منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 12 Feb 2013, 03:09 PM
أبوخولة سفيان صحراوي أبوخولة سفيان صحراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 229
افتراضي هل الغيبة تفسد الصوم؟؟

من شريط//شرح نظم لامِيةِ المنسوخ -الدرس السادس-
للشّيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحِمه الله-تعالى-ألقاها فضيلة الشَّيخِ
الدّكتور محمَّد بنِ هادِي المدخلِي-حفظه الله تعالى

وبعد أن نختم نعود في مسألة الغيبة في الصيام، حيث قال:
وقد رُوي في اغتياب الناس مر به ** فقاله وعنى أن يحبط العمل
هذه المسألة مسألة اغتياب الصائم:- أشار إليها الناظم بقوله :
وقد رُوي في اغتياب الناس مر به ** فقاله وعنى أن يحبط العمل
أشار إليها بقوله "قد روي" إشارة إلى التضعيف لأنه قاله بصيغة التمريض
رُوي، وقيل، ويُروى هذه كلها صيغ تمريض عند علماء الحديث؛ وهو
إشارة إلام؟! إلى التضعيف.
ومسألة إبطال الغيبة للصيام، أو إفساد الغيبة للصيام قد ورد فيها أحاديث
لكنها لا تخلو من ضعف.
إفساد الصيام بالغيبة هذا هو الحكم المنسوخ؛ يعني: إذا كنت صائم فلا
تغتب فإذا اغتبت فسد صومك وبطل؛ وردت فيه أحاديث وهي ضعيفة لا
تخلو من ضعف؛ ومن أراد أن يراجعها مجموعة فإن في كتاب] الغيبة لابن
أبي الدنيا [ موجود كثير منها وهو جزءٌ قد محضه لهذا الأمر؛ وكذا في
]الترغيب والترهيب للحافظ المنذري[ من أراد أن يراجعها فليراجع؛
فالمنسوخ هو: بطلان الصيام بالاغتياب ؛ فمن ذلك ما جاء من حديث
أنس -رضي الله تعالى عنه-: )) أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَرَ بِصِيَامِ
يَوْمٍ فكان من شاء أن يُفطر جاء إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيستأذنه
فيأذن له، ويجيء آخر فيستأذنه في الفطر فيأذن له؛ فجاءه آخر فقال: إِنَّ
امْرَأَتَيْنِ في المدينة صائمتان وأستحيتا أن تأتياك وتستأذناك في الفطر - في أن
تُرخص لهما أن يُفطرا- فأعرض عنه النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاءه
الثانية فأعرض عنه النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء الثالثة؛ فقال له النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إنهما لم تصوما؛ إنهما صامتا عن الأكل والشرب
ولم تصوما عن ما حرم الله عليهما؛ ارجع إليها فأمرهما أن يتقيئا؛ فرجع
إليهما فأمر الأولى فاستقاءت دَمًا وَلَحْمًا عَبِيطًا حتى انتصف القدح؛ ثم أمر
الثانية فاستقاءت حتى امتلأ القدح فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إنهما لم تصوما صامتا عن الأكل والشرب ولم تصوما عن ما حرم الله((
واستدلوا أيضًا ))بأن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بامرأتين وهما صائمتين
تغتبان وقيل من زوجاته؛ فقال لهما - عليه الصلاة والسلام - اقْضِيَا يَوْمًا
مَكَانَهُ (( واستدلوا أيضًا بقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة
؛ وهذا الحديث الأول بحديث أنس أيضًا في مسند أبي داود الطيالسي
والبيهقي في شعب الإيمان والطبراني في الأوسط؛ وأيضًا استدلوا بحديث
أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- وهو في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه
وسلم- قال:)) من لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ
طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ((فقالوا: قوله -صلى الله عليه وسلم- ))فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي
أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ (( دالٌ على أن هذا الصيام غير معتدٌ به؛ هذا مُلخص
ما استدلوا به.
