منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04 Apr 2015, 04:24 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي توجيه الإشكالات النحوية في القرآن الكريم

مــقـدمــة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
أنزل الله عز وجل القرآن الكريم وأخبر أنه { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت: 42], وحفظه بأن قيد له علماء ينفون عنه التحريف والتأويل الباطل، ويدفعون عنه الشبهات والإشكالات التي تشكك في نسبته إلى الله تعالى، قال عز وجل: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر:9] ومن الإشكالات التي أثيرت حول كتاب الله سبحانه وتعالى تلك الإشكالات النحوية، والتي أجاب عنها العلماء ووجهوها التوجيه الصحيح بالأدلة الواضحة والبراهين القاطعة.
في هذا المقال - الذي يحمل العنوان: توجيه الإشكالات النحوية في القرآن الكريم– وبتوفيق الله تعالى- سأُذكِّر بمعنى الإشكالات النحوية في القرآن الكريم، ثم أعرض الآيات التي أثيرت حولها الإشكالات النحوية, مبينا الإشكال الوارد في كل آية وتوجيهه بالأدلة وأقوال العلماء.
أولا: تعريف الإشكالات النحوية في القرآن الكريم.
وهي تلك الآيات أو الكلمات القرآنية التي قد تغمض معرفة إعرابها وإدراك توجيهها, أو تخالف في الظاهر قواعد النحاة, ولكن لدى التأمل والتحقيق يظهر لنا موافقتها(1).
ثانيًا: عرض الإشكالات النحوية في القرآن الكريم وتوجيهها.
هذه أهم الإشكالات النحوية في القرآن الكريم قسمتها عبر ثمانية مشاركات (إشكال واحد وتوجيهه في كل مشاركة)
- الإشكال الأول
:

ورَدَ على قوله تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } [البقرة:214].
وهو في رفع الفعل بعد (حتى) في قراءة من قرأ بالرفع, والقياس النحوي المشهور هو النصب.
قال ابن هشام الأنصاري حالا هذا الإشكال:
(( لا ينتصب الفعل بعد "حتى" إلا إذا كان مستقبلا, ثم إذا كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم, فالنصب واجب نحو:{ قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى } [طه:91], وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان, نحو: { وَزُلْزِلوا حَتَّى يَقولَ الرَّسولُ } الآية ، فإن قولهم إنما هو مستقبل بالنظر إلى الزلزال, لا بالنظر إلى زمن قص ذلك علينا .
وكذلك لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا إذا كان حالا , ثم إن كانت حاليته بالنسبة إلى التكلم فالرفع واجب, كقولك: "سرت حتى أدخلُها" إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول, وإن كانت حاليته ليست حقيقية بل كانت محكية؛ رفع, وجاز نصبه إذا لم تقدر الحكاية، نحو: {وَزُلْزِلوا حَتَّى يَقولُ الرَّسولُ} قراءة نافع بالرفع( 2) بتقدير: حتى حالتهم حينئذ أن الرسول والذين آمنوا معه يقولون كذا وكذا. )) ( 3)
يؤيد قولَ ابن هشام قولُ سيبويه :(( اعلم أن حتى تنصب على وجهين: فأحدهما أن تجعل الدخول غايةً لمسيرك وذلك قولك:سرت حتى أدخلها,كأنك قلت سرت إلى أن أدخلها,فالناصب للفعل ههنا هو الجار للاسم إذا كان غايةً,فالفعل إذا كان غايةً نصبٌ,والاسم إذا كان غايةً جرٌ, وهذا قول الخليل.وأما الوجه الآخر فأن يكون السير قد كان والدخول لم يكن,وذلك إذا جاءت مثل كي التي فيها إضمار أن وفي معناها,وذلك قولك:كلمته حتى يأمر لي بشيء.واعلم أن حتى يرفع الفعل بعدها على وجهين:تقول سرت حتى أدخلها , تعني أنه كان دخولٌ متصلٌ بالسير كاتصاله به بالفاء إذا قلت:سرت فأدخلها,فأدخلها ههنا على قولك:هو يدخل,وهو يضرب إذا كنت تخبر أنه في عمله,وأن عمله لم ينقطع,فإذا قال:حتى أدخلها,فكأنه يقول:سرت فإذا أنا في حال دخول,فالدخول متصل بالسير كاتصاله بالفاء, فحتى صارت ههنا بمنزلة إذا وما أشبهها من حروف الابتداء؛ لأنها لم تجئ على معنى إلى أن,ولا معنى كي, فخرجت من حروف النصب كما خرجت إذن منها في قولك إذن أظنك.وأما الوجه الآخر فإنه يكون السير قد كان وما أشبهه ويكون الدخول وما أشبهه الآن,فمن ذلك:لقد سرت حتى أدخلها ما أمنع,أي حتى أني الآن أدخلها كيفما شئت, ومثل ذلك قول الرجل:لقد رأى مني عاماً أول شيئاً حتى لا أستطيع أن أكلمه العام بشيء. ولقد مرض حتى لا يرجونه. والرفع ههنا في الوجهين جميعاً كالرفع في الاسم,
قال الفرزدق:
( فيا عَجَباً حتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّني *** كأنَّ أباها نَهْشَلٌ أو مُجاشِعُ)
فحتى ههنا بمنزلة إذاً, وإنما هي ههنا كحرف من حروف الابتداء, ومثل ذلك شربت حتى يجيءُ البعير يجر بطنه,أي حتى إن البعير ليجيء يجر بطنه.ويدلك على حتى أنها حرف من حروف الابتداء أنك تقول حتى إنه ليفعل ذاك كما تقول: فإذا إنه يفعل ذاك, ومثل ذلك قول حسان ابن ثابت:
( يُغْشَوْنَ حتَّى لا تَهِرُّ كِلابُهمْ *** لا يَسالون عن السَّواد المُقْبِلِ ).
ومثل ذلك مرض حتى يمرُّ به الطائر فيرحمه, وسرت حتى يعلمُ الله أني كالٌّ...)). ( 4).
ويرفع الفعل بعد (حتى) إذا كان ماضيا بالنسبة إلى الفعل قبلها، مثل ما روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ (5 )
الشاهد في: لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ، فالفعل مرفوع بثبوت النون, ورفع لأن زمنه ماض بالنسبة إلى زمن (تقوم)؛ لأن رؤية الآيات تسبق قيام الساعة.
والخلاصة:
أن حتى ينصب الفعل بعدها إذا كان زمنه مستقبلا بالنسب للفعل الذي قبلها. سواء كان التكلم في الحال، أو محكيا في زمن مضى، ويرفع إذا كان زمن الفعل الذي بعدها ماض بالنسبة إلى زمن الفعل الذي قبلها, أو ما قبلها وما بعدها وقعا في زمن واحد, سواء قيل في الحال أو محكيا.
وعليه فبالجمع بين القراءات في الآية – والله أعلم – أن الرسول والذين آمنوا معه قالوا: متى نصر الله، أثناء الزلزال وبعد الزلزال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1)-المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم لأحمد بن محمد الطيار: (1/2).
( 2)-الحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي: (2/305).
( 3)-مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ص: 129. وانظر:أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: (4/161).
(4 )-انظر:كتاب:سيبويه: (17-18-3/19).
( 5)-رواه مسلم برقم (2901).


- يتبع بإذن الله -

التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 21 May 2015 الساعة 05:23 PM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, إعراب, قرآن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013