بسم الله الرحمن الرحيم
الكتائب الغازية لنصرة كاتب الوحيّ معاوية
الحلقة الأولى
من المعلوم من سيرة معاوية،أنه كان من أحلم الناس وأصبرهم على من يؤذيه،وأعظم الناس تأليفا لمن يعاديه
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
المقدّمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته أجمعين
ثم أمّا بعد :
فهذه سلسلة بعنوان (الكتائب الغازية لنصرة كاتب الوحيّ معاوية ﭬ)
رأيت – مستعينا بالله - أن أشرع في إصدار الحلقة الأولى منها
وهذا بعدما قويت الهمّة بسب صيحات المبطلين التي تعالت من كهوف البدعة، نيلا، وطعنا، وقدحا في عرض كاتب الوحيّ وصهر النبيّ ﷺ معاوية ﭬ
ولمّا كان إيمان المؤمن عرضة للامتحان لا محالة، جعل الله ببالغ حكمته، وعظيم تقديره، محطّات في دنيا البلاء، يمحّص فيها أهل الصدق من أهل الكذب
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} « العنكبوت 2-3»
نعم حتى يعلم الله صدق من أحبّ الصحابة ووالاهم، وكذب من خذلهم ومن عاداهم
أخي المؤمن!
كن موقنا أنّك تتوسّط أرض حرب، قد التهبت تحت أقدامك !!
فإيّاك أن تغفل عن هذا، فواجب عليك أن تنصر الحق وأهله، فأنت مسؤول بين يدي الله {ولتسألن عَمَّا كُنْتُم تَعْمَلُونَ}
إلى الله نشكوا
تطاول الأوغاد على عرض كاتب الوحي
وتنقص السفهاء من مكانته العليّة
فكلّ يوم نسمع بوق شرّ، يتطاول على كاتب الوحي، والكثير منّا يشاهد صور هذه الهجمة الهمجية من غير حراك
وإلى الله نشكوا قلّة المدافعين، وتخاذل المحبّين {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
لماذا أكتب؟
أكتب والحسرة بلغت في النفس كل مبلغ
أكتب وأنا أقف على حلقات وندوات للرافضيّ الخبيث الجزائري عبد الباقي وكمال الحيدري بالعناوين التالية:
(معاوية وظاهرة وضع الحديث) سبع حلقات
(حقيقة معاوية في حديث رسول الله) أربع حلقات
(وقف النهج الأموي من دعاء رسول الله صلى الله عليه على معاوية ﭬ: لا أشبع الله بطنه) في حلقتين
أكتب وأنا أحاول إقناع واحد من إخواننا، وقد تسلّل لصّ الرفض إلى قلبه، بعدما أقنعته أطروحة قناة الكوثر، فأصبح يمشي في الحيّ ويطعن في معاوية ﭬ
أكتب في وقت ينشر المجرم العاتي عدنان إبراهيم سلسلة (معاوية في الميزان)
أكتب بعدما نطق المخرّف الضّال أحمد الكبيسي بمخازي في حق كاتب الوحيّ
أكتب في زمن نطق فيه (عمرو خالد) في سلسلة درورس بعنوان (مع التابعين) يلقيها على الشاشات وقد سوّدها بالطّعن في كاتب الوحيّ
أكتب والقلب يغلي كمدا من صنائع (العرعور) وتخبطه في قضية معاوية حتى قال –متحدّيا الرافضة- (لو أثبتم أن الإمام أحمد قال أن معاوية كان يشرب الخمر سألعن معاوية)
وكأنّ دين أهل السنة مبناه على قول أحمد، ومنشأ ذلك هو عدم تقدير كاتب الوحيّ
أكتب وقد تفطّن الرّافضة لمثل هذا الضعف المرير، في الذبّ عن معاوية، بل والتطاول عليه من قبل من ينسبون ظلما إلى أهل السنة، فأصبح حسن فرحان المالكي الخبيث يقول معلنا:
(إنّ معاوية عند أهل السنة أنفسهم ظالم منافق)
أكتب والباطل قد وصل منتهاه بما تجرّأ به (حاتم العوني) على رؤوس الأشهاد من زعم أنّه أصبح يخشى من الغلوّ في معاوية
وأكتب وقد أصبح من ضروريات الفكر المعاصر والأدب الإسلامي – كما يقولون- الطعن في الصحابة وخصوصا معاوية، كيف لا؟ وأساطين هذا الفكر المزعوم من أشدّ النّاس مقتا لمعاوية، ومواقف وكلمات سيد قطب ومحمود العقاد والملطاوي وغيرهم خير شاهد على هذا
نعم نحن في وقت قد جهل النّاس صحبة معاوية وحقيقة منزلته، بل أصبح الواحد منهم لا يفرق بين معاوية وابنه يزيد، وبين أخيه يزيد وبين ابنه، فكيف يجيز عاقل لنفسه أن يتفوّه بمثيل قول العوني؟ وعلى شاشات التلفزيون
أكتب وأنا موقن بقدر معاوية ﭬ وأنّه كما قال ابن العماد $ : «هو الميزان في حب الصحابة، ومفتاح الصحابة» ([1])
من أجل كل ذا، رأيت لزاما أن أكتب .
