نور الدين المالكي فقاعة إعلامية! بامتياز (الحلقة الثانية)
بسم الله الرحمن الرحيم
نور الدين المالكي فقاعة إعلامية! بامتياز وفيه بيان لتجنيه على الإمام ربيع المدخلي -حفظه الله- وجهله بعقائد الرافضة الحلقة الثانية
الشيخ ربيع المدخلي ليس مختصاً في الرد على الرافضة، ومستواه في الرد جد ضعيف! نور الدين المالكي
...تابع
الرُّكن الثَّاني لفاجعة المالكي الأولى:
في قوله: (هناك من الرافضة لا يكفر –هكذا والصواب: من لا يكفر- الصحابة).
التعليق: لاشك أن القارئ الفطن تعلوه قشعريرة وهو يقف على وَهن هذه الجهالة! التي لو كانت صِناعة لكانت قنبلة فتّاكة، ولو كانت مخلوقا لكانت كلبا كلِبا، ولو كانت صوتا لكانت عويلا ونحيبا ، ولو كانت نباتا لكانت ضريعا مؤذيا!
لقد ساق المالكي هذه المقولة الشنيعة في معرض تفنيده لتقرير الشيخ أن تكفير الصحابة من أصول الرافضة. وكأن المالكي يقول: ليس من أصولهم، لأن من الرافضة من لا يكفر الصحابة. وهو في غاية الوضوح.
وبيان زيف هذا من أربعة وجوه:
أوّلها:
بعد أن أثبتنا بدلائل الحق أن قول العلامة ربيع هو الموافق لعقائد الرافضة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن القول بالتكفير أصل من أصولهم، لا يتحقق إيمانهم إلا باعتقاد ردّة المهاجرين والأنصار، وأن الرافضة متّفقون على هذه العقيدة المنحرفة الحاقدة، فمن السهولة بمكان أن نقول للمالكي: كيف يكون الرجل رافضيا وقد أخلّ بهذا الأصل الأصيل؟!
ممَّا ينغّص المناظرة أن تُناقش من يجهل واضحات تخصُّصه! ويُلجئك في جداله إلى تقمص صفة الأستاذ المعلّم! الذي يلقّن طلبته مبادئ العلم!
وحتى يدرك القارئ حجم الأسى فما عليه إلاّ أن يتخيل نفسه وهو يسمع للأقوال التالية:
قادياني لا يعترف بغلام أحمد!، قبوري لا يزور الأضرحة ولا يدعوها!، علماني ينادي بتحكيم الشريعة! منافق يتحرى الصدق، فالمالكي قد يصحّح هذه المعادلات بما أنه صحّح معادلة: رافضي لا يكفر الصحابة!، فهو –لفرط حقده على العلامة ربيع حفظه الله- صار يهذي بما يُضحك عليه الرافضة.
الوجه الثاني:
لو وظّف المالكي مِعشار عقله لقال: هناك من الشيعة من لا يكفر الصحابة!، حتى يفسح المجال لمنتقده ويحسن به الظن ويقول لعله أُتي من قبل جهله، فاختلط عليه قول من يزعم أن في التشيع وسطية واعتدالا.
فكيف غاب عن المالكي عندما سوّد تعليقه أن سبب تسمية الرافضة قد بلغ من الشهرة كل مبلغ، عند علماء الأمة وصغار طلبتها؟! وينحصر في أقوال ثلاثة:
فالقول الأول: جاء في قصة قدوم شيعة الكوفة على زيد بن علي –رحمه الله- وسمعوه يقول عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: «وزيرا جدّي» فرفضوه، فسمّوا رافضة! (مقالات الإسلاميين 1 / 136 - 137)
القول الثَّاني: سموا رافضة لرفضهم الإسلام، وبه قال أبو زرعة رحمه الله كما في «أصول السنة» للالكائي (321).
القول الثَّالث: لرفضهم خلافة أبي بكر وعمر كما في «مقالات الإسلاميين» (1/89) للأشعري.
ولا تعارض –عند التحقيق- بين هذه الأقوال التي تظهر بمجملها شناعة الزنادقة وسوء فِعالهم، فهل يعتقد المالكي بوجود رافضي رفض الإسلام لا يكفر الصحابة، أو وجود رافضي رفض أبا بكر وعمر لا يكفر الصحابة؟! هذا ضرب من الجنون!
الوجه الثالث:
قد يقول قائل: لعلّ المالكي يقصد بعض الشيعة المعتدلين! كالزيدية ممن لا يكفر الصحابة، أو بعض أدعياء التقريب ممن اغترّ بهم هذا المتخصص
ويُجاب عن هذا الإشكال بأجوبة:
الجواب الأول:
أن نظرة المالكي نظرة تخصُّصية! فكيف يغفل عن عبارة الشيخ التي لم يذكر فيها لا الزيدية ولا أصحاب الاعتدال!! بل ذكر فيها الرافضة! فمن لم يكن يكفر الصحابة فليس رافضيا - على تفصيل-، ولا يعنيه حالتئذ كلام الشيخ، فلِمَ التشغيب يا مالكي؟!
