منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 14 Aug 2013, 06:36 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي أموال الجمعيات الحزبية وخطرها على أهل الدعوة السلفية للعلامة الشيخ محمد بن هادي المدخلي

هذه الجمعيات من أعظم العوائق التي تعوق الدعوة السّلفية الآن وطلبة العلم كثير منهم ينخدع بها ويقع في شراكها وخصوصا من ضاقت عليه الحال معشر الإخوان ، فأنا أنصح إخوتي وأبنائي بالصّبر على الضيق ولأن يأكل الملح والزيت على الخبز مع سلامة دينه خير له من أن يأكل الفالوذج مع هؤلاء ويبيع دينه، فإذا ذاق الإنسان معهم المال جرّوه قليلا قليلا حتّى يَهلك بسَببِهم.
فالحذر الحذر معشر الإخوة والأبناء وهذا كثير، كثيرٌ ذهب بسببه من أبنائنا وإخواننا ممن عرفناهم ولا حول ولا قوة إلاّ بالله فالواجب على المسلم أن يكون حرصه على دينه وأن يشُحّ بدينه وأن يتمسك بالسنّة وأن يكون شحيحًا عليها بخِيلًا بها لا يترُكها.
وبالسنة الغراء كن متمسكا وهي العروة الوثقى التي ليس تفصم
تمسك بها مسك البخيل بماله وعض عليها بالنواجذ تسلم
فإذا كنت بخيلا فابخل بدينك عن أن تُسلّمه لهؤلاء فيُضيّعوه ، فالمال معشر الإخوة فتنة ولعلّ كثيرًا منكم يُدرك هذا الكلام ولعلّه قد سمعه من بعض من نشير إليهم بالأمس كان يطعن في هذه الجمعية ويقيم الأدلة واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة عشرة على أنّها منحرفة واليوم يقول لا,هي سلفية ، لِمَ؟ لأنّها تعطيه عشرة ألاف ريال أو اثنا عشرة ألف ريال كلّ شهر فأصبحت سلفيّة ، ما دامت فِلسِيّةً تعطيه فلوسًا فتُصبِحَ سلفية ، وقد زارني واحدٌ من هؤلاء وما وجدني بعد ما تغيّر هذا التغير ، وخشيت أن يقول زرنا الشّيخ محمّد وما وجدناه وقد تركنا له رسالة ولم يسأل عنّا ، فسألت عند من نزل قالوا عند فلان وأنا لا أعلم بيت فلان، والله يعلم ذلك فاجتهدت في البحث عن بيت فلان حتى وجدته، فلمّا وجدته بحثتُ عن هاتفه فاتصلتُ به فقلت فلان عندك قال نعم قلت حيّاكم الله اللّيلةَ تأتون القهوة، فجاءني قلت وفلان معكما قال نعم قلت يأتي ، حتى تكونا شاهدين عليه ، فجاءوا ففتحنا الحديث وقد بلغني كلامه مسجّلا فقلت: يا فلان أنت بالأمس تقول عن الجمعيّة الفلانيّة أنّها حزبيّة فاحذروها ، وسنين وأنت تنافح عن هذا وتُقيم الأدلّة والحقّ معك تُقيم الأدلة من كلام أصحاب هذه الجمعية فلان يقول وفلان يقول ومجلّة تقول فكيف الآن أصبحوا سلفيّن؟ ألا تذكرُ يا فلان لما تناقشت مع أحد رؤسائهم وزعمائهم وأنا وأنت ومعنا فلان في السيّارة وكنت تقول له كيت وكيت؟ قال: أذكر، قلت: إذا كنت ما نسيتَ هذا كيف انقلبت؟ فأنت على أحد حالين-إمَا أن تكون بالأمس على حقٍ واليوم على باطل ، فيجب عليك أن تراجع نفسك وتتّقِ الله ، وإمّا أن تكون بالأمس على باطل واليوم أنت على حقّ, اختر لنفسك قال بالأمس كنت على باطل واليوم أنا على الحق هكذا قال, قلتُ والله ما صدقت ولا قلتَ حقًا ولكن ما دام وصلت إلى هذه الدّرجة أظنّ لا كلام معك مُجدٍ في هذا الباب وكان آخر ما تمَّ بيني وبينه.

