منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 Apr 2015, 06:58 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي سؤال الوَجِل: هل ذكر الحبيب يشفي خدور الرِّجْل؟

اعلم أنَّه قد سألني أحدُ الأحبَّة عن أثر فيه ذكر خُدور الرِّجْل وشفاؤها، فجاء هذا البحث الذي بين يديك، والله المُستَعان، وعليه التُّكلان.
قال في "الصحاح" (خدر): والخَدَرُ في الرِّجل: امْذِلالٌ يعتريها. يُقال: خَدِرَتْ رِجلي، وخَدِرَتْ
عظامه. قال طرفة [بن العبد: من الرمل]
جازتِ البِيدَ إلى أرحُلنا *** آخرَ الليلِ بِيَعْفورٍ خَدِرْ
اهـ.
وقال في (مذل): ومَذِلَتْ رِجلي - أيضاً - مَذَلاً، أي: خَدِرَتْ. وأنشد أبو زيد: [من البسيط]
وإن مَذِلَتْ رجْلي دَعَوْتُكِ أشْتَفي *** بدعواكِ من مَذِلٍ بها فَيَهُونُ

والامْذِلالُ: الاسترخاءُ والفتورُ، والمَذَل مثله اهـ.
وقد أكثرَ الشُّعراء من ذِكر الحبيب حين خُدور أرجلهم، ومناداته وتسميته، من ذلك ما قال العبَّاس بن الأحنَف (ت: 192هـ): [من البسيط]
يا قُرَّةَ العَينِ يا مَن لا أُسمّيهِ *** يا مَن إِذا خَدِرَت رِجلي أُناديهِ
وقال بشَّار بن بُرد (ت: 167هـ): [من الطويل]
إِذا خَدِرَت رِجلي شَفَيتُ بِذِكرِها *** أَذاها فَأَهفو بِاِسمِها حينَ تُنكَبُ
وقال جميل بن مَعمَر – جميل بثينة – (ت: 82هـ): [من الطويل]
إِذا خَدِرَت رِجلي وَقيلَ: شِفاؤُها *** دُعاءُ حَبيبٍ، كُنتِ أَنتِ دُعائِيا
وقال - أيضا -: [ من الطويل]
وَأَنتِ لِعَيني قُرَّةٌ حينَ نَلتَقي *** وَذِكرُكِ يَشفيني إِذا خَدِرَت رِجلي
وقال عمر بن أبي ربيعة 0(ت: 93هـ): [ من الطويل]
إِذا خَدِرَت رِجلي أَبوحُ بِذِكرِها *** لِيَذهَبَ عَن رِجلي الخُدورُ، فَيَذهَبُ
وقال - أيضا -: [ من الطويل]
إِذا خَدِرَت رِجلي ذَكَرتُكِ صادِقاً *** وَصَرَّحتُ إِذ أَدعوكِ بِاِسمِكِ لا أُكني
وقال - أيضا -: [ من الطويل]
أَهيمُ بِها في كُلِّ مُمسىً وَمُصبَحٍ *** وَأُكثِرُ دَعواها إِذا خَدِرَت رِجلي
وقال قيس بن ذُرَيْح (ت: 68هـ): [ من الطويل]
إِذا خَدِرَت رِجلي تَذَكَّرتُ مَن لَها *** فَنادَيتُ لُبنى بِاِسمِها وَدَعَوتُ
دَعَوتُ الَّتي لَو أَنَّ نَفسي تُطيعُني *** لَفارَقتُها مِن حُبِّها وَقَضَيتُ
والبيْتَان أنشدهما محمَّد بن سيرين - رحمه الله - كما سيأتي.
وقال كُثَيِّر عَزَّة: [ من الطويل]
وَأَنتِ لِعَيني قُرَّةٌ حينَ نَلتَقي *** وَذِكرُكِ في نَفسي إِذا خَدِرَت رِجلي
أمَّا الآثار في ذلك فقد قال الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد الدِّنَوْريّ المعروف بـ: ابن السُّني رحمه الله (ت: 364هـ) في "عمل اليوم والليلة" 1 : "باب ما يقول إذا خَدِرت رِجْلُه:
حدَّثَني محمَّدُ بن إبراهيم الأنماطيّ، وعمرُو بن الجنيد بنِ عيسى، قالا: ثنا محمَّدُ بن خداش، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا أبو إسحاق السَّبيعيّ، عن أبي شُعبة، قال: كنتُ أمشي مع ابنِ عمر رضي الله عنهما، فخدِرَت رِجْلُه، فجلس، فقال له رَجُل: اُذكر أحبَّ النَّاس إليك. فقال: «يا محمَّداهُ»، فقام فمشى.
قلت: فيه أبو إسحاق وهو السبيعي مدلِّس، اختلط بأخرة، وقد عنعنه.
ثم قال: حدثنا جعفر بن عيسى أبو أحمد، ثنا أحمد بن عبد الله بن رَوْح، ثنا سلَّام بن سليمان، ثنا غِيَاث بن إبراهيم، عن عبد الله بن عثمان بن خَيْثَم، عن مجاهد، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: خدرت رِجْلُ رَجُلٍ عند ابن عباس، فقال ابن عباس: « اذكر أحبَّ النَّاس إليك»، فقال: محمَّد صلى الله عليه وسلم. فذهب خَدَره.
قلت: فيه غياث بن إبراهيم كذّاب خبيث كما قال يحي بن معين رحمه الله ، وقال الألباني في "تحقيق الكلم الطيِّب" برقم 237: "موضوع"، وفيه تعليق لطيف حول معنى هذا الحديث ، مَفادُه: أنَّه يَستدِلُّ به بعض المبتدعة في جواز الاستغاثة بغير الله، وأنّى لهم ذلك ولم يثبت العرش بعدُ 2.
