منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 Jul 2011, 09:06 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي بَرَاءَةُ المَكِّي بَنْ عَزُّوز مِنْ غَوائِلِ الطُّرُقِيَّة وإثْبَات عَقيدَتِهِ السَّلَفِيَّة

بسم الله الرحمن الرحيم






مِنْ نَفَائِسِ التُّرَاثِ المالِكِيِّ:

المَكِّي بَنْ عَزُوز التَّوْزَري وآثاره السَّلَفِيَّة





الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه تتمّة ما سبق ذكره، وتَثْنِيَةُ ما ابتُدأ نشره؛ من ترجمة الشيخ العلامة محمد المكي بن عزوز التوزري -رحمه الله-، وهذه الحلقة موضوعُها بيان براءة الشيخ المكي بن عزوز -رحمه الله- من بدعة الطرقية وإثبات عقيدته السَّلفية، على أن أشرع في ذكر بعض آثاره، وإيراد شيء من رسائله وأخباره-بإذن الله-، في الحلقة القادمة [بعد هذه التَّقدمة].

أسأل الله التّوفيق والسّداد، والعون والإمداد، والهداية والإرشاد.


(الحلقة الثانية)




بَرَاءَةُ المَكِّي بَنْ عَزُّوز مِنْ غَوائِلِ الطُّرُقِيَّة
وإثْبَات عَقيدَتِهِ السَّلَفِيَّة



ذهب بعض الكتّاب والباحثين إلى القول بأن الشّيخ المكي بن عزوز كان صوفيا، ومات على ذلك!

والقائلون بهذه القولة الشّنيعة، والتّهمة الزّائفة الوضيعة عند التحقيق طائفتان:

طائفة أولى:لم تعرف الشّيخ المكي حق المعرفة، إذ لم تدرس مختلف جوانب شخصيته ومميزاتها اعتمادا على كتبه وأقواله بالدرجة الأولى، ثم بالرجوع إلى كلام أهل العلم الموثوقين ممن عاصر الشيخ في ذاك الزمان. وغاية ما وصلت إليه أيديهم، واستقرت عليه أنظارهم؛ جملة من التراجم المبثوثة في كتب الطبقات والسّيَر؛ والتي قد لا تلمّ بكل تفاصيل الشخصية المترجَم لها في الغالب، وهو ما وقع في حق الشيخ المكي، فاتبع أولئك هؤلاء فوقعوا موقعم.

* النقطة الثانية التي يجدر التنبيه إليها وهي أن صنْفًا من الباحثين قد ينجرُّ وراء بعض العبارات الموهمة الواردة في كتب التراجم والطبقات -خاصة عند المالكية- التي مفادها وصف المترجَم له بوصف معين؛ كقولهم: الصّوفي النّظّار.

ممن وقع هذا الموقع الدكتور نفل بن مطلق الحارثي (محقق كتاب هيئة الناسك) حيث ذكر أن الشيخ المكي كان صوفيا، باديا أثرُ التصوف في مؤلفاته.

قال الدكتور الحارثي:

"التصوف من البدع التي ابتليت بها جهات كثيرة من العالم الإسلامي ومن السّمات البارزة في هذا العصر، ولم ينج من غوائله إلا القليل. فقد كان له الأثر البالغ على المؤلف وأسرته، ويظهر ذلك جليا في مؤلفاتهم التي تنحى هذا المنحى، و تسلك هذا الطريق. و لكن هذا لا يمنع من الاستفادة من مؤلفاتهم الخالية من هذا السلوك؛ خاصة الكتاب الذي قمت بتحقيقه فهو كتاب في جزئية فقهية محضة لا أثر للتصوف فيه"([1])

أما الطائفة الثانية:

فهم قوم عرفوا الشيخ المكي حق المعرفة، درسوا سيرته، وخبروا مسيرته، لكنهم لم ينتفعوا بعلمه، ولم يستنيروا بمناره وهديه.