المصدر
موقع ميراث الأنبياء


التعديل الأخير تم بواسطة ابومارية عباس البسكري ; 14 Aug 2013 الساعة 07:14 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 Aug 2013, 08:55 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي يتبع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابومارية عباس موسي بن احمد البسكري مشاهدة المشاركة
هذه الجمعيات من أعظم العوائق التي تعوق الدعوة السّلفية الآن وطلبة العلم كثير منهم ينخدع بها ويقع في شراكها وخصوصا من ضاقت عليه الحال معشر الإخوان ، فأنا أنصح إخوتي وأبنائي بالصّبر على الضيق ولأن يأكل الملح والزيت على الخبز مع سلامة دينه خير له من أن يأكل الفالوذج مع هؤلاء ويبيع دينه، فإذا ذاق الإنسان معهم المال جرّوه قليلا قليلا حتّى يَهلك بسَببِهم.
فالحذر الحذر معشر الإخوة والأبناء وهذا كثير، كثيرٌ ذهب بسببه من أبنائنا وإخواننا ممن عرفناهم ولا حول ولا قوة إلاّ بالله فالواجب على المسلم أن يكون حرصه على دينه وأن يشُحّ بدينه وأن يتمسك بالسنّة وأن يكون شحيحًا عليها بخِيلًا بها لا يترُكها.
وبالسنة الغراء كن متمسكا وهي العروة الوثقى التي ليس تفصم
تمسك بها مسك البخيل بماله وعض عليها بالنواجذ تسلم
فإذا كنت بخيلا فابخل بدينك عن أن تُسلّمه لهؤلاء فيُضيّعوه ، فالمال معشر الإخوة فتنة ولعلّ كثيرًا منكم يُدرك هذا الكلام ولعلّه قد سمعه من بعض من نشير إليهم بالأمس كان يطعن في هذه الجمعية ويقيم الأدلة واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة عشرة على أنّها منحرفة واليوم يقول لا,هي سلفية ، لِمَ؟ لأنّها تعطيه عشرة ألاف ريال أو اثنا عشرة ألف ريال كلّ شهر فأصبحت سلفيّة ، ما دامت فِلسِيّةً تعطيه فلوسًا فتُصبِحَ سلفية ، وقد زارني واحدٌ من هؤلاء وما وجدني بعد ما تغيّر هذا التغير ، وخشيت أن يقول زرنا الشّيخ محمّد وما وجدناه وقد تركنا له رسالة ولم يسأل عنّا ، فسألت عند من نزل قالوا عند فلان وأنا لا أعلم بيت فلان، والله يعلم ذلك فاجتهدت في البحث عن بيت فلان حتى وجدته، فلمّا وجدته بحثتُ عن هاتفه فاتصلتُ به فقلت فلان عندك قال نعم قلت حيّاكم الله اللّيلةَ تأتون القهوة، فجاءني قلت وفلان معكما قال نعم قلت يأتي ، حتى تكونا شاهدين عليه ، فجاءوا ففتحنا الحديث وقد بلغني كلامه مسجّلا فقلت: يا فلان أنت بالأمس تقول عن الجمعيّة الفلانيّة أنّها حزبيّة فاحذروها ، وسنين وأنت تنافح عن هذا وتُقيم الأدلّة والحقّ معك تُقيم الأدلة من كلام أصحاب هذه الجمعية فلان يقول وفلان يقول ومجلّة تقول فكيف الآن أصبحوا سلفيّن؟ ألا تذكرُ يا فلان لما تناقشت مع أحد رؤسائهم وزعمائهم وأنا وأنت ومعنا فلان في السيّارة وكنت تقول له كيت وكيت؟ قال: أذكر، قلت: إذا كنت ما نسيتَ هذا كيف انقلبت؟ فأنت على أحد حالين-إمَا أن تكون بالأمس على حقٍ واليوم على باطل ، فيجب عليك أن تراجع نفسك وتتّقِ الله ، وإمّا أن تكون بالأمس على باطل واليوم أنت على حقّ, اختر لنفسك قال بالأمس كنت على باطل واليوم أنا على الحق هكذا قال, قلتُ والله ما صدقت ولا قلتَ حقًا ولكن ما دام وصلت إلى هذه الدّرجة أظنّ لا كلام معك مُجدٍ في هذا الباب وكان آخر ما تمَّ بيني وبينه.

المصدر
موقع ميراث الأنبياء
هذه الجمعية وهذه الجمعيات تسرق من النّاس عقائدهم بالمال ، فإذا وجدت حبّ المال في قلوب هؤلاء مسيطر سرقت منهم عقائدهم عِياذًا بالله من ذلك ، وإذا أشبعتَ البَطنَ ذلّ الوَجهُ وإذا أُرضِعَ أُخضِعَ إذا أشبَعَ البطنَ رقَّ الوجه يستحي كيف نُعطِيك وتتكلَّم فينا,لكنّ صاحب الدّيانة يتكلّم عن الدّيانة وأضرب لكم مثالًا واحدًا عن أسلافنا الصّالحين رضِي الله عنهم كعب بن مالك رضي الله عنه وقصّتُه هو وأصحابه رضي الله عنهم لما أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلم بهجرهم وهُجروا خمسين ليلة حتى كان الأمر كما قال الله عنهم﴿حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْ‌ضُ بِمَا رَ‌حُبَتْ﴾[التوبة: 118] في هذه المدة جاءه كتاب عظيم الرُّوم" بلغنا أنّ صاحبك قد جفاك فَالحَق بنا نُواسيكَ" إذا ضاق الحال عليك تعالَ عندنا نحن نواسيك ، الدنيا ضاقت عليك بما رحُبت، فالحق بنا تجد العز والكرامة والمال والدنيا والجاه والسعة، قال: قلتُ: "هذه فتنَةٌ أخرى فَتيَمَّمتُ بالصّحيفَة التنُّور فوجدت أهلي قد سجّروهُ فسَجَّرتُهُ بها رماه في التنُّور".
فالمال والدنيا معشر الإخوة وطلب السعة أو الاستغلال من هؤلاء لظروف بعض الناس وحاجاتهم إذا علموا منهم الضعف يوقعهم في سرقة دينهم وحرفهم عن المنهج الحق فاحذروا معشر الإخوان ، احذروا القليل مع السلامة خيرٌ من الكثير مع الهلاك والدنيا زائلة ولا أسف عليها والمال اليوم معهم وغدًا مع غيرهم ما سُميَ المال مالًا إلا لأنه يميل بالقلوب ، وهو يميل أيضًا من يد إلى يد ، فاليوم في يد فلان وغدًا في يد فلان فثق بالله تبارك وتعالى أيها المؤمن أيها السُنّي.
واعلم أن التوفيق عند الله تبارك وتعالى والرزق مضمون بإذن الله جل وعلا فكيف تشهد لأهل البدع بأنهم سلفيون وهذا الآن مُسجل بأصوات عدد من هؤلاء الناس بالأمس يقولون الجمعية الفلانية تُحارب السنة واليوم يقولون عنها أنها جمعية سلفية ، وما نشر التوحيد مثل هذه الجمعية وما نشر السنة مثل هذه الجمعية إذا جمعت كلامهم بالأمس مسجل وكلامهم اليوم مسجل ماذا تقول هي الفتنة وقد قال صلى الله عليه وسلم ((لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ ، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتِي الْمَالُ))فالمال معشر الإخوان فتنة ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [التغابن:15]ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التطلع إلى الدنيا بقوله تعالى ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾[طه:131].
فنسأل الله العافية والسلامة فإذا أدى المال إلى هذا فقد هلك الإنسان.
جزء من الدرس الثاني من شرح حديث ما ذئبان جائعان للعلامة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 Aug 2013, 09:40 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

الى الاخوة في المنتدى بارك الله فيكم من عنده كلام العلماء في الجمعيات فليعرضه وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 Aug 2013, 12:51 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

السائل : شيخ ـ أحسن الله إليك ـ الجمعيّات ـ يا شيخ الله يحفظكم ـ لأنك الآن كما تعرف انتشرت ـ يعني ـ الدعوة و هُيّء لها ، و في شباب اتصلوا ببعض طلبة العلم و تحصلوا على بعض الفتاوى في جواز إنشاء الجمعيّات ، فنودّ كلمة تحذيرية الله يحفظكم يا شيخ .