الجواب الثاني:
أن التشيع لا يلتقي مع الاعتدال في أي وجه من الوجوه!، وخير ما نقرب به هذه الفكرة قضية الزيدية التي زلّت فيها أقلام وانحرفت فيها أفهام.
إن فرقة الزيدية -مهما حاول الغافلون تلميعها- تُعتبر فرقة من فرق الشيعة لا تنفكُّ عنها بحال، وكتب الملل والنحل متفقة على هذه الحقيقة، هذا أولا.
وثانيا: أن الزيدية –الذين يقولون بإمامة زيد بن علي- ينقسمون إلى فرق ثلاثة (الفرق بين الفرق للغدادي 49-53):
الجارودية: أتباع أبي الجارود، زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على إمامة علي بالوصف، وأن الصحابة كفروا بتركهم بيعته، وانقسمت الجارودية إلى فرق أخرى.
السليمانية: أتباع سليمان بن جرير، زعموا أن الأمة تركت الأصلح في بيعة أبي بكر وعمر رضي الله عنها لأن عليّا كان أولى بالإمامة منهما، وكفّروا الخليف الراشد عثمان رضي الله عنه.
البترية: أتباع الحسن بن صالح، وكثير الأبتر، توقفوا في عثمان رضي الله عنه! وهؤلاء كما ذكر البغدادي: (أحسن حالا عند أهل السنة من أصحاب سليمان بن جرير).
وقول البغدادي هذا وغيره من أقوال العلماء قد أساء فهمها الكثير من الناس، فظنوا أن الزيدية معتدلون في مذهبهم وعقيدتهم، وهو غلط فاحش- ليس هذا موضع بيانه- ولكن من أمعن نظره في فرقهم المذكورة آنفا يرى أنهم ليسوا على درجة واحدة، وأحسنهم حالا يتوقف في ذي النورين عثمان رضي الله عنه وهي من العظائم عند أهل السنة
ورحم الله الإمام الشعبي رحمه الله -وهو الخبير بدين الرافضة كما ذكر ابن تيميَّة- عندما قال في المقولة المشهورة – ويخطئ كثيرون فينسبونها إلى المُقْبِلِيّ رحمه الله (ت:1108 هـ)-، قال الشَّعبي (الكامل في الضعفاء 5/470): (ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبيرا، وائتني برافضي صغير أخرج لك منه زنديقا كبيرا).
- فائدة قد يفرح لها المالكي – لو بقي له شيء من الإنصاف-:
وقبل طرحها أنبّه إلى أن موضوع الزيدية ليس موضع نقاش مع المالكي، وإنما هو صدقة على المالكي عساه يستفيد منه في مسيرته التخصصية!
والفائدة التي عنيتها:
أن تكفير الصحابة داء أصاب حتى الزيدية في هذا العصر، قال صالح بن مهدي المُقْبِلِيّ اليماني كما في (العلم الشَّامخ ص: 87) ـ وهو من أعلم النَّاس بالزيديَّة، ولم يسلم من انتقاص كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه ـ، قال: (ولقد سرى داء الإماميَّة في الزيديَّة في هذه الأعصار، حتّى تظهّر جماعة مخّ مذهب الإمامية وهو تكفير الصحابة ومن تولاّهم)، هذا في ما يخص الزيدية.
أما ما بات يعرف اليوم بالشيعة المعتدلين من أمثال محمد حسين فضل الله، وعلي الأمين وغيرهما، فهو موضوع وقع فيه الالتباس كثيرا عند أكثر العامة –وحتى الخاصة-
وحاصل القول:
أن هؤلاء على صنفين:
فالبعض منهم: يمارس أشدّ صنوف التقيّة! التي من أخسّها كما ذكر شيخ الإسلام أن تجد الرافضي يحفظ من فضائل الصحابة ما لا يحفظه أهل السنة .
والبعض الآخر: يمرّ بمرحلة التصحيح وهي مرحلة يمرّ بها كل عالم رافضي يتحول إلى الإسلام والسنة! فيعتقد الرافضي في هذه المرحلة أن مذهب التشيع دخل عليه من البدع ما يوجب تخليصه من تلك الشوائب، ثم يتيقن في الأخير أن التشيع باطل من أصله يجب الرجوع عنه، وهذا صنف يقع فيه الالتباس كثيرا، فلا يجوز بحال أن يقال عنهم رافضة لا يكفرون الصحابة، ومثلهم كمثل المدخّن الذي يجتهد من أجل التوقف عن التدخين فيقلّل عدد السجائر في أول خطوة!
