دفاع عن أمير المؤمنين عثمان بن عفّان رضي الله عنه (قصيدة لامية لأبي عبيد الله مراد قرازة)

[عبد المجيد عبد الجبار ابو عبد الرحمن]

قصيدة جميلة جدا
سلسة الجريان على اللسان
عذبة بديعة البيان
موضوعها-أساسا - من أشرف المواضيع

فيها من الشبه بلامية ابن الوردي ما يزينها ويزيدها رونقا وتألقا

الا أن عليها ملاحظات عروضية وأخرى معنوية ---من وجهة نظري ولا أعدوها---


ولو كان ناظمها من أعضاء هذا المنتدى المبارك لكان يمكن التواصل معه

ثم إني اقترح عليك -أيها الأخ اللبيب- أن تعدل عنوان المشاركة كي تجلب اهتمام شعراء المنتدى
ولست ادري أغفل عنها شعراؤنا أم ماذا وعهدي بهم غير ذلك
لأنهم بتفاعلهم معها -كما يقال- يحصل الخير الكثير من جراء نقاشاتهم
وليس يخفى على الحصيف فائدة ذلك وعائدته على الناظم والمناقش والمشارك

ولعله يحصل إن شاء الله

[يوسف بن عومر]

جزى الله خيرا ناظم القصيدة وأجزل له المثوبة، وجاءت قصيدته على وزن بحر "الرَّمَل" وتفعيلاته:

فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن *** فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن

ولم يكن من الأبحر الشائعة، وأكثر ما يستعمل بقلب "فاعلاتن" الثالثة إلى "فاعلن" كقول الشاعر:

إنَّ دون المجد سيفًا مُصلتًا *** مُرهف الحدَين عضب المَضربِ

ويستعمل مجزوءً، كالقصيدة المشهورة:

طلع البدر علينا *** من ثنيات الوداع

وكقول الشاعر:

مقفرات دارساتٌ *** مثل آيات الزَّبور

قلت: ولي على القصيدة ملاحظات:

الأول: الكسور: في قوله: " أنا شعري ترجمان للهدى" فلو قال: "إنَّ شعري ترجمان للهدى" لكان أحسن، وكذلك قوله: "... مألوه غير الله يعبد ويجل" فتقطيعه هكذا: "فاعالتن فاعالتن فعلاتن " ، وكذلك قوله: " .... هجرتين فنال الأجر بل"، وكذلك قوله: "سرَّه المرسل صدقا لو غدَا" فلو قال: " وسرَّه الرَّسول صدقا لو غدا" لكان أحسن، وكذلك قوله: "أنا أكفيك الذي قد رمته" فلو قال: "إني أكفيك الذي قد رمته" لكان أحسن، وكذلك قوله: "..... رام رومة فاشتراها وسبل"، وكذلك قوله: "... نصر دين الله شيبا وكهل"، وليس هو من "الخبن" المسبَّغ "فعليان" لأنه يكون في الضرب، والذي جاء في البيت "فعلياتن" في قوله: "نَصَرَدِينَلْـ".

الثاني: أشكل عليَّ معنى قوله:

وكتلك القول جاءت حينمـــــا *** رام رومة فاشتراها وسبـــــــل

وكذلك قوله:

سره المرسل صدقا لو غدا *** عندنا أخرى لزدناك النفل

وكذلك قوله:

وعرى الخلق خلاف في الذي *** ليلة القدر من المولى نزل

وأظن أن معناه على رفع "خلاف"، أنه لما غشي الخلقَ خلاف في كتاب الله، غدا عثمان مجتثا هذا الخلاف بجمع القرآن على المصحف الأم، والله اعلم.
فأرجو أن يشرحها ويوضحها.

الثالث: الأبيات من قوله:

ذاك إلف الذّكر حلس للــدّجى *** حلف دين كيف يرضى بالعطل

إلى آخر القصيدة من أروع ما قرأت، فجزاه الله خيرا.

