منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 Aug 2017, 08:13 AM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي علام يعود الضمير في قوله تعالى: ((وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ))؟





علام يعود الضمير في قوله تعالى: ((وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ))؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه أقوال للمفسرين وغيرهم في عود الضمير (هو) في قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون}[البقرة:96]
اختُلف في ذلك على ستة أقوال:
القول الأول: عوده على (أَحَدُهُمْ) ، و(أَن يُعَمَّرَ) فاعل (بِمُزَحْزِحِهِ) ، والمعنى: وما أحدهم بمزحزحه من العذاب تعميرُه. وهو قول "الواحدي والسيوطي وابن عثيمين، ورجحه أبو حيان والشوكاني، وجوزه الزجاج وابن عطية والزمخشري وابن الجوزي والرازي والعكبري والبيضاوي وأبو السعود والآلوسي"(1)
القول الثاني: عوده على الوداد الذي دل عليه (يَوَدُّ). انفرد به ابن الحاجب وعبَّر عنه بضمير الوداد(2).
القول الثالث: عوده على المصدر المفهوم من قوله تعالى: (لَوْ يُعَمَّرُ) ، و(أَن يُعَمَّرَ) بدل منه, وعبر عنه ابن الحاجب بضمير التعمير. وهو قول السمرقندي(3)، وثاني قولين رجحهما الشوكاني(4)، وجوزه "الزجاج وابن عطية والعكبري"(5)، واستبعده ابن عاشور(6)، ودافع عنه الألوسي بقوله: (( اعترض بأن فيه ضعفا للفصل بين البدل والمبدل منه، وللإبدال من غير حاجة إليه، وأجاب بعض المحققين أنه لما كان لفظ التعمير غير مذكور بل ضميره حسن الإبدال، ولو كان التعمير مذكورا بلفظه لكان الثاني تأكيدا لا بدلا، ولكونه في الحقيقة تكريرا يفيد فائدته من تقرير المحكوم عليه اعتناء بشأن الحكم بناء على شدة حرصه على التعمير ووداده إياه، جاز الفصل بينه وبين المبدل منه بالخبر، كما في التأكيد في قوله تعالى: {وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُون}[هود:19]. ))(7)
القول الرابع: لا يعود على شيء قبله؛ فهو مبهم، و (أَن يُعَمَّرَ) بدل منه موضح له. وهو قول ذكره "الزمخشري، وجوزه ابن عاشور"(8) ، واستشهد له بقول الشاعر:
وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتمْ وَذُقْتُمُ *** وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُـرَجَّمِ(9)

