منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Oct 2014, 08:54 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي البرهان الجلي أنَّ الغامدي هو البليد الغبي/ رائد آل طاهر



البرهان الجلي أنَّ عبد الله الغامدي هو البليد الغبي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:

فقد كتب شيخنا فضيلة الوالد العلامة ربيع المدخلي حفظه الله مقالاً بعنوان [الحجة الدامغة لأباطيل وأصول الحدادية التي يتشبث بها عبد الله بن صوان الجهول] رداً على مقال عبد الله الغامدي المعنون بـ [كشف تجني ربيع المدخلي على الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى]، وقد بيَّن شيخنا حفظه الله في رده بالأدلة القاطعة والنقول الساطعة على أنَّ الغامدي هو الأحق بوصف البلادة والغباء لأنه جهول ولا يفهم كلام العلماء ولا كلام من يرد عليه، ولهذا يتكلَّم في مقالاته وردوده بعيداً عن مواضع الخلاف معه، ويستدل من كلام الأئمة السابقين بما لا ينازعه فيه مخالفه، ويحتج بكلام الأئمة المتأخرين بما هو حجة عليه لا له، ويفهم من كلام مخالفيه ما لا يدل عليه لفظهم ولا خطر معناه على قلب أحدهم، فقد أعيى هذا الغامدي الناس لشدة غبائه وبلادة فهمه، والأعجب أنه يصف مخالفه والراد عليه بوصف البلادة والغباء، وهو أحق بهما بلا منازع.
ومما يدل على أنَّ الغامدي هو الأحق بهذين الوصفين ما كتبه رداً على مقال الشيخ ربيع الذي تقدم ذكره، والذي سماه بـ [رمي المرجئة عن قوس واحدة (وهو رد على ربيع في مقاله السقيم الحجة الدامغة لأباطيل وأصول الحدادية ...]، وإليكم البرهان الجلي على بلادة هذا الغامدي وغبائه من كلامه وفهمه في مقاله هذا:

قال الغامدي في أول مقاله:
((فهذا ردي على ماسطره المرجيء الضال في الرد علي في بحثه المسمى بـ : (الحجة الدامغة لأباطيل وأصول الحدادية التي يتشبث بها عبد الله بن صوان الجهول)
وسأكتفي بالرد على فقرة من فقراته لأن كلامه الباقي ظاهر البطلان، وقد رددت عليه في عدة بحوث بحمد الله تعالى، فلست بحاجة للإعادة مرة أخرى، والله الموفق.
قال المرجيء الضال المدخلي:
{التعليق:
1-كلام الإمام محمد الذي نقله عنه ربيع واضح كوضوح الشمس في أنه لا يكفر بترك الأركان الأربعة، ولا يكفر إلا بترك الشهادتين، ثم هذا الكلام قاله هذا الإمام لرد افتراءات خصومه أنه يكفر الناس على طريقة الخوارج، وأتباعه فهموا هذا، ويردون به على أعدائه الذين يرمونه بأنه يكفر الناس.
2-إن سلّمنا أن الإمام محمداً يريد بالعمل هنا عمل الجوارح، فيكون له قولان.
أحدهما هذا القول الذي نقله عنه هذا الحدادي.
هذا إن سلّمنا أنه يريد بالعمل عمل الجوارح، وإلا فإن كلامه هنا يحتمل أنه يريد بالعمل: العمل بالتوحيد، الذي هو الخوف والرجاء والرغبة والرهبة؛ لأنه هنا يقرر التوحيد، وسيأتي له كلام يفسر فيه العمل بما ذكرناه من الخوف والرجاء...الخ