هم بعض متعصبة الصّوفية (وفيهم من أقارب الشّيخ!) الذين كذّّبوا رجوع الشّيخ المكي إلى السّنة واعتناقه مذهب السّلف، وأنكروا بعض رسائله التي صرّح فيها بسليم معتقده.

ومن هؤلاء حفيد الشيّخ المكي؛ حيث قال في جواب له على مقال بعنوان المكي بن عزوز من القبورية إلى السّلفية للدكتور سليمان بن صالح الخراشي ما نصه:

تريد أن تثبت سلفية الشيخ المكي!! (ليس قصدك السلف الصالح) بمجرد رسالة مزيفة!!، وإذا كان الأمر كما زعمت فلماذا لم يصرح الشيخ في مؤلفاته ورسائله أو من طرف العلماء الذين ترجموا له، وأنا أتحداك أن تجد عالما واحدا صرح بذلك لأنك قلت "وهذا ثابت برسائل أهل العلم" دون ذكر أسماء هؤلاء العلماء وهذا دأبكم.
[وسيأتي تفنيد هذه الشّبهة بكلام الشّيخ نفسه، وإيراد أقوال العلماء في إثبات انصراف الشيخ المكي من الطرقية إلى السّنة].

فهذه الطائفة لا نملك إلا أن ندعوَ الله لها بالهداية، والبعد عن مسالك الرّدى والغواية.
أما الطائفة الأولى فيرجى لها الخير، إذا تبين لها الحق ووجه الصواب.
وبالله التوفيق وإليه المآب.


تَفْنيد مَزاعِم الصُّوفيّ الْمُراغِم..

دونك أيها القارئ؛ [الحاذق!]، المتحلي بالإنصاف، والمتصف بأجمل الأوصاف، المتجرّد من الهوى، المبتعد عن مسالك الردى، أدلةً ظاهرة، وحُجَجًا باهرة [تقنع القراء، وتزجر الشك عن صاحب الاستقراء]؛ في إثبات انتقال الشيخ المكي بن عزوز الجزائري -عليه رحمة الله- من غوائل الصوفية والطرقية، إلى أنوار السنة والسلفية.
وذلك من وجوه:

الأول:
تأليف الشيخ المكي بن عزوز كتابه الموسوم بـ: "عقيدة التوحيد الكبرى في عقائد أهل السنة و الجماعة"، وبعده "عقيدة التوحيد الصغرى" بيَّن فيهما الشَّيخ معتقدَه حيث وافق به عقيدة السّلف، وليس فيهما ما ينكر في الجملة.

وهذه مقتطفات من كتاب عقيدة التوحيد الكبرى للشيخ المكي بن عزوز تبيّن سداد مُعْتَقَدِه، وشطاط مُنْتَقِدِه، قال -رحمه الله-:
ـ يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، أفعاله و أحكامه كلها لحكمة، لم يخلق شيئا عبثا، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا.

ـ هل يقال الله كائن في كل مكان؟
الجواب: لا يقال؛ لأنه صورة القول بالحلول والاتحاد وهو كفر، فالله تعالى مستوٍ على عرشه، بائنٌ من خلقه، قريب لهم بعلمه وملائكته، واستواؤه تعالى على العرش يجب الإيمان به دون التَّعرض لكيفيته كالسّمع والبصر، وسائر صفاته تعالى الثابتة بلسان الشّرع.

ـ ما معنى: وبالقدر كلّه؟
الجواب: هو أن تعتقد أنه لا يقع شيء في الكون إلا بعلم الله وقدرته وإرادته، وقد أمر الله القلم فكتب في اللوح ما سيكون إلى يوم القيامة.

ـ هل القرآن كلام الله نفسه([2])؟
الجواب: القرآن كلام الله نفسه، وهو المكتوب في المصاحف، المحفوظ في الصدور، المقروء على الألسنة، نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم معجزا كل من يعارضه أو يريد الإتيان بمثله.

و هذا الكتاب يعد من آخر ما ألفه الشيخ المكي حيث جاء في آخر النسخة الخطية: انتهى من تحرير كتابه عقائد التوحيد الكبرى في ذي الحجة سنة 1326هـ.
وكتب محمد المكي بن عزوز(كما هي عادته في تقريضاته وكتبه) ولم يضف التونسي كما صرح به الحفيد المنتقد.