غيرة الأوفياء وتخاذل الأدعياء
داء عضال أضحى مستفحلا في الأزمنة الأخيرة، هو داء التخاذل عن نصرة الحقّ وأهله –إلاّ من رحم ربّك– بل الأشدّ من ذلك أنّك تجد أقواما يبدلون المدح قدحا، ويقلبون النصرة خذلانا، وهي شكوى العلماء قديما وحديثا:
يقول الإمام ابن القيّم$ : (وليس الدين بمجرد ترك المحرمات الظاهرة بل بالقيام مع ذلك بالأوامر المحبوبة لله واكثر الديانين لا يعبأون منها إلا بما شاركهم فيه عموم الناس
وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والنصيحه لله ورسوله وعباده ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه فهذه الواجبات لا تخطر ببالهم فضلا عن أن يريدوا فعلها وفضلا عن أن يفعلوها وأقل الناس دينا وأمقتهم الى الله من ترك هذه الواجبات وان زهد فى الدنيا جميعها وقل أن ترى منهم من يحمر وجهه ويمعره لله ويغضب لحرماته ويبذل عرضه فى نصرة دينه وأصحاب الكبائر أحسن حالا عند الله من هؤلاء) ([2])
تمعّن أخي القارئ – صانك الله- أنّ الإمام يتحدّث عن صنف من العبّاد وليس من الفسّاق، حيث جعل منزلتهم أشرّ من منزلة أهل الكبائر
وهاهو العلاّمة ابن حمد العتيق$يؤكّد كلام ابن القيم بشكواه قائلا:
(وقد سمعتم فيما يتلى عليكم من حلول العقوبات، عند ظهور المنكرات، ولكن قد فتح الشيطان لكثير من الناس أبواباً من الشر، في إسقاط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألقاها على أناس فيهم شبهة دين، حتى اعتقدوها أعذاراً لهم، وإنما هي من زخارف الشياطين ولكن إذا تبين أن الزاني والسارق وشارب الخمر، أحسن حالاً عند الله من هؤلاء الجنس، فهذا كاف في شناعة مذهبهم وسوء منقلبهم، فنسأل الله العفو والعافية.) ([3]) صدق رحمه الله في قوله «ولكن قد فتح الشيطان لكثير من الناس أبواباً من الشر»
نعم هي الأبواب التي أصبحنا نراها مؤصدة على أصحابها، ظنّا منهم أنّ ذلك ينجيهم بين يدي الله
يقول العلاّمة الشيخ محبّ الدّين الخطيب$ وهو يتحدّث عن واجب الأمّة تجاه الصحابة : (وإلاّ فأين هي الدراسات العلمية الصحيحة التي قمنا بها لتدوين أمجادهم العظمى وبطولتهم الكبرى، وأين هي المؤلفات العصرية التي كان ينبغي أن تكون في أيدي الشباب في جميع أقطار الإسلام والتي تجعل القارئ منا كأنّه معاصر لتلك الأحداث، مرافق لكتائبها وأعلامها، مشاركة بمشاعره ومداركه وخفقات قلبه في كل نصر أحرزه الإسلام في الدنيا على أيدي الصحابة والتابعين وأتباعهم الذي ألّف الجاهل الزنديق ابن المطهّر كتابه «منهاج الكرامة» ليملأه سبّا لهم وذمّا لجهادهم) ([4])
إنّ وقائع اليوم الشنيعة التي قامت على أعراض الصحابة معاركها، كانت لها مثيلات في سالف الأزمان، وإلى وقت قريب جدّا، لكن وجه التغاير أنّها كانت تقابل في الأمس، وتواجه بكتائب السنّة وجحافل الإيمان
فلم يكن الزنادقة يجرؤون كما هو حالهم اليوم
ولا أدلّ على هذه الحقيقة من صنيع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث نصر الإسلام وأهله، منذ زمن الصحابة وإلى يوم القيامة، بتأليف سفره العظيم «منهاج السنّة النبويّة» والذي أنار رفوف المكاتب الإسلامية في تسعة مجلدات، فقهر الرفض وكسر ساقه ، منتصرا للصحابة