والرد عليه:
أن الأحاديث التي تقدمت ضعيفة؛ ولا ينتهض بها حكمٌ؛ ولعلم الناظم
بذلك أشار إليها بصيغة التمريض حيث قال: وقد رُوي في اغتياب الناس
فلم يُثبته؛ وإنما أشار بمايدل على ضعفه؛ وأما حديث أبي هريرة -رضي
الله تعالى عنه- فإنما هو خارج مخرج الزجر والتغليظ؛ وممن قال بنقض
الصوم أو بإفساد الصوم بالغيبة بعض أهل الظاهر.
قال الحافظ بن حجر -رحمه الله تعالى - في الفتح "وهو محجوج
بالإجماع؛ إذ قد قام الإجماع على أن الغيبة لا تُ فسد الصوم، وإن كانت
تُنقص الأجر"
فهذا الذي عليه أجماع أهل العلم وخالف بعض أهل الظاهر أخذًا بهذا
الحديث وفهمهم لحديث أبي هريرة الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه
وسلم- وهو وإن كان في الصحيح إلا إن فهمهم له غير صحيح؛ لأنه كما
قال الحافظ بن حجر -رحمه الله-: "خرج مخرج الزجر وليس فيه ما يُفيد
بإفساد صوم المغتاب" وبهذا تنتهي هذه المسألة وعلى ذلك فنقول أنها
ليست من باب الناسخ والمنسوخ إذ يُشترط في الناسخ والمنسوخ أن يكون
الحديث المنسوخ -الذي يُعارض الناسخ- أن يكون إيش؟ قويًا؛ لا بد أن
يكون هذا في مقابل هذا؛ أما إذا كان هذا ضعيف فلا يُقال إن هذا منسوخ،
فعلى هذا نقول إن قول الغيبة تفسد الصيام قد نُسخت فيه نظر وذلك
لضعف أدلتها وأصح ما استدلوا به حديث أبي هريرة ، ضعف مأخذهم منه
وهم بعض أهل الظاهر، والإجماع قد قال بخلافه:
وليس الإجماع على ترك العمل ** بناسخٍ لكن على الناسخ دلَّ
وهنا الإجماع على عدم فساد صيام المغتاب دالٌ على أنه لا نص في ذلك،
وهذه الأحاديث التي رُويت ضعيفة ؛ والحديث الذي تمسكوا به وهو
صحيح مخرجه أو استخراجهم للحكم منه أو استنباط الحكم منه غير
صحيح فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يُوفقنا وإياكم جميعًا ونختم بما
قال المصنف في نظمه -رحمه الله- وبعدُ - بعد ما ختم:
وإنما هي أعمال بنيتها ** ولم يفت ربنا قولٌ ولا عمل
وهو الرقيب-جل وعلا والحسيب- على ما في قلوبنا نسأله -جلّ وعلا-
أن يرزقنا وإياكم الإخلاص له في القول والعمل، وأن يجعلنا وإياكم ممن
رُزق الفقه في دينه؛ وشكر الله لكم صبركم على العبد الضعيف في ثلاث
دورات كاملات مع هذه المنظومة.
أسأل الله -جلَّ وعلا- أن يسلك بنا وبكم طريق العلماء العاملين، وأن
يجعلنا وإياكم ممن رُزق الفقه في الدين؛ وبعد فهذه المنظومة في هذا الباب
من أجمل ما رأيت؛ ولا أعلم منظومة تضارعها حسب علمي القاصر،
فأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا وإياكم جميعًا على إتقان حفظها؛
كما أعاننا وإياكم على التسديد والمقاربة في شرحها إنه جوادٌ كريم؛ وصلى
الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وحياكم الله.
هناك أسئلة؟ ما عاد في أسئلة!
الساعة عشرة ونصف إلا خمسة؛ إلا إذا حصل فُرجة في الأسبوع القادم
لابأس نأتي ونقعد للأسئلة؛ احفظوها ونسأل الله -جلَّ وعلا- ألا تحصل
فُرجة؛ لأنني لا أستطيع أن أسد مسد الإخوان والحمد لله رب العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة أبوخولة سفيان صحراوي ; 12 Feb 2013 الساعة 11:13 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أتفسدالغيبةالصوم, محمدالمدخلي, صيام, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013