منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 25 Dec 2007, 04:22 PM
kahled
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي عقيدة أهل السنة والجماعة

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله ، وخليله ، وأمينه على وحيه ، نبينا ، وإمامنا ، وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه ، إلى يوم الدين . أما بعد : .
فإن الله جل وعلا خلق الخلق لعبادته ، وأمرهم بها سبحانه وتعالى ، فقال عز وجل : سورة الذاريات الآية 56 وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ سبحانه وتعالى ، فخلقهم للعبادة وتكفل بأرزاقهم ، كما قال في الآية الأخرى : سورة هود الآية 6 وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وأرسل الرسل جميعا لهذا الأمر



العظيم ؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله ، ويأمروهم بها ، ويوضحوها لهم ، فقال تعالى : سورة النحل الآية 36 وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ هكذا جميع الرسل ، بعثوا لهذا الأمر العظيم ؛ ليأمروا الناس ، أن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه ، ويقول سبحانه : سورة الأنبياء الآية 25 وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ .

وهذه العبادة التي خلقوا لها ، وأرسلت الرسل بها ، أمرهم بها سبحانه في مواضع من كتابه العظيم ، كما في قوله تعالى في سورة البقرة : سورة البقرة الآية 21 يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، وقال في سورة النساء : سورة النساء الآية 36 وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وقـال فـي سورة بني إسرائيل : سورة الإسراء الآية 23 وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ، وقـال في سورة البينـة :


سورة البينة الآية 5 وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، وقال سبحانه : سورة الزمر الآية 2 فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ .

فهذه العبادة التي خلقوا لها ، قد أمروا بها ، وبينت لهم في كتاب الله ، وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وبعث الله بها الرسل جميعا . . . وخاتمهم ، وأفضلهم ، وإمامهم ، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، بعث بذلك ، بعثه الله يدعو الناس إلى عبادة الله وتوحيده والإخلاص له ، ومكث في مكة بضع عشرة سنة ، ثلاث عشرة سنة ، يدعو الناس إلى توحيد الله وطاعة الله ، يأمرهم أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخلعوا عبادة ما سواه ، من الأصنام والأوثان والملائكة والأنبياء وغير ذلك ، يقول : أخـرجه الإمـام أحمد ، في مسند المكيين ، حديث ربيعة بن عباد الديلي رضي الله عنه برقم 15593 بلفظ : '' يا أيها الناس . . . '' ، وابن حبان 14\6562 يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ، فأجابه الأقل ، وأنكر دعوته الأكثرون ، ولم يزل صابرا داعيا إلى الله عز وجل ، حتى أمره الله بالهجرة إلى



المدينة بعد ما اشتد أذى المشركين له وللذين انقادوا لما جاء به عليه الصلاة والسلام ، فهاجر إلى المدينة ومكث بها عشر سنين يدعو إلى الله ، ويعلم الناس شريعة الله ، وأنزل الله عليه القرآن العظيم ، بعضه في مكة وبعضه في المدينة وبينه للناس وأرشد الناس إلى ما دل عليه القرآن ، وبين لهم ما أوحى الله إليه في ذلك ، فإن الله أعطاه وحيين : القرآن ، والوحي الثاني : السنة .

سورة النجم الآية 1 وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى سورة النجم الآية 2 مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى - يعني محمدا عليه الصلاة والسلام- سورة النجم الآية 3 وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى سورة النجم الآية 4 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى فالله أوحى إليه القرآن وأوحى إليه السنة ، وهى أحاديثه عليه الصلاة والسلام وما بينه للأمة من شرع الله ، فتلقى الصحابة رضي الله عنهم عنه هذا الدين العظيم ، دين الإسلام ، ونقلوه إلينا غضا طريا ، وهكذا نقله التابعون عن الصحابة وهكذا أتباع التابعين ، ولم يزل أهل العلم ينقلون هذا العلم ، من جيل إلى جيل ومن قرن إلى قرن ، ويكتبون فيه الكتب الكثيرة ، ويوضحون للناس دعوة نبيهم عليه الصلاة والسلام ،



وما بينه الكتاب العظيم القرآن من دين الله ، فعقيدة المسلمين التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، هي ما بين الله لعباده في كتابه العظيم ، وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام ، وتلقاه الصحابة عن نبيهم رضي الله عنهم ، وبلغوه للناس ، هو دين الله وهو توحيد الله وطاعته ، واتباع رسوله وترك ما نهى عنه والإيمان بكل ما أخـبر الله به ورسوله ، هذا هو دين الله وهذا هو العقيدة التي درج عليها سلف الأمة ، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة ، الإيـمان بالله ورسوله والإيـمان بكل ما أخبر الله به ورسوله ، والعمل بذلك قولا وعملا وعقيدة ، عن محبة وانقياد وإخلاص وموالاة ومعاداة ، فالإيمان بالله ورسوله : هو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله ، من الطاعات القولية والفعلية .