الشيخ ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ :
قد بيّنا لهم هذا في كثير من الاتصالات .

الجمعيّات ما تكون جمعيّة باسم ( السلفيّة ) إلا و تسقط على أمّ رأسها ! و السّعيد من وُعظَ بغيره ؛ الجمعيّات في العالم ـ بارك الله فيك ـ عندكم (...) جمعية أهل الحديث ، في السودان جمعيّة أنصار السّنّة و جمعيّة ثانية ! و في مصر جمعيّات ، كلها تهاوت و سقطت على أمّ رأسها !! .
ينسون العلم و يكون همّهم الدنيا و همّهم السياسة ! ـ بارك الله فيكم ـ فتجرّدوا لله ـ تبارك و تعالى ـ من هذه الأشياء .

و الله مُجرّب ، إنه ما قامت جمعية ـ و أتحدّاكم تأتوني بجمعيّة ثابتة الآن على المنهج السلفي !! ؛ بارك الله فيكم ، لأن هذه الجمعيّات تكون أهدافها دنيوية و سياسيّة !(...)؛ بارك الله فيكم ،
و إن لبّسوا على الناس !!لكن هذه الدوافع ، بارك الله فيكم .

السائل : و هكذا الانتخابات شيخ ؟

الشيخ ربيع المدخلي : آه ؟

السائل : و هكذا الانتخابات الله يحفظكم ؟

الشيخ ربيع المدخلي : طبعًا .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماحكم إنشاء الجمعيات الخيرية لكي يقوم الإخوة في تونس من خلالها باستقدام المشايخ وإقامة الدروس والدورات العلمية ؟ ... للامام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ؛

فقد كنتُ في زيارة إلى فضيلة الشيخ الوالد ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى في مساء يوم الإثنين 15 شعبان 1432 هــ ، وكان من ضمن ما وجَّهتُه إلى فضيلته من الأسئلة ؛ السؤال عن حكم إنشاء الجمعيات الخيرية لكي يقوم الإخوة في تونس من خلالها باستقدام المشايخ وإقامة الدروس والدورات العلمية ؟
فأجاب حفظه الله تعالى :

(أنا أرى أنَّ الجمعيات تُفَرِّق السلفيين ، وأنها من أسباب التحزُّب ، ونصيحتي لهم بأن يبتعدوا عن الجمعيات ، وأن يطلبوا العلم في المساجد ، وأن يتركوا الجمعيات ، ولا أرى أن يدخلوا في الجمعيات .
وإذا لم يستطيعوا إلقاء الدروس في المساجد ، فعليهم بتعلُّم العلم في بيوتهم ) انتهى جوابه حفظه الله تعالى .

ثم سألتُه عن إنشاء المراكز العلمية لنفس الغاية ؟

فأجاب : (يُقيمون الدروس في المساجد - بارك الله فيك - ، عليهم بإقامة الدروس في المساجد) . انتهى جوابه حفظه الله.


فنسأل الله تعالى لإخواننا في تونس أن يُهَيَّأَ أمرُ رشدٍ وصلاح ، وأن يُوَفِّقهم للأخذ بكلام العلماء ، فإنَّ فيه الخير والنور والهداية والسداد .

والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
حامد بن خميس بن ربيع الجنيبي
1 رمضان 1432 هـــ
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد أما بعد:



فأريد أن أذكر أمراً هاماً يتعلق بكلام شيخنا العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في الجمعيات، حيث جرى اتصال مني بالشيخ حفظه الله يوم السبت ليلة الأحد، وتكلم الشيخ حفظه الله في شأن الجمعيات، وبيَّن لي حفظه الله أن الذي يفتي به الشيخ هو المنع من الجمعيات مطلقاً، وذلك بسبب المفاسد الكثيرة التي تشتمل عليه أو تؤول إليه، وكم من جمعية كانت في أول أمرها سلفية ثم آل أمرها إلى التحزب والبدعة .



والشيخ يوجه أبناءه إلى أن تكون الدروس والدورات واللقاءات العلمية في المساجد وإن كان هناك عدم إمكانية لإلقاء الدروس فيها فيكون في البيوت .



وقد حرص شيخنا حفظه الله على بيان هذا الأمر، لا سيما مع ما قام به بعض أهل البدع من الحلبيين باتهام شيخنا حفظه الله بالتناقض، وهذا من الكذب والافتراء على الشيخ، لأن العالم قد يفتي بأمر ثم يتبين له الصواب في خلافه، ومعلوم أن الإمام الشافعي قد غير كثيراً من أقواله لما ورد مصر واستقر فيها قبيل وفاته، وصار له مذهبان معروفان: قديم وجديد، ولم يرم أحد من العلماء الإمام الشافعي بالتناقض، وكذلك الإمامان مالك وأحمد تتعدد عنهما الرواية في المسألة الواحدة فلا يعده عاقل من التناقض كما يزعمه أصحاب موقع الخلفيين أخزاهم الله ..



