منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 28 Jun 2014, 07:56 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي شهر رمضان صبر وعزيمة وثبات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .


أمابعد:


نحن في شهر الصبر ، فلابد أن تكون بدايتنا عزيمة يتلوها ثبات وصبر حتى أخر الشهر ، وذلك هو الكمال وقد ضرب ابن القيم مثالا عظيما لكمال العبد في العبودية فقال :
(فإن كمال العبد بالعزيمة والثبات، فمن لم يكن له عزيمة فهو ناقص ،ومن كانت له عزيمة ولكن لا ثبات له عليها فهو ناقص، فإذا انضمَّ الثبات إلى العزيمة أثمر كلَّ مقام شريف وحال كامل، ولهذا في دعاء النبي الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه: ((اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد)) ومعلوم أن شجرة الثبات والعزيمة لا تقوم إلا على ساق الصبر) عدة الصابرين 90/1
قال الطبري: (أصل العزم اعتقاد القلب على الشيء) تفسير الطبري 18 / 385.
فيا أخي الموفق : هاهو رمضان قد أهل علينا فاغتنمه بعزيمة قوية ونية صادقة – إيمانا واحتسابا - لا فتور بعدها ولا تكن كالتي نقضت غزلها ، في العشر الأولى تحمست وفي العشر الاوسط تهاوت و في العشر الأواخر سقطت .
واوصيك أخي المبارك في هذا الشهر المبارك بالصبر فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم بشهر الصبر .
فعن إبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( شهر الصبر و ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر )). صحيح الجامع رقم 3718 .
فعن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الصبر ضياء)). رواه سلم
ففي هذا الشهر يصبر المسلم على الشهوات بجميع أنواعها: شهوة الطعام والشراب و الجماع ، ويصبر نفسه كذلك على الصمت إلا في الخير .
ولا تكن أخي من المفلسين في هذا الشهر،فعن أبى هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)) رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يجهل فإن امرء شاتمه أو قاتله فليقل : إني صائم إني صائم )). صحيح الجامع رقم 783 .
ولابد من الإخلاص في الصبر لله تعالى لينال المسلم الأجر كاملا:
قسم ابن القيم الصبر إلى ثلاثة أقسام : فقال رحمه الله تعالى : (صبر بالله، وصبر لله، وصبر مع الله:
فالأول: الاستعانة به ورؤيته أنه هو المصبر، وأنَّ صبر العبد بربه لا بنفسه، كما قال تعالى: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ. [النحل: 127] يعني إن لم يصبرك هو لم تصبر.
والثاني: الصبر لله، وهو أن يكون الباعث له على الصبر محبة الله، وإرادة وجهه والتقرب إليه، لا لإظهار قوة النفس والاستحماد إلى الخلق وغير ذلك من الأعراض.
والثالث: الصبر مع الله، وهو دوران العبد مع مراد الله الديني منه، ومع أحكامه الدينية صابرًا نفسه معها، سائرًا بسيرها مقيمًا بإقامتها، يتوجه معها أين توجهت ركائبها، وينزل معها أين استقلت مضاربها، فهذا معنى كونه صابرًا مع الله، أي قد جعل نفسه وقفًا على أوامره ومحابِّه، وهو أشد أنواع الصبر وأصعبها، وهو صبر الصديقين ) مدارج السالكين 429 / 2.
وقدوتنا في العزيمة والثبات والصبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات.
عن ابن عباس قال :(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إن جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)) . رواه مسلم
قال النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث فوائد منها بيان عظم جوده صلى الله عليه وسلم . ومنها استحباب إكثار الجود في رمضان . ومنها زيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم . ومنها استحباب مدارسة القرآن . شرح النووي لصحيح مسلم .
وتزداد عزيمته وهمته صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر في العشر الأواخر ، وللأسف الشديد تضعف هممنا نحن فيها.
عن عائشة رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها )). رواه مسلم.
وكذلك كان سلفنا الصالح ، فسيرهم مدونة ولا يتسع الموضوع لذكرها ، فكانوا يجتهدون في هذا الشهر العظيم من أوله إلى آخره دون فتور .
وفي الختام : أخي إحذر المعاصي في رمضان وفي غيره فإن المعاصي أحد أسباب وهن العزائم وضعف الهمم، يقول ابن قيم الجوزية: (فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السائر، وينكس الطالب، والقلب إنما يسير إلى الله بقوته، فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي ستسيره، فإذا زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعًا يبعد تداركه، فالله المستعان). الجواب الكافي ص 73
فمن حقق العزيمة مع الثبات والصبر فقد استكمل مقام العبودية في هذا الشهر المبارك شهر الصبر.
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ووفقنا لقيام رمضان وصيامه إيماناً واحتساباً.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 28 Jun 2014 الساعة 08:48 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Jun 2014, 04:43 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

شكــرًا لك أبا جابر، نِعمَ ما نصحت به.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, رمضان, صيام, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013