وجاء في عقيدة التوحيد الصغرى زيادة على ما سلف:

س: ماهي علامات الساعة الدالة على قربها؟
ج: طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة من الأرض وظهور الدجال المدعي أنه الرب، وفتنته أكبر فتنة على المسلمين فينبغي تكرار تنبيه الناس على افترائه.

س: ما القول في سد ذي القرنين؟
ج: هو ثابت، وإنكاره تكذيب للقرآن، وموقعه من جهة القطب الشمالي كما يدل له سياق الواقعة و تفاسيرها العتيقة، والمنكرون لوجوده استناداً على عدم العثور عليه مع كثرة السّياحات، فأولاً لم يقطعوا تلك الجهة باعترافهم. وثانياً: قبل الأوان يحتمل أن يحجب الله الأعين عنه وعما وراءه، وهو القادر جل جلاله .

جاء في آخر النسخة المحطوطة:
تاريخ نسخ المخطوطة في شوال من عام 1327 هـ بيد كاتبها عبده محمد المكي بن علي الفقون.

فيلاحظ أن نسخ المخطوط كان في حياة المؤلف -رحمه الله- وهذا يعزز اليقين بنسبة الكتاب إلى مؤلفه؛ فإن أنفس نسخة يُعثر عليها بعد نسخة المؤلف والتي تسمى بنسخة الأم: نسخة كتبت في حياة المؤلف، ولا أستبعد أن يكون ناسخها من تلاميذ المصنف؛ لأنه ينتمي إلى عائلة (الفقون)الشهيرة بالعلم والعلماء في مدينة قسنطينة بالجزائر، وهذه قرينة أخرى تدل على صحة نسبة المخطوط إلى المؤلف.

الثاني:
ما جاء في رسالة الشيخ المكي إلى الأستاذ محمد رشيد رضا صاحب المنار؛ حول حقيقة الكرامات، والموقف الصحيح الذي نهجه أهل السنة في إثباتها، ورده على المعتزلة وغيرهم من أصحاب المذاهب العقلية القائلين "بامتناع مخالفة الكرامة لسنن الله في خلقه لأن الله عز وجل أخبر أن سننه لا تتبدل ولا تتحول"، وأثبت جواز وقوع الكرامات خوارق عادات بل هي أصل وقوعها([3]).

الثالث:
ما خطه في رسالته لعبد الرزاق البيطار حول الأيمة ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب من حسن الثناء عليهم والإفصاح بسداد معتقدهم، وحسن منهجهم ومسلكهم حيث قال:

"فإن كان الوَّهابية حقيقة على منهج ابن تيمية وابن القيم ونحوهما من فقهاء الحنابلة السّنية فهم أسعد الناس بالشريعة".

و قال: "وقد كنت طالعت الرسائل المؤلفة من محمد بن عبد الوهاب وأصحابه، ورأيت ما كتبه الجبرتي في »تاريخه« من عقائدهم وسيرتهم، فما هي إلا طريق السنة ليس فيها ما ينكر".

و قال في موضع آخر: "و قد سمعتُ كثيرا من الناس يقولون: من يتبع الحديث فهو وهابي، و من يعتقد عقيدة السّلف فهو وهابي، فقلت لهم أنا لا أعرف الوهابية، وكلامكم يدل على أنهم سنيون صرفا"([4]).

الرابع:
ما قرره في كتابه إلى الشيخ عبد العزيز الرشيد عن العقيدة الصحيحة ومنهج السَّلف حيث قال: "ولا تؤخذ حقيقتهما([5]) إلا من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وصاحبه الذي هو نسخةصحيحة لا تحريف فيها الشمس ابن القيم، فيعتقد ما هناكبأدلة متينة وإيمان راسخ، فيصبح من الفرقة الناجية التي عرّفها النبي صلى الله عليهوسلم بأنهم على ما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه"([6]).