حفظ الله شيخنا الشيخ ربيع، وجميع مشايخ السنة، وحماهم من كل سوء، ورد كيد الكائدين في نحورهم، وأعاذ المسلمين من شرورهم .كتبه: أسامة بن عطايا العتيبي المصدر من هنا

http://www.albaidha....ead.php?t=30960
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06 Sep 2013, 11:23 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي ما حكم الانتماء إلى لجنة المسجد إذا كان فيها أعضاء حزبيون؟وما الفرق بينها وبين الجمعيات؟ الشيخ: عبيد

بارك الله فيكم شيخنا وهذا السؤال الواحد والعشرون من الجزائر؛

يقول السائل: هل يجوز الانتماء إلى لجنة المسجد إذا كان فيها أعضاء حزبيون؟ وما الفرق بين لجنة المسجد والجمعيات؟
الجواب:

لجنة المسجد غير الجمعية؛ أعضاء أو هي مِرْفق يخدم المسجد، ويقوم على صيانة المسجد ونظافته، وقد تأتي إليه الزكوات من المُحسنين، فيُقَسِّمها على الفقراء، ولا ينعقد عليها ولاء ولا براء، بخلاف الجمعيات؛ فالجمعيات ينعقد عليها ولاء وبراء، فَكَوْن شخص يدخل في لجنة المسجد لخدمة المسجد وخدمة الحي التي يقوم بها المسجد؛ لا بأس بذلك - إن شاء الله تعالى - إلَّا إذا عَلِمَ أنَّ هذه اللجنة لا تَقبَل منه رأيًا، ولا تقوم بتوزيع صدقات المسلمين على المحتاجين عامَّة، وإِنَّما تُخصِّص أهل بِدَع ففي هذه الحال لا ينتسب إليهم ولا يُسجِّل فيها ولا يشارك في أعمالها. منقول من موقع ميراث الانبياء
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07 Sep 2013, 12:23 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي [مقال] ::مفاسد إنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية (زعموا):: للشيخ عبد العزيز البرعي

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،، أما بعد :
فإن أهل السنة قد تكلموا قديماً وحديثاً على ما لدى أصحاب الجمعيات من البعد عن المنهج السلفي ، وربما تمر فترة ، وأهل السنة ساكتون أو يقل كلامهم عن ذلك الضلال مكتفين بكلامهم السابق ، وأصحاب الجمعيات مستمرون على ما هم فيه ؛ بل وينشؤون جمعيات ومؤسسات جديدة مع أن كثيراً من الناس قد نفروا عنهم ، وقد ذاب أصحاب الجمعيات في المجتمع والحمد لله .
وبسبب سكوت أهل السنة ربما أوهم أصحاب الجمعيات الناس أن أهل السنة أو بعضهم يقر ما هم عليه ، فأردتُ أن ألفت الأنظار من جديد ولم آتِ بجديد ، وإنما هو كلام أهل السنة المتفرق هنا وهناك جمعناه في هذه السطور .
فأقول وبالله التوفيق :
1 ـ إنها سبب موصل إلى الحزبية ، فلا نعلم أحداً في اليمن بدأ بالجمعيات إلا وكان عاقبة أمره إلى الحزبية ، وهذا الواقع أمامنا شاهد بذلك .
2 ـ وجود الانتخابات الديمقراطية داخل الجمعيات .
3 ـ جاء في قانون الجمعيات قولهم : إنما أنشئت الجمعيات لترسيخ النظام الديمقراطي .
4 ـ كون المرأة لها الحق أن تترشح لنيل أي منصب في الجمعية ، ولا يستطيع أحدٌ أن يمنعها .
5 ـ التنسيق مع جمعيات ومنظمات مشابهة سواء كانت حزبية أو كفرية .
6 ـ غض الطرف عن صاحب البدعة إذا كان يرجى منه دعم مادي ؛ وإخفاء أصحاب الجمعيات ما تبقى لديهم من المنهج السلفي كي يجود في العطاء .
7 ـ الطعن في أهل السنة سواء كانوا علماء أو طلبة علم أو غيرهم بشتى الطعون شعراً ونثراً كي لا يثق الناس في أهل السنة فينقص الدعم المادي على الجمعيات ، فآل وبال الطعن عليهم والحمد لله ؛ وغاية ما هنالك أنهم أغروا جهالاً وخسروا علماء .
8 ـ وجود ( الإمارة ) و ( البيعات ) و ( التنظيمات ) و ( السرية ) على الخلايا والشعب والتنظيم الهرمي ، والذي يريدونه في هذا المجال كبير وهم عاجزون عن تحقيقه ، فهم يجدون المعارضة في أوساطهم ، ولم يستطيعوا أن يبوحوا بما لديهم إلا أمام الخلص من أتباعهم .
9 ـ دخول اللصوص في أوساطهم فيجمعون المال للفقراء ثم يأخذونه لأنفسهم .
10 ـ من لم يكن لصاً فإنه يتحايل لأخذ المال بشتى الحيل فالعاملون عليها سبقوا الفقراء ، وربما استدان الرجل من أصحاب الجمعيات الأموال الكثيرة للزواج أو شراء سيارة أو بناء بيت أو غير ذلك ، ثم يجمع الأموال باسم الجمعية ثم يَعدُّ نفسه من الغارمين ويسدد ديونه .
11 ـ فتح باب المسألة إلى حد الإلحاف في المسألة مع احتمال الإهانة ، فربما ذهب بعض أصحاب الجمعيات إلى بعض أرباب الأموال فيطلب منه المال ، وربما غضب التاجر وبصق في وجه مندوب الجمعية ؛ فيقول المندوب : هذا حقي ! أين حق الله ؟ !
وكتكليف بعض طلابهم أن يمروا بكراتين في أيديهم في مصليات العيد ، وشعار الجمعية معلق على صدورهم ، وكذا مرور رجال ونساء عليهم شعار الجمعيات على المحلات التجارية بظروف لِتُسْتَلَم بعد ذلك ، وكذا الذهاب إلى بيوت التجار ، وإحراجهم بشتى العبارات ، وكذا وصف بعض أصحاب الجمعيات أنفسهم أنهم شحاذون ، فأحدهم يقول : سنستمر نشحذ حتى تأتونا بدليل على التحريم ، وآخر يقول : أمام الناس الحمد لله الذي جعلني شحاذا في حالات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها .
12 ـ تصوير ذوات الأرواح ، وهي من الكبائر وقد لعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المصور ين ، وأخبر أنهم شرار الخلق عند الله ، وغير ذلك ، وحسب تجربتنا في اليمن فما أحد بدأ بإباحة تصوير ذوات الأرواح إلا وختمها بالحزبية .
13 ـ الولاء الضيق فكل جمعية ولاؤهم لأفراد جمعيتهم ، وتنظيمهم ، لا سيما والجمعيات إنما هي الواجهة الخارجية للتنظيمات السرية المبنية على الولاء الضيق .
14 ـ تَمَيُّعُ من دخل فيها ، وضياع مادته العلمية ، وضعف التمسك بالدين ،إلى أن وصلوا إلى إدخال الدشوش في بيوتهم، والتوسع في الرخص ، ورحم الله الشيخ مقبلاً فقد قال : الحزبية مساخة .
15 ـ الغيبة والتنقص لمن لم يدعمهم مادياً ومعنوياً من التجار وغيرهم .
16 ـ التحيز في التوزيع فترى الفقراء في المجتمع ممن لم يكونوا معهم محرومين ، ويغدقون على من كان معهم ، وسل القرى والمدن تنبيك عن ذلك دع عنك ما يحصل من الظلم للأيتام المكفولين لدى الجمعيات فلا توصل حقوقهم إليهم كاملة.
17ـ إدخال الأموال في البنوك الربوية.
وختاماً : فننصح المسلمين أجمعين بالبعد عن الجمعيات جملة وتفصيلاً ، ولا ننصح أحداً أن يؤسس جمعية ولو ظن أنه سيحتاط لنفسه ويبتعد عن المفاسد ، فإن أي احتياط في هذا المجال لن يتم ، وإن تم بعض ، لم يسلم من مفاسد أخرى ، ولن تستقيم دعوة سلفية مع وجود الجمعيات .
كتبه / عبد العزيز بن يحيى البرعي
دار الحديث ـ اليمن ـ إب ـ مفرق حبيش22 ربيع الآخر 1434 منقول من شبكة سحاب
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 Sep 2013, 09:31 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي حكم إنشاء الجمعيات لغرض استقدام المشايخ وإقامة الدورات العلمية] فتوى للعلامة ربيع حف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ؛

