عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
إذا حكم الحاكم فاجتهد وأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد متفق عليه.
معلوم لكل أحد منا قلة أهل السنة ببلدنا الجزائر,ناهيك عن أهل العلم .فأهل العلم ببلدنا قليل ولكن رغم قلتهم فلهم جهود يشكرون عليها ,وعلى رأس هته القلة الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله فهو من خيرة المشايخ عندنا إن لم يكن أفضلهم,وله جهود طيبة في نصرة الدعوة السلفية ,وهو كغيره من البشر يخطئ و يصيب .
فهل إذا أخطأ في بعض المسائل التي ليست من أصول الدين يشنع عليه و يخرج من السلفية فهذا من الغلو الذي نهي عنه.
وهذه بعض النقول التي جمعتها باللإعتماد على المكتبة الشاملة و بعض المواقع الإلكترونية.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ( وليُعْلَم انه ليس أحد من الأئمة-المقبولين عند الأمة قبولاً عاماً- يتعمد مخالفة رسول لله-صلى الله عليه وسلم- في شيء من سنة,دقيق ولا جليل .
فانهم متفقون اتفاقاً يقينياً على وجوب اتباع الرسول –صلى لله عليه وسلم- ,وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال سعيد بن المسيب :" ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله.
وقال غيره: لا يسلم العالم من الخطأ، فمن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو عالم، ومن أصاب قليلاً وأخطأ كثيراً فهو جاهل ". جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء :
ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له، قمنا عليه، وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة.
وقال " ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك.
و يقول ابن القيم رحمه في "إعلام الموقعين":
و من له علم بالشرع و الواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له قدم صالح و آثار حسنة و هو من الإسلام و أهله بمكان قد تكون منه الهفوة و الزلة هو فيها معذور بل و مأجور لاجتهاده فلا يجوز أن بتبع فيها و لا يجوز أن تهدر مكانته و إمامته و منزلته من قلوب المسلمين"
قال الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله:
والخطأ يرد سواءً كان المخطئ صاحب سنة أو بدعي الخطأ لا يقبل أبداً ولا يذكرون الحسنات بل يردون خطا المخطئ بالدليل ، ثم إن كان هذا المخطئ من أهل السنة لكن زلت به القدم فانهم مع ردهم خطأه لا يتابعونه على زلته ويحفظون كرامته ويصونون عرضه فان كان المخطئ من أهل البدع والأهواء فلا كرامة له عندنا بل يغلظون عليه القول ويشددون النكير ويصيحون في الأمة محذرين منه ومن مسلكه.
وقال أيضا
فانه ليس بين السلفيين أعني أهل السنة والجماعة –هم السلفيون وهم ولله الحمد الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ليس بينهم خلاف في أصول الدين أبدا وإنما تحدث بينهم خلافات في مسائل فروعيه وهذه تزول فان من كان على السنة سترده السنة باذن الله وهذا مجرب على مر العصور فان السلف من عهد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يختلفون في هذا الباب ثم يعود صاحب الحق إلى الحق وقد يدوم بعضهم على ما رآه وان كان مخالفا للآخر والآخر لا يشنع عليه ولا يستنكر عليه ما ذهب إليه لأنه مجتهد طالب للحق ذهب إلى ما فهمه بمقتضى ما عنده من الدليل والواجب على السني أن يحفظ كرامة السني الواجب على السلفي أن يصون السلفي وأن يرعى كرامته كما أن لا يتابعه على زلته اذا زلت به القدم فأهل السنة ينظرون إلى المخالفة كما ينظرون إلى المخالف فالمخالفة يردونها ولا يقبلونها بل قد يخالف السلفي ما عند السلفي الآخر –قد يخطئ ,السلفي بشر كغيره من سائر البشر –ثم ينظر أهل السنة كذلك إلى المخالف فان كان المخالف من على السنة مؤصلا عليها معروفا بالسير عليها فانه لا يتابع على زلته وتحفظ كرامته وان كان من أهل البدع فلا كرامة له عندهم ومن هنا نقول: "على السلفيين على أهل السنة"
1-أن يوسعوا صدورهم لبعضهم
2-وأن يتناقشوا فيما حدث بينهم من خلافات
3-وأن يعرضوا ما عندهم مما هو مختلف فيه بينهم على من هو أكبر منهم من أهل العلم الذين هم على السنة
ويهدا تزول الخلافات وتجتمع الكلمة ويتحد الصف ويتماسكون ان شاء الله تعالى .
واذكر بقول ابن مسعود رضي الله عنه :لايزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو عن كبرائهم فان آتاهم العلم عن اصاغرهم هلكوا. هذه وصيتي لكل أخ على السنة والله الموفق.
وهذا جواب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الخطأ في الاجتهاد
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 9907 )
س2: هناك مسائل لا يعلم المرء حكم الدين فيها، وقد يخطئ الإنسان نتيجة عدم علمه، وبعد فترة من الزمن قد يعلم الإنسان حكم الدين في بعض هذه المسائل، فهل يحاسب الإنسان على عمله مع عدم علمه بحكم الدين في المسألة المطروحة؟ وهل هناك توبة من الخطأ الذي يرتكبه الإنسان بعدم علمه عقب أن يعلم حكم الدين؟
جـ 2: االحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد :
إذا كانت المسألة التي أخطأ فيها من المسائل الاجتهادية التي اختلف فيها العلماء ولم يكن خطؤه عن هوى ولم يخرج فيهاعن قول المختلفين من العلماء فلا إثم عليه ولا حرج، ولا تلزمه توبة من ذلك، وإنما يلزمه اتباع ما ظهر من الحق إذا كان من أهل العلم، وإلا فالواجب عليه سؤال أهل العلم قبل أن يقدم على شيء لا يعلم حكم الله فيه لقول الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ سورة النحل الآية 43
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
التعديل الأخير تم بواسطة قادة شداد ; 19 Mar 2012 الساعة 10:29 AM
|