منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 25 Jun 2011, 04:36 PM
أم مصعب السلفية أم مصعب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 52
افتراضي اقتضاء العلم العمل .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :





قرأت الرسالة الأُولى من سلسلة رسائل دار الفضيلة ، عنوانها : " اقتضاء العلم العمل " لفضيلة الشيخ - عبد

الرزاق بن عبد المحسن البـد ر- فوددت أن أشارككم الفوائد القيمة التي لمستها منها.



أرجو من الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بها ويجزي شيخنا الفاضل - عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر- خير الجزاء والله الموفق .



بدأ الشيخ - حفظه الله - بمقدمة بليغة نافعة لطلبة العلم إن شاء الله .


قال الشيخ عبد الرزاق - حفظه الله - في رسالته " اقتضاء العلم العمل ":


بسم الله الرحمن الرحيم




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره و نتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه،وعلى آله واصحابه أجمعين ، أما بعد :


فلا تخفى مكانة العلم ومنزلته العليَّة في ديننا الحنيف ، ومنزلته العظيمة ، فهو أساس به يبدأ، ولا يمكن أن تقام الشريعة ، وأن تحقق العبودية التي خلق العبد لأجلها و أوجد لتحقيقها إلا بالعلم.


فهو أساس لابد منه ، و به يبدأ ، و هو المقدم ، كما قال الله - سبحانه وتعالى - :{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنت } [ محمد:19] ، فبدأ – جل شأنه – بالعلم .


وكان من دعاء نبينا - صلى الله عليه وسلم – الذي يواضب عليه كل يوم إذا أصبح بعد صلاة الصبح ، كما جاء في " مسند الإمام أحمد " و " سنن ابن ماجه " و غيـر هما ، من حديث أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : كان - صلى الله عليه وسلم - يقول كل يوم بعد صلاة الصبح بعد أن يسلم : اللهم إني أسألك علما نافعا ، ورزقا طيبا ، وعملا متقبلا ، وفي رواية وعملا صالحا (1)


فقدم - عليه الصلاة والسلام – في دعائه اليومي العلم النافع على الرزق الطيب والعمل المتقبل ، وذلك أن العبد لا يستطيع أن يميز بين رزق طيب وخبيث ، ولا بين عمل صالح وطالح إلا بالعلم النافع .


فالعلم النَّافع ضياءٌ لصاحبه ، و نورٌ له ، يهتدي به ، قال الله - جلَّ وعلا - : { وَ كَذَلكَ أوحَيْنَآ إليْكَ رُوحاً منْ أمْرنَا مَاكُنْتَ تَدْري مَا الكتَبُ وَلا الإمن وَلكن جَعَلْنَهُ نُورًا نَهْدي به مَنْ نَشَآءُ منْ عبَادنَا } [الشورى : 52] .


فالعلم نورٌ ، وضياءٌ لصاحبه ، ومَثَلُ العالم في الأمَّة مَثَل أناس في ظُلمة ، وبينهم شخصٌ بيده مصباحٌ ، يضيئ لهم بمصباحه الطَّـريق ، فيسلَمون من العثار ، ويتقون الشوك و الأخطار ، ويسيرون في جادة سوية وسراط مستقيم.


ولهذا تكاثرت النصوص والدَّلائل في كتاب الله - جل وعلا - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - في بيان فضل العلم ، وشرف قدْره ، وعظيم مكانته ، والثناء على أهله ، وبيان منزلتهم العليّة .


ويكفي أهل العلم شرفا ونُبْلا أن الله - عز وجل – قرن شهادتهم بشهادته في أعظم مشهود به ، وهو توحيده : { شَهدَ اللهُ أنَّه لآ إله إلاَّ هو والملئكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } [ آل عمران :18 ] .


ويقول الله – جل وعلا – في شرف وفضل العلم : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } [ الزمر :9 ]، ويقول - جلَّ وعلا - : { يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجت } [ المجادلة : 11 ]، قيل في معنى الآية : أي يرفع الله العالم المؤمن على المؤمن غير العالم ، غير الفقيه درجات ، ورفعة الدّرجات تدل على عظم الفضل وعلو المكانة .


وجاء في الحديث - حديث أبي الدرداء في < المسند > وغيره في بيان فضل العلم ومكانة أهله - قول نبينا - عليه الصلاة و السلام - في حديثه العظيم الجامع : من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وإن الكلائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإنَّ العالم ليستغفرُ له منْ في السموات ومن في الأرض حتىَّ الحيتان في الماء ، وإنَّ فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإنَّ العلماء ورثة الأنبياء ، فإنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.(2)


روى الطبراني في "الأوسط" (3) بسند حسن عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه مرَّ بسوق المدينة فوقف عليها ، فقال : [ يا أهل السُّوق ما أعجزكم ؟ قالوا : وما ذاك يا أبا هريرة ؟ قال : ذاك ميراث رسول الله يقسم وأنتم ها هنا لا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه ؟ قالوا : وأين هو ؟ فخرجوا سراعا إلى المسجد ، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا ن فقال لهم : ما لكم ؟ قالوا : يا أبا هريرة فقد أتينا المسجد فدخلنا ، فلم نر فيه شيئا يقسم فقال لهم ابو هريرة : أما رأيتم في المسجد أحدا ؟ قالوا : بلى رأينا قوما يصلون ، وقوما يقرأون القرآن ، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام فقال لهم أبو هريرة : ويحكم فذاك ميراث محمد ] .