ووجهه الآلوسي وبين فائدته بقوله: (( والتفسير بعد الإبهام ليكون أوقع في نفس السامع، ويستقر في ذهنه كونه محكوما عليه بذلك الحكم.))(10)
والفرق بين القولين الأخيرين بينه أبو حيان فقال: (( والفرق بين هذا القول والذي قبله، أن مفسر الضمير هنا هو البدل، ومفسره في القول الأول هو المصدر الدال عليه الفعل في (لَوْ يُعَمَّرَ) ، وكون البدل يفسر الضمير فيه خلاف، ولا خلاف في تفسير الضمير بالمصدر المفهوم من الفعل السابق، فهذا يفسره ما قبله، وذاك يفسره ما بعده. )) (11)
القول الخامس: هو ضمير الأمر والشأن. ذكره أبو حيان(12)، وقال الشوكاني: (( ضعيف جدا.))(13). ولم يجوزه العكبري بحجة أن المفسِّر لضمير الشأن مبتدأ وخبر، ودخول الباء في (بِمُزَحْزِحِهِ) يمنع من ذلك(14).
ووضحه السمين الحلبي قائلا: (( وإليه نحا الفارسي(15) في «الحلبيات»(16) موافقةً للكوفيين، فإنهم يفسرون ضمير الأمر بغير جملة إذا انتظم من ذلك إسناد معنوي، نحو: ظننته قائما الزيدان، وما هو بقائم زيد؛ لأنه في قوة: ظننته يقوم الزيدان، وما هو يقوم زيد، والبصريون يأبون تفسيرَه إلا بجملة مُصرَّحٍ بجزئيها سالمةٍ من حرف جر... ))(17)، ولم يجوزه ابن عاشور وإنما جعله قريبا منه؛ وعلل ذلك بقوله: (( لأن المقصود منه الاهتمام بالخبر؛ ولأن ما بعده في صورة الجملة. ))(18)
القول السادس: هو عماد؛ أي ضمير فصل قدم مع الخبر, وضَّحه السمين الحلبي بقوله: (( وهذا يحتاج إلى إيضاح: وذلك أنَّ بعض الكوفيين يُجِيزون تقديم العِماد مع الخبر المقدَّم، يقولون في (زيدٌ هو القائم): هو القائمُ زيدٌ، وكذلك هنا، فإنّ الأصل عند هؤلاء أن يكون (بِمُزَحْزِحِهِ) خبرا مقدَّما و(أَن يُعَمَّرَ) مبتدأ مؤخرا، و(هُوَ) عماد، والتقدير: وما تعميرُه هو بمزحزحه، فلمَّا قدِّم الخبر قدِّم معه العماد. والبصريُّون لا يجيزون شيئا من ذلك.))(19)، ورجحه الطبري(20) ونقله عنه ابن عطية(21) واستبعده الآلوسي(22)، وقال الشوكاني: (( ضعيف جدا؛ لأن العماد لا يكون إلا بين شيئين.))(23)
الترجيـــــح:
الذي يظهر من خلال ما سبق – والله تعالى أعلم- ترجيح القول الثالث، وهو عود الضمير (هُوَ) على المصدر المفهوم من قوله تعالى: (لَوْ يُعَمَّرُ) ، و(أَن يُعَمَّرَ) بدل منه، فيكون المعنى: (( ولا يُبعده هذا العمر الطويل -إن حصل- من عذاب الله. ))(24)؛ لأنه قد تقرر في علم العربية وعلوم القرآن وقواعد الترجيح عند المفسرين: الأصل عود الضمير إلى أقرب مذكور ما لم يرد دليل بخلافه(25)، والمصدر المفهوم من (لَوْ يُعَمَّرُ) أقرب مذكور فينبغي حمل الضمير (هُوَ) عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــ
(1) ينظر:التفسير البسيط للواحدي:(3/170)،تفسير الجلالين:(20)، تفسير الفاتحة والبقرة لابن عثيمين:(1/310-311)،البحر المحيط لأبي حيان:(1/505-506)، فتح القدير للشوكاني:(1/35)،معاني القرآن وإعرابه للزجاج:(1/178)،المحرر الوجيز لابن عطية:(1/182)، الكشاف للزمخشري:(1/168)،زاد المسير لابن الجوزي: (1/90)،مفاتيح الغيب للرازي:(3/610)،التبيان للعكبري:(1/96), تفسير البيضاوي:(1/95)،تفسير أبي السعود: (1/133)، روح المعاني للألوسي:(1/330).
(2 ) أمالي ابن الحاجب :(1/237-238).
(3 ) ينظر:تفسير السمرقندي (بحر العلوم):(1/75).
(4 ) ينظر:فتح القدير للشوكاني:(1/35).
(5 ) ينظر:معاني القرآن وإعرابه للزجاج:(1/178)،المحرر الوجيز لابن عطية:(1/182),التبيان للعكبري:(1/96).
(6 ) ينظر:التحرير والتنوير لابن عاشور:(1/619).
(7 ) ينظر:روح المعاني للآلوسي:(1/330).
(8 ) ينظر: الكشاف للزمخشري:(1/168)،التحرير والتنوير لابن عاشور:(1/619).
(9 ) البيت لزهير بن أبي سلمى من معلقته. ينظر:شرح المعلقات السبع للزوزني:(85).
(10 ) ينظر:روح المعاني للألوسي:(1/330).
(11 ) البحر المحيط لأبي حيان:(1/505-506)،وينظر:الدر المصون للسمين الحلبي:(1/256).
(12 ) ينظر:البحر المحيط لأبي حيان:(1/506).
(13 ) فتح القدير للشوكاني:(1/135).
(14 ) ينظر:التبيان للعكبري: (1/96).
(15 ) هو:الحسن بن أحمد بن عبد الغفار،أبو علي،الفارسي الأصل،المشهور، ولد سنة (307هـ),كان واحد زمانه في علم العربية،اتهم بالاعتزال،من تصانيفه:الحجة،التذكرة،تعليقة على كتاب سيبويه،الأغفال،وغير ذلك.توفي سنة (377هـ). ينظر في ترجمته:بغية الوعاة للسيوطي:(1/496)،الأعلام لللزركلي:(2/179).
(16 ) ينظر:المسائل الحلبيات لأبي علي الفارسي:(244).
(17 ) ينظر:الدر المصون للسمين الحلبي:(2/15).
(18 ) التحرير والتنوير لابن عاشور:(1/619).
(19 ) الدر المصون للسمين الحلبي:(2/15).
(20 ) ينظر:تفسير الطبري:(2/374).
(21 ) ينظر:المحرر الوجيز لابن عطية:(1/182).
(22 ) ينظر:روح المعاني للآلوسي:(1/330).
(23 ) فتح القدير للشوكاني:(1/135).
(24 ) التفسير الميسر لنخبة من أساتذة التفسير:(15).
(25 ) ينظر:شرح التسهيل لابن مالك:(1/157)،البرهان في علوم القرآن للزركشي:(4/39)، قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين بن علي الحربي:(2/621).


التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 27 Aug 2017 الساعة 08:16 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Aug 2017, 10:55 AM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبد القادر فائدة تستحق عليها التقدير والاهتمام فأحسن الله إليك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 Aug 2017, 03:19 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

بارك الله فيك على نثر هاته الفوائد وجمع تلك الفرائد.
لكن يبدو لي -والله أعلم - أن القول الأول هو الأقرب والأصوب وذلك لعدة اعتبارات:
أولها: لو كان الضمير عائدا الى التعمير لما عادت ثمة فائدة من ذكر البدل (أن يعمر)، فيكون تقدير الكلام: (وما تعميره بمزحزحه من العذاب) فالمعنى هنا تام، فلو أضيف (أن يعمر) لاختلَّ وصار تكرارا ينزه عنه أحسن وأبلغ الكلام.
الثاني: يتَّحد على القول الثَّالث البدل والمبدل منه، قيصيران كأنهما كلمة واحدة، فالضمير (هو) بمعنى: تعميره، و البدل بمعنى (تعميره)، وهذا تكرار بلا فائدة، ولا حاجة إليه.
الثالث: إعمال قاعدة (الضَّمير يرجع الى أقرب مذكور إلا بقرينة صارفة) ينتج عنه ترجيح القول الأول، لأن المذكور قبله هو (أحدهم)، ولا أحد مذكور معه حقيقة ولفظا، والمصدر المفهوم في (لو يعمر) إنما استفيد من المفهوم، وليس من المنطوق، فلا يُقَدَّم عليه.
مع أنَّ في الفعل (يُعمَّر) ضمير مقدَّر يرجع على أحدهم، وهو آخر مذكور فيرجع إليه الضمير اعتمادًا على القاعدة السَّابقة.
وكذلك الضمير (الهاء) في (بمزحزحه)، فأقرب مذكور إليه هو الضمير (هو) ولا خلاف أنَّ الهاء تعود على (أحدهم).
فيتَّحد بذلك مرجع الضَّميرين إلى كلمة واحدة، بخلاف من رَدَّ الضَّمير (هو) إلى التَّعمير، فيلزمه القول بأن الهاء عادت إلى أبعد مذكور.
والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Aug 2017, 09:51 AM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

جزاكما الله خيرا أخوي يوسف وأحمد.
وأقول للأخ أحمد: قد جعلتني أرجع عن ترجيحي إلى ترجيحك - وإن كنت لست أهلا للترجيح ولكن من باب المشاركة واغتنام بعض فوائد المعلقين إذا ظهر لهم ما لم يظهر لي- فبارك الله فيك أخي أحمد.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 Aug 2017, 10:40 AM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

وأنا لما قرأت الفائدة أو مرة، ظننت أن أخانا عبد القادر سيرجح القول الأول وخاصة أنه صدر به الكلام، وذكر الجم الغفير من العلماء الذين رجحوا هذا القول، ولكن إذا بأخينا يرجح غير ذلك، وتعقيب أخينا أحمد في محله والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 Aug 2017, 11:06 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي عبد القادر! فقد جمعت في مقالك وتعليقك بين العلم والأدب، زادك الله من فضله ووفَّقك ونفع بك.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 Aug 2017, 12:04 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

وفيك بارك الله شيخ خالد وجزاك الله خيرا على تشجيعك لأخيك، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 Aug 2017, 12:26 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر شكيمة مشاهدة المشاركة
وأقول للأخ أحمد: قد جعلتني أرجع عن ترجيحي إلى ترجيحك - وإن كنت لست أهلا للترجيح ولكن من باب المشاركة واغتنام بعض فوائد المعلقين إذا ظهر لهم ما لم يظهر لي- فبارك الله فيك أخي أحمد.
وفيك بارك الله تعالى وأيدك بتوفيقه , ونحن جميعا نتذاكر و يستفيد بعضنا من بعض , وخير الناس انفعهم للناس

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 Aug 2017, 09:07 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خير اخي عبدالقادر ونفع بك مقال جيد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, تفسير, علوم القرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013