الخامس:
جاء في كتاب للشيخ المكي بن عزوز إلى بعض أحبابه في بسكرة([7])، تضمن الجواب عن مسائل يكثر الأخذ والرّد فيها حتى اليوم ما نصه:

"فالآفة الكبرى التي يعملها العامة وهو قولهم لصاحب القبر يا سيدي اشفني واغفرلي واغنني واعطني الذرية واعطني القرآن والعلم ونحو ذلك. فالولي وإن كان صاحب برهان وكرامات؛ لكن هذه المطالب دعاء لا يجوز طلبها إلا من الله فتنبهوا لذلك"([8])

وقال:"ومن أراد أن يستجاب له سريعا فليجعل التوجه إلى الله وحده، ولا يدخل فيه وليا ولا ملكا، لأنه هو التوحيد الخالص"([9])

وقال:"الاحتجاج على المخطئين من جميع الناس والشريعة المحمدية محفوظة من التبديل والتغيير، وهي مبنية على الأدلة والحجج فإن أخطأ فيها أحد من علمائها وصلحائها أقام الله من شاء من خلقه وعلمه وألهمه الحجة التي يتميز بها خطأ من أخطأ، وقد قال تعالى: "ولينصرن الله من ينصره"، وقد ومنذ بدء الإسلام لم تنهزم راية محق في المناظرة قط تصديقا لوعد الله المصرح في الآية، وقال تعالى: "وإن جندنا هم الغالبون"

كتب في 08 شعبان 1328([10])

السادس:
ثناء العلماء عليه وتنويهيم بكريم مقامه، و رفيع سنامه. وذكرهم تركه الطرق الصوفية، واعتناقه مذهب السلف.

قال الشيخ جمال الدين القاسمي في رسالته للشيخ محمود شكري الألوسي: "وهو أن حَضرة العالم النِّحرير، سليلُ العلماء الأفاضل السيّد محمد المكي بن عزوز التونسينزيل الآسِتانة كان من أشدّ المتعصّبين للجهميّين والقبوريين، ثم بَصَّرَهُ الله تعالى الحقَّ فاعتَنَقَهُ، وأصبحَ يدافع عنه".

وقال القاسمي معلقا على لقاء الأستاذين ما نصه: "ثم إنّ الأستاذ الكبير صفينا البيطار لما زار الآسِتانة هذا العام مع الوفد الدمشقي زار السّيد وجرَّ البحث إلى مسائل سَلَفية".

و جاء في كتاب الألوسي في جوابه على القاسمي ما نصه: "وقد اجتمع به ابن العم في هذا السفر الأخيروأخبرني عنه أنه الآن تمذهب بمذهب السلف قولاًوفعلاً وأصبح يجادل أعداءه، ويخاصم عنه"

قال الأستاذ محمد رشيد رضا صاحب المنار مقرظا كتاب "هيئة الناسك": "وقد كشف الغُمَّة في هذه المسألة([11])صديقنا الشيخ محمد المكي بن عزوز في رسالة له سماها: (هيئة الناسك في أن القبض في الصلاة هو مذهب الإمام مالك)، فبيَّن بالنقول الكثيرة من أشهر علماء هذا المذهب أنه لا خلاف بين المسلمين في هذه المسألة".

وقال: "فجزى الله المؤلف الجزاء الأَوْفَى؛ فإنه لم يؤيد السنة على البدعة فقط، بل أيد الإصلاح الإسلامي بتأييد هذه السنة، وكشف شبهة البدعة عن وجهها، وهكذا يكون نفع العلماء المستقلين الذين لا يكتفون بما ورثوه عن الآباء والمعاشر، بل يطلبون بأنفسهم الحق اليقين"([12]).