وكان تأليفه للكتاب، بعد طلب وإلحاح منه أهل الغيرة على أعراض الصحابة
فطلبوا من شيخ الإسلام الردّ على ابن المطهّر الرافضي المجرم الذي كتب رسالته «منهاج الكرامة» طعنا و تكفيرا لأصحاب النبي ﷺ
فكان بفضل الله عمدة للباحثين، وقبلة للدارسين، بل كماقال العلاّمة عبد الله بن عقيل - رحمه الله- : كلّ من ردّ على الرافضة بعد شيخ الإسلام فهو عالة على منهاج السنة
خطّة البحث:
رأيت سلوك خطّة لا أتعدّاها – قدر الإمكان- في كاتبتي هذه، وأُجملها في نقاط ثلاث:
1- جعلت البحث على شكل حلقات عدّة مراعاة منّي لهمّتى أوّلا ثمّ همّة القارئ ثانيا، ولا يخفى على المتتبّع اليوم ما تعانيه الكتابات المطوّلة من هجر غير شرعيّ من قبل القرّاء
2- تحرّيت قدر الإمكان وعلى قدر ما أحسن، نقل النصوص والآثار الصحيحة، إلاّ في مواطن لم يتيسر لي معرفة الصحيح من السقيم وفي هذه الحالة :
أوّلا: إمّا أني أسند المنقول إلى ناقله، وحالتئذ تبرأ الذمّة
ثانيا: وإمّا أنّي أتعمد نقل ما لا يصلح حقيقة للاحتجاج، وإنما أفعل ذلك مقابلة لصنيع الطاعنين في معاويةﭬ، ومثاله أنّ الواقديّ عمدة للرافضة في غمز الصحابة، فتجدني أنقل عنه احتجاجا عليهم، وعلى مثل هذا درج أئمة كبار.
البداية في المقصود من الحلقة
وبعد كلّ هذه المقدّمة أدخل في صلب موضوع الحلقة، وهذا بذكر ترجمة لكاتب الوحيّ معاوية ﭬ لم أدّخر جهدا في نقل ما أمكن عن ترجمته
وذلك لما وقفت عليه من بعض الإخلال في الكثير من الكتابات التي وضعت في نصرة كاتب الوحي جزى الله أصحابها خير الجزاء، وكل ذلك من باب إتمام ما سُبقت إليه
وأريد أن أنبّه على أنّ القارئ الفطن قد يلحظ عليّ إخلالا في بعض الأحيان بأشياء ذكرت عن معاوية ﭬ، وإنما فعلت ذلك تقصّدا، وذلك أنّ الكثير منها يصلح ذكره في الفضائل، فلم أزد على تأخيرها لموطنها، من أجل ترتيب المباحث واجتناب التكرار.
ترجمة
كاتب الوحيّ معاوية ﭬ
هو: معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب, أمير المؤمنين ملك الإسلام أبو عبد الرحمن القرشيّ الأمويّ وأمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ([5]) يجتمع مع النبيّ ﷺ في « عبد مناف» وهي فضيلة عظمى، ومنقبة كبرى يأتي ذكرها بشيء من التفصيل عند حديثنا عن فضائل معاوية ﭬ
ويجتمع أبوه وأمه فِي عبد شمس ([6])
هوخال المؤمنين وكاتب وحي رسول رب العالمين أسلم عام الفتح (7)
ولد قبل البعثة بخمس سنين وقيل بثلاث عشرة والأول أشهركما قال الحافظ ابن حجر $ ([8]) أسلم هُوَ وأبوه وأخوه يزيد وأمه هند رضي الله عنهم فِي الفتح ([9])
وشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينا، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين أوقية([10]) روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وأخته أم حبيبة
وعنه جرير بن عبد الله البجلي والسائب بن يزيد الكندي وابن عبّاس وغيرهم ([11])
ولقد رأيت أن أفرد الكلام عن رواية معاوية ﭬ في فصل خاص، أدرجته تحت باب فضائل معاويةﭬ، فهو فصل مهمّ غير لائق بنا أن نأخذه بأطراف الأنامل.