الرابع: قوله: "وقد جف الخَضِل" يقصد السِّنان، وليس من أسمائه، بل هو صفة له فيقال: سنان خضِلٌ، أي: ندٍ من الدَّم. وقوله: "ذو الخِلَل" و"أنواع النَّكَل" يعني: الخلال والنَّكال، ويجوز ضرورة للشاعر قصر الممدود، وقوله: "قد بجل" يعني: قد عظُم، وقوله: "واجتاز العَجِل" هكذا بفتح العين وكسر الجيم يعني العجول: خلاف البطيء، قوله : "الوشَل" أي: الماء القليل، كقول ابن الوردي:

مُلْكُ كسرى عنهُ تغني كِسرةٌ *** وعنْ البحرِ ارتشافٌ بالوشلْ

وقوله: "الوهَل" أي: الفزع والله أعلم.


فائدة تتعلق ببحر "الرمل":
بحر الرَّمَل له "عروضان" وستَّة "أضرب"، فعروضه الأولى "محذوفة" "فاعلن" ولها ثلاثة "أضرب": سالم "فاعلاتن"، ومقصور "فاعلان"، ومحذوف "فاعلن"، وأبيات العروض الأول كالآتي:
1- مثل سَحْق البُرد عفى بعدك الـْ *** ـقَطر مغناه وتأويب الشِّمالْ
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن *** فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
سالم
2- أبلغ النعمان عنِّ مألكا *** أنه قد طال حبسي وانتظارْ
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن *** فاعلاتن فاعلاتن فاعلان
مقصور
3- قالت الحسناء لما جئتها *** شاب بعدي رأس هذا واشتهب
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن *** فاعلاتن فاعلاتن فاعلن
محذوف

وعروضه الثانية "مجزوءة"، ولها ثلاثة أضرب: سالم "فاعلاتن"، ومُسَبَّغ "فعليان"، ومحذوف "فاعلن"، وأبيات العروض الثاني كالآتي:
1- مقفرات دارسات *** مثل آيات الزبور
فاعلاتن فاعلاتن *** فاعلاتن فاعلاتن
سالم
2- يا خليليّ ارْبَعَا واسْـ *** تَخبرا رَبْعًا بعسفان
فاعلاتن فاعلاتن *** فاعلاتن فعليان
مسبَّغ
3- ما لما قرَّت به العيـْ *** نان من هذا ثمن
فاعلاتن فاعلاتن *** فاعلاتن فاعلن
محذوف
وفيه من العلل والزِّحافات:

1- الخبن "فعلاتن" "فعلن" وبيته:

وإذا راية مجد رفعت *** نهض الصلت إليها فحواها

2- الخبن المُسَبَّغ "فعليان" وبيته:
واضحات فارسيََّا *** تٌ وأدم عربيَّاتْ
فاعلاتن فاعلاتن *** فاعلاتن فعليانْ
خبن مسبَّغ

3- الخبن "فاعلان" وبيته:
أصبحت كسرى وأمسى قيصر *** مغلق من دونه باب حديدْ
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن ** فاعلاتن فاعلاتن فاعلانْ
خبن

4- الكف "فاعلات" وبيته:
ليس كل من أراد حاجة *** ثم جدَّ في طلابها قضاها
فاعلات فاعلات فاعلن *** فاعلات فاعلات فاعلن

5- الشكل "فعلات" وبيته:
ذهب الكرم من بني ربيـ *** ـعة قد ذهب منهم الحسب
فعلات فعلات فاعلن *** فعلات فعلات فاعلن

هذا ما أردت التعليق عليه، وأترك الباقي لإخوتنا، والحمد لله رب العالمين.

[يوسف بن عومر]

أنتظر تعقبات إخواننا الشعراء، فلست بنابغة خيمة سوق عكاظ، وجزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيرا إخواننا وبارك فيكم على تعليقاتكم الطيبة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المجيد عبد الجبار ابو عبد الرحمن

ولو كان ناظمها من أعضاء هذا المنتدى المبارك لكان يمكن التواصل معه

نعم سنقوم بفتح حساب للأخ الناظم ليسهل التواصل معه بإذن الله

[يوسف بن عومر]

مرحبا بأخينا "أبا عبيد الله" مع إخوانه، وأقرئه مني السلام، وقد قلت قديما:

لما دخلت المنتدى متجولا *** ألفيت أعضاء كذا علماء
أرجو قبولي زائرا متجولا *** فغدوت عضوا برضى الفضلاء
ألفيت فيه إخوة وأحبة *** أكرم بهم من إخوة أعضاء
ألفيت "حسانًا" و"كعبًا" ناطقا *** و"أبا رواحة" نخبة شعراء