ثم قال: حدثنا محمد بن خالد بن محمد البَرْذَعي، ثنا حاجب بن سليمان، ثنا محمَّد بن مصعب، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الهيثم بن حَنَش، قال: كنَّا عند عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما، فخَدَرت رِجْلُه ، فقال له رَجُلٌ: اُذْكُر أحبَّ النَّاس إليك، فقال : «يا محمَّد صلى الله عليه وسلم». قال: فقام فكأنمَّا نشِط من عِقال.
قلت: محمد بن مصعب بن صدقة القَرقُساني صدوق كثير الغلط، وقال الذّهبي: "فيه ضعف"، والهيثم بن حنش مجهول، وهذا الأسناد خالف فيه إسرائيلَ سفيانُ الثوري وهو أثبت في الرِّواية عن أبي إسحاق السَّبيعي كما سيأتي في "الأدب المفرد" للبخاري، وأبو إسحاق مدلِّس وقد عنعنه، وقد اختلط بأخرة - كما قدَّمتُ - وهذا من تخليطه، فتارة يرويه عن الهيثم بن حنش، وتارة عن عبد الرحمن بن سعد، وتارة عن أبي شعبة.
ثم قال: حدثني عليُّ بن الحسن المهنَّد، راوية إسحاق بن إبراهيم، عن إسحاق بن إبراهيم، قال: قال الوليد بن يزيد بن عبد الملك في "حُبَابَة": [من الوافر]
أُثَنِّي مُغْرَمًا كَلِفًا مُحِبًّا *** إِذَا خَدِرَتْ لَهُ رِجْلٌ دَعَاكِ
وقال إبراهيم بن المنذر الحِزامي : أهل المدينة يعجَبُون من حُسْن بيتِ أبي العتاهية : [من الطويل]
وَتَخْدُرُ فِي بَعْضِ الأَحَايِينِ رِجْلُهُ *** فَإِنْ لَمْ يَقُلْ: "يَا عُتْبُ" لَمْ يَذْهَبِ الخُدْرُ.
وقال ابن السني رحمه الله تعالى: روى محمد بن زياد، عن صدقة بن يزيد الجُهَنيّ، عن أبي بكر الهُذَليّ قال : دخلتُ على محمَّد بنِ سيرين وقد خَدِرت رِجْلاه، فنَقَعَهُمَا في الماء وهو يقول : [ من الطويل]
إِذا خَدِرَت رِجلي تَذَكَّرتُ مَن لَها *** فَنادَيتُ لُبنى بِاِسمِها وَدَعَوتُ
دَعَوتُ الَّتي لَو أَنَّ نَفسي تُطيعُني *** لَفارَقتُها مِن حُبِّها وَقَضَيتُ
فقلتُ: يا أبا بكر، تنشد مثل هذا الشِّعر؟ فقال : يا لُكَعُ وهل هو إلا كلام حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيحه؟.
قلتُ: يُستَفاد منه أنَّ الشِّعر أنواع، منه حسن وقبيح.
أخبرني أحمد بن الحسن الصوفيّ، حدثنا علي بن الجعد، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد، قال: كنتُ عند ابن عمر، فخدرت رجله، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، ما لِرِجْلِك؟ قال: «اِجْتَمَعَ عَصَبُهَا مِنْ هَاهُنَا». قلتُ: اُدْعُ أحبَّ الناس إليك. فقال: « يا محمَّد» فانبسطَتْ.
وقال البخاري رحمه الله في "الأدب المفرد": 437: "باب ما يقول الرَّجُل إذا خَدِرَتْ رجله:
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال خدرت رِجْل ابن عمر فقال له رَجُلٌ: اذكر أحبَّ النَّاس إليك، فقال: يا محمد.
قلت: هذا الإسناد والذي قبله فيه عبد الرحمن بن سعد القرشي مولى ابن عمر وثقه النسائي وربما تساهل النسائي في هذا، وسئل عنه ابن معين فقال: لا أدري، والظنُّ أنه مجهول الحال، وأبو إسحاق هو السبيعي ثقة عابد، مدلِّس وقد عنعنه واختلط بأخرة، وسفيان هو الثوري الإمام المعروف وهو من أثبت الناس في أبي إسحاق، والحديث صعَّفه الألباني رحمه الله في "ضعيف الأدب المفرد": 129.

والسَّنَد الأخير يشعر بأنَّ الأثر حسن لولا عنعنة أبي إسحاق، ولو صحَّ الأثر لكان معناه: أنَّ ذكر الحبيب قد يبعث ارتياحا في النَّفس تنبسط له الرِّجل حين امذلالها، فيُنسى خُدورها، وليس هو من باب الاستغاثة كما تُشعر به رواية: " اُدْعُ أحبَّ الناس إليك"، والله أعلم.

هذا ما اسطعتُ جمعه والتَّعليق عليه، والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّه محمَّد وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.



أبو الحارث يوسف بن عومر
في 09 / 06 / 1436هـ

========
1- (ص: 88) مكتبة دار البيان، الطبعة الأولى: 1407هـ، تحقيق: بشير محمد عيون.
2- وانظر تعليق محقق كتاب "الوابل الصيِّب" عبد الرحمن بن حسن بن قائد تحت إشراف: بكر أبي زيد رحمه الله (ص: 365 – 366) ففيه ما يشفي.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013