صاحب الذوق السليم من الخطباء
علي الرتبة قصير الخطبة معانيه منتخبة ألطف من نسيم الصبا يعظ نفسه قبل أن يعظ الناس عوذته برب الفلق والناس يخفف الركعتين والجلسة
بين الخطبتين يعرف ولا يعرف يبشر ولا ينفر لا يقنط ولا يبعد الآمل ولا يبالغ في الرجوة خوفاً من إبطال العمل بل يعرفهم طريق الإسلام
ويرغبهم في الجنة بصفاتها ويحذرهم من النار وآفاتها يردع المتكبرين ويبشر الفقراء والمساكين بأن الجنة لهم فضلاً منه ومنة يعرف لكل شيء
خطبة وذلك لمعرفته بطريق الرتبة ويبالغ في نعت الصحابة أجمعين والخلفاء الراشدين يبتدي بأبي بكر وخصائله الملاح ويختم بأبي عبيدة ابن
الجراح خطبته لها رونق وسمعة وتؤثر في القلوب موعظته من الجمعة إلى الجمعة إنسان مليح لسانه فصيح لا يحتاج في إنشاء الخطبة إلى مساعدة
كأنه قس ابن ساعدة يبتدي بالحمد لله ويختم بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرمن له في الدين تمكين هذا
خطيب المسلمين.
ضد ذلك المسلوب الذوق من الخطباء لا يراعي القوافي وحسه من فوق المنبر خافي لا يعرف الناس من العجلة ما يقول كأنه بهلول يتلف
التصنيف ويروي الحديث الطعيف كأنه من فقهاء الريف يجعل الخطبة باجمعها وعيد ويذكر العذاب الشديد لا يعرف تأليف الخطبة وليس له
رتبة لا تؤثر موعظته في القلوب لأنه من العلم والعقل مسلوب يطيل الخطبتين ويقرأ في كل ركعة بسورتين لا يسلم من اللحن والغلط والناس
معه في تعب وشطط كثير الوسواس ومع ذلك يزدري الناس حاله عجيب لا يصلح أن يكون خطيب.
التعديل الأخير تم بواسطة حيـــــدر ; 13 Mar 2008 الساعة 05:47 PM
|