تنبيه الشيخ المفسر ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ على غفلة في قراءة سورة التكاثر!!
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - منبها عن خطإ قد يقع فيه بعض من يقرأ سورة التكاثر وهذا عند وصل قوله تعالى:{ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ(5)لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ }التكاثر(5-6). : وهذا الوصل إما غفلة منهم ونسيان، وإما أنهم لم يتأملوا الآية حق التأمل، وإلا لو تأملوها حق التأمل لوجدوا أن الوصل يفسد المعنى لأنه إذا قال { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ(5)لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ } التكاثر(5-6) صار رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم، وهذا ليس بصحيح، لذلك يجب التنبُّه والتنبيه لهذا من سمع أحدا يقرأ { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ(5)لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ} التكاثر(5-6) ينبه ويقول له: يا أخي هذا الوصل يوهم فساد المعنى، فلا تصل وَقِفْ.
أولا: لأنها رأس آية، والمشروع أن يقف الإنسان عند رأس كل آية.
وثانيا: أن الوصل يفسد المعنى{ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ(5)لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ} التكاثر(5-6).
إذا {لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ } جملة مستأنفة لا صلة لها بما قبلها، وهي جملة قسمية فيها قسم مقدر والتقدير: (واللهِ لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ)، ولهذا يقول المعربون في إعرابها: إن اللام موطئة للقسم، وجملة (تَرَونَ) هي جواب القسم، والقسم محذوف والتقدير: (واللهِ لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ).[1]
والعلم عند الله تعالى، وسبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
المصادر والمراجع:
[1]تفسير جزء عم ص308
التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 11 Mar 2011 الساعة 05:37 PM