فقد كنتُ في زيارة إلى فضيلة الشيخ الوالد ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى في مساء يوم الإثنين 15 شعبان 1432 هــ ، وكان من ضمن ما وجَّهتُه إلى فضيلته من الأسئلة ؛

السؤال عن حكم إنشاء الجمعيات الخيرية لكي يقوم الإخوة في تونس من خلالها باستقدام المشايخ وإقامة الدروس والدورات العلمية ؟
فأجاب حفظه الله تعالى :

(أنا أرى أنَّ الجمعيات تُفَرِّق السلفيين ، وأنها من أسباب التحزُّب ، ونصيحتي لهم بأن يبتعدوا عن الجمعيات ، وأن يطلبوا العلم في المساجد ، وأن يتركوا الجمعيات ، ولا أرى أن يدخلوا في الجمعيات .
وإذا لم يستطيعوا إلقاء الدروس في المساجد ، فعليهم بتعلُّم العلم في بيوتهم ) انتهى جوابه حفظه الله تعالى .

ثم سألتُه عن إنشاء المراكز العلمية لنفس الغاية ؟

فأجاب : (يُقيمون الدروس في المساجد - بارك الله فيك - ، عليهم بإقامة الدروس في المساجد) . انتهى جوابه حفظه الله.

فنسأل الله تعالى لإخواننا في تونس أن يُهَيَّأَ أمرُ رشدٍ وصلاح ، وأن يُوَفِّقهم للأخذ بكلام العلماء ، فإنَّ فيه الخير والنور والهداية والسداد .

والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
حامد بن خميس بن ربيع الجنيبي
1 رمضان 1432 هـــ

(منقول)
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 Oct 2013, 09:16 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي (حدود استعمال وسائل الدعوة إلى الله تعالى) ، كلمة مؤصلة متينة نفيسة من فضيلة الشيخ فركوس تزلزل عروش

(حدود استعمال وسائل الدعوة إلى الله تعالى) ، كلمة مؤصلة متينة نفيسة من فضيلة الشيخ فركوس تزلزل عروش الجمعيات







بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

فقد كثرة كلمات علماء السنة الكرام وفتاويهم في التحذير من الجمعيات ، وعلت أصواتهم بالتنديد بها وتحذيرهم من أهلها ، وبيان مفاسدها ومخاطرها، وعلى منوالهم أقتفى آثارهم اتباعهم وشباب الأمة السنية ، فعاب عليهم ممن يريد بهذه الأمة الإسلامية الفتنة والشر ، وهو يسعى في إهلاك شبابها وإغراقهم في مستنقعات وسائل اليهود والنصارى ، و أوحال البدعة والمغالطات الباطلة والحيل الضالة ، فأرغد وأزبد ، وقال : ما بال هؤلاء الشباب يكثرون من الكلام في الجمعيات !!!

ونسي وتناسى وتجاهل المسكين ، أن الكلام في الشر والمحدثات والضلالات يكون على حسب انتشارها واتساعها ، وابتلاء الأمة الإسلامية بها ، ونوعية حملتها .

أليس الله تعالى لما ذكر أقسام الخلق في أول سورة البقرة ، ذكر في حق المؤمنين ثلاث آيات ، وفي حق الكفار آيتين ، فلما انتهى إلى ذكر المنافقين ذكر فيهم بضع عشرة آية ([1]) وأطال في ذمهم غاية الذم ، وما ذاك إلا لخطورتهم على المسلمين ومجتمعهم بصفتهم أنهم منتسبون إليهم ، وهم مخالطون لهم ، كذا الجمعيات ما كثر وأطال أهل السنة والجماعة كلامهم فيها إلا لخطورتها ، وأن الذي رفع شعارها ويدعو إليها في مجتمعهم هم أناس ينتسبون إليهم ، ويغتر بفتنتهم من يغتر من الشباب السلفي .

أيضا ألم يصنف أئمة الحديث والسنة المصنفات الكثيرة العديدة في السنة والعقائد ، لما حدثت البدع الكلامية والعقائدية في الأمة ، من اليوم بروزها وظهورها إلى يومنا هذا لا يزال أئمة السنة والأثر يصنفون في ذلك ، أنقول والحالة هذه أن أئمة السنة والحديث أكثروا الكلام والمصنفات في هذا !!! وقد قال هذا الحركية والثورية والمتحزبة .