قال الشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله:
"كان هذا العالم الجليل قبل رحلته إلى الشرق من أساطين الطرقية، فلما رحل للشرق وطالع كتب السنة أصبح سلفيا مصلحا من أكابر السلفيين المصلحين، وقد كنا نشرنا عنه كتابة حافلة في أحد الأجزاء الماضية وتضمنت تلك الكتابة ما يفيد ما ذكرنا من سلفيته وإصلاحه، وقد اطلعنا هذه الأيام عند أخينا الشيخ حمزة بوكوشة على كتابين من الشيخ المكي إلى السيد البشير أبي الشيخ حمزة-رحمه الله-، فنقلنا منها الكلمتين الآتيتين تخليدا لآثار الأستاذ، وتذكيرا لإخواننا الطرقيين بكلام من كان ضالا مثلهم ثم هداه الله؛ لعل الله يهديهم كما هداه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم"([13]).

قال الشيخ الطيب العقبي-رحمه الله- في مقال بعنوان الإصلاح الديني وأبناء الزوايا الجزائرية بالمشرق: "قليل من يجهل الشيخ المكي بن عزوز وكونه عالما عظيما وابن زاوية جزائريةكبيرة، وقليل ممن يعرف علمه ونسبه يجهل طرقيته وهو في وطنه، وتوبته منها في المشرق"([14]).

السابع:
ما تضمنته مرثية الشيخ المصلح السلفي الطيب العقبي (عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائرين) من حسن الثناء عليه والإشادة، والسبق في العلم والريادة، وتزكية علمه، وارتضاء سلوكه ونهجه.

حيث قال-رحمه الله-:
فقد غربت شمس الحقيقة بعده *** وقد غاض بحر بالعلوم غطمطم
علوم بها ضاق الفضاء بغربنا *** فكان لها في الشّرق للدّين مقدم
فغاضت وأروت من عطاش عصابة *** على حين أن الشّرق بالجهل أقتم
ومهما علت نفس فتلك سبيلها *** كما جاء نصّ بالثّبوت يسلّم
فبكّيه يا دار الخلافة واندبي *** فقد كان في تلك البروج يقدّم
وأبكيه يا دار الفنون فقد غدا *** بأرجائك القصوى وليدك يحرم
يبكي ويبكي درس وعظ وحكمة *** وآيات تفسير يشاد ويحكم
كما قد بكى درس الحديث لفقده *** وكيف ومن أخلاقه يتعلّم
بكت سنّة من بعده وتألمّت *** فقدكان إن مسّت لها يتألم
فكم قام في وجه الحسود مراغما *** يذبّ ويردي الخصم لا يتلعثم
وقاوم جيش المارقين بعزمه *** وقد كان عند الحقّ لا يتجمجم

ومثل هذا الثناء من الشيخ العقبي لا يكون إلا على عالم سني مقتدٍ غير مبتدع ولا مبدل!
هذا عهدنا بالشيخ وظنّنا به.

ثم أشير إلى وقوع كلاًّ من الدكتور الحارثي والحفيد المنتقد في الاضطراب-حيث حجبت عنهما تلكم الحقائق-؛ وذلك أن الدكتور الحارثي من جهة يرمي الشيخ المكي بالتّصوف والتّعصب، ومن جهة أخرى يقول إن "كتابه في جزئية فقهية محضة لا أثر للتّصوف فيه".

أما الحفيد المنتقد فيقول:
"وإن كنا سواء في البضاعة نلاحظ هنا أن تاريخ رسالة الألوسي سنة 1313هـ وتاريخ الرسالتين للشيخ المكي سنة 1327 هـ معنى هذا: الفرق بينهما أربع عشرة عام، ولو كان كما زعمت بأن أحوال شيخنا تغيرت لما ألف الرسالتين المذكورتين".

والحق أن الشيخ المكي ألف كتابه هذا [هيئة الناسك] بعد اهتدائه إلى منهج السلف؛ حيث جاء في رسالته إلى الشخ البيطار: "أخبركم أني لما بدأت في الاستضاءة بنور الحديث ووزن خلافات الأئمة والفقهاء بالأدلة،وصرت أصلّي بالقبض و الرفع. . . إلخ،‏وذلك سنة ستّ عشرة وثلاثمائة وألف".

