منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 09 Feb 2010, 12:48 PM
أبو عبد الرزاق رزق الله أبو عبد الرزاق رزق الله غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 25
افتراضي تاريخ الدعوة السلفية المباركة !

فضيلة العلامة محمد ناصر الدين الألباني : قد يقول البعض : إنها دعوة طارئة وجديدة ، وإن أقدم من تنتسب إليه هو شيخ الإسلام ابن تيمية ، ثم ابن عبد الوهاب في العصر الحالي ، وهذه فكرة خاطئة ، بل هي باطلة ، وإنما الدعوة السلفية هي دعوة الإسلام الصحيح نفسه ، دعوة الكتاب والسنة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وكانت خاتمة الدعوات ، وآخر الشرائع ، وآخر الأجيال ، وإنما لم يكن يطلق عليها ذلك ؛ لأنه لم يكن هناك حاجة ، فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح ، فلم تكن هناك حاجة أو داعٍ للقول : الإسلام السلفي ، أو الدعوة السلفية .

كما يقرب ذلك إلينا مثلاً العلوم الأخرى ؛ كعلوم العربية ، كان الناس يتكلمون العربية الفصحى دون لحن ودون خطأ فلم يكن هناك حاجة لوضع قواعد النحو ، وإلى اصطلاحات النحو واللغة والبلاعة ، لأنها كانت معروفة سليقة ، وكذلك الدعوة السلفية كان الناس عليها ، ولم يكن هناك شذوذ ولا انحراف ، ولكنها بدأت تظهر شيئًا فشيئًا عندما بدأت الأفكار الأخرى تظهر ، وعندما بدأت هذه الثقافات الأجنبية تؤثر في المسلمين ، فتحرف بعضها ، وتزين لبعضهم أشياء تخالف الإسلام في العقائد وغيرها .

حين ذلك بدأ أئمة المسلمين من صحابة وتابعين ومن بعدهم يوجهون إلى خطورة هذه الدخائل والمحدثات ، فكانت تظهر وتشتد الدعوة شيئًا فشيئًا كلما زادت هذه المحدثات ، والثقافات التي تؤثر في المسلمين ، وكان من أبرز من ميز هذه الدعوة ووضحها بجلاء الإمام أحمد بن حنبل حيث ظهرت فتنة خلق القرآن في زمانه ، وأريد حمل الناس جميعًا على هذه الفكرة المحدثة الباطلة ، فصمد ذلك الصمود المثالي ، ووقف ذلك الموقف الشجاع الرائع ، وكان معه جمهور المسلمين بقلوبهم وأرواحهم ، وكان أولئك المعتزلة في خط آخر خارج النطاق ، فتميزت الدعوتان ، وظهر الخلط بين الاتجاهين : اتجاه الرأي وأصحاب الرأي ، أصحاب تقديم العقل على النقل ، الذين لا يعتدون بنصوص الكتاب والسنة ، ولا يعتدون بهدي السلف الصالح ، وبين من يجعل الأساس الكتاب والسنة ، ويجعل الأساس هدي السلف الصالح .

وهكذا أخذت تتميز الدعوة السلفية شيئًا فشيئًا كلما ازداد المسلمون بعدًا عن دينهم الصافي الحقيقي ، وكلما أخذت الأفكار الأجنبية ، والثقافات الدخيلة على الإسلام تظهر وتشتد ويعلن بها .

وفي زمن شيخ الإسلام ابن تيمية كان ذلك قد استفحل ، وكانت الثقافات والتفسيرات الفكرية قد تضخمت حتى صرفت أكثر المسلمين ، فلم يبق إلا قلة نادرة غريبة عن المجتمع هم الذين بقوا يحافظون على دعوة الكتاب والسنة ، ويتقيدون بطريق السلف الصالح ، فحينئذٍ ظهرت الحاجة الملحة إلى توضيح هذه الدعوة وإلى تمييزها ، وكانت كتابات شيخ الإسلام - رحمه الله - الكثيرة والرائعة التي ميز بها الإسلام الصحيح الذي كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، كانت كتبه إنارة لمن يطلب الهداية ، وكانت فيصلاً بين الحق والباطل ، وقد أقام الحجة على المخالفين بالمناظرات ، وبالرسائل ، وبالكتب ، وفي المجالس ، ولم يبق حجة لمعاند إلا ما يكون بسبب العناد والاستكبار .

فلذلك في زمنه ميزت وظهر هذا الاسم دعوة السلف ، ومنهج السلف ، وطريقة السلف ، وإن كانت قد استعملت هذه الكلمات قبله أيضًا ، وأظن قائل هذا البيت المشهور في العقائد عن مذهب السلف : وكل خير في اتباع من سلف .:. وكل شر في ابتداع من خلف .

أظنه قبل شيخ الإسلام . هذه اللفظة عربية فصيحة ، وظهرت في كلامهم ولكن كما قلت : توضحت وتوطدت أكثر في عهد شيخ الإسلام - رحمه الله - .

وكما قلت : الأفكار الصوفية سيطرت على الناس ، وطرقها المختلفة ، وأفكار علماء الكلام ، والتعصب المذهبي ، والبدعة في الدين ، والأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فظهرت غربة الإسلام ، وظهر أنه كان بحاجة ماسة إلى أن يتبين ويتضح حتى يعرف الناس الحق من الباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، فقد تابع هذه الرسالة وهذه الدعوة تلاميذ الإمام ابن تيمية : ابن القيم ، وابن كثير ، وغيرهما على مر العصور ، لكنهم كانوا محارَبين مضطهدين ، فمات منهم من مات في السجون ، وقتل منهم من قتل ، وعذب من عذب ، وكانت الغلبة المادية في أكثر العصور للمخالفين ، وإن كانت الغلبة المعنوية غلبة الحجة والبرهان لأهل السنة وفاقًا لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) .

ثم جدد هذه الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في نجد ، حينما كانت في ظلام دامس ، وحينما كانت الوثنيات تسيطر على البلاد ، فتثقف بثقافة شيخ الإسلام وأخذ عنه ، وقرأ كتبه ، وأخذ ينشرها ويدعو إليها ، ونال من جراء ذلك الأذى الكثير ، وحرب العوام ، ولكن وفقه الله - عز وجل - مع من أيده من الأمراء السعوديين الأوائل ، كان من ذلك أن ظهرت هذه الدعوة وأثرت في المسلمين ، ووصلت إلى بلدان كثيرة ، وما تزال منها بقية في بلاد السعودية وغيرها .

منقول من شبكة سحاب

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, الألباني, الدعوةالسلفية, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013