منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 04 Dec 2016, 10:24 AM
أبو أنس دحماني عبد الله أبو أنس دحماني عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 214
افتراضي تنبيهات على بعض بطاقات الأذكار للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله





25-09-1437

كلمة ألقيت بالمسجد النبوي

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزدنا علما، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. أما بعد :
معي ورقتان أو بطاقتان أرسلها بعض الحضور ذكروا أنها توزع أخذوها من بعض الأشخاص يوزعونها ؛ فيسألون عن صحة محتويات هذه الأوراق ؟
وبالمناسبة ما يوزع في مثل هذه المناسبات من بعض الناس ، أشياء كثيرة يوزعها بعض الناس بنيَّة طيبة ، وبعض الناس والعياذ بالله قد يوزع شيئا ينشر عقيدةً باطلة أو ينشر فِكرًا سيئا ؛ ولهذا الأصل أنه لا يوزع شيء إلا بترتيب مع الجهات المسؤولة حتى يُنظر في المحتوى والمضامين التي تُعطى للناس ، وفي المسجد النبوي والمسجد الحرام جهات مختصة بمراقبة هذه الأشياء والنظر فيها وفي محتوياتها ، ما كل شيء يُطبع يصلح أن يُنشر ، فهذا أمر ننتبه له .
وأيضا في الوقت نفسه هذه الأوراق التي تأتي ولا يُعرف من صاحبها ، لا يُعرف من كتبها ، لا يعرف من ألَّفها كيف يطمئن الإنسان لمحتواها ؟ يعني هذه الآن الورقة عنوانها [أذكار الصباح والمساء] من المؤلف لا يُدرى ، فأصلًا لا يُعرف المؤلف ، إذا عُرف يحتاج أن نعرف من هو ؟ ومستواه العلمي؟ لكن الآن لا يُعرف المؤلف أصلًا، والسلف قديمًا قالوا : «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم» ، فالآن هذا لا يدرى أصلًا من هو الذي جمع ، ثم لو عُرف من هو يحتاج أن يُعرف مستواه العلمي ، وهل هو من أهل العلم؟ هل هو من أهل التحصيل العلمي أو ليس كذلك؟ فمثل هذه الأوراق ينبغي أن لا تُنشر وأن لا يُعمل بما فيها ؛ حتى وإن قال لك مثلا "رواه البخاري أو رواه مسلم" ما تطمئن ، أحيانا بعضهم يقول "رواه البخاري" ولا يكون دقيق في توثيقه ، لعدم درايته وعدم معرفته ، وفعلا بعض الأوراق وُجد فيها رواه البخاري وبمراجعة الأصول تبين أن هذا غير صحيح . وهذا خطير جدًا على الناس في أذكارهم عباداتهم فيما يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى .
على العموم أنا نظرت في هذه الورقة سريعًا وجدت فيها أشياء غير صحيحة :
هو الأصل أنها أذكار الصباح والمساء فذكر في البداية من أذكار الصباح والمساء قراءة الفاتحة صباحا ومساء ؛ هذا لا دليل عليه .
وذكر أيضًا آيات من القرآن أنها تُقرأ في الصباح مرة وفي المساء مرة ؛ وهذا أيضا لا دليل عليه .
وذكر أحاديث بيَّن العلماء ضعفها ، وبعض الأحاديث صحيحة لكنه جعلها من أذكار الصباح والمساء بغير مستند ، فهذا حديث في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» قال صاحب هذه الورقة "أخرجه أبو داود" والحديث في البخاري ومسلم ، لكنه همَّش هنا يقول: "من قالها صباحًا ومساء ذهب همه وقُضي دينه" ، وأحال على سنن أبي داود ، رجعت إلى سنن أبي داود ما في شيء ، لفظ أبي داود مثل الذي عند البخاري من الأدعية المطلقة وليس فيه من قالها صباحا ومساء ، وأحال على أبي داود ورجعت إليه أنا في سنن أبي داود ما في هذا الكلام ؛ فانظر يعني معلومات غير موثقة وغير صحيحة وغير دقيقة ، ويأتي بعض الناس ويعمل بها إلى حياته كلها وهو يكون يعمل بشيء غير موثق .