إسلامه ﭬ
إنّ إسلام معاوية ﭬ يعتبر حدثا عظيما في تاريخ الأمة الإسلامية، لأنّه إسلام: من ميّزه رسول الله ﷺ بكتابة وحيّ الله تعالى
ومن قاد بنفسه الشريفة فتوحات أبهرت الدنيا بخيرها وعدلها
ومن رسم على صفحات الرّوم جُملا من العزّة والسيادة الإسلامية
ومن شُرّف بمصاهرة النبيّ ﷺ
ومن قهر الرّافضة وهو في قبره، بمكانته وصدقة وجهاده إلى يومنا هذا
إسلام من قيل في حقّه: (لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي) ([12])
وإسلام من«كان يغزو الروم في كلّ سنة مرّتين مرّة في الصيف ومرّة في الشتاء ويأمر رجلا من قومه أن يحجّ بالنّاس» ([13])
وممّا يجب بيانه في مثل هذا الموطن أنّ العلماء قديما وحديثا لم يختلفوا في حسن إسلامه وعظيم إيمانه ﭬ
قال شيخ الإسلام $: (حسن إسلامه باتّفاق أهل العلم) ([14])
فخذها –رحمك الله– من إمام محقّق، وادفع بها في نحر كلّ رافضيّ أو جاهل منمّق
تاريخ إسلامه:
أسلم ﭬ وكان سنّه ثماني عشرة سنة ([15]) فأعزّه الله بالإسلام في أوائل فترة شبابه، وهي مكرمة عظيمة قد حازها ﭬ
وأمّا تاريخ إسلامه ﭬ فقد وقع الخلاف بين العلماء في ذلك، وهذا بعد اتّفاقهم على أنّه ﭬ أسلم عام الفتح
قال شيخ الإسلام $ : (أسلم عام الفتح باتفاق الناس) ([16])
وقال الذهبي $: (قيل: إنّه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء وبقي يخاف من اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم من أبيه ولكن ما ظهر إسلامه إلاّ يوم الفتح)([17])
وقد ورد من قول معاوية ﭬ ما يكون حجّة قاطعة في مسألتنا لو أنّه صحّ وثبت والله أعلم
قال معاويةﭬ: «ولقد دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في القضية وإني لمصدق به, ثم لما دخل عام الفتح أظهرت إسلامي فجئته فرحب بي وكتبت بين يده» ([18])
وروي عنه أنه قال:«لقد أسلمت فِي عُمَرة القضية ولكن كنت أخاف أن أخرج، وكانت أمي تقول: إن خرجت قطعنا عنك القوت»([19]).
وقد جزم ابن حجر $ أنّ معاوية أسلم قبل الفتح «فتح الباري7/131»
تحقيق المسألة
إنّ من أجود ما وقفت عليه في تحقيق المسألة -وما أكثر وأعظم ما لم أقف عليه- كلام ابن حجر الهيتمي $، وهو ممّا لا تجده في غير موضعه، ومن أجل ذلك أجد نفسي مضطرّا لنقله بطوله
قال $ متحدّثا عن تاريخ إسلام معاوية ﭬ:
«على ما حكاه الواقدي: بعد الحديبية، وقال غيره: بل يوم الحديبية، وكتم إسلامه عن أبيه وأمه، حتى أظهره يوم الفتح ، فهو في عمرة القضية المتأخرة عن الحديبية، الواقعة سنة سبع قبل فتح مكة بسنة، كان مسلما، ويؤيده ما أخرجه أحمد من طريق محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين عن ابن عباس رضي الله عنهم، أنّ معاوية قال: "قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة" وأصل الحديث في البخاري من طريق طاووس عن ابن عباس بلفظ قصَّرت بمشقص، ولم يذكر المروة في كل من الروايتين، كذا، خلافا لمن حصر في الأولى الدلالة على أنه كان في عمرة القضية مسلما،
أما الأولى: فواضح؛ لأنه ذكر أنّ ذلك عند المروة، وهذا يعين أن ذلك التقصير كان في العمرة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حلق بمنى إجماعا
وأمَّـا الثانية: فلإنه صلى الله عليه وسلم لم يقصر في حجة الوداع أصلاً، لا بمكة، ولا بمنى، فتعيّن أنّ ذلك التقصير إنما كان في العمرة
فإن قلت: يحتمل أنّ ذلك التقصير كان في عمرته من الجعرانة بعد فتح مكة، وهزيمة حنين وسبيهم، والمجيئ بهم وبأموالهم إلى الجعرانة في آخر سنة ثمان، فلا يكون فيه شاهد لما ذكرته