وأيضا من المضحكات مما رجف به هذا الصنف ، أنه يرمي ممن يحذر من الجمعيات ، ويكثر من ذلك ـ على زعمه الأعوج ـ أنه حدادي أو مشابه للحدادية !!!

فما أسهل قلب الحقائق وتغيير الموازين والمغالطات والمداخلات في الكلام التي لا تغني أهلها ، ولا أحد يعجز عنها ، فما أشبه طريقة وفعلة هذا الصنف ، بما عليه أهل البدع والأهواء من أهل التحريف والتعطيل إذ رموا أهل الحديث والأثر ، من أنهم مشبهة ومجسمة وممثلة ، وما ذاك إلا لأنهم أثبتوا لله تعالى ما أثبته لنفسه ، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم بدون تمثيل وتكييف .

وكذا هذا الصنف رموا أهل السنة والجماعة بأنهم حدادية ـ وشيخهم في ذلك المأربي الضال ـ وما ذاك إلا لأنهم اقتفوا آثار علماء الأمة الفضلاء الذين حذروا من الجمعيات ، واتبعوا السنة التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله ، ونبذوا طرائق ووسائل اليهود والنصارى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في (الفتوى الحموية الكبرى)(ص: 533 ـ 540)

(( إطلاق أهل البدع الألقاب الشنيعة على أهل السنة :

وقد صنف أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن درباس الشافعي جزءًا أسماه: «تنزيه الشريعة عن الألقاب الشنيعة» وذكر فيه كلام السلف وغيرهم من معاني هذه الألقاب، وذكر أن أهل البدع كل صنف منهم يلقب أهل السنة بلقب افتراه، يزعم أنه صحيح على رأيه الفاسد، كما أن المشركين كانوا يلقبون النبي صلى الله عليه وسلم بألقاب افتروها.

فالروافض تسميهم نواصب، والقدرية يسمونهم مجبرة، والمرجئة يسمونهم شكاكًا، والجهمية تسميهم مشبهة، وأهل الكلام يسمونهم حشوية ونَوَابت، وغثاءً، وغُثْرًا، إلى أمثال ذلك، كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم تارة مجنونًا،وتارة شاعرًا، وتارة كاهنًا، وتارة مفتريًا.

قالوا: فهذه علامة الإرث الصحيح والمتابعة التامة، فإن السنة هي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقادًا واقتصادًا وقولًا وعملًا؛ فكما أن المنحرفين عنه يسمونه بأسماء مذمومة مكذوبة ـ وإن اعتقدوا صدقها بناء على عقيدتهم الفاسدة ـ فكذلك التابعون له على بصيرة الذين هم أولى الناس به في المحيا والممات، باطنًا وظاهرًا.

وأما الذين وافقوا ببواطنهم وعجزوا عن إقامة الظواهر، والذين وافقوه بظواهرهم وعجزوا عن تحقيق البواطن، أو الذين وافقوه ظاهرًا وباطنًا بحسب الإمكان: لا بد للمنحرفين عن سنته أن يعتقدوا فيها نقصًا [يذمونهم به] ، ويسمونهم بأسماء مكذوبة ـ وإن اعتقدوا صدقها ـ كقول الرافضي: من لم يبغض أبا بكر وعمر، فقد أبغض عليًا، لأنه لا ولاية لعلي إلا بالبراءة منهما، ثم يجعل من أحب أبا بكر وعمر ناصبيًا، بناءً على هذه الملازمة الباطلة، التي اعتقدوها صحيحة، أو عاندوا فيها وهو الغالب.

وكقول القدري: من اعتقد أن الله أراد الكائنات وخلق أفعال العباد، فقد سلب العباد القدرة والاختيار وجعلهم مجبورين كالجمادات التي لا إرادة لها ولا قدرة.

وكقول الجهمي: من قال: إن الله فوق العرش، فقد زعم أنه محصور، وأنه جسم مركب وأنه مشابه لخلقه.

وكقول الجهمية المعتزلة: من قال: إن لله علمًا وقدرة، فقد زعم أنه جسم مركب، وهو مشبه، لأن هذه الصفات أعراض، والعَرَض لا يقوم إلا بجوهر متحيز، وكل متحيز فجسم مركب، أو جوهر فرد، ومن قال ذلك فهو مشبه، لأن الأجسام متماثلة.

ومن حكى عن الناس «المقالات» وسماهم بهذه الأسماء المكذوبة بناءً على عقيدتهم التي هم مخالفون له فيها، فهو وربه. والله من ورائه بالمرصاد، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.)) ا.هـ

وبهذه المناسبة أتحف القراء الكرام بكلمة قوية متينة لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس ـ حفظه الله ورعاه ـ ، وهو يبين فيها ضابط وحدود استعمال وسائل الدعوة إلى الله تعالى ، وهذه الكلمة المتأمل فيها ، وما فيها من الأصول الشرعية المقررة يجد أنها تزلزل وسيلة الجمعيات المحدثة من جذورها .



سئل ـ حفظه الله ـ : من المعلوم أنَّ الأمَّة مأمورةٌ بالأخذ بوسائل الدعوة وتحصيلِ أسبابها، فهل يُشترط الاقتصار على الوسائل المنصوص عليها، أو التي فعلها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، أم يجوز التوسُّع باستعمال الوسائل الدعوية، وإن لم يَرِدْ نصٌّ عليها، وهي لا تخالف الشرعَ؟ وبعبارةٍ أخرى مقتضبةٍ: هل وسائل الدعوة توقيفيةٌ أم اجتهاديةٌ؟

فأجاب :

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين .

أمّا بعد:

فقد جاءتْ نصوصٌ عامَّةٌ من الكتاب تأمر بالدعوة إلى الله تعالى وتبليغ الرسالة من غير تقييدٍ بوسائلَ معيَّنةٍ، مثل قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥]، وقوله تعالى: ﴿وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ﴾ [القصص: ٨٧]، وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء:٢١٤]، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ [المائدة: ٦٧]، فهذا الميدان الدعويُّ في حاجته إلى وسائلَ أمرٌ بدهيٌّ، إذ «الأَمْرُ بِالشَّيْءِ أَمْرٌ بِلَوَازِمِهِ»([2])، وإذا كان الأمر بالدعوة والتبليغ لا يتمُّ إلاَّ بتحصيل الوسائل وتحقيقِ الأسباب؛ كان الأخذُ بها واجبًا أو مستحبًّا بِحَسَبِهِ، جريًا على قاعدة: «الوَسَائِلُ لَهَا أَحْكَامُ المَقَاصِدِ، فَمَا لاَ يَتِمُّ الوَاجِبُ إِلاَّ بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ، وَمَا لاَ يَتِمُّ المَسْنُونُ إِلاَّ بِهِ فَهُوَ مَسْنُونٌ، وَطُرُقُ الحَرَامِ وَالمَكْرُوهِ تَابِعَةٌ لَهُ، وَوَسِيلَةُ المُبَاحِ مُبَاحَةٌ»([3]).

غيرَ أنَّ هذه الوسائلَ -مِن حيثُ سعتُها- شاملةٌ للوسائلِ العباديةِ والعاديةِ، ومجالُ توقيفِ العادية شرعًا أوسعُ من أن يكون نصًّا خاصًّا يشملُها، بل يتعدَّى إلى ما كان عامًّا، أو إلى قاعدةٍ علميةٍ يمكن أن يُستندَ إليها في تقرير شرعية هذه الوسائل؛ ذلك لأنَّ مُمارسة العمل الدعويِّ ومباشرتَهُ دون معرفة حُكمه والاستناد على دليله الشرعيِّ تَحكُّمٌ وعملٌ بالجهل واتِّباعٌ للهوى، وهو مردودٌ على صاحبه، إذ كما لا يجوز الخروج عن الحكم الشرعيِّ في المناهج والمقاصد؛ لا يجوز كذلك في الوسائل ([4]) ، لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الجاثية: ١٨]، ولقوله تعالى: ﴿اِتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: ٣]، ولقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾ [الإسراء:٣٦]، ولقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».

وعليه؛ فعمومُ الوسائل الشرعيةِ سواء كانت عباديةً أو عاديةً لا مدخل للعقل والرأيِ المجرَّدِ في حُكمها.([5])

ولمزيدٍ من التوضيح في هذا المقام نلفت النظر إلى أنَّ الوسيلة إن كانت من جنس العبادات فإنها تحتاج إلى نصٍّ خاصٍّ يقضي بمشروعيَّتها، ذلك لأنَّ «العِبَادَاتِ أَصْلُهَا التَّوْقِيفُ وَالمَنْعُ حَتَّى يَرِدَ الدَّلِيلُ النَّاقِلُ عَنْهُ»؛ فلا يُشرع منها إلاَّ ما شرعه الله تعالى وأذن فيه، لقوله تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ﴾[الشورى: ٢١] ، وبناءً عليه؛ فإنَّ الوسائل العباديةَ توقيفيةٌ، وحُكمها يُؤخذُ من جهة الشرع، وبالدليل الخاصِّ بها، لا بوصف العموم والإطلاق، إذ لا يلزم ما أمر اللهُ للعمل بوصف العموم والإطلاق -في باب العبادات- أن يكون مشروعًا بوصف الخصوص والتقييد أو مأمورًا به، إلاَّ إذا جاء دليلٌ مُبيِّنٌ للإجمال الحاصل في صفة العموم والإطلاق، ويكون حُكم الخصوص والتقييد تابعًا للدليل، فإن جاء موافقًا للأمر العامِّ أو المطلق كان تحصيلُ المعيَّن بالخصوص والتقييد من باب عطف الخاصِّ على العامِّ، بتظافر الأدلَّة وتعاضُدها، وإن جاء الدليل مخالفًا للأمر العامِّ أو المطلق كان تحصيلُه من باب تخصيص العموم وتقييد المطلق، وهذا التقرير -وإن كان يشمل جانب العبادات والعادات والمعاملات- إلاَّ أنَّ باب العبادات قُيِّد بالدليل الخاصِّ؛ لأنَّ الأصل فيها التوقيف والمنع -كما تقدَّم-.

وهذا بخلاف الوسيلة الداخلة في جنس العادات والمعاملات؛ فلا يلزم لثبوتها الأدلّةُ الخاصَّة، بل تكفي الأدلَّة والقواعد العامَّة في إثباتها وتقريرها، ذلك لأنَّ «الأَصْلَ فِي المُعَامَلاَتِ وَالعَادَاتِ الإِبَاحَةُ وَالجَوَازُ» حتى يَرِدَ الدليلُ الناقلُ عنه، فلا يمنع منها شيءٌ إلاَّ ما منعه الشرعُ وحَرَّمه، لقوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً، قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس: ٥٩]، ولقوله تعالى -مُمتَنًّا على عباده-: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا﴾[البقرة: ٢٩]، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «الحَلاَلُ مَا أَحَلَّهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ، وَالحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ». فالوسائلُ العادية يُؤخذ حُكمها -أيضًا- من جهة الشرع، لكنْ لا يُشترط أن يدلَّ عليها دليلٌ خاصٌّ، بل يجوز العمل فيها بالأوامر العامَّة والمطلقة، كما يجوز أن تحال أحكامُها إلى القواعد العامَّة.

