منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 31 Jul 2013, 08:55 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي أحكام الاعتكاف؛ للعلامة الفوزان -حفظه الله-


أحكام الاعتكاف

صالح بن فوزان الفوزان

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه... وبعد..
اعلموا أن هناك عبادة عظيمة تتعلق بالصيام وهي عبادة الاعتكاف، وقد ختم الله به آيات الصيام حيث قال سبحانه: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ).
والاعتكاف لغة:- لزوم الشيء والمكث عنده ومنه قوله تعالى: (يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ).
واصطلاحًا: لزوم المسجد لطاعة الله، ويسمى جوارًا، وهو سنة وقربة بالكتاب والسنة والإجماع، وهو من الشرائع القديمة وفيه تقرب إلى الله تعالى بالمكث في بيت من بيوته وحبس للنفس على عبادة الله، وقطع للعلائق عن الخلائق للاتصال بالخالق، وإخلاء للقلب من الشواغل عن ذكر الله، والتفرغ لعبادة الله بالتفكر والذكر وقراءة القرآن والصلاة والدعاء والتوبة والاستغفار، والاعتكاف مسنون كل وقت ولكنه في رمضان آكد لفعله عليه الصلاة والسلام ومداومته عليه. ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، وقد اعتكف أزواجه رضي الله عنهن معه وبعده، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ثم اعتكف أزواجه من بعده واعتكفن معه واستترن بالأخبية، وأفضل الاعتكاف في رمضان الاعتكاف في العشرة الأواخر لأنه صلى الله عليه وسلم داوم عليه إلى وفاته لقول عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله) ولأن العشر الأواخر أرجى لتحري ليلة القدر.
والاعتكاف عمل وعبادة لا يصح إلا بشروط:-
الأول:- النية لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات".
الثاني:- أن يكون في مسجد لقوله تعالى: (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) فوصف المعتكف بكونه في المسجد، فلو صح في غيرها لم يختص تحريم المباشرة فيه. إذ هي محرمة في الاعتكاف مطلقًا، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في مسجده وفعله خرج بيانًا للمشروع.
الثالث:- أن يكون المسجد الذي اعتكف فيه تقام فيه صلاة الجماعة لما روى أبو داود عن عائشة: (ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة) ولأن الاعتكاف في غير المسجد الذي تقام فيه الجماعة يفضي إما إلى ترك الجماعة، وإما إلى تكرر خروج المعتكف كثيرًا مع إمكان التحرز من ذلك وهو مناف للاعتكاف، ولا يجوز للمعتكف الخروج من معتكفه إلا لما لا بد له منه، قالت عائشة رضي الله عنها: السنة للمعتكف أن لا يخرج إلا لما لا بد منه، وكان - صلى الله عليه وسلم – (لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان، ولا يعود مريضًا ولا يشهد جنازة إلا إن كان قد اشترط ذلك في ابتداء اعتكافه).
ويحرم على المعتكف مباشرة زوجته لقوله تعالى: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) أي ما دمتم عاكفين - ويستحب اشتغاله بذكر الله من صلاة وقراءة وذكر، واجتناب ما لا يعنيه لقوله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، وله أن يتحدث مع من يأتيه ما لم يكثر، ولا بأس أن يتنظف ويتطيب، وله الخروج لما لا بد له منه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان" متفق عليه، فله أن يخرج لقضاء الحاجة والطهارة الواجبة وإحضار الطعام والشراب إذا لم يكن له من يأتي بهما، هذا هو الاعتكاف المشروع وهذه بعض أحكامه.
كتاب إتحاف أهل الإيمان لفضيلة الشيخ صالح الفوزان

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
إعتكاف, الفوزان, صيام, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013