قلت: عمرة الجعرانة إنما فعلها صلى الله عليه وسلم ليلا سرا عن أكثر الصحابة، ولذا أنكرها بعضهم،وذلك أنه بعد صلاة أ العشاء بأصحابه في الجعرانة، دخل على أهله، فلمَّـا تفرق الناس لمضاجعهم، خرج صلى الله عليه وسلم مُحرما بالعمرة في نفر قليل إلى مكة، فقضى نسكه، ثم رجع إلى أهله سرا أيضا، ثم عند صلاة الصبح خرج من عند أهله كبائت عندهم، فلم يعلم بتلك العمرة إلاّ بعض خواصّه صلى الله عليه وسلم، ومعاوية إذ ذاك لم يكن من أولئك الخواص، فاحتمال كون تقصيره له صلى الله عليه وسلم في هذه العمرة بعيد، فلم ينظروا إليه كما هو شأن الاحتمالات البعيدة في الوقائع الفعلية والقولية
فإن قلت: كونه أسلم، وكتم إسلامه، ولم يهاجر للنبي صلى الله عليه وسلم نقص، وأي نقص
قلت: ليس الأمر كذلك بإطلاقه، كيف وقد وقع ذلك للعباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، على القول الذي رجّحه بعضهم، أنه أسلم ببدر، وكتم إسلامه إلى فتح مكة، بل هذا أولى؛ لأن مدة كتمه إسلامه نحو ست سنين، ومعاوية إنما كتمه نحو سنة، ولم يعُدَّ أحدٌ ذلك نقصا في العباس؛ لأنه كان لعذر، فكذلك ما وقع لمعاوية على ذلك القول كان لعذر، والعمرة إنما تجب، وتتعين حيث لا عذر، ومنه الجهل بوجوبها ممن يُعذر فيه
وقد جاء في رواية أنّ أمه قالت له: "إنْ هاجرت قطعنا عنك النفقة"وهذا عذر ظاهر
لا يقال يَرُدُّ ما حكاه الواقدي، أنه أسلم قبل الفتح ما ثبت في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: "العمرة في أشهر الحج فعلناها، وهذا -أي معاوية- يومئذ كافر"
لأنَّـا نقول: ممنوع ذلك، بل لا ردّ فيه؛ لأنَّ الغرض أنه كتم إسلامه، وسعد ممن لم يعلم به، فاستصحب حاله إلى يومئذ، وقضى عليه بالكفر فيه باعتبار الظاهر، وبالنسبة إلى علمه.
أمَّـا إسلامه يوم فتح مكة فلا خلاف فيه ، كإسلام أمه وأبيه وأخيه يزيد يومئذ
فإن قلت: ذكر بعض الأئمة في ترجمته أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حُنيناً، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين أوقية من الذهب، وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، ثم حسُن إسلامها، وهذا يمنع سبق إسلامه على يوم الفتح، إذ لو سبق إسلامه جميع أهله، لم يكن كأبيه في عدّه من المؤلفة
قلت: لا يمنعه بوجه، أمَّا أولاً فمن عدّه من المؤلفة، إنما جرى على أنّ إسلامه لم يكن إلاّ يوم الفتح، نظير ما وقع لسعد فيما مر عنه آنفا، ويدل لذلك أنّ مَن ترجمه بذلك قرنه في ذلك بأبيه، وأبوه لم يُسلم إلاّ يوم الفتح اتِّفاقا، أمَّـا مَن يقول بتقديم إسلام معاوية قبل الفتح بنحو سنة، وأنّه إنما امتنع من الهجرة للعذر، كما مر، فلا يعده من المؤلفة، ومجرد الإعطاء لا يدل على التأليف
ألا ترى أنّ العباس رضي الله عنه كتم إسلامه، ثم أظهره يوم الفتح كما مرّ، ثم أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ما طاق حمله من النقد الذي جاءه من البحرين، فكما أنّ هذا لا يدل أ على أنّ العباس من المؤلفة قلوبهم، فكذلك إعطاء معاوية شيئا له بخصوصه، إنّ فرض صحة وروده لا يدل على أنه كان من المؤلفة قلوبهم، أمَّـا أولا فلما مرّ مما يدل على قوة إسلامه، وأمَّـا ثانيا فالظاهر لكل فرض قوة إسلامه، وأنه إنما أعطاه زيادة في تأليف أبيه؛ لكونه من أكابر مكة وأشرافهم، ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: "مَنْ دخل دار أبي سفيان فهو آمن"» ([20]) تنبيه: لم أنقل هذا الكلام من أجل ترجيح كل ماورد فيه، أو من أجل تصويبه، وإنّما نقلته لعدم وقوفي على تحقيق وسرد آخر لمثل هذا القضية وبهذه الطريقة
فائدة: ممّا تعلمّته من أحد إخواني الأفاضل -بعد إتمام المقال- أنّ أصل هذا التحقيق الذي نقلته عن الهيتمي هو كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله، وأما الهيتمي فقد أحسن ترتيب وسياقة مبحث الحافظ فجزى الله الجميع خيرا
