منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06 Jun 2011, 12:12 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي مواقف عظيمة لشيخ الإسلام

مواقف عظيمة لشيخ الإسلام

إنّ شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمة الله عليه ـ رجل عظيم ـ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ـ ، فهو إمام سلفيّ، مجتهد، مجاهد في سبيل الله بلسانه وقلمه وبدنه ، نادرة من نوادر الزمن الغابر ، وليس هذا موضع ترجمته ، ففد كتب في سيرته العلماء والباحثون من حوالي سبعة قرون ، ومن أهمّها :
- الانتصار في ذكر أحوال قامع المبتدعين وآخر المجتهدين تقي الدين أحمد ابن تيمية ( وقد طبع تحت عنوان : العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية ) للحافظ ابن عبد الهادي .
- الأعلام العليّة في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر بن علي البزار .
- الرد الوافر على من زعم أنّ من سمّى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي
- الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية للشيخ مرعي الكرمي الحنبلي
- القول الجليّ في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي للشيخ محمد صفي الدين الحنفي
- كما ترجمه الإمام الذهبي في ذيل تاريخ الإسلام وتذكرة الحفاظ ومعجم الشيوخ ، وترجمه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية
* ومن المعاصرين كتب ودراسات كثيرة منها :
- حياة شيخ الإسلام ابن تيمية لعلامة الشام : محمد بهجة البيطار
- الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون لعلي العمران ومحمد عزير شمس بتقديم العلامة بكر أبو زيد رحمه الله
- حول حياة شيخ الإسلام ابن تيمية للشيخ محمد سعيد رسلان
هذا غيض من فيض من مراجع ومصادر في ترجمة هذا الإمام العلم وإلا فهناك الكثير الكثير ... وبعد :
فما أحببت المشاركة فيه ههنا هو ذكر بعض مواقفه العلمية البطولية الرجولية حتى نعتبر بها ونتعظ بمدلولها ـ ولله الأمر من قبل ومن بعد ـ :
1/ حلم الشَّيْخ وعفوه عَمَّن ظلمه
ذكر ابن عبد الهادي في ترجمته لشيخ الإسلام قوله :" وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر أن السلطان لما جلسا بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتلهواستفتاه في قتل بعضهم، قال ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكيرفشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم فيدولتك أما أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم، قال فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك ما رأيناأتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا " ( العقود الدرية ص 298 -299 ـ طبعة دار الكتاب العربي )

3/ قيام جمَاعَة من الغوغاء على الشَّيْخ بِجَامِع مصر وضربه وَقيام أهل الحسينية وَغَيرهم انتصارا للشَّيْخ ثمَّ صفحه هُوَ عَمَّن آذوه
ومما ذكره الحافظ ابن عبد الهادي أيضا قوله :" جاءرجل فيما بلغني إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة فقالله إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ وتفردوا به وضربوه، فقال حسبنا الله ونعم الوكيل وكان بعض أصحاب الشيخ جالسا عند شرف الدين قالفقمت من عنده وجئت إلى مصر فوجدت خلقا كثيرا من الحسينية وغيرها رجالاوفرسانا يسألون عن الشيخ فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحرواجتمع عنده جماعة وتتابع الناس وقال له بعضهم يا سيدي قد جاء خلق منالحسينية ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا .فقال لهم الشيخ لأي شيء قال لأجلك
فقال لهم هذا ما يحق ، فقالوا نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهمونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس، فقال لهمهذا ما يحل قالوا فهذا الذي قد فعلوه معك يحل هذا شيء لا نصبر عليه ولا بدأن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا، والشيخ ينهاهم ويزجرهم فلما أكثروا في القول قال لهم إما أن يكون الحق ليأو لكم أو لله فإن كان الحق لي فهم في حل منه وإن كان لكم فإن لم تسمعوامني ولا تستفتوني فافعلوا ما شئتم وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه إن شاءكما يشاء .
قالوا فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم ، قال هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه، قالوا فتكون أنت على الباطل وهم على الحق فإذا كنت تقول إنهم مأجورين فاسمع منهم ووافقهم على قولهم، فقال لهم ما الأمر كما تزعمون فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين ففعلوا ذلك باجتهادهم والمجتهد المخطىء له أجر" ( العقود الدرية ص 304- 302 )