على المؤمن أن يتلقى ذلك عن كتاب الله ، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، كما تلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن بعده من السلف الصالح وقد بينه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ، شرح للناس دين الإسلام والإيـمان والإحسان ، وأوضح للناس أوامر الله ونواهيه قولا وعملا .




فعقيدة أهل السنة والجماعة هي العمل بكل ما أخبر الله به ورسوله ، وبكل ما أمر الله به ورسوله ، عن إيمان صادق وإخلاص لله ، ومحبة ورغبة ورهبة ، فهم يؤدون أوامر الله ، وينتهون عن نواهي الله ، ويقفون عند حدود الله عن إيـمان بالله ورسوله ، وعن إخلاص وصدق ، وعن رغبة ورهبة لا رياء ولا سمعة ، ولا نفاقا ولكن عن إيمان وعن صدق .

وهذه العبادة التي خلقوا لها سماها الله إسلاما ، وسماها إيمانا وسماها تقوى ، وسماها هدى : سورة آل عمران الآية 19 إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ، سورة النجم الآية 23 وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ، سورة الحجر الآية 45 إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، سورة النساء الآية 1 يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ، سورة النساء الآية 136 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا .

فهي إيمان وإسلام وهدى ، وتقوى وبر وصلاح وإصلاح ،



هذه العقيدة التي درج عليها أهل السنة والجماعة ، وهي دين الله ، الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبعث به جميع المرسلين ، قول وعمل وعقيدة ، قول باللسان وعمل بالجوارح ، وعقيدة بالقلب عن محبة وعن إخلاص ، وعن صدق وعن رغبة ورهبة ، وجميع ما جاءت به الكتب والرسل يندرج تحت الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ، واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، كما قال جل وعلا : سورة البقرة الآية 177 لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ، وقال تعالى : سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا الآية ، وقال تعالى : سورة البقرة الآية 285 آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ الآية ، وقال سبحانه : سورة النساء الآية 136 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ الآية .



فدين الإسلام وعقيدة أهل السنة والجماعة ، هي الإيـمان بالله قولا وعملا وعقيدة ، ويدخل في الإيـمان ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم لجبرائيل لما سأله عن الإسلام والإيـمان والإحسان ، بين له أركان الإسلام الخمسة ، وأركان الإيمان الستة ، والإحسان قال : أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان برقم 8 . الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال : ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، هذا هو دين الله ، عند التفصيل إسلام وإيمان وإحسان ، فالإسلام ما أمر الله به ورسوله من الأعمال الظاهرة ، تسمى إسلاما يعني خضوعا لله ، الإسلام الانقياد والذل لله ، سمى الله دينه إسلاما ؛ لأن المسلم ينقاد لله ويذل له ، ويؤدي حقه عن خضوع وذل وانكسار ، وهذا هو العبادة ، سمي عبادة لهذا ، سمي الدين كله عبادة ؛ لأنه يؤدى بالذل


والانكسار والخضوع لله سبحانه وتعالى ، فالعبادة التي خلقنا لها هي : الإسلام وهي دين الله وهي الإيمان والهدى ، فقوله صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري تفسير القرآن (4777) ، صحيح مسلم الإيمان (10) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991). الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله . . . " الخ ، داخل في قوله أن تؤمن بالله .
محاضرة ألقاها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, السنةوالجماعة, ابن باز, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قواعد في منهج أهل السنة والجماعة للشيخ عبدالله العبيلان حفظه الله بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 21 Dec 2007 09:30 PM
عقيدة أهل السنة والجماعة في الروح النعاس السلفي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 5 08 Dec 2007 08:43 PM
عقيدة اهل السنة والجماعة/للشيخ العثيمين بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 5 03 Dec 2007 10:53 AM
صفوة عقيدة أهل السنة والجماعة أبو عبد الله الأثري الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 27 Nov 2007 09:33 PM
من عقيدة أهل السنة والجماعة في الله تبارك وتعالى. ابو عبد الله غريب الاثري الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 6 10 Nov 2007 01:15 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013