هيأته وبعض صفاته ﭬ الخَلقة:
ذكر ابن أبي الدنيا $ وغيره: أن معاوية كان طويلا أبيض جميلا إّذا ضحك, انقلبت شفته العليا([21]) كان أبيض طويلا أجلح (أصلع) ([22])
وكان أبيض اللحية وكان يصفّرها ([23])
وكان نقش خاتم معاوية: لكلّ عمل ثواب
وقيل: بل كان: لاقوة إلا بالله([24])
قال ابن حجر الهيتمي $: جاء بسند حسن أنّ معاوية كان أبيض طويلا أجلح، أبيض الرأس، ذا لحية، زاد بعض واصفيه: كان أجمل الناس . ([25])
وكان من أجمل النّاس إذا لبس عمامته الحرقانية واكتحل ([26])
أخلاقه ﭬ :
كان حليما وقورا رئيسا سيّدا في الناس كريما عادلا شهما([27])
وكان من الكتبة الحسبة الفصحة، كان حليما وقورا فصيحا([28]) قال قبيصة بن جابر: «صحبت معاوية فما رأيت رجلا أثقل حلما, ولا ابطأ جهلا, ولا أبعد أناة منه» ([29])
وإن أراد كاتب أن يتعب أنامله في موضوع ما فليكتب عن أخلاق معاوية ﭬ، لأنّه قد بلغ في الأخلاق الحميدة مبلغا عظيما يتناسب وبكل تأكيد مع مكانة الصحبة التي نالها
وسنذكر تفصيلا مهمّا وافيا عند الحديث عن فضائله
زواجه وأولاده :
قال أبو الفضل ابن ناصر $ : "خطب معاوية رضي الله عنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزوّج لأنّه كان فقيرا, وإنما تزوج في زمن عمر رضي الله عنه, وولد له يزيد في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة سبع و عشرين من الهجرة"([30]) كان له عبد الرحمن وبه كان يكنى وعبد الله وكان ضعيف العقل وأمهما فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف, وقد تزوج بأختها منفردة عنها بعدها, وهي كنوة بنت قرظة وهي التي كانت معه حين افتتح قبرص
وتزوج نائلة بنت عمارة فأعجبته([31])
ومنهن كتوة بنت قرظه أخت فاخته، فغزا قبرس وهي معه، فماتت هنالك([32])
ومن أشهر أولاده: يزيد وأمه ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة الكلبي وكانت حازمة عظيمة الشأن جمالا ورياسة وعقلا ودينا ([33])
وأما عبد الرحمن فإنه مات صغيرا([34]).
قال ابن جرير: ولدت ميسون لمعاوية مع يزيد أمة- رب المشارق- فماتت صغيرة، ولم يذكرها هشام في أولاد معاوية.([35])
ولايته ﭬ
إنّ الحديث عن ولاية معاوية ﭬ حديث ينبغي أن يدوّن في مجلّدات عديدة، فلا يكفيه مقام مثل مقامنا، فرحم الله عبدا عرف قدره في الكتابة وخصوصا عن سادات الصحابة
وذلك أنّه لمّا كان السلطان المقسط مجاب الدعوة ومبشّر بالخيرات العظيمة، وجب الحديث عن ملك معاوية وخلافته في باب الفضائل، فلا يليق بنا أنّ نسرد الحقائق سردا ونرقم التواريخ رقما، من غير إطالة الوقوف وإمعان النظر في حقائقها
وعليه رأيت أن أجعل هذا الباب في باب الفضائل وأن أخصّص له حلقة كاملة ولكن لا يضرّ أن أوجز هنا ناقلا :
جمع عمر الشامّ كلّها لمعاوية وأقرّه عثمان ([36])
وكان في ولايته من خرسان إلى بلاد إفريقيا بالمغرب ومن قبرص على اليمن([37]) أجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين
والصحيح الذي قاله ابن إسحاق والجمهور: أنه بويع له بإيليا في رمضان سنة أربعين, حين بلغ أهل الشام مقتل علي, ولكنه إنما دخل الكوفة بعد مصالحة الحسن له في شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين وهو عام الجماعة
كانت خلافته عشرين سنة إلاّ شهرا ([38])
ولمّا قتل عَليّ واستخلف الْحَسَن بْن عَليّ سار معاوية إِلَى العراق، وسار إليه الْحَسَن بْن عَليّ، فلما رَأَى الْحَسَن الفتنة وأن الأمر عظيم تراق فِيهِ الدماء، ورأى اختلاف أهل العراق، سلم الأمر إِلَى معاوية، وعاد إِلَى المدينة، وتسلم معاوية العراق، وأتى الكوفة فبايعه الناس، واجتمعوا عَلَيْهِ، فسمي عام الجماعة ([39])