وقال في رسالته للشيخ عبد العزيز الرشيد: "فلما ارتحلت إلى المشرق سنة 1316، واطلعت على كتب أهل هذا الشأن باستغراق الوقت لا واشي ولا رقيب، وأمعنت النظر بدون تعصب، فتح الله على القلب بقبول الحقيقة، وعرفت سوء الغشاوة التي كانت على بصري، وتدرجت في هذا الأمر حتى صارت كتب الشوكاني وصديق خان وشروح بلوغ المرام وما والاها أراها من أعز ما يطالع،أما كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم فمن لميشبع ولم يرو بها فهو لا يعرف العلم".

وإنما أوتي الحفيد المنتقد من سوء اطلاعه وتقديره، حيث أن رسالة الشيخ القاسمي مؤرخة بسنة 1328هـ، وذكر فيها ما نصه: "ثم إنّ الأستاذ الكبير صفينا البيطار لما زار الآسِتانة هذا العام مع الوفد الدمشقي زار السّيد وجرَّ البحث إلى مسائل سَلَفية، ثم إنّ الأستاذ كاتَبَهُ من شهر فأجابه الآن بجواب نقلت محل الشاهد منه".
أي أن الشّيخ المكي راسل الأستاذ البيطار سنة 1328هـ أي بعد سنة واحدة من زيارة هذا الأخير للآستانة وكان ذلك سنة 1327هـ.
وإذا عُلِم أن الشّيخ المكي ألّف رسالته هيئة الناسك في السّنة الهجرية 1316، يدرك منه عدم وجود تناقض بين ما نقله القاسمي وحالة الشيخ المكي في تلك الحقبة، والله أعلم.

هذا آخر ما تيسر ذكره، والعلم عند الله وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.

------------
([1])هيئة الناسك صفحة 20 دار طيبة.
([2]) تأكيدا لما قبله، ولا يفهم منه إرادة الكلام النفسي. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - عليه رحمة الله-: "وذلك يتضمن أنه كلام الله نفسه منه نزل ولم ينزل من عند غيره؛ لأن غير الله لا يعلم ما في نفس الله من العلم - ونفسه هي ذاته المقدسة - إلا أن يعلمه الله بذلك كما قال المسيح عليه السلام {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب}"، (مجموع الفتاوى 14/197).
([3]) رسالة بعنوان "من مبحث الكرامات" نشرت في مجلة المنار، أرسلها الشيخ المكي للأستاذ رشيد رضا ناصحا له وموضحا عقيدة أهل السنة في هذا الباب، وقد تأكدت عزيمة الشيخ المكي في مناصحة الأستاذ لِما علمه من انحراف محمد عبده شيخِ رشيد رضا، خوفا من تأثره بمنهج شيخه.
([4]) الرسائل المتبادلة بين الألوسي والقاسمي (107).
([5])يقصد الاعتقاد والمتابعة.
([6]) مجلة الكويت، العدد الأول، الجزء العاشر.
([7]) أرسلها إلى الشيخ البشير أبي حمزة بوكوشة –رحمهم الله-.
([8]) البصائر 2/140(68).
([9]) الشهاب 12/125 (27).
([10]) المصدر السابق 12/125 (27).
([11]) مسألة القبض في الصلاة.
([12]) مجلة المنار العدد .
([13]) الشهاب ج1/م13/ص 26.
([14]) الشهاب ج1/م13/ص 26.


التعديل الأخير تم بواسطة حسن بوقليل ; 13 Jul 2011 الساعة 12:02 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 Jul 2011, 11:35 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا على الجهد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 Jul 2011, 12:34 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاذ محمد مرابط مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا على الجهد
وجزاك خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 Jul 2011, 08:51 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

أخي شمس الدين حماش وفقه الله .

جزاكم الباري على هذا الجهد المبارك خير الجزاء .

أما ما طلبت من تعيين مصدر مقالة المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله عن ابن عزوز المالكي رحمه الله ورسالته الماتعة " هيئة الناسك " فتجده في مجلة الإصلاح في البحث الخاص بالشيخ ، والذي أعدّه الشيخ سمير سمراد وفقه الله ، وأعتذر عن التقصير لعدم وجود العدد بين يدي الآن والله المستعان .