والقول الثاني: أنه لا يكفر إلا بترك الشهادتين.
فإن سلّمنا بما فهمه هذا الحدادي فنقول:
ليس بغريب أن يكون للعالم في المسألة قولان؛ فهذا الإمام أحمد له في مسائل كثيرة قولان، وله في تارك الصلاة أربعة أو خمسة أقوال.
وهذا من اجتهاداتهم التي يثابون عليها فيما أصابوا وفيما أخطأوا.
ثم لمن ينظر في أقوال العلماء أن يرجح ما يظهر له رجحانه في ضوء الأدلة.
والظاهر رجحان قول الإمام محمد الثاني، وهو الذي تداوله كبار أبنائه وأتباعه للرد على أعدائه الذين يتهمونه بالتكفير بالباطل، ولأن له براهينه من الكتاب والسنة.
فمن الكتاب قول الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، في آيتين من سورة النساء.
ومن السنة أحاديث الشفاعة وأحاديث فضل التوحيد، وهي متواترة.
ويرجحه ما نقله هذا الإمام عن أهل السنة بقوله: "وأما أهل السنة فمذهبهم: أن المسلم لا يكفر إلا بالشرك، ونحن ما كفرنا الطواغيت وأتباعهم إلا بالشرك"، انظر "الرسائل الشخصية" (ص233)} اهـ النقل.
قلت أبو عاصم: كيف يكون له قولان والإمام يقول:
1-"لاخلاف بين الأمة أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب " ...إلخ فهل كلمة لاخلاف تعني أن هذا قولا آخر للإمام ؟!! من يقول بهذا إلا من فقد عقله أو ارتكس في هواه وبلغ منتهاه .
2-"فإن أخل بشيء من هذا" – أي الثلاثة ومنها عمل الجوارح – فما معنى أخل ؟ غير أنها تعني لابد من الثلاثة مجتمعة كما حكاه الأئمة كلهم قبل الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
3-"لم يكن الرجل مسلما" إذا نص الإمام على أن من لم يأت بالثلاثة مجتمعة فإنه لن يكون مسلما فماذا يعني كلامه ؟ غير أنه يصير إلى الكفر ؟! ولو قال مؤمنا لقبلنا تشكيك المرجيء فنقول لعله يقصد أنه سيكون مسلما فقط ولكن النص قاطع لايقبل التأويل بل التحريف إلا عند هذا المرجيء الضال فكم لبس هذا الضال على أتباعه ؟!
وقول المرجيء يراد به العمل بالتوحيد يدل على أن المرجيء يرى أن أعمال القلوب مختلف فيها ولم يقم عليها الإجماع وهذا قول باطل لاشك وليس من أقوال اهل السنة، والظاهر أنه لايدري مايخرج من رأسه وأن الهوى قد أعماه وأصمه عن درك الحقيقة نسأل الله السلامة ونعوذ بالله من الحور بعد الكور.
وعلى كل حال فهو بين أمرين لاثالث لهما :إما أن يقول بأدخال أعمال القلوب فإن أدخلها لزمه دخول اعمال الجوارح فإنها لازمة لها وإن لم يدخلها لزمه قول جهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(لكنهم – أي مرجئة الفقهاء – إذا لم يدخلوا أعمال القلوب في الإيمان لزمهم قول جهم، وإن أدخلوها في الإيمان لزمهم دخول أعمال الجوارح أيضاً، فإنها لازمة لها) الفتاوى : 7/149)).
انتهى كلام الغامدي.

