منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 Mar 2016, 08:34 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي مرويَّات الشِّيعة في ميزان الشَّريعة "حقيقة متون "الكافي" للكليني" ـ الجزء الثَّاني

مرويات الشيعة في ميزان الشريعة
حقيقة متون الكافي للكليني الجزء الثاني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم دين وبعد:
هذا هو الجزء المتبقي من "مرويات الشيعة في ميزان الشريعة حقيقة متون الكافي" وفيه إتمام ما تقدم ذكره من الأباطيل والضلالات والغرائب والخرفات والمخالفات الشنيعات؛ وإلى الفصلين المتبقيين وهما:
4- مخالفات روايات الشيعة للمنقول والمعقول:
- فمما جاء في الحديث الثاني عشر قول أبي الحسن لهشام:" يَا هِشَامُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَحُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ وَالْأَئِمَّةُ ( عليهم السلام ) وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ".
التعليق: وفي هذه الكلمة من الغرائب والعجائب ما يدهش أولي الألباب؛ ومن المخالفات لصحيح المنقول وصريح المعقول ما يحيّر أرباب العقول؛ ومنها:
المخالفة الأولى: تقريره أن الأئمة حجة مع الأنبياء والمرسلين، فأين في كتاب الله سبحانه أن الأئمة حجة على خلقه؟ فالله عز وجل ذكر الأنبياء والمرسلين وبين أنهم حجة على خلقه أجمعين؛ كما في قوله تعالى:"مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)" سورة الإسراء. ولم يذكر سبحانه وتعالى الأئمة المزعومين؛ فإن كان موجودا فأين هو ذكرهم في كتاب الله؟ أيكون أمرهم مهما إلى هذه الغاية ويهمل الله سبحانه ذكرهم والتنويه بشأنهم؟.
المخالفة الثانية: أنه جعل الأئمة حجة على الناس جميعا كالأنبياء والرسل فهل لكل أمة أئمة؟ هذا أظنه مما فات علماء الشيعة أن ينبهوا عليه ويقرروه لأتباعهم المنخدعين بأقوالهم.
المخالفة الثالثة: أنه حصر الحجة الظاهرة في الرسل والأنبياء والأئمة، فأين كتاب الله سبحانه والذي هو حجة الله الباهرة وآيته القاهرة، قال الله تعالى:"كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ" سورة البقرة من الآية 213. وقال تعالى:"وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)" سورة الأنعام. وقال تعالى:" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)" سورة العنكبوت.
والذي يظهر والله أعلم أنهم يريدون عزل القرآن الكريم عن الاحتجاج به فحجتهم الظاهرة هم الأنبياء والأئمة من بعدهم والباطنة التي تبقى من خلف الأنبياء وأئمة الرافضة هي عقولهم العليلة المريضة كما صرح بذلك في الحديث العشرين وقد تقدم التعليق عليه فراجعه إن شئت.
- ومما جاء في هذا الحديث قول أبي الحسن لهشام: يا هشام:" ... إِنَّهُ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ مَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ ...وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ كَذَلِكَ إِلَّا مَنْ كَانَ قَوْلُهُ لِفِعْلِهِ مُصَدِّقاً...".
التعليق:
