تنبيه على خطأ شائع في نشرات وكتيبات الأذكار.

[ناصر الوهراني]

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

قد نبهني أخي إسماعيل الوهراني – جزاه الله خيرا-على أمر مهم يتعلق بالأذكار عقب صلاة الصبح والمغرب قد انتشر في جميع المساجد وفي كتيبات الاذكار واشتهر بين الناس وجرى العمل به بينهم ظنا منهم أنه هو السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهو قراءة المعوذات بعد كل صلاة مرة واحدة إلا في صلاة الفجر والمغرب فتقرا ثلاث مرات، وهذا خلاف ما دلت عليه الأحاديث النبوية الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم.

فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة. وفي رواية بالمعوذتين. رواه أبوداود (1523) الترميذي (2903) والنسائي (1336) واحمد (795/ الفتح الرباني) وغيرهم وصححه الالباني.

فحديث عقبة عام لم يخصص صلاة الصبح ولا صلاة المغرب بالتثليث! إذ يحتاج هذا التثليث إلا دليل... وذلك هو الأصل في العبادات -أي التوقف حتى يرد الدليل – ويبقى السؤال ما دليلهم في التثليث؟ وما حملهم على الاستثناء؟

من قال بالتثليث قد خلط بين حديث عقبة بن عامر وحديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنهما، في قوله: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلى لنا فأدركناه فقال: قل. فقلت يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبوداود (5082) والترميذي (3828) وحسنه الالباني.

وسبب هذا الخلط-ربما-هو جعل حديث عقبة وحديث ابن خبيب في محل واحد، وهذا خلط عجيب!

فليس في حديث خبيب ذُكر الصلاة وإنما ذكر الصباح والمساء، وحديث عقبة ظاهر في الاذكار بعد الصلاة! فانتبه.

وربما حملهم على ذلك قول من قال إن المساء وأذكاره يبدآن بعد غروب الشمس فخلط بين ذكر الصلاة وذكر الصباح والمساء...

وهذا لا يصح إذ يلزم من الجمع بينهما أن يأتي بأربع لا بثلاث ذكر الصلاة – وجاء فيه مرة-ذكر المساء أو الصباح – وجاء فيه ثلاث-ويكون المجموع أربع!

فالجمع بين الحديثين وبين السنتين وجعلهما سنة واحدة فهو غلط بَينٌ ظاهر! يجب الحذر منه.

قال الشيخ الفاضل عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ في أحد دروسه لشرح سنن أبي داود:

والشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه عندما كتب حول ما يقال بعد الصلاة وذكر أنه يؤتى بآية الكرسي وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة مرة واحدة، وعند المغرب والفجر يؤتى بقل هو الله أحد والمعوذتين ثلاث مرات، ولم أعرف ما هو الدليل على هذا، والشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه معروف بعنايته بالآثار وبالحديث وتعويله على الأدلة.اهـ

ومن يرى بأن أذكار المساء تبدأ بعد صلاة المغرب كان لابد أن يأتي بأربع بنية الفصل بينهما، ففرق بين ذكر متعلق بصلاة وذكر متعلق بصباح أو مساء.

والحمد لله رب العالمين.