منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 29 Jan 2015, 07:25 AM
التصفية والتربية السلفية التصفية والتربية السلفية غير متواجد حالياً
إدارة منتدى التصفية و التربية السلفية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 444
افتراضي مقالات العبَّاد: الاستدلال من النَّقل والعقل على تحريم شرب الدخان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإن الشريعة الإسلامية التي بعث الله بها رسوله الكريم محمدا عليه الصلاة والسلام متصفة بالكمال مستوعبة لكل ما يحتاج إليه العباد بنصوصها وعموماتها وقواعدها وأقيستها، ومن أوضح الأدلة على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه (5598) عن أبي الجويرية قال: «سألت ابن عباس عن الباذق، فقال: سبق محمد الباذق، فما أسكر فهو حرام، قال الشراب الحلال الطيب، قال: ليس بعد الحلال الطيب إلا الحرام الخبيث» والباذق نوعٌ من الأشربة، والمعنى أنَّ الباذق لم يكن في زمنه، ولكن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مستوعب له ولغيره، وذلك في عموم قوله: «ما أسكر فهو حرام»، فإنَّ عموم هذا الحديث يدلُّ على أنَّ كلَّ مسكر مِمَّا كان في زمنه أو وُجد بعد زمنه، سواء كان سائلاً أو جامداً، فهو حرام.

وقد وُجد في أزمان متأخرة الدخان الخبيث الذي ابتلي بشربه كثير من الناس، وقد دل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمعقول الصحيح على تحريمه، ومن هذه الأدلة ما يلي:

1- قول الله عز وجل في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}، وهذا الدخان من الخبائث وليس من الطيبات.

2- قوله عز وجل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} والدخان يجلب لشاربه الأسقام والأمراض التي قد تكون سبباً في وفاته.

3- قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ومنعاً وهات ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال» رواه البخاري (5975) ومسلم (4483) من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، والكراهة في الحديث بمعنى التحريم؛ لأن الله عز وجل لما ذكر في سورة الإسراء المحرمات الكثيرة ختمها بقوله: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}، وصرف المال في شراء الدخان من إضاعة المال، ومما يوضح قبح صرف المال في الدخان لو أنك رأيت إنساناً معه نقود ورقية يمزقها ويرميها في الهواء أسفت لحاله واتهمته في عقله، ولاشك أن فاعل ذلك أهون ممن يشتري بالنقود الدخان؛ لأن الأول أتلف ماله دون جسمه، والثاني جمع بين إتلاف ماله وإتلاف جسمه.

4- قوله صلى الله عليه وسلم: «إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة» رواه البخاري (3118) من حديث خولة الأنصارية رضي الله عنها، والتخوض في المال هو التصرف فيه بغير حق، وصرف المال في شراء الدخان من التصرف فيه بغير حق.

5- قوله صلى الله عليه وسلم: «من أكل من هذه الشجرة ــ يعني الثوم ــ فلا يأتين المساجد» رواه البخاري (853) ومسلم (1248) ـــ واللفظ له ــ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أكل من هذه الشجرة ــ يعني الثوم ــ فلا يغشانا في مساجدنا» رواه البخاري (854) ــ واللفظ له ــ ومسلم (1255) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم» رواه مسلم (1254) من حديث جابر رضي الله عنه، ففي هذه الأحاديث منع آكل هذه البقول من إتيان المساجد لما في ذلك من إيذاء بني آدم والملائكة برائحتها الخبيثة مع أن أصلها من الطيبات، وأما الدخان فهو من الخبائث ورائحته خبيثة.

وهذه الأدلة من الكتاب والسنة تدل على تحريم شرب الدخان، وأما من العقل فإنه من المعلوم أن المطابخ التي توقد فيها النيران بالحطب تكون جدرانها مسودة بسبب الدخان مع أنها صلبة يابسة، وأسوأ منها ما يحصل لصدر شارب الدخان وفمه من الاسوداد، وذلك لما في فمه وصدره من الرطوبة التي يكون علوق السواد فيها أشد كما هو مشاهد في أفواه بعض شاربي الدخان الذين لا يعتنون بتنظيف أفواههم باستمرار من السواد البين في الشفتين والأسنان.

وأسأل الله أن يوفق كل من ابتلي بشرب الدخان من المسملين بتركه والابتعاد عنه للسلامة من الإثم وإبقاءً على صحته وماله وتجنباً لإيذاء غيره، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

http://al-abbaad.com/index.php/articles/134

__________________
عنوان البريد الإلكتروني
tasfia@tasfiatarbia.org

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Jan 2015, 09:23 AM
أبو مالك أبو بكر حشمان أبو مالك أبو بكر حشمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو مالك أبو بكر حشمان
افتراضي

شكر الله سيع مشايخنا وجعل ما يبذلونه في ميزات حسناتهم وحفظهم من كل سوء، فكل واحد منه إلا وقد سد ثغرا وباب عظيما من أبواب الدين، فبين تعليم وإرشاد وبين نشر للتوحيد والسنة وبين دفاعا عن الدين ورد على المبطلين، فالحمد لله على نعم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مسائل, العبّاد, حياء, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013