منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 19 Oct 2011, 03:18 PM
بحوصي بحوص بحوصي بحوص غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 191
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى بحوصي بحوص
افتراضي الصحة والفراغ استغلالهما والاستفادة منهما لشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم


الصحة و الفراغ استغلالهما و الاستفادة منهما 1

قال صلي الله عليه وآله وسلم :نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة و الفراغ .) البخاري عن ابن عباس رضي اله عنهم ) .
اللغة:

النعمة
:

ما يفعل على وجه الإحسان ضد النقمة . وهي ما يفعل علي وجه العقوبة .

المغبون :

المنقوص في حقه ،أصلة من غبن في البيع إذا نقص من حقه ، ثم يستعمل في كل من نقص من حظه في كل شيء .

الصحة :

اعتدال المزاج و قوة البنية ضد المرض

الفراغ :

الخلاء ومصدر فرغ يفرغ إذا كان خاليا من الشغل ، و هذا هو المراد .
التراكيب :
مغبون خبر مقدم لكثير والجملة نعمتان . و الصحة و الفراغ خبر لهما مقدر و الجملة مستأنفة بيانيا .

المعني :

أن كثير من الناس يكونون في صحة من أبدانهم وفراغ من أشغالهم و لا يعمرون أوقاتهم الفارغة بطاعة الله، ولا يستعملون أبدانهم الصحيحة فيها ، فتضيع عليهم تلك الأوقات ، وتلك الصحة باطلا فيخسرونهما ، و لا يستفيدون مهما فيكون ما خسروه منهما نفصا في حظهم من حياتهم ، و إذا كانت من أغلي شيء عند الإنسان يحافظ علية ،و لا يبذل شيئا إلى بحقه ، فهؤلاء الذين نقصوا حظهم في حياتهم هم أعظم المغبونين .

فقه الحديث و مقصوده :

عمر الإنسان أنفس كنز يملكه ، و لحظاته محسوبة عليه و كل لحظه ثمرة معمورة بعمل مفيد ، فقد أخذ حظه منها وربحها ، و كل لحظه تمر فارغة ، فقد غبن حظه منها وخسرها .
ولما كان الإنسان مضطر إلى السعي في معاشه فيشغله ذلك عن وجوه الطاعات ، من العلم ونوافل الصلاة و الصوم والحج و غيرها . ومعرضا للأمراض فتمنعه منها ، ولكنه لا يخلو من حالة يكون فيها فارغا من الشغل لمعاشة، ومعافى من مرض في بدنه ، ذكره هذا الحديث الشريف بما عليه في هذه الحالة من المحافظة عليها وعمارتها بالطاعات حتى لا يخسرها و تنقص من عمره بلا فائدة فيكون مغبونا فيها .

تفريغ على الحديث :

فإذا عمّر الإنسان وقت فراغه من الكد لعيشه بطاعة من طاعات الله واستعمل بدنه مغتنما فرصة صحته فيها ، ثم عرض شغل من إشغال عيشه فقطعه فيها ، أو طرأ عليه مرض فمنعه منها و نيته المداومة على تلك الطاعة لوا الشاغل و المانع فإنه يكتب له في شغله وفي مرضه ثواب ما كان يعمله في صحته وفراغه ، ومن الدليل على ذلك حديث البخاري – رضي الله عنه – عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري – رضي اله عنهم – سمعت أبا موسي مرارا يقول - رسول الله صلى الله علية وآله وسلم – إذا مرضالعبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ن ، و السفر نوع شغل .

تفريغ آخر :

و إذا كان المؤمن عاملا في طاعة الله- تعالى - أيام صحة ، وفراغه ، ثم مرض فإن له أجرين أجرا على ما كان يعمل في صحته بدليل ما تقدم ، وأجرا على مرضه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ما يصب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم و لا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه . روه البخاري – رضي الله عنه – و كذلك إذا شغل بالسعي على نفسه أو على العيال ، و أدلة ثواب الساعي على عياله كثيرة منها حديث الجل الذي ٍأي الصحابة – رضي الله عنهم – من جلده و نشاطه فقالو: يا رسول الله ، لو كان في سبيل الله ، فقال رسول الله – صلى الله عليه و آله وسلم – إن خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله ، و إن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو فى سبيل الله ، و إن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله . رواه الطبراني بسند صحيح . و مثله من شغل بطاعة عن طاعة كم شغل بالرباط عن نافلة الحج ، مثلا لأنه إذا كان المشغول بالسفر المأذون فيه يكتب له ما كان يعمله مقيما لأن نيته المداومة لولا عارض السفر – فالمشغول بالطاعة عن الطاعة كان ينوي فعلها لولا عروض الطاعة الأخرى – أحرى و أولى .

سلوك العاملين بهده الأحاديث :

يعمرون أوقاتهم كله بالأعمال ، أعمال القلب و أعمال اللسان و أعمال الجوارح فلا يشتغلون عن طاعة إلا بطاعة و لا يخرجون من عمل إلا إلى عمل فإذا مرضوا صبروا و إحتسبوا و أتوا بما يستطيعون فتتضاعف أجورهم بأعمالهم وبنياتهم و يربحون جميع حياتهم ، و أولئك هم الفائزون ، سلك الله بنا و بالمسلمين مسلكهم بمنه و كرمه آمين .

1 - آثار ابن باديس المجلد الأول الجزء الثاني ص ( 172 – 176 )

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الصحةوالفراغ, ابن باديس, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013