قال الحافظ ابن عبد البرّ $: "واجتمع الناس عليه حين بايع له الحسن بن علي رضي الله عنه وجماعة ممن معه وذلك في ربيع أوجمادى سنة إحدى وأربعين فيسمى عام الجماعة وقد قيل إن عام الجماعة كان سنة أربعين والأول أصحّ "([40])
قال الحافظ ابن حجر$ : «فكانت ولايته بين إمارة ومحاربة ومملكة أكثر من أربعين سنة متواية» ([41])
كانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما.([42])
مرضه ووفاته ﭬ
قال محمد بن إدريس الشافعي $ : ذكروا أن معاوية بن أبي سفيان، اعتمر، فلما قضى عمرته وانصرف بالأبواء، فاطلع في بئرها العادية، فضربته اللقوة([43]) واللّقوة: داء يكون في الوجه يعوجّ منه الشدق«لسان العرب ص: 406»
كان ابنه يزيد غائبا،
كان ابنه يزيد غائبا، وأنكر بعضهم ذلك، قال ابن الأثير $ «الكامل 3/369»: «وهو الصحيح» أي القول بغيابه
فأحضر معاويةﭬ الضحّاك بن قيس ومسلم بن عقبة فأمرهما أن يؤدّيا عنه هذه الرسالة إلى يزيد
فأقبل يزيد وقد دفن، فأتى قبره فصلى عليه، ودعا له، ثم أتى منزله، فقال:
جاء البريد بقرطاس يخب به .... فأوجس القلب من قرطاسه فزعا
قلنا: لك الويل ماذا في كتابكم؟ ... قالوا: الخليفة أمسى مثبتا وجعا
فمادت الأرض أو كادت تميد بنا ...... كأن أغبر من أركانها انقطعا
من لا تزل نفسه توفي على شرف ... توشك مقاليد تلك النفس أن تقعا
لما انتهينا وباب الدار منصفق ... وصوت رملة ريع القلب فانصدعا([44])
قال أبو مسهر: صلّى الضحّاك بن قيس الفهري على معاوية ودفن بين باب الجابية وباب الصغير فيما بلغني([45]) قال سعيد بن حريث: مات معاوية ففزع الناس إلى المسجد فأتيت فلما ارتفع النهار وهم يبكون في الخضراء ([46])
نعم يبكون على فقد عظيم فرضي الله عنه وأكرم من أكرمه
قال الليث وأبو معشر وعدّة: مات معاوية في رجب سنة ستين فقيل: في نصف رجب, وقيل : لثمان بقين, وعاش سبعا وسبعين سنة ([47])
قال الإمام ابن جرير $ : اختلف في وقت وفاته بعد إجماع جميعهم على أنّ هلاكه كان في سنة ستذين من الهجرة وفي رجب منها
يقول الحافظ ابن كثير $:«ولا خلاف أنه توفي بدمشق في رجب سنة ستين»
أمّا يوم موته رضي الله عنه فقد وقع خلاف كبير بين أهل العلم
فقال جماعة: ليلة الخميس للنصف من رجب سنة ستين
وقيل: ليلة الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين
وقيل لأربع خلت من رجب, قال الليث, وقال سعد بن إبراهيم: لمستها رجب
وتوفي وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وقيل: ابن ست وثمانين سنة، وقيل: توفي يَوْم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. ([48])
وقيل ابن خمس وسبعين سنة وهو قول الزهريّ
وقيل مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة وإليه ذهب عليّ بن محمّد
وقيل مات وهو ابن ثمان وسبعين سنة وهو قول سعيد بن دينار
وقيل ابن خمس وثمانين سنة ([49])
وخلاصة القول: أن الأشهر أنه جاوز الثمانين كما ذكر الحافظ ابن كثير $ ([50])
وقد ورد من غير وجه أنه أوصى لابنه يزيد أن يكفن في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كساه إياه, وكان مدّخرا عنده لهذا اليوم ..
قال محمد بن إسحاق والشافعي: صلى عليه ابنه يزيد
وقال آخرون: بل كان ابنه غائبا فصلى عليه الضحاك بن قيس بعد صلاة الظهر بمسجد دمشق , ثم دفن بدار الإمارة وهي الخضراء
وقيل: بمقابر باب الصغير وعليه الجمهور فالله أعلم ([51])
وقال صفوان بن عمرو: وقف عبد الملك بقبر معاوية فوقف عليه فترحم، فقال رجل: قبر من هذا؟ فقال: قبر رجل كان والله فيما علمته ينطق عن علم، ويسكت عن حلم، إذا أعطى أغنى، وإذا حارب أفنى، ثم عجل له الدهر ما أخره لغيره ممن بعده، هذا قبر أبي عبد الرحمن معاوية([52]).
وصيّته
لقد ضرب كاتب الوحيّ ﭬ أجمل الأمثلة على الموتة الهنيّة، حيث جاء عنه في آخر سويعات حياته الشيء المذهل من الوصايا العجيبة والمواقف الغريبة
ولهذا رأيت تأخير ذكر ذلك عند الحديث عن فضائله ومناقبه ﭬ
ونأخذ مثلا واحدا:
قال عند موته ﭬ: (اللهم أقلّ العثرة واعف عن الزلّة و تجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك فإنك واسع المغفرة ليس لذي خطيئة مهرب إلا إليك) ثم مات
وفي رواية: أغمي عليه ثم أفاق فقال لأهله: (اتقوا الله فإن الله تعالى يقي من اتقاه, ولا بقي من لا يتقي) ثم مات ([53])
نسأل الله أن ينفعنا بحبّ كاتب الوحيّ، وأن ييسّر لهذه الأمّة من يعرفها فضائل الصحب الكرام، وأن يبثّ فيهم الغيرة الحميدة على أعراض الصحب الكرام
أبو معاذ محمد بن حمّو مرابط الجزائري
14/09/1433
الجزائر العاصمة
..... (يتبع)
الهامش :
([1]) «شذرات الذهب 1/270»
([2]) «عدة الصابرين ص:146»
([3])رسالة «ترك إنكار المنكر إرضاء للنّاس» من «الدرر السنيّة»
([4]) من مقدّمته لكتاب «المنتقى من منهاج الاعتدال ص:8 ط: دار عالم الكتب»
([5]) «سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبيّ $ ت: 25 ط: الرسالة»
([6]) «أسد الغابة لابن الأثير $ ت: 4984»
([7]) «البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $ 8/512 ط: دار المعرفة»
([8]) «الإصابة للحافظ ابن حجر $ 6/120»
([9]) «أسد الغابة لابن الأثير $ ت: 4984»
([10])«نفس المصدر»
([11]) «تهذيب التهذيب 4/107»
([12]) «البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $8 / 530»
([13]) «نفس المصدر 8 /522»
([14]) «منهاج السنّة النبويّة $4/ 382»
([15]) «تحفة ذوي الألباب للصفدي 1/87»
([16]) «نفس المصدر 4/ 436»
([17]) «سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبيّ $ ت: 25 ط: الرسالة»
([18]) «البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $8 /512»
([19]) « تهذيب الكمال ط: بشّار 28/176»
([20]) «تطهير الجنان واللّسان ص:8-10 ط: دار الكتب العلمية»
([21])«سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبيّ $ ت: 25 ط: الرسالة»
([22])«البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $ 8/512 ط: دار المعرفة»
([23])«تاريخ دمشق 59/60و241»
([24])«نفس المصدر 8/526 ط: دار المعرفة»
([25])«تطهير الجنان واللّسان ص:11 ط: دار الكتب العلمية»
([26])«تاريخ الطبري 5/331»
([27])«نفس المصدر 513 ط: دار المعرفة»
([28]) «معرفة الصحابة لأبي نعيم ت 2654»
([29]) «سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبيّ $ ت: 25 ط: الرسالة«
([30]) «منهاج السنّة النبويّة 4 / 446»
([31]) «البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $ 8/512 ط: دار المعرفة»
([32]) « تاريخ الطبري5/329»
([33]) «البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $ 8/512 ط: دار المعرفة»
([34]) « تاريخ الطبري5/329»
([35]) « تاريخ الطبري5/329»
([36])«سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبيّ $ ت: 25 ط: الرسالة»
([37])«منهاج السنّة 6 / 236»
([38]) «البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $ 8/514/529 ط: دار المعرفة»
([39]) «أسد الغابة لابن الأثير $ ت: 4984»
([40])« الاستيعاب ص : 677»
([41])« فتح الباري 7/131»
([42])« تهذيب الكمال ط: بشّار 28/176»
([43]) «حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم$ 9/154»
واللّقوة : أن يتعوج وجهه ولا يقدر على تغميض
إحدى عينيه كما في « فقه اللغةٌ»
([44]) «تاريخ الطبري 5/328»
([45])«سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبيّ $ ت: 25 ط: الرسالة »
([46])«نفس المصدر»
([47]) «سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبيّ $ ت: 25 ط: الرسالة »
([48])«أسد الغابة لابن الأثير $ ت: 4984»
([49]) انظر هذه الأقوال في «تاريخ الطبري 5/325»
([50]) «البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $ 8/514/529 ط: دار المعرفة»
([51]) «البداية والنهاية للحافظ ابن كثير $ 8/538-539ط: دار المعرفة»
([52]) «الكامل في التاريخ 3/374»
([53]) «كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا $ برقم: 65»
الكتائب الغازية لنصرة كاتب الوحي معاوية -الحلقة الأولى-
العرض العادي