3 / ومن مواقفه النبيلة لما مات أحد أعدائه

قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله في مدارج السالكين (2/328 طبعة دار الكتاب العربي ـ فصل تعريف الفتوة ): ((الدَّرجةالثَّانية: أن تقرِّب من يقصيك، وتكرم من يؤذيك، وتعتذر إلى من يجني عليك؛سماحةً لا كظمًا، ومودَّةً لا مصابرةً.
هذه الدَّرجة أعلى ممَّا قبلها وأصعب؛ فإنَّ الأولى تتضمَّن ترك المقابلة،والتَّغافل، وهذه تتضمَّن الإحسان إلى من أساء إليك، ومعاملته بضدِّ ما عاملك به، فيكون الإحسان والإساءة بينك وبينه خُطَّتين، فخطَّتك الإحسان،وخُطَّته الإساءة، وفي مثلها قال القائل:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم *** وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ومن أراد فهم هذه الدَّرجة كما ينبغي فلْيَنظر إلى سيرة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مع النَّاس، يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدَّرجة لأحدٍ سواه، ثم للوَرَثة منها بحسب سهامهم من التَّركة.
وما رأيْتُ أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحَه -، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: ودِدْتُّ أنِّي لأصحابي مثْلَهُ لأعدائه وخصومه، وما رأيتُه يدعو على أحدٍ منهم قطُّ، وكان يدعو لهم.
وجئتُ يومًا مبشِّرًا له بموت أكبر أعدائه، وأشدِّهم عداوةً وأذىً له؛فنَهَرَني وتنكَّر لي، واسترجع، ثُمَّ قام من فَوْرِه إلى بيت أهله،فعَزَّاهم، وقال: "إنِّي لكم مكانَه، ولا يكون لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مساعدةٍ إلَّا وساعدُّتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسُرُّوا به، ودعوا له وعظَّموا هذه الحال منه.


4 /محاولته إطفاء الفتنة التي كانت بين الحنابلة السلفيين والأشاعرة المبتدعين:
قال رحمه الله :"والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة. وأنا كنت منأعظم الناس تأليفًا لقلوب المسلمين وطلبًا لاتفاق كلمتهم واتباعًا لماأمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشةوبينت لهم أن الأشعري كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمهالله ونحوه، المنتصرين لطريقه، كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه.
وكنت أقرر هذا للحنابلة وأبين أن الأشعري وإن كان من تلامذةالمعتزلة ثم تاب، فإنه كان تلميذ الجبائي ومال إلى طريقة ابن كلاب وأخذ عنزكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغدادأمورًا أخرى، وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم " مجموع الفتاوى( 3/227)

5/ ومن كلامه رحمه الله فيمن آذوه، في رسالة كتبها لأصحابه :
جاء في ( العقود الدرية ص 281 ) ما نصه : كتاب آخر للشَّيْخ بَعثه من مصر إِلَى دمشق
"فلا أحب أن ينتصر من أحد بسبب كذبه علي أو ظلمه وعدوانه فإني قد أحللت كلمسلم وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد بكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسيوالذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي وأما ما يتعلق بحقوق الله فإن تابواتاب الله عليهم وإلا فحكم الله نافذ فيهم فلو كان الرجل مشكورا على سوءعمله لكنت أشكر كل من كان سببا في هذه القضية لما يترتب عليه من خير الدنياوالآخرة لكن الله هو المشكور على حسن نعمه وآلائه وأياديه التي لا يقضى للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له .وأهل القصد الصالح يشكرون على قصدهم وأهل العمل الصالح يشكرون على عملهموأهل السيئات نسأل الله أن يتوب عليهم "

* ونختم هذه المواقف بنقل طيب من الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب
قال فيه تلميذه البار : الإمام ابن القيم ( ص 48 طبعة دار الحديث ) :
" وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.
وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القاعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة.
أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير، ونحو هذا.
وكان يقول في سجوده وهو محبوس اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى.
والمأسور من أسره هواه.
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: {فضُرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرهم نفساً، تلوح نضرة النعيم على وجهه.
وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة.
فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها."

* هذا شيء يسير من تلكم المواقف العظيمة ، عرفت من خلالها لماذا نتأثر عند قراءة سيرة شيخ الإسلام ، بل ويتأثر لذلك العلماء ، فها هو العلامة الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ يقول : لو رأيتني البارحة في هذا المجلس وأشار ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ إلى مجلس مجاور.. قال : لو رأيتني وأنا أقرأ سيرة شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ، وقد غلبني البكاء لشدة ما أثّرت فيّ حياة هذا الشَّيْخ.. ثم قال : هذه هي الحياة، أين نحن منهم ؟!! ( من مقال : عبد اللَّـهِ بنِ عبد العزيز الهدلق { فوائد من مجالس شيخنا العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله صاحب طبقة النسابين } )
فرحمـه الله ورضي عنه ، ما أعظمه وما أجلّه وما أكبره في نفوس محبّيه وحتى مناوئيه وشانئيه ، فنسأل الله أن يجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وأصلي وأسلّم على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.


التعديل الأخير تم بواسطة هشام بن حسن ; 06 Jun 2011 الساعة 12:28 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013