[تفريغ] العلامة محمد بن هادي المدخلي: "ما نظروا حينئذ إلى إغلاظكَ في العبارة وإنما نظروا إلى حُسن المقصد منها.."

[أبو عبد الرحمن أسامة]

العلامة محمَّد بن هادي المدخليّ -حفظه الله-:

"ما نظروا حينئذ إلى إغلاظكَ في العبارة وإنما نظروا إلى حُسن المقصد منها.."

المتن:
قال الحافظُ ابن رجب -رحمهُ الله-:
"ومن هذا الباب أن يُقال للرَّجُل في وجهِهِ ما يكرَهُهُ، فإن كان هذا على وجهِ النُّصح فَهُوَ حسَن"

الشّيخ مُحمّد بن هادي المدخليّ:

الله أكبر! اسمعوا هذا الكَلام: (من هذا الباب أن يُقال للرَّجُل في وجهِهِ ما يكرَهُهُ) أنتَ تفْعَل كذا وكذا، فِعْلُكَ هذا باطلٌ، أنتَ مُتّبِعٌ لأهلِ الهوى؛ مثلاً، أراد بهذا إيش؟ النُّصْح لهُ والإغلاظ عليهِ لِيَعْلَمَ مقدار جُرْمِهِ لعلّه ينتَبِه قلبُهُ فَيَحْيَا، فإذا واجَهَهُ بذلكَ في وجهِهِ بما يكْرَهُهُ فإنّ هذا حَسَن، فهذا إيش؟ الكتاب بين أيديكُم أبنائي وإخوتِي وأحبّتي.

قال: (من هذا الباب أن يُقال للرَّجُل في وجهِهِ ما يكرَهُهُ) إذا كان هذا على وجهِ النّصح أردتَّ بِهِ الباب الأوَّل فَهُوَ إيش؟ حَسَن.

الله أكبر! ما نظروا حينئذٍ إلى إغلاظِكَ في العبارة وإنّما نظروا إلى حُسن المقصد منها، ما نظروا إلى الإغْلاظِ في العِبَارة لِمَنْ أُخْشِنَ لَهُ في العِبارة، ما قال لك: أنت غليظ! أنت جلف! أنت كذا! لاَ، وإنّما نظر إلى مقصدك الحَسَن منهَا وهُوَ أنَّكَ أردتَّ المُبالَغةَ في التّنفير لَهُ عن هذا الخطأ ليَرْجِعَ عنهُ، ولو كانت المُواجهة فيهَا لهُ شيءٌ يكرَهُهُ، يقول المُصنِّف: (فَهُوَ حَسَنٌ).

واليوم يُرَى ما لَيْسَ فيهِ شيءٌ من هذا يُرَى أنَّهُ قبيح! وللأَسَف هذَا يكونُ عندما تختلُّ الفِطَر والموازين، نعم.اهـ (1)

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة

18 / ربيع الأول / 1435هـ

(للاستماع والتحميل)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح العلاّمة محمّد بن هادي المدخلي -حفظه الله- لـرسالة الحافظ ابن رجَب: "الفرق بين النّصيحة والتّعيير" / الدّرس الرّابع / ضمن فعاليات الدورة الشرعية الحادية عشر بجامع الصحابي عتبة بن غزوان بالدمام، والتي نُقلت عبر إذاعة ميراث الأنبياء.