من فقه الدعوة: طالب العلم يعرف مع من يتكلم، متى يتكلم ،أين يتكلم ،ما يُقحم الناس في الفتن.للشيخ عبد الله البخاري-حفظه الله-

[أبو الحسن نسيم]

من فقه الدعوة : طالب العلم يعرف مع من يتكلم، متى يتكلم، أين يتكلم، ما يُقحم الناس في الفتن للشيخ عبد الله البخاري -حفظه الله-

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعد،فالرد على أهل الباطل وبيان انحرافهم وتحذير الناس من بدعهم من الجهاد في سبيل الله، وحامل رايته قد قام بعمل عظيم لأنه يحمي الإسلام والسنة من تغيير وتبديل الدين، ولا شك أن حامل هذا اللواء لا بد أن يكون حكيما بصيرا بطرق الدعوة إلى الله، مراعيا متى ينبغي له أن يتكلم ومع من يتكلم والطريقة التي ينبغي أن يتكلم بها، فهذا مسلك مبارك في مسير الدعوة إلى الله لمن وفقه الله، أما من لم يسلك مسالك أهل السنة في الدعوة إلى الله فإنه يفسد أكثر مما يصلح وهو يظن أنه يحسن عملا،وهذه نصيحة من الشيخ الفاضل المربي الناصح عبد الله البخاري،تمثل لنا طريق العلماء في التعامل مع الأخطاء ومراعاة ما ذكرت من كيفية الكلام ومراعاة من تتكلم معه، وما ينبغي أن يتكلم معه فدونكم كلامه مرتبتا حتى يسهل تناوله:

قال الشيخ-حفظه الله-47.24 في درس : عباد الله إياكم وسبل الشيطان :

1- معلوم أن شيخنا الشيخ ربيع –وفقه الله- من المشايخ المجاهدين الذابين عن السنة بنفسه وماله وبكل ما آتاه الله،نسأل الله أن يبارك في عمره، وأن يمده على الحق،هذا بارك الله فيك لما رد على أبي الحسن -فيجب أن تفهموا هذه الأشياء-، رد على أبي الحسن زمان،جاء الشيخ إلى المدينة من مكة وجلس إلى المشايخ والإخوة والطلاب، فسأله أحد الإخوة من بلدة من البلدان من أمريكا أو كذا، في منطقة في أمريكا أو في بلدة قال له: يا شيخ عندي سؤال، لأن الإخوة هناك في بلده يمتحنون الأخ ويمتحنون الناس : لم لا تحذروا ولا بد أن تنشروا ردود الشيخ ربيع على أبي ، وكذا وكذا وكذا، قال يا شيخ في بلدتي وفي منطقتي، المكان الذي نحن فيه، البلد هذا، المدينة التي هو فيها ،لا يعرفون من هو أبو الحسن، ولم يقرؤوا له كتابا، ولا سمعوا له شريطا، ولا يعرفون إنسانا في الدنيا اسمه أبو الحسن،شوف والإخوة يقولون يجب أنك تقول، يجب أن تنشر، يجب أنت كذا أنت كذا،هل يلزمنا فعلا؟،والشيخ كان يرد على أبي الحسن في أَوج الفتنة، يعني لو واحد إنسان يقول لا لازم تتكلم لازم تبين ،لازم تحذر الناس، قال الشيخ وفقه الله :إذا الله عافاكم، إذا كان ربنا عافاكم، وعافاكم عن هذا البلاء ليش تشوشون على الناس، الرجل لا يعرفونه كما تقول، لا كتاب، ولا شريط، ولا يعرفون من هو هذا الرجل ليش تدخلون الناس في ..والشيخ الذي يتولى الرد على أبي الحسن، وهو يعرف المصالح والمفاسد ،و ينفع وما لا ينفع، فهمت إذا يجب أن نعرف متى نتكلم، وكيف نتكلم، ومع من نتكلم، هذا مهم بارك الله فيكم،فهمت.