ولا شكَّ -بعد هذا البيان- أنَّ الوسائل الدعوية في تعلُّقها بالعادات إن تضمَّنتْ مصلحةً راجحةً للدعوة ولم تخالف نصًّا شرعيًّا ([6]) فيجوز مباشرتها لدخولها إمَّا في القواعد العامَّة الكلِّية، أو لاتِّصاف الدليل عليها بصفة العموم والإطلاق؛ ذلك لأنَّ تحصيل المعيَّن في الوسيلة إن كان مشمولاً بالأمر العامِّ أو المطلق ولم تتعرَّض له الأدلَّة بأمرٍ أو نهيٍ بقي على وصف العموم والإطلاق، وجاز العمل بأيِّ فعلٍ معيَّنٍ يتحقَّق به امتثال الأمر العامِّ أو المطلق؛ ذلك لأنَّ «الأَصْلَ فِي العَادَاتِ وَالمُعَامَلاَتِ الإِبَاحَةُ وَالجَوَازُ» -كما تقدَّم-، ويدلُّ عليه عمل النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بعموم قوله تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤]، حيث اختار النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم في الدعوة وسيلة الصعود على الصفا ومخاطبةِ بطون قريشٍ، وهذا الاجتهاد في الوسيلة إنما جاء بناؤه على ضوابطَ عامَّةٍ متمثِّلةٍ في الحكمة والموعظة الحسنة المأمورِ بهما، واتَّخذ هذه الوسيلة لتكون أسرع إلى الفهم، وأدعى إلى الانقياد، وأقوى في التأثُّر والاستجابة. وكذلك إجماع الصحابة على وجوب المصير إلى وسيلة جمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ لحفظ كلام الله سبحانه وتعالى، وقد تردَّد الصحابة في أوَّل الأمر لعدم ورود دليلٍ خاصٍّ يؤيِّدُ هذا الفعلَ، كما أنه لم يفعله النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ثمَّ اعتبروا قوَّةَ هذه الوسيلة لحفظ القرآن الكريم المتمثِّلةِ في جمعه في مصحفٍ واحدٍ لِمَا في ذلك من مصلحةٍ راجحةٍ.

فالحاصل؛ أنَّ وسائل الدعوة إلى الله تعالى في تقرير مشروعيَّتها يجب أن تراعى فيها جُملةٌ من الضوابط تتمثَّل في: وجوب موافقتها للنصوص الشرعية العامَّة والخاصَّة أو قواعد الشرع الكلِّية، كما أنَّ الوسائل إن كانت تابعةً لمقاصدَ مخالفةٍ للشرع، فتُمنَعُ بحكم تبعيَّتها للممنوع؛ لأنَّ طُرُقَ الحرام والمكروهات تابعةٌ لها، و«النَّهْيُ عَنِ الشَّيْءِ نَهْيٌ عَمَّا لاَ يَتِمُّ اجْتِنَابُهُ إِلاَّ بِهِ»، وتُمنع -أيضًا- الوسيلة إذا ما تعلَّق بها وصفٌ منهيٌّ عنه، فتبطل لاقترانها به، كأنْ يكون شعارًا لليهود والنصارى والمجوس([7])، فقد سيَّب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم وسيلةَ النفخ في البوق للدعوة للصلاة لكونه شعارَ اليهود، وتخلَّى عن الضرب بالناقوس لكونه شعارَ النصارى، وترك إيقاد النار لكونه شعارَ المجوس .

هذا؛ ويشرع الأخذ بالوسيلة المشروعة إلى المقصد المشروع شريطةَ أن لا يترتَّب على الأخذ بها مفسدةٌ مساويةٌ أو أكبرُ من المصلحة المرجوَّة، وإلاَّ بَطَلَت الوسيلةُ، عملاً بقاعدة: «الضَّرَرُ لاَ يُزَالُ بِمِثْلِهِ»، وقاعدة: «دَرْءُ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ». ([8])

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا. ([9])
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04 Jun 2014, 07:36 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

هذا سؤال للشيخ أبي عبد المعز فركوس حفظه الله
السـؤال:

ما حكمُ إنشاءِ جمعيةٍ هدفُها الدعوةُ إلى الكتاب والسُّنَّة على فهم سلف الأُمَّة، والحفاظ على العقيدة الصحيحة مع العلم أنَّنا في بلدنا المجاور لبلدكم لا يُسمحُ لنا بالاجتماع في الدور للدعوة أو طلب العلم؟ أفتونا بارك الله فيكم.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فعمومُالجمعياتمهما كانت صفتُها إذا عُقِدَ عليها الولاءُ والبراءُ والحبُّ والعداءُ، أو اتخذَت أقوالَ قادتِها ومُسَيِّرِيهَا أصولاً بلا دليلٍ، أو التسليمُ بآراء الجماعة وجعلُها قطعيَةَ الثبوتِ غيرَ قابلة للنقاش أو النقد، ونحو هذه المعاني فهي جمعيةٌ حزبية ولو وُسمت باسم الإسلام، فهي بهذا الاعتبار عينُ مشاقَّةِ اللهورسوله ومحادَّة الله ورسوله؛ لأنّ محورَ الولاء والبراء هو الإيمان بالله ورسوله، قال تعالى: ﴿لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]، فالتجمُّع الحزبي مقيتٌ فَرَّقَ الأمّةَ شِيَعًا وأحزابًا وما زادها إلاَّ خبالاً، على مَرِّ العصور وَكَرِّ الدُّهور، فإنّ الدين أمرنا بالاجتماع على عقيدة التوحيد وعلى متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ [آل عمران: 103]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [الأنعام: 159].

وإذا كان التجمُّع الحزبيُّ لا يجوز فإنّه لا يمنع من التعاون الشرعي الأخوي المبني على البرِّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والسُّـنَّة، لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]، كما يدخل ضمن عموم الأمر بالتعاون الخيري ما يقوم به الحاكم من تنظيم المسلمين في شكل هيئاتٍ رسميةٍ كالوزارات والمؤسَّسات التي لا تحمل الطابعَ الحزبيَّ ليوزِّع عليهم مهامًّا وأعمالاً، تخصُّ الحياةَ الدينيةَ والدنيويةَ، فلا تتناوله النصوصُ التي تَذُمُّ الخروجَ عن وحدة الأُمَّة التي أمر بها أن تكون واحدة، فقال تعالى: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52].

وعليه، فإنّ مجالَ التعاونِ الأخويِّ المنضبطِ بالشرع المبني على البرِّ والتقوى مشروعٌ ومطلوبٌ.

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 22 رجب 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 6 أغسطس 2007م

المصدر [ من هنـــا]
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, محمدالمدخلي, مسائل, جمعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013