منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08 Feb 2013, 08:31 AM
أبوأمامه محمد يانس أبوأمامه محمد يانس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 372
افتراضي فوائد في أقسام القرآن للعلامة ابن القيم

بسم الله الرحمان الرحيم
قال العلامة الامام شمس الدين محمد بن أبي بكرالمعروف بابن القيم المتوفى سنة751 في كتابه الماتع التبيان في أقسام القرآن:

فصل في أقسام القرآن
وهو سبحانه يقسم بأمور على أمور وإنما يقسم بنفسه الموصوفة بصفاته وآياته المستلزمة لذاته وصفاته وإقسامه ببعض المخلوقات دليل على أنه من عظيم آياته
فالقسم إما على جملة خبرية - وهو الغالب - كقوله تعالى { فورب السماء والأرض إنه لحق } وإما على جملة طلبية كقوله تعالى { فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون } مع أن هذا قد يراد به تحقيق المقسم عليه فيكون من باب الخبر وقد يراد تحقيق القسم
والمقسم عليه يراد بالقسم توكيده وتحقيقه فلابد أن يكون بما يحسن فيه ذلك كالأمور الغائبة والخفية إذا أقسم على ثبوتها فأما الأمور الظاهرة المشهورة كالشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض فهذه يقسم بها ولايقسم عليها
وما أقسم عليه الرب فهو من آياته فيجوز أن يكون مقسما به ولا ينعكس
وهو سبحانه يذكر جواب القسم تارة وهو الغالب وتارة يحذفه كما يحذف جواب لو كثيرا كقوله تعالى { كلا لو تعلمون علم اليقين } وقوله { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض } { ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة } { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم } ومثل هذا حذفه من أحسن الكلام لأن المراد أنك لو رأيت ذلك لرأيت هولا عظيما فليس في ذكر الجواب زيادة على مادل عليه الشرط وهذه عادة الناس في كلامهم إذا رأوا أمورا عجيبة وأرادو أن يخبروا بها الغائب عنها يقول أحدهم : لو رأيت ماجرى يوم كذا بموضع كذا ؟ ومنه قوله تعالى { ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب } فالمعنى في أظهر الوجهين : لو يرى الذي ظلموا في الدنيا إذ يرون العذاب في الآخرة والجواب محذوف ثم قال : { أن القوة لله جميعا } كما قال تعالى { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } { ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة } أي لو ترى ذلك الوقت ومافيه
وأما القسم فإن الحالف قد يحلف على الشيء ثم يكرر القسم فلا يعيد المقسم عليه لأنه قد عرف مايحلف عليه فيقول : والله إن لي عليه ألف درهم ثم يقول : ورب السموات والأرض والذي نفسي بيده وحق القرآن العظيم ولايعيد القسم عليه لأنه قد عرف المراد
والقسم لما كان يكثر في الكلام اختصر فصار فعل القسم يحذف ويكتفى بالباء ثم عوض من الباء الواو في الأسماء الظاهرة والتاء في أسماء الله كقوله { وتالله لأكيدن أصنامكم } وقد نقل : ترب الكعبة وأما الواو فكثيرة إذا عرف هذا فهو سبحانه يقسم على أصول الإيمان التي يجب على الخلق معرفتها تارة يقسم على التوحيد وتارة يقسم على أن القرآن حق وتارة على أن الرسول حق وتارة على الجزاء والوعد والوعيد وتارة على حال الإنسان
فالأول كقوله { والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد } والثاني كقوله { فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه لقرآن كريم } وقوله { حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة } { حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا } إذا جعل ذلك جواب القسم كما هو الظاهر وإن قيل : بل الجواب محذوف كان كقوله : { ص والقرآن ذي الذكر } فإنه هنا حذف الجواب ومن قال : إن الجواب هو قوله { إن ذلك لحق تخاصم أهل النار } فقد أبعد النجعة
والقسم على الرسول كقوله { والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم } إذا قيل هو الجواب وإن قيل الجواب محذوف كان كما ذكر ومنه { ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وإن لك لأجرا غير ممنون } ومنه { والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى } إلى آخر القصة ومنه قوله { فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون * إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون } وقوله { فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس * والليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس * إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين }
وأما القسم على الجزاء والوعد والوعيد ففي مثل قوله { والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا * فالجاريات يسرا * فالمقسمات أمرا * إنما توعدون لصادق * وإن الدين لواقع } ثم ذكر تفصيل الجزاء وذكر الجنة والنار وذكر أن في السماء رزقهم وما يوعدون ثم قال { فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون } ومثل قوله { والمرسلات عرفا * فالعاصفات عصفا * والناشرات نشرا * فالفارقات فرقا * فالملقيات ذكرا * عذرا أو نذرا * إنما توعدون لواقع } ومثل { والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور * إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع }
وقد أمر نبيه أن يقسم على الجزاء والمعاد في ثلاث آيات فقال تعالى { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن } وقال تعالى { وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم } وقال تعالى { ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين }
وهذا لأن المعاد إنما يعلمه عامة الناس بأخبار الأنبياء وإن كان من الناس من قد يعلمه بالنظر وقد تنازع النظار في ذلك فقالت طائفة أنه لا يمكن علمه إلا بأسمع وهو الخبر وهو قول من لا يرى تعليل الأفعال ويقولون لا ندري ما يفعل الله إلا بعادة أو خبر كما يقوله جهم بن صفوان ومن تبعه و الأشعري وأتباعه وكثير من أهل الكلام في الفقه والحديث من أتباع الأئمة الأربعة بخلاف العلم بالصانع فإن الناس متفقون على أنه لا يعلم إلا بالفعل وإن كان ذلك مما نبهت الرسول عليه وصفاته قد تعلم بالعقل وتعلم بالسمع أيضا كما قد بسط في موضوع آخر
وأما القسم على أحوال الإنسان فكقوله { والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * وما خلق الذكر والأنثى * إن سعيكم لشتى } الآية ولفظ السعي هو العمل لكن يراد به العمل الذي يهتم به صاحبه ويجتهد فيه بحسب الإمكان فإن كان يفتقر إلى عدو بدنه عدا وإن كان يفتقر إلى جمع أعوانه جمع وإن كان يفتقر إلى تفريغ له وترك غيره فعل ذلك فلفظ السعي في القرآن جاء بهذا الإعتبار ليس هو مرادفا للفظ العمل كما ظنه طائفة بل هو عمل مخصوص يهتم به صاحبه ويجتهد فيه لهذا قال في الجمعة { فاسعوا إلى ذكر الله } وهذه أحسن من قراءة من قرأ { فاسعوا إلى ذكر الله } وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال [ إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وائتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ] فلم ينه عن السعي إلى الصلاة فإن الله أمر بالسعي إليها بل نهاهم أن يأتوا إليها يسعون فنهاهم عن الإتيان المتصف بسعي صاحبه والإتيان فعل البدن وسعيه عدو البدن وهو منهي عنه وأما السعي المأمور به في الآية فهو الذهاب إليها على وجه الإهتمام بها والتفرغ لها عن الأعمال الشاغلة من بيع وغيره والإقبال بالقلب على السعي إليها وكذلك قوله في قصة فرعون لما قال له موسى { هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى * فأراه الآية الكبرى * فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى } فهذا اهتمام واجتهاد في حشر رعيته ومناداته فيهم وكذلك قوله : { وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها } هو عمل بهمة واجتهاد ومنه سمى الساعى على الصدقة والساعي على الأرملة واليتيم ومنه قوله { إن سعيكم لشتى } وهو العمل الذي يقصده صاحبه ويعتني به ليترتب عليه ثواب أو عقاب بخلاف المباحاة المعتادة فإنها لم تدخل في هذا السعي قال تعالى { فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى } ومنه قوله تعالى { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن } وقوله { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساد

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013