أقول:
أولاً: وصفُ هذا الجهول لشيخنا الشيخ ربيع بأنه "المرجئ الضال" يدل على غبائه وبلادته ابتداءاً، فالشيخ ربيع حفظه الله أقرَّ في كلامه السابق أنَّ تارك عمل القلب (الخوف والمحبة والرجاء ...) كافر بلا خلاف بين أهل السنة وحمل كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي استدل به الغامدي على هذا الاتفاق، ومعلوم أنَّ النزاع بين أهل السنة والمرجئة في هذا لا في كفر تارك عمل الجوارح، قال العلامة ابن القيم رحمه الله في [الصلاة وحكم تاركها ص70-71]: ((وها هنا أصل آخر: وهو أنَّ حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام، والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح؛ فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء؛ فإنَّ تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة، وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق: فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده؛ كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سراً وجهراً ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به)).

ثانياً: الشيخ ربيع حفظه الله قال: ((إنْ سلَّمنا أنَّ الإمام محمداً يريد بالعمل هنا عمل الجوارح، فيكون له قولان))، وكررها مرتين بعدها فقال: ((هذا إن سلَّمنا أنه يريد بالعمل عمل الجوارح))، وقال: ((فإنْ سلَّمنا بما فهمه هذا الحدادي فنقول: ليس بغريب أن يكون للعالم في المسألة قولان))، فجاء هذا البليد الغبي فقال معلِّقاً: ((كيف يكون له قولان والإمام يقول: 1-"لاخلاف بين الأمة أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب " ...إلخ فهل كلمة لا خلاف تعني أن هذا قولا آخر للإمام ؟!! من يقول بهذا إلا من فقد عقله أو ارتكس في هواه وبلغ منتهاه)).
أقول:
هل قول الشيخ ربيع حفظه الله "إنْ سلَّمنا" الذي كرره ثلاثاً يدل على أنَّ الشيخ تبنى هذا الاحتمال وقال به؟! أم أنه قاله تنزلاً مع خصمه الألد؟!
وأين محل التعارض لو كان للإمام قولان؛ أحدهما: عدم تكفير تارك المباني الأربعة فما دونها من الأعمال الصالحة، والثاني: تكفير تارك العمل بالتوحيد؛ الذي لا يوحِّد الله وحده بجوارحه، بل يشرك به غيره في أعماله وعباداته؟!
فالأول محله تارك عمل الجوارح بعد الشهادتين (الصلاة والزكاة والصيام والحج وما دونها من أعمال الإيمان).
والثاني محله تارك العمل بالشهادتين (كمن يقول لا إله إلا الله ويشرك في دعائه واستعانته وذبحه ...).
فأين التعارض يا ابن صوان؟!
وهذا ما أشار إليه الشيخ ربيع حفظه الله في كلامه المتقدم: ((هذا إن سلَّمنا أنه يريد بالعمل عمل الجوارح، وإلا فإنَّ كلامه هنا يحتمل أنه يريد بالعمل: العمل بالتوحيد، الذي هو الخوف والرجاء والرغبة والرهبة؛ لأنه هنا يقرر التوحيد، وسيأتي له كلام يفسر فيه العمل بما ذكرناه من الخوف والرجاء...الخ))، وأكده حفظه الله بقوله: ((ويرجحه ما نقله هذا الإمام عن أهل السنة بقوله: "وأما أهل السنة فمذهبهم: أنَّ المسلم لا يكفر إلا بالشرك، ونحن ما كفرنا الطواغيت وأتباعهم إلا بالشرك"، انظر "الرسائل الشخصية" ص233)).
فمن الذي فقد عقله أو ارتكس في هواه وبلغ منتهاه؟!

الثالث: قول ابن صوان: ((وقول المرجيء يراد به العمل بالتوحيد يدل على أنَّ المرجيء يرى أنَّ أعمال القلوب مختلف فيها ولم يقم عليها الإجماع، وهذا قول باطل لا شك، وليس من أقوال اهل السنة، والظاهر أنه لا يدري ما يخرج من رأسه وأنَّ الهوى قد أعماه وأصمه عن درك الحقيقة)).
أقول:
بل أنت يا ابن صوان أحق بهذا الأوصاف!
فقول الشيخ ربيع حفظه الله: ((هذا إنْ سلَّمنا أنه يريد بالعمل عمل الجوارح، وإلا فإنَّ كلامه هنا يحتمل أنه يريد بالعمل: العمل بالتوحيد، الذي هو الخوف والرجاء والرغبة والرهبة))، يدل دلالة واضحة أنَّ لفظة "العمل" في كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إما أن تحمل على تفسير الغامدي الحدادي أي أنه يريد بها ترك عمل الجوارح من المباني الأربعة وما دونها من الأعمال الصالحة، وإما أنه يريد بها ترك العمل بالتوحيد على ما بيَّنه الشيخ ربيع حفظه الله وفسره بالخوف والرجاء والرغبة والرهبة، ومعلوم أنَّ الإمام المجدد رحمه الله نقل عدم الخلاف في تكفير تارك هذا العمل، وهذا يعني أنَّ الشيخ ربيعاً حفظه الله يقر بعدم الخلاف في تارك العمل بالتوحيد (الخوف والرجاء...)، فكيف يزعم هذا الحدادي أنَّ الشيخ ربيعاً يرى أنَّ أعمال القلوب مختلف فيها ولم يقم عليها الإجماع؟!!
فهل بعد هذا بلادة وغباء؟!!

الرابع: قال ابن صوان: ((وعلى كل حال؛ فهو بين أمرين لاثالث لهما: إما أن يقول بإدخال أعمال القلوب؛ فإنْ أدخلها لزمه دخول أعمال الجوارح فإنها لازمة لها، وإن لم يدخلها لزمه قول جهم)).
أقول:
لينظر القارى إلى شدة بلادة هذا الغامدي وغبائه:
فهل الخلاف مع الغامدي وفرقتهم الحدادية في إدخال عمل الجوارح - فضلاً عن عمل القلب! - في مسمى الإيمان؟!!
أم في دعوى الإجماع على تكفير تارك عمل الجوارح من المباني الأربعة وما دونها من الأعمال الصالحة، واتهام جمهور الأئمة والعلماء سلفاً وخلفاً بالإرجاء؟!
هل رأيتم أيها الحدادية أحداً من السلفيين - فضلاً عن علمائهم ومشايخهم وطلبة العلم منهم – يقول بأنَّ عمل الجوارح أو عمل القلب لا يدخل في مسمى الإيمان؟!
فإنْ قلتم: نعم رأينا، قلنا لكم: أين التوثيق والبينة؟!
وإنْ قلتم: لم نر، قلنا لكم: فأين موضع الاستدلال في كلام شيخ الإسلام رحمه الله الذي ألزم به مرجئة الفقهاء الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان؟!!
أم هو التلبيس والتحريف؟!
أو البلادة والغباء؟!
فاختر أيها الغامدي لنفسك أي الوصفين!