الجواب الثَّالث:
نخاف أن يكون المالكي– بسبب ما ظهر من جهله- قد وقع في شباك تقية الزنادقة، وقصد الرافضة ولم يقصد من أشرنا إليهم.
فكل المتتبعين يعلمون أن الرافضة بقنواتهم وهيئاتهم وكل مجامعهم وأئمتهم أشد حرصا على كتم هذه العقيدة الباطلة – أي تكفير الصحابة- على عموم الأمّة، بل الأكثرية الساحقة منهم تنكر هذه العقيدة وبقوّة، فما هو ميزان التمييز يا مالكي؟!
هل نصدِّقهم ونكذِّب كتب أسيادهم؟! أو نتوقف فيهم؟! أو نبرئهم؟! أم أننا ننتظر المالكي حتى يميّزهم للأمة؟!
الوجه الرابع:
لو سلّمنا للمالكي جدلا أن العلامة ربيع –حفظه الله- أخطأ في تعميمه –وهو لم يخطئ- فما هو قول المالكي الذي لا يخاف في الله لومة لائم ! في تعميمات أصحاب التخصص الحقيقي؟! وأختار ثلاثة منهم:
الأول: شيخ الإسلام -رحمه الله-
قال كما في (منهاج السنة 5 /154) : (والرافضة أشد بدعة من الخوارج، وهم يكفرون من لم تكن الخوارج تكفره، كأبي بكر وعمر)
فشيخ الإسلام –على قول المالكي- أخطأ في نسبة التكفير لكل الرافضة!
الثاني: المجاهد إحسان إلهي ظهير -رحمه الله-
قال في كتابه (الشيعة والسنة 343): (فهذه هي عقيدة القوم من أولهم إلى آخرهم كما رسمها اليهود لهم حتى صار دينهم الذي يدينون به، دين الشتائم والسباب ولكنهم لم يكتفوا بالسباب والشتائم على عدد كبير من أصحاب رسول الله بل هوت بهم هاوية حتى كفّروا جميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم)
وهذا خطأ وقع فيه الشيخ إحسان – كَشّاف الرفض- حيث ذكر تكفير الصحابة عي عقيدة القوم من ولهم إلى آخرهم! فعلى المالكي أن ينصح الأمة ويظهر لها ضعف الشيخ إحسان في الرد على الرافضة!
الثالث: ناصر القفاري –وفقه الله-
قال كما في (مسألة التقريب 1 /368) - وهو كتاب عظيم نال به كاتبه درجة الماجستير بتقدير ممتاز سنة: 1977! -: (وظاهرة التكفير والسب عند الشيعة لا تخص جيل الصحابة - كما قدمنا - لكنهم يركزون على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجه خاص باعتبار أنهم نقلة الشريعة السماوية)
فالقفاري الذي درس وتخصص في مذهب الرافضة منذ أربعين سنة –على قول المالكي- أخطأ في نسبة التكفير لجميع الشيعة!
أكتفي بهذه الأمثلة، حتى لا أطيل على القارئ الكريم، وأعرض عن باقي أقوال المتخصصين كالعلامة محب الدين الخطيب والمجاهد محمد مال الله رحمهما الله، ونور الدين المالكي - أصلحه الله-! فلو أني اتبعت هوى نفسي، لأخرجت العشرات من التعميمات من أقواله، ولكن ليس هو بأسلوب أهل الحق حتى أسلكه!
وعلى الجملة:
فالعلامة ربيع المدخلي –حفظه الله- لم يخالف عادته في التَّحقيق العلمي في المسائل العقدية، وعدُّه (تكفير الصحابة من أصول الرافضة) هو قول كافة العارفين بمذاهب الزنادقة، على خلاف المالكي الذي أقحم نفسه في ما لا يحسنه، فأثب وجود رافضي لا يكفّر الصحابة!
.... يتبع: بفاجعته الثانية: في قضية الإمامة
تنبيه: إلى الآن لم يجب المالكي عن الحلقة السابقة !
التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 29 Jul 2014 الساعة 01:26 PM
شكر الله سعيك أبا معاذ.
فقد أبنت لنا مكانة العلامة ربيع بن هادي المدخلي، وأنه من أهل التحقيق والتدقيق، وتبين لنا أنك من فرسان هذا المجال.
أعانك الله وسدد خطاك ونحن ننتظر المزيد من الحلقات والتحقيقات بكل شوق، وفقك الله .
نور الدين المالكي فقاعة إعلامية! بامتياز (الحلقة الثانية)
العرض العادي