مثلا هنا أورد حديثًا وأحاله على سنن أبي داود "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت..." الخ ، ثم قال "رواه السِّني وهو ابن السُّني ورواه أبو داود عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم" ؛ والحديث نبه العلماء أن في إسناده رجل يقال له الأغلب بن تميم وضعَّفوا الحديث به فهو غير ثابت ، الحديث غير ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام .
أيضا حديث "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك" قال : "يقول الله للملكين اكتبوها كما قالها عبدي" ، قال رواه ابن ماجة ورجاله ثقات . والعلماء أيضا بيَّنوا ضعف إسناد هذا الحديث .
أيضا هنا قال : يقال عند سماع أذان المغرب "اللهم هذا إقبال ليلك إدبار نهارك وأصوات دعائك فاغفر لي" قال يقال عند سماع أذان المغرب ؛ هذا الحديث بيَّن العلماء عدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قالوا إن ضعف الحديث شديد في إسناده رجل مجهول ، فالحديث لا يُعمل به وهذه حاله .
ثم أيضا ختم من أذكار الصباح والمساء بأسماء الله الحسنى بحيث أنها تُقرأ مرة في الصباح ومرة في المساء ، وهذا أيضا لا أصل له .
فالحاصل أن مثل هذه الأوراق ينبغي أن يُحذر منها ، وكما قدَّمت أن يؤخذ العلم عن أهله وحملته ورجاله .
هذه أيضا بطاقة أخرى مكتوب عليها [محمد صلى الله عليه وسلم ؛ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأمهاته] ثم أحال صاحب هذه البطاقة على موقع له في النت حتى ينظروا من خلاله في السيرة ، واسم المؤلف لا يُدرى من هو ، مكتوب أبو ماجد ؛ أبو ماجد هذه نحن تعودنا عليها "أبو ماجد لنقل العفش" ، "أبو ماجد لحمل التراب"، هذه موجودة بكثرة بطاقات أبو ماجد لكذا ، أبو محمد لنقل الأمتعة ، لغسيل الخزانات هذه موجودة بكثرة ، أما أبو ماجد للعلم!! العلم ما فيه كذا ، العلم اسم الرجل كاملًا يُعرف من هو ، يُعرف مكانته العلمية ، يُعرف قدره العلمي ، أما كذا أبو ماجد ما تصلح في العلم أصلا ، ولا هذا أصلًا من سنن العلم ولا نعرف كتابًا من كتب العلم علماءنا يكتفي بالكنية ؛ هذه واحدة ، فمثل هؤلاء النكرات ومن لا يُعرفون لا يؤخذ عنهم وإنما يؤخذ العلم عن أهله وعن حملته ورجاله من عُرف بالعلم ، وربما لو رجع الإنسان إلى الموقع قد يجد أيضا أن الشخص ليس له علاقة بالعلم ، قد يجد أنه أحد المهندسين أو أشياء من هذا القبيل ليس له علاقة أصلًا بالعلم الشرعي العلم إنما يؤخذ عن حملته .
ثم هذا نموذج ذكره صاحب البطاقة هذه ، ذكر نموذج صيغة يقترحها ويوزعها على الناس تقال عند زيارة قبر النبي صلوات الله وسلامه عليه ؛ فذكر صيغة طويلة هذه الصيغة أيضا مبنية على غير علم على غير مستند علمي ، وإذا نُظر إليها بمقياس العلم يجد أن فيها مخالفات وأنا أشير إلى بعض ذلك حتى يُنتبه ويحذر من مثل هذه البطاقات ومثل هذه الأوراق .
• فتكرر في هذه البطاقة أكثر من عشر مرات تقريبا "يا سيدي يا رسول الله ..يا سيدي يا رسول الله" ، ومعلوم في الأذكار والدعوات التي علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم مع اعتقاد أنه سيد ولد آدم ما علَّمنا أن نقول ذلك ، وهو إمامنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام ، في الأذان ماذا نقول ؟ «أشهد أن محمدا رسول الله» ، مع اعتقادنا أنه سيد ولد أدم لكن ما نقول "أشهد أن سيدنا محمدا رسول الله" ، مع أننا نعتقد ولا نشك أنه سيد ولد آدم لكن ما علَّمنا ، مر معنا الحديث قالوا : «عرفنا كيف نسلِّم عليك فكيف نصلي عليك؟» قال : ((قولوا اللهم صل على محمد)) ، ما قال قولوا اللهم صل على سيدنا محمد -صلوات الله وسلامه عليه - ، وهكذا أيضًا «آتِ محمدًا الوسيلة» هكذا علَّمنا أن نقول «اللهم آت محمدًا الوسيلة» ، جميع الأذكار التي علمنا وهو ناصح لنا عليه الصلاة والسلام علمناها بهذه الصيغة ، فمن الأدب معه أن نراعي في مثل هذا المقام ما علَّمنا هو صلى الله عليه وسلم وأرشدنا إليه ووجهنا إلى أن نقوله صلوات الله وسلامه عليه ، مع اعتقادنا التام أنه صلى الله عليه وسلم كما أخبر سيد ولد آدم .
• مما ذكر في هذه الورقة من الصيغ التي يقترحها أن تقال عند زيارة القبر قال : "يقال السلام عليك يا سيدي وعلى آبائك" ؛ إيش هذا الكلام!! "وعلى آبائك" ! هل هذا يعي ما يكتب ويدرك ما يكتب؟ ويفهم السيرة النبوية على وجهها الصحيح ؟ ابن عمر لما كان يقدُم من سفر ما كان يزيد أن يقول : «السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا عمر» وينصرف .
• ثم في خاتمة هذه الورقة أورد قول الله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}[النساء:64] ؛ إيراد الآية هنا في هذا الموطن هذا فيه توريط عظيم للعوام ، حيث يظن العوام أنه يشرع له إذا جاء قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليزور أن يطلب منه ، وهذا توريط للعوام وزج بهم في مصيبة عظيمة في دينهم ، وهذه الآية {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا }إذ شيء مضى ، ما قال الله ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم ، قال {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ } هذا شيء مضى وحصل في حياته عليه الصلاة والسلام ، أما بعد مماته فالأمر لا يحصل الذي هو استغفاره لمن يأتي إليه صلوات الله وسلامه عليه . ولهذا الشيخ ابن باز رحمة الله عليه لما أورد هذه الآية قال : «وليس المراد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كما يظنه بعض الجهال ؛ فالمجيء إليه بعد موته لهذا الغرض غير مشروع» . فإيراد هذه الآية في مثل هذه الأوراق هذا فيه توريط للعوام وزج بهم في أعمال منكرة ليست مشروعة ، والنبي عليه الصلاة والسلام بعد موته لا يستغفر لأحد ، ولهذا جاء في صحيح البخاري أنه عليه الصلاة والسلام قال لعائشة رضي الله عنها : ((ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ)) انظر القيد قال : إن كان ذاك وأنا حي استغفرتُ لك ، أما بعد مماته لا يستغفر صلوات الله وسلامه لأحد ، وإيراد هذه الآية هذه تورط العوام توريطًا عظيما ، ويظنون أن الآية تنطبق على ما بعد الممات كما هي في الحياة ، وذكرت لكم أن الشيخ رحمة الله عليه الإمام ابن باز رحمه الله يقول هذا صنيع الجهال .
فالحاصل أن مثل هذه الأوراق - سواء التي ليس عليها اسم أصلًا ، أو عليها مثل هذه الكنى أبو ماجد أو أشياء من هذه القبيل- هذه كلها ما تصلح أن تؤخذ ليُبنى عليها علم ، «فإن العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم».
ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا أجمعين الصواب ، وأن يهدينا سواء السبيل ، وأن يصلح لنا شأننا كله ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، إنه تبارك وتعالى غفور رحيم .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه .

الكلمة صوتيا

من هنا

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013