وبعد هذه البراهين الأربعة من كلام الغامدي على بلادته وغبائه، يقوم الغامدي نفسه بعد ذلك بنقل كلام الإمام محمد رحمه الله وغيره من أهل العلم الذي يدل على أنَّ تفسير الشيخ ربيع للفظة "العمل" في كلام الإمام محمد بالعمل بالتوحيد هو الصحيح المعتمد، وهذا يدل بلا أدنى ريب أنَّ الغامدي حاطب ليل، لا يدري ما له وما عليه!، وما هذا إلا أثر من آثار بلادته وغباوته.
قال الغامدي:
((وسأعيد ذكر النصوص التي أوردتها في بحثي السابق، وتركها هذا المرجيء الضال مع وضوح نصها القاطع على ذكر الإجماع، لكنه أعرض عنها ولم يذكر أي نص منها، وهذا يدلنا على أنه صاحب هوى ملبس يريد تثبيت معتقده الإرجائي ونشره في الناس، لكن أنى يكون هذا وهذه هي النصوص التي أوردتها في بحثي الذي رد عليه واعرض عنها:
نص الإمام محمد بن عبد الوهاب على الجوارح:
أبدأ أولاً بالنقول التي أوردتها في بحثي الذي رده عليه المرجيء المدخلي في مقاله الأخير لأبين جهله وضلاله واستثني من خطابي هذا أصناف وهم المتعصبة والمقلدة ومن لا عقل له:
النقل الأول: قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "لا خلاف بين الأمة أنَّ التوحيد: لابد أن يكون بالقلب، الذي هو العلم؛ واللسان الذي هو القول، والعمل الذي هو تنفيذ الأوامر والنواهي، فإن أخلَّ بشيء من هذا، لم يكن الرجل مسلماً، فإنْ أقر بالتوحيد ولم يعمل به: فهو كافر معاند، كفرعون وإبليس، وإن عمل بالتوحيد ظاهراً وهو لا يعتقده باطناً: فهو منافق خالصاً، أشر من الكافر والله أعلم" الدرر السنية (2/124-125).
النقل الثاني: قال العلامة عبد اللطيف في رده على عثمان بن منصور في "مصباح الظلام":
"وليس في كلام شيخنا - رحمه الله- تعرض لهذا- أعني التكفير بالذنوب- حتى يرد عليه بكلام شيخ الإسلام؛ بل كلامه في التوحيد الذي هو شهادة أن لا إِله إلا الله، وهذا لا ينازع مسلم في أنه لا بد أن يكون بالقلب، فإنه لم يصدق ويعلم ويؤثر ما دلَّت عليه "لا إله إلا الله ويعمل بقلبه العمل الخاص كالمحبة، والإنابة، والرضا، والتوكل، والخشية، والرغبة، والرهبة، فإن لم يحصل منه هذا بالكلية فهو منافق، ولا بد من الإقرار، فإنه إذا لم يقر بلسانه، كافر تجري عليه أحكام الكفار بلا نزاع، وكذلك العمل بالجوارح لا بد منه، فلا يكون مسلما إلا إذا ترك عبادة الطاغوت، وتباعد عنه، وعمل للَّه بمقتضى شهادة الإخلاص من تسليم الوجه له، واجتناب الشرك قولاًوعملا وترك الخضوع والسجود والذبح والنذر لغير الله، وإخلاص الدين في ذلك كله لله، هذا ما دلَّ عليه كلام شيخنا رحمه الله في كشف الشبهة وهذا مجمع عليه بين أهل العلم، فإذا اختل أحد هذه الثلاثة اختل الإسلام وبطل، كما دلَّ عليه حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، فبدأ في تعريف الإسلام بالشهادتين، ولا شك أن العلم والقول والعمل مشترط في صحة الإتيان بهما، وهذا لا يخفى على أحد شم رائحة العلم، وإنما خالف الخوارج فيما دون ذلك من ظلم العبد لنفسه، وظلمه لغيره من الناس".
النقل الثالث: قلت فيه: وأكد هذا المعنى بعض علماء نجد كما في مصباح الظلام للعلامة عبد اللطيف فقالوا : "ونقول: لا خلاف أنَّ التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل من هذا شيء لم يكن الرجل مسلما، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس، وإن عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه فهو منافق شر من الكافر، أعاذنا الله وإياكم من الخزي يوم تبلى السرائر" (1/188).