هذا هو مراد النبي - عليه الصلاة والسلام - ، وبميراث النبيين ، فغن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فكلما عظم حظ العبد ونصيبه من العلم عظم حظه من ميراث النبوة .


وجاء في حديث معاوية في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدِّين (4) ، قال : خيرا جاء بها منكَّرة تفخيما وتشريفا، وتعلية للثمار والآثار الَّتي يجنيها من يتفقه في دين الله ن ولهذا دخول المسلم في سبيل طلب العلم وطريق تحصيله ، هذا من علامات وأمارات إرادة الله – سبحانه وتعالى- الخير به .


قال ابن القيِّم : [ وهذا إذا أُريد بالفقه العلم المستلزم للعمل ، وأما إن أُريد به مجرد العلم، فلا يدل على أن من فقه في الدين فقد اريد به خيرا] .


بمعنى أن يتفقه ويعمل ، ويكون مقصوده بتفقهه رفع الجهل عن نفسه ، وتحقيق العبودية لله - سبحانه وتعالى - على بصيرة ، وعلى نور من الله – تبارك وتعالى - ، فإذا كان بهذه الصِّفة كان موجِبا لحصول الخير .


قال : [ وأما إن أُ ريد به مجرد العلم ن فلا يدل على أن من فقه في الدين فقد أريد به خيرا ، فإن الفقه حينئذ يكون شرطا لإرادة الخير وعلى الاول يكون موجبا ] (5) .


والعلم مقصود للعمل ، ويطلب للعمل ولتحقيق العبودية لله – سبحانه وتعالى - ، ولهذا كان مقدما على العمل ، يبدأ به ، ليكون العمل والعبادة والطَّاعة والتَّقرُّبُ لله – سبحانه وتعالى- على بصيرة ن على علم نافع، على أساس صحيح ، مستمدٍّ من كتاب الله وسنة نبيه – صلوات الله وسلامه عليه - .


ولهذا ألف الخطيب البغدادي -رحمه الله- رسالة قيمة بعنوان: " اقتضاء العلم العمل " حَوَتْ جملةً من النُّصوص والآثار العظيمة في هذا الباب العظيم .


" اقتضاء العلم العمل " بمعنى أنَّ العلم مقصودُه العمل ، وتحقيق العبوديَّة لله ، والقيام بها على بصيرة ن فإذا كان لدى العبد علمٌ بلا عمل ، لم يحقق العبوديَّة ، وإذا كان عنده عمل بلا علم – أيضا – لم يحقق العبودية .


فلا تتحقق العبودية لله – سبحانه وتعالى – إلا بالأمرين : العلم النَّافع ،والعمل الصالح ، كما قال الله عز وجل : { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } [التوبة:33] .


" الهدى" :هو العلم النَّأفع ، و" دين الحق " :هو العمل الصَّالح المقرِّب إلى الله عز وجل .


فهذا الذي بُعث به نبينا – عليه الصلاة والسلام - ، وبعث به جميع النَّبيِّين .


ومِن أجل الوقوف على الشَّواهِد والدَّلائل على اقتضاء العلم العمل ، وأن مقصود العلم العمل ، أذكُرُ في هذا الباب نقاطاً عديدة تجْلية لهذا الامر ، وجمعا لما تيسَّر من شواهده ودلائله.




فأقول:


يتبع...............







(1) أخرجه أحمد (6/294) ، و ابن ماجه (925) وفي سنده مبهم ، لكن له شاهد من حديث


أبي الدرداء عند الطبراني في <الدعاء >( 670) ، ولذلك حسنه الحافظ ابن حجر في < نتائج الأفكار > (2/315)، وصححه الألباني في < صحيح ابن ماجه >.


(2) أخرجه أحمد (5/196)،وأبو داود (3641) ، والترمذي (2686)، وابن ماجه (223) ، وابن حبان (88) ، وقال الألبانيّ في "صحيح الترغيب والترهيب" (1/17): "حسن لغيره" .


(3) برقم (1429)، وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب" رقم (83).


(4) أخرجه البخاري ( 71،3116،7312)، ومسلم (1037) من حديث معاوية رضي الله عنه.


(5) " مفتاح السعادة " (1/65).

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أخلاق, اقتضاءالعلم العمل, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013