائة، مائة عام، فأذكر قبل وفاته بأشهر كنت جالسا عنده فقال لي: الطواغيت كثيرون لا كثرهم الله ورؤوسهم خمسة أولهم إبليس عليه لعنة الله وأخذ يعدد الطواغيت قال الخامس نسيته ذكرني الخامس، هذا قبل وفاته بأشهر، قال ذكرني الخامس قلت له: من عبد من دون الله وهو راض[3]، قال: إيه هذا طاغوت مدلدل الشيء المدلدل يعني مكشوف واضح، فكان الناس يعتنون جدا بهذه الأصول، ولهذا يؤسف جدا لحال كثير من العوام أنه يكبر ويكبر ويقارب أن يفارق هذه الحياة وهو لا يدري ما هي الأصول ولم يعتني بها لأنه لم يجد في مجتمعه وفي معلميه من يلقن هذه الأصول ولهذا تتأكد المسؤولية على طلاب العلم وحملة الدعوة وأنصار الدين أن ينصحوا لعباد الله تبارك وتعالى ولا سيما وبخاصة في هذه الأصول الثلاثة المباركة العظيمة التي جمعها الإمام رحمه الله تعالى في هذه الرسالة القيمة.
وأيضا أيها الإخوة أقول: إن نعمة الله سبحانه وتعالى علينا جميعا عظيمة أن جمعنا هذا الجمع ويسر لنا هذا المجلس لنشرع في مذاكرة هذه الأصول ومدارستها فاللهم وفقنا واكتب مجلسنا هذا في صالح أعمالنا وارزقنا فيه علما نافعا تهدينا به لكل خير وأن تصلح لنا شأننا كله....".
خلاصة:
وبعد هذا التقرير لأهمية الثلاثة الأصول نخلص إلى نتائج مهمة وهي:
1- ينبغي لكل مسلم حريص على آخرته أن يعتني بحفظ هذه الثلاثة الأصول، وضبط معانيها، والعمل بمضامينها، لأنها دينه الذي لا يجوز له أن يجهله ويفرط فيه.
2- يحسن بكل من حفظها وضبط معانيها أن يحاول تعليمها لغيره بدءً بأقرب الناس إليه كوالديه وزوجته وأولاده وإخوانه ثم الأقرب فالأقرب.
3- من عجز عن تعليمها لغيره لقلة علمه، أو لضيق وقته، أو لضعف بيانه، أو لانعدام صبره، فليعن على نشرها بما أمكنه وقدر عليه: كطبع هذه الرسالة ونشرها، أو شراء نسخ منها وتوزيعها، أو بتوزيع شروح مقروءة أو مسموعة عليها.
4- ينبغي له أن يشجع الناس على حفظها وفهمها والتزام ما جاء من معانيها.
5- ثم أخيرا لا ينبغي الاستهانة بهذه الرسالة المباركة، ولا احتقارها لصغر حجمها، ولا الازدراء بمن حفظها واعتنى بها، ولا التقليل من شأن من يدرسها ويتعاهدها، فإن الخير الذي فيها لا يعلم قدره إلا من علم كلام العلماء عليها، ونصحهم بها وقد تقدم من ذلك نتفا تدل على أهميتها والله الموفق للصواب.
- تنبيه مهم حول تسمية الرسالة:
قال العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه على الثلاثة الأصول عند جواب على سؤال طرح عليه:
الشيخ رحمه الله تعالى له رسالة أخرى بعنوان الأصول الثلاثة رسالة صغيرة أقل من هذه علمًا؛ ليعلمها الصبيان والصغار تلك يقال لها الأصول الثلاثة، وأما ثلاثة الأصول فهي هذه التي نقرأها، ويكثر الخلط بين التسميتين، ربما قيل لهذه ثلاثة الأصول، أو الأصول الثلاثة، لكن تسميتها المعروفة أنها ثلاثة الأصول وأدلتها.

أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
مغنية: 9 محرم 1435هـ / 13 – 11 – 2013 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

1- والحديث بطوله: عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال:" استعيذوا بالله من عذاب القبر" مرتين أو ثلاثا ثم قال:" إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان" قال:" فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض" قال:" فيصعدون بها فلا يمرون - يعني بها - على مالأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيب. فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة - فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. قال:" فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولون له: من ربك؟ فيقول:ربي الله. فيقولون له:ما دينك؟. فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن قد صدق فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة" قال:" فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره " قال:" ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي". قال:" وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله" قال:" فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا - حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"، فيقول الله عز و جل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ:" وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ". فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟. فيقول: هاه هاه لا أدرى. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري. فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حَرِّهَا وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر. فيقول: أنا عملك الخبيث فيقول:رب لا تقم الساعة".
وفي رواية نحوه وزاد فيه:"إذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وفتحت له أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم. وتنزع نفسه يعني الكافر مع العروق فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وتغلق أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا يعرج روحه من قبلهم" رواه أحمد وصححه العلامة الألباني رحمه الله في المشكاة رقم 1630.

[2]- تقدم في كلام الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري رحمه الله تسميتها بالدين في قوله:" واحرصوا على تعلم ثلاثة الأصول، فإن الذي ما يعرف دينه من جنس البهائم".
[3]- تنبيه: هذا هو الطاغوت الثاني في عد الإمام محمد بن عبد الوهاب والخامس عنده هو من حكم بغير ما أنزل الله فلعل الشيخ عبد الرزاق ذكر من عبد من دون الله وهو راض باعتبار الطاغوت الذي نسيه جده وليس باعتبار ترتيب الشيخ محمد بن عبد الوهاب فتنبه.


التعديل الأخير تم بواسطة نبيل حسني ; 13 Nov 2013 الساعة 08:48 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 Nov 2013, 08:59 PM
ياسين بن أباجي ياسين بن أباجي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 45
إرسال رسالة عبر Skype إلى ياسين بن أباجي
افتراضي

أحسن الله إليك أخانا الفاضل على هذه المشاركة النافعة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 Nov 2013, 08:36 PM
نبيل حسني نبيل حسني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: مغنية الجزائر
المشاركات: 34
افتراضي

امين و اليك اخي.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013