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب في آخر (كشف الشبهات): "ولنختم الكلام إن شاء الله بمسألة عظيمة مهمة جدا تفهم مما تقدم، ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها، ولكثرة الغلط فيها، فنقول: لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه كثير من الناس، يقولون: هذا حق، ونحن نفهم هذا، ونشهد أنه الحق، ولكننا لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، أو غير ذلك من الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق، ولم يتركوه إلا لشيء من الأعذار، كما قال تعالى: "اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا" [التوبة:9]، وغير ذلك من الآيات، كقوله: "يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ" [البقرة:146]، فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً، وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه، فهو منافق، وهو شر من الكافر الخالص "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النارِ" [النساء:145]، وهذه المسألة مسألة طويلة تبين لك إذا تأملتها في ألسنة الناس، ترى من يعرف الحق ويترك العمل به، لخوف نقص دنياه أو جاهه أو مداراة، وترى من يعمل به ظاهراً لا باطناً، فإذا سألته عما يعتقده بقلبه فإذا هو لا يعرفه)" المجموع (1/179-18).
وقال –أيضا- : "اعلم رحمك الله: أن دين الله يكون على القلب بالاعتقاد، وبالحب والبغض، ويكون على اللسان بالنطق وترك النطق بالكفر، ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام وترك الأفعال التي تكفر؛ فإذا اختل واحدة من هذه الثلاث، كفر وارتد". الدرر السنية : (10/87)")).
أقول:
من نظر أدنى نظرة في هذه النقول التي احتجَّ بها الغامدي يرى أنها تؤيد بوضوح ما قاله الشيخ ربيع حفظه الله، لكنَّ الغامدي بلغتا به الغباوة والبلادة مبلغاً لا ينازع فيهما، فالشيخ ربيع حفظه الله بيَّنَ في كلامه السابق أنَّ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أراد بلفظة "العمل" الذي لا خلاف في كفر تاركه: العمل بالتوحيد، وقد أنكر عليه الغامدي ذلك، فأراد أن ينتصر لنفسه وتفسيره الباطل لكلام الإمام محمد فذكر هذه النقول التي هي حجة عليه لا حجة له، فسبحان الله ما أعظم جهله وما أشد بلادته.
فالنقل الأول قال فيه الإمام محمد رحمه الله: ((فإنْ أقر بالتوحيد ولم يعمل به: فهو كافر معاند، كفرعون وإبليس))، واضح في كونه لم يعمل بالتوحيد، فالضمير يعود إلى التوحيد.
والنقل الثاني قال فيه الشيخ عبداللطيف مفسراً كلام الإمام محمد رحمهما الله: ((وكذلك العمل بالجوارح لا بد منه، فلا يكون مسلماً إلا إذا ترك عبادة الطاغوت وتباعد عنه وعمل للَّه بمقتضى شهادة الإخلاص من تسليم الوجه له، واجتناب الشرك قولاًوعملا وترك الخضوع والسجود والذبح والنذر لغير الله وإخلاص الدين في ذلك كله لله، هذا ما دلَّ عليه كلام شيخنا رحمه الله في كشف الشبهة وهذا مجمع عليه بين أهل العلم))، فهذا هو معنى العمل بالتوحيد ونبذ الشرك.
والنقل الثالث في كلام الشيخين محمد وعبداللطيف رحمهما الله: ((فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس)) و ((فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما))، تقدَّم أنَّ الضمير يعود إلى التوحيد، فالمراد بترك العمل ترك العمل بالتوحيد وهذا لا خلاف في كفره، لأنه ترك للشهادتين.
ومما يؤكِّد أنَّ الإمام محمد رحمه الله لم يقصد بترك العمل تارك الأركان الأربعة بعد الشهادتين فقط، وإنما ترك الأفعال الشركية التي تناقض الشهادتين قوله المتقدم: ((ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام وترك الأفعال التي تكفِّر))، ولا ريب في كفر تارك هذا العمل بلا خلاف.

وبهذا يتبيَّن للقارئ الفطن بلادة الغامدي وغباؤه من كلامه نفسه، وأنَّ شيخنا الشيخ ربيعاً حفظه الله فسَّر كلام الإمام محمد كما أراده رحمه الله في كلامه الآخر وكما فسَّره أئمة الدعوة رحمة الله عليهم، فليكسر الغامدي قلمه وليستر عورته ولا يزداد في كشف غبائه وبلادته، فقد أصبح والله مضحكة للقراء كلما كتب كلمة أو ردَّ في مقال.
والله الموفِّق

كتبه
أبو معاذ رائد آل طاهر
ليلة الأربعاء 5 محرَّم 1436 ه
ـ

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, الغامدي, ردود


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013