بارك الله في جهدكم وأعانكم الله على ما تقومون به من تنوير إخوانكم بمثل هذه الكتابات المفيدة .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 Jul 2011, 10:52 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري مشاهدة المشاركة
أخي شمس الدين حماش وفقه الله .


جزاكم الباري على هذا الجهد المبارك خير الجزاء .

أما ما طلبت من تعيين مصدر مقالة المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله عن ابن عزوز المالكي رحمه الله ورسالته الماتعة " هيئة الناسك " فتجده في مجلة الإصلاح في البحث الخاص بالشيخ ، والذي أعدّه الشيخ سمير سمراد وفقه الله ، وأعتذر عن التقصير لعدم وجود العدد بين يدي الآن والله المستعان .


بارك الله في جهدكم وأعانكم الله على ما تقومون به من تنوير إخوانكم بمثل هذه الكتابات المفيدة .
وجزاك الله خيرا وبارك فيك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 Jul 2011, 11:19 AM
طارق ابن المبارك طارق ابن المبارك غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 59
افتراضي

بارك الله فيك واحسن الله اليك فقد كان بحثا ماتعا مفيدا
وهناك بعض الاخطاء المطبعية في الاخير

حتىصارت
باستغراقالوقتلاواشي
فعلى القلببقبول الحقيقة
من لميشبع
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 Jul 2011, 10:45 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق ابن المبارك مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك واحسن الله اليك فقد كان بحثا ماتعا مفيدا
وهناك بعض الاخطاء المطبعية في الاخير

حتىصارت
باستغراقالوقتلاواشي
فعلى القلببقبول الحقيقة
من لميشبع
وفيك بارك الله أخي
شكرا على التنبيهات
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 Jul 2011, 08:58 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري مشاهدة المشاركة
أما ما طلبت من تعيين مصدر مقالة المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله عن ابن عزوز المالكي رحمه الله ورسالته الماتعة " هيئة الناسك " فتجده في مجلة الإصلاح في البحث الخاص بالشيخ ، والذي أعدّه الشيخ سمير سمراد وفقه الله ، وأعتذر عن التقصير لعدم وجود العدد بين يدي الآن والله المستعان .
أخي كمال أظن أن الأستاذ سمراد لم يشر إلى دراسةٍ للشيخ الجيلالي حول كتاب هئة الناسك بل أحال إلى ترجمة له في مجلة الشهاب.
مقال الأستاذ سمراد في العدد الثاني عشر من مجلة الإصلاح.
أرجو التأكد والتوثيق
بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 Jul 2011, 09:50 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الدين حماش مشاهدة المشاركة
أخي كمال أظن أن الأستاذ سمراد لم يشر إلى دراسةٍ للشيخ الجيلالي حول كتاب هئة الناسك بل أحال إلى ترجمة له في مجلة الشهاب.
مقال الأستاذ سمراد في العدد الثاني عشر من مجلة الإصلاح.
أرجو التأكد والتوثيق
بارك الله فيكم
أخي الفاضل : شمس الدين حماش وفقه الله .

لي عودة إلى الموضوع بعد معاينة مقال الشيخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله في الشهاب ، يسر الله ذلك قريبا بمنه وكرمه .

وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه وجزاكم الله خيراً على الإهتمام .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 Jul 2011, 10:39 PM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الدين حماش مشاهدة المشاركة
...وقال في رسالته للشيخ عبد العزيز الرشيد: "فلما ارتحلت إلى المشرق سنة 1316، واطلعت على كتب أهل هذا الشأن باستغراق الوقت لا واشي ولا رقيب، وأمعنت النظر بدون تعصب، فتح الله على القلب بقبول الحقيقة، وعرفت سوء الغشاوة التي كانت على بصري، وتدرجت في هذا الأمر حتى صارت كتب الشوكاني وصديق خان وشروح بلوغ المرام وما والاها أراها من أعز ما يطالع،أما كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم فمن لميشبع ولم يرو بها فهو لا يعرف العلم".


الله أكبر ...رحم الله العلاّمة المكّي السّلفيّ ، و جزاك الله خيرا يا شمس الدّين على هذا المقال الماتع الذي من خلاله عرفت هذا العلم الإمام...
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 Jul 2011, 12:14 AM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري مشاهدة المشاركة
أخي الفاضل : شمس الدين حماش وفقه الله .

لي عودة إلى الموضوع بعد معاينة مقال الشيخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله في الشهاب ، يسر الله ذلك قريبا بمنه وكرمه .

وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه وجزاكم الله خيراً على الإهتمام .
وجزاك الله خيرا وبارك فيك
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 21 Jul 2011, 12:18 AM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهدي بن الحسين مشاهدة المشاركة


الله أكبر ...رحم الله العلاّمة المكّي السّلفيّ ، و جزاك الله خيرا يا شمس الدّين على هذا المقال الماتع الذي من خلاله عرفت هذا العلم الإمام...
وجزاك الله خيرا وبارك فيك
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 Jul 2011, 08:18 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري مشاهدة المشاركة
أخي الفاضل : شمس الدين حماش وفقه الله .

لي عودة إلى الموضوع بعد معاينة مقال الشيخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله في الشهاب ، يسر الله ذلك قريبا بمنه وكرمه .

وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه وجزاكم الله خيراً على الإهتمام .

أخي الفاضل شمس الدين وفقه الله
تم والحمد لله مراجعة مقال المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله عن ابن عزوز المالكي في مجلة الشهاب ، وفعلاً لم تكن هناك دراسة عن كتاب "هيئة الناسك " وغاية مافيه إشارة إليها ضمن قائمة مؤلفاته .


ولعلي أخطأت في التعبير إذ كتبتُ في إحدى مشاركاتي :


"وللشيخ المؤرّخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله كتابة نافعة عن مؤلَّف المترجَم له "هيئة الناسك في أن القبض في الصلاة هو مذهب الإمام مالك" في مجلة الشهاب أسأل الله أن ييسّر نقلها قريبا ."
غيرَ أني لم أسمّها "دراسةً"!!، وإنما قلت "كتابة نافعة" لما أخبرني به أحد الأفاضل ، فكان الوهم مني لحديثه هو عن الترجمة نفسها وليس عن ما كنت منشغلا به حينذاك من الكتابة عن الرسالة وفوائدها .

وفقنا الله جميعًا إلى مايحب ويرضى وجزاكم الله خيراً على حسن اهتمامكم بما يكتب إخوانكم .




التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 22 Jul 2011 الساعة 08:32 PM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 Jul 2011, 12:35 AM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري مشاهدة المشاركة

أخي الفاضل شمس الدين وفقه الله
تم والحمد لله مراجعة مقال المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله عن ابن عزوز المالكي في مجلة الشهاب ، وفعلاً لم تكن هناك دراسة عن كتاب "هيئة الناسك " وغاية مافيه إشارة إليها ضمن قائمة مؤلفاته .


ولعلي أخطأت في التعبير إذ كتبتُ في إحدى مشاركاتي :


"وللشيخ المؤرّخ عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله كتابة نافعة عن مؤلَّف المترجَم له "هيئة الناسك في أن القبض في الصلاة هو مذهب الإمام مالك" في مجلة الشهاب أسأل الله أن ييسّر نقلها قريبا ."
غيرَ أني لم أسمّها "دراسةً"!!، وإنما قلت "كتابة نافعة" لما أخبرني به أحد الأفاضل ، فكان الوهم مني لحديثه هو عن الترجمة نفسها وليس عن ما كنت منشغلا به حينذاك من الكتابة عن الرسالة وفوائدها .

وفقنا الله جميعًا إلى مايحب ويرضى وجزاكم الله خيراً على حسن اهتمامكم بما يكتب إخوانكم .



زادك الله حرصا..
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, براءةالمكي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013