منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 Jul 2017, 05:06 AM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي مزاح الإخوان بين الممدوح والمذموم

الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فقد روى الترمذي في سننه برقم 1990وأحمد في مسنده 8723 وغيرهما وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1726 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: إِنِّي لاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقًّا.

ففي هذا الحديث بيان لخلق النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه، وحسن عشرته،وجمال تعامله مع أصحابه حيث كان يدخل عليهم السرور والفرح ويؤانسهم،وبين صلوات ربي وسلامه عليه أنه لا يقول إلا حقا أي صدقا،وبهذا يتحقق المقصود من الدعابة مع الإخوان،وهو الذي ينبغي أن يكون عليه المرء ولا يعدل إلى غيره.

قال ابن حبان البستي في روضة العقلاء ص112:(الواجب على العاقل أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح،وترك التعبس) وقال:(فأما المزاح المحمود فهو الذي لا يشوبه ما كره الله،ولا يكون باثم ولا قطيعة رحم)

وقال أبو البركات الغزي في المراح في المزاح ص19:( ولا بأس به بين الإخوان بما لا أذى فيه ولا ضرر ولا غيبة ولا شين في عرض أو دين، قاصدا به حسن العشرة والتواضع للإِخوان والانبساط معهم ودفع الحشمة بينهم من غير استهتار أو إخلال بمروءة أو نحوه استنقاص بأَحد منهم، فقد قيل للخليل بن أحمد إنك تمازح الناس فقال: الناس في سجن ما لم يتمازحوا، وفي الاقتداء بمن ذكر والاقتفاء بآثارهم أعظم بركة، وفي الخروج عن ذلك الحد أشد عنآء وأبلغ هلكة، وخير الأمور أوساطها.
وما مزاح الرجل مع أهله وملاطفتهم بأنواع الملاطفة فمن شعار المرسلين، وأخلاق النبيين، وهو من المعاشرة بالمعروف
).

وإذا خرج المزاح عن هذا الحد كان مذموما،وصاحبه موسوما بالنقص والعيب،وترتب على ذلك من المفاسد ما يؤدي إلى المقاطعة والتهاجر بين الإخوان،والوحشة بين الخلان.

قال ابن حبان البستي في روضة العقلاء ص112:(فالذي يثير العداوة،ويذهب البهاء،ويقطع الصداقة،ويجرئ الدنيء عليه،ويحقد الشريف عليه)

وقال الغزي في المراح في المزاح ص1:( فحملنا ما ورد في ذمه على ما إذا وصل إلى حد المثابرة والاكثار. فإنه إزاحة عن الحقوق، ومخرج إلى القطيعة والعقوق. يصم المازح، ويضيم الممازح. فوصمة المازح أن يذهب عنه الهيبة والبهاء، ويجريء عليه الغوغاء والسفهاء، ويورث الغل في قلوب الأكابر والبنهاء. وأما إضامة الممازح فلأنه إذا قوبل بفعل ممض وقول مستكره وسكت عليه أحزن قلبه وأشغل فكره، أو قابل عليه جانب مع صاحبه حشمة وأدبا، وربما كان للعداوة والتباغض سببا، فإن الشر، إذا فتح لا يستد، وسهم الأذى إذا أرسل لا يرتد. وقد يعرض العرض للهتك، والدماء للسفك. فحق العاقل يتقيه، وينزه نفسه عن وصمة مساويه.)

قال المناوي في فيض القدير 3/14:( والمداعبة مطلوبة محبوبة لكن في مواطن مخصوصة فليس في كل آن يصلح المزاح ولا في كل وقت يحسن الجد قال:
أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى. . . وإني إذا جد الرجال لذو جد
ثم نقل عن الراغب قوله: المزاح والمداعبة إذا كان على الاقتصاد محمود، والإفراط فيه يذهب البهاء، ويجري السفهاء، وتركه يقبض المؤانس، ويوحش المخالط، لكن الاقتصاد منه صعب جدا لا يكاد يوقف عليه ولذلك يخرج عنه أكثر الحكماء حيث قيل المزاح مسلبة للبهاء مقطعة للإخاء فحل لا ينتج إلا الشر
)

وتأمل في كلامه حيث بين أنه يصعب ضبط النفس وكبح جماحها لمن ابتلي به،حيث لا يقف عند حد بل قد يخرج إلى ما هلاكه في دينه ودنياه.

وقال ابن حجر في الفتح 10/743 في بيان المنهي عنه من المزاح من المباح( الْمَنْهِيَّ عَنْهُ مَا فِيهِ إِفْرَاطٌ أَوْ مُدَاوَمَةٌ عَلَيْهِ لِمَا فِيهِ مِنَ الشُّغْلِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالتَّفَكُّرِ فِي مُهِمَّاتِ الدِّينِ وَيَئُولُ كَثِيرًا إِلَى قَسْوَةِ الْقَلْبِ وَالْإِيذَاءِ وَالْحِقْدِ وَسُقُوطِ الْمَهَابَةِ وَالْوَقَارِ وَالَّذِي يَسْلَمُ مِنْ ذَلِكَ هُوَ الْمُبَاحُ فَإِنْ صَادف مصلحَة مثل تطييب نَفْسِ الْمُخَاطَبِ وَمُؤَانَسَتِهِ فَهُوَ مُسْتَحَبٌّ)

وقال الماوردي في أدب الدين والدنيا مبينا مفاسد المزاح الذي يخرج عن الحد المشروع: ص318:

(اعْلَمْ أَنَّ لِلْمِزَاحِ إزَاحَةً عَنْ الْحُقُوقِ، وَمَخْرَجًا إلَى الْقَطِيعَةِ وَالْعُقُوقِ، يَصِمُ الْمَازِحَ وَيُؤْذِي الْمُمَازَحَ. فَوَصْمَةُ الْمَازِحِ أَنْ يُذْهِبَ عَنْهُ الْهَيْبَةَ وَالْبَهَاءَ، وَيُجْرِيَ عَلَيْهِ الْغَوْغَاءَ وَالسُّفَهَاءَ.
وَأَمَّا أَذِيَّةُ الْمُمَازِحِ فَلِأَنَّهُ مَعْقُوقٌ بِقَوْلٍ كَرِيهٍ وَفِعْلٍ مُمْضٍ إنْ أَمْسَكَ عَنْهُ أَحْزَنَ قَلْبَهُ، وَإِنْ قَابَلَ عَلَيْهِ جَانَبَ أَدَبَهُ. فَحُقَّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَتَّقِيَهُ وَيُنَزِّهَ نَفْسَهُ عَنْ وَصْمَةِ مَسَاوِئِهِ.
ثم نقل جملة من أقوال السلف في ذم هذا النوع.
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اتَّقُوا الْمِزَاحَ فَإِنَّهَا حِمْقَةٌ تُورِثُ ضَغِينَةً.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إنَّمَا الْمِزَاحُ سِبَابٌ إلَّا أَنَّ صَاحِبَهُ يُضْحِكُ.
وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ الْمِزَاحُ مِزَاحًا لِأَنَّهُ يُزِيحُ عَنْ الْحَقِّ.
وَقَالَ إبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: الْمِزَاحُ مِنْ سُخْفٍ أَوْ بَطَرٍ.
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: الْمِزَاحُ يَأْكُلُ الْهَيْبَةَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَثُرَ مِزَاحُهُ زَالَتْ هَيْبَتُهُ، وَمَنْ ذَكَرَ خِلَافَهُ طَابَتْ غَيْبَتُهُ.
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: مَنْ قَلَّ عَقْلُهُ كَثُرَ هَزْلُهُ.
وَذَكَرَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ الْمِزَاحَ فَقَالَ: يَصُكُّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ بِأَشَدَّ مِنْ الْجَنْدَلِ، وَيُنْشِقُهُ أَحْرَقَ مِنْ الْخَرْدَلِ، وَيُفْرِغُ عَلَيْهِ أَحَرَّ مِنْ الْمِرْجَلِ، ثُمَّ يَقُولُ: إنَّمَا كُنْتُ أُمَازِحُك.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: خَيْرُ الْمِزَاحِ لَا يُنَالُ، وَشَرُّهُ لَا يُقَالُ. فَنَظَمَهُ النَّيْسَابُورِيُّ فِي قَصِيدَتِهِ الْجَامِعَةِ لِلْآدَابِ فَقَالَ وَزَادَ:
شَرُّ مِزَاحِ الْمَرْءِ لَا يُقَالُ ... وَخَيْرُهُ يَا صَاحِ لَا يُنَالُ
وَقَدْ يُقَالُ كَثْرَةُ الْمِزَاحِ ... مِنْ الْفَتَى تَدْعُو إلَى التَّلَاحِ
إنَّ الْمِزَاحَ بَدْؤُهُ حَلَاوَهْ ... لَكِنَّمَا آخِرُهُ عَدَاوَهْ
يَحْتَدُّ مِنْهُ الرَّجُلُ الشَّرِيفُ ... وَيَجْتَرِي بِسُخْفِهِ السَّخِيفُ
وَاعْلَمْ أَنَّهُ قَلَّمَا يَعْرَى مِنْ الْمِزَاحِ مَنْ كَانَ سَهْلًا فَالْعَاقِلُ يَتَوَخَّى بِمِزَاحِهِ إحْدَى حَالَتَيْنِ لَا ثَالِثَ لَهُمَا: إحْدَاهُمَا: إينَاسُ الْمُصَاحِبِينَ وَالتَّوَدُّدُ إلَى الْمُخَالِطِينَ. وَهَذَا يَكُونُ بِمَا أَنِسَ مِنْ جَمِيلِ الْقَوْلِ، وَبُسِطَ مِنْ مُسْتَحْسَنِ الْفِعْلِ.
وَقَدْ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ لِابْنِهِ: اقْتَصِدْ فِي مِزَاحِك فَإِنَّ الْإِفْرَاطَ فِيهِ
يُذْهِبُ الْبَهَاءَ، وَيُجَرِّئُ عَلَيْك السُّفَهَاءَ، وَإِنَّ التَّقْصِيرَ فِيهِ يَفُضُّ عَنْك الْمُؤَانِسِينَ، وَيُوحِشُ مِنْك الْمُصَاحِبِينَ. وَالْحَالَةُ الثَّانِيَةُ: أَنْ يَنْفِيَ بِالْمِزَاحِ مَا طَرَأَ عَلَيْهِ مِنْ سَأَمٍ، وَأَحْدَثَ بِهِ مِنْ هَمٍّ. فَقَدْ قِيلَ: لَا بُدَّ لِلْمَصْدُورِ أَنْ يَنْفُثَ. وَأَنْشَدْت لِأَبِي الْفَتْحِ الْبُسْتِيِّ:
أَفْدِ طَبْعَك الْمَكْدُودَ بِالْجِدِّ رَاحَةً ... يُجَمُّ وَعَلِّلْهُ بِشَيْءٍ مِنْ الْمَزْحِ
وَلَكِنْ إذَا أَعْطَيْتَهُ الْمَزْحَ فَلْيَكُنْ ... بِمِقْدَارِ مَا تُعْطِي الطَّعَامَ مِنْ الْمِلْحِ
)

وهذ من جميل الوصف لما ينبغي أن يكون عليه المزاح،أن يكون كالملح في الطعام فإنه إذا زاد عن حده أفسد العشرة،وأورث العداوة،وأوقع البغضاء،كما يفسد زيادة الملح الطعام.

ومن الصور التي يقع فيها المزاح المذموم:

-السخرية بالآخرين،والتهكم بهم والطعن فيهم،واللمز والتنابز بالألقاب قصد إضحاك الآخرين،قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) [الحجرات10-11]

) فكم من أذى يقع بين الإخوان بسبب السخرية واللمز والهمز والتنابز بالألقاب من أجل إضحاك القوم ،ولا شك أنه من الإثم،قال ابن حبان في روضة العقلاء ص115(المزاح إذا كان فيه إثم فهو يسود الوجه ويدمي القلب ويورث البغضاء ويحيي الضغينة، وإذا كان من غير معصية يسلي الهم، ويرقع الخلة، ويحيي النفوس، ويذهب الحشمة، فالواجب على العاقل أن يستعمل من المزاح مَا ينسب بفعله إلى الحلاوة، ولا ينوي به أذى أحد ولا سرور أحد بمساءة أحد)

-المزاح بالكذب روى أبو داود في سننه برقم 4990 والترمذي برقم 2315 عن عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ» وهو في صحيح الجامع رقم 7136
فهذا وعيد شديد لمن يفعل ذلك،ومفهومه أن من أضحك بالحق فهذا غير مذموم.

-الترويع والتخويف: روى البخاري برقم 7072 ومسلم 2617 عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لاَ يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلاَحِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي، لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ»

ففي هذا الحديث بيان إثم من يروع أخاه بحديدة على سبيل الهزل والمزاح،مما يدل على أن الترويع محرم،وأن الهزل يقود إلى الجد كما أفاده القاضي عياض في إكمال المعلم 8/97.

-الاستهزاء بالدين:وهذا لا شك أنه من الخطورة بمكان وقد قال تعالى :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)[التوبة65]
قال ابن السعدي في تفسيره ص391:( {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} عما قالوه من الطعن في المسلمين وفي دينهم يقول طائفة منهم في غزوة تبوك "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء -يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه- أرغب بطونا وأكذب ألسنا وأجبن عند اللقاء" ونحو ذلك
ولما بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم بكلامهم جاءوا يعتذرون إليه ويقولون {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} أي نتكلم بكلام لا قصد لنا به ولا قصدنا الطعن والعيب
قال الله تعالى -مبينا عدم عذرهم وكذبهم في ذلك- {قُلْ} لهم {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فإن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة).


وأختم بفتوى للعلامة ابن عثيمين يلخص ما سبق إيراده فقد سئل الشيخ في فتاوى نور على الدرب:
يقول السائل نحن مجموعة من الشباب نصلى ونصوم ونعمل ما في وسعنا من العبادات والحمد لله ولكن أثناء الراحة من العمل ينشأ بيننا مزاح كثير فما حكم ذلك مأجورين؟

فأجاب رحمه الله تعالى: أولا نسأل الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الإخوة الثبات على ما يقومون به من عبادات وأن يجعل ذلك على الوجه الذي يرضيه بأن يكون موافقا لهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غير غلو ولا تقصير ونقول على عباداتكم المشروعة فاثبتوا وأما المزاح بعد ذلك فكثرة المزاح لا خير فيه وقد قيل المزح في الكلام كالملح في الطعام لا يصلح الطعام بدونه ولا يصلح الطعام إذا زاد الملح ثم إن من الناس من يتجاوز في المزح فيذكر من الألفاظ النابية في حق إخوانه ما لا يليق وربما يصل ذلك إلى أبعد من هذا فقد يكون منه سخرية بشيء من العبادات أو بشيء من الدين وهذا خطير جداً جداً قد يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله فعليهم أن يمزحوا المزح المعتدل من دون مغالاة ولا نقصان.

فليتق الله من ابتلي بهذا النوع من المزاح،وليتق الله من لم يضبط نفسه في ذلك،وليتق الله في إخوانه فكم أو غرت من صدور،وكم وقع من التعادي والهجران بسبب كلمات قليلة،أسأل الله أن يوفقنا أجمعين لما يحبه ويرضى.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 16 Jul 2017 الساعة 06:27 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 Jul 2017, 12:52 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

جزاك الله خيرا تنبيه مهم يغفل عنه الكثير
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 Jul 2017, 02:32 PM
أبو أحمد حمزة داودي أبو أحمد حمزة داودي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: بشار
المشاركات: 10
افتراضي

أحسن الله إليك أخي أبو الحسن نسيم , مقال طيب وفوائد نفيسة جزاك الله خيرا .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 Jul 2017, 06:39 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

مقال مسدد استفدت منه كثيرا فجزاك الله خيرا.
ولو تتفضل علينا وفقك بحلقة ثانية -ربما- تتطرق فيها بالتفصيل إلى أصحاب العبوس من المفرطين في المزاح المشروع فإني رأيتك في مقالتك الرائعة ركّزت على الغلاة وحق لك أن تركز عليهم.
وبهذا تكون قد أنصفت القضية (من غير غلو ولا تقصير) كما نقلت عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
وفقك الله أخي نسيم فقد طيبت الخاطر بمقالك الذي وقع في النفس في موقع تحبه وترغب إليه. فتعجبني كثيرا الكتابة التي تجمع بين العلم المحقق والنقل المدقق والتي يسوقها صاحبها بأسلوب سهل مفهوم فيه تذكير للغافل وتنبيه وتعليم للجاهل.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 Jul 2017, 12:07 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

جزى الله خيرا الإخوة على المرور،أبا معاذ جزاك الله خيرا على الكلمات الجميلة،وعسى إن شاء الله أن يكون ما ذكرت،وفقك الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, تزكية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013