2- أنا سألني شاب من أحد البلدان اتصل علي،لي كتاب رددت على كتاب ،كتاب كتبته أرد فيه على بعض الأشياء و الأغاليط لكاتب من الكتاب، اتصل علي هذا الشاب، قال يا شيخ تعرف فلان من هو هذا؟، قالوا يقول أنه من طلابك،جاءنا إلى هذه البلدة،قلتُ: صفه لي فوصفه لي قال كذا كذا كذا، قلتُ : أعرف شكله، بس يا شيخ لأنه يقول جاءنا في البلد ويقول أن لكم رد على فلان هذا الذي ،قلت هذا الآن قطع هذه المفاوز كلها والمسافات، جاء إليكم ليقول، ما حمل عني من علم إلا أني بَسْ عندي رد على فلان، هذا الذي حمله بَسْ، ما فيه علم تعلمه،من وكله أن ينطق على لساني،ويتكلم عني نيابة، قال والله يا شيخ كذا، قلت من أذن له أصلا أن يتكلم عني، قلتُ إن كان يقول أنه من طلابي يعني أني أزكيه، فأنا لا أزكيه،أنا أعرف شكله بس، كون يجلس عندي أهلا وسهلا، لكن أني أزكي كل من جلس لا غلط، ولا يجوز شرعا،فهمتَ الآن،قال لي : يا شيخ ما رأيك في هذا الكاتب، أو هذا الكتاب، الذي أنت رددت عليه، شوف السائل؟، قلت له : أنت ليش تسأل، قال يا شيخ يعني نريد أن نعرف، قلت له خاف الله الكتاب عندك شوف هذا السؤال، قلت كتاب هذا زيد من الناس عندك قال لا قلت إذا الله عافاك ليش تسأل، أنت ما عندك الكتاب، البلاء ما هو عندك ليش تسأل ما في الكتاب، قال لي: والله يا شيخ لأن يعني بُد، أنت تبحث عن الفتن قال لا يا شيخ والله أنا أرى هذا الكتاب مع بعض الإخوة، قلتُ أكيد قال : والله، قلتُ : أسأل بالذي رفع السماء بغير عمد، أرأيت الكتاب عند بعض إخوانك وزملائك الخواص، قال نعم، وأنا أردت بس قلتُ : إذا كنت قد رأيت الكتاب وأنا استحلفتك بالله فحذرهم من الكتاب، الكتاب عليه ملاحظات، أكثر من هذا لا أزيد، حذرهم وأن الكتاب عليه ملحوظات وعليه مآخذ،هذا الذي يكفيك،ولو كنت نبحث على المشاكل والفتن ما سألني إلا خلاص أقول : كذا وكذا وكذا وكذا، إذا يجب الإنسان أن يعرف مع من يتكلم متى يتكلم أين يتكلم ما نَقحم الناس في الفتن.

3- كان شيخنا الشيخ محمد أمان رحمه الله الجامي كان الطلاب يأتون يا شيخ سفر قال سلمان قال، قال أُسْ يقول للطلاب أُسْ (أي اسكتوا) لا تشتغلوا بهذا الآن لا تشغلوا أنفسكم أنتم ليش تستعجلون الفتن ستأتيكم الفتن يقول لا تستعجلون تحصنوا بالعلم ...بالعلم الذي يقيكم من الوقوع في الفتنة شوف بارك الله فيكم).
فتنبهوا لهذه الفوائد والدرر من الشيخ فيما يتعلق بفقه الدعوة،أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضى إنه سميع مجيب.

جزاك الله خيرًا أخي نسيم على هذه النُّقولات النيِّرة الَّتي تتحفنا بها فما أحوجَ طالبَ العلم لتوجيهات المشايخ الفضلاء والعلماء فبارك الله فيك على حسن الاختيار والانتقاء.
حفظ الله الشيخ البخاري وسائر العلماء ورحم من مات.

[أبوحنيف أيوب بوعلامية]

حفظ الله الشيخ المربي عبدالله البخاري و بارك في عمره
و جزاك الله عنا كل خير أخي أبا الحسن.

[أبو أحمد مراد شابي]

جزاك الله خيرا.

___________
قال الامام ابن باز رحمه الله:
والداعي إلى الله كالطبيب؛ يتحرى الوقت المناسب والكمية والكيفية المناسبة" [مجموع الفتاوى ج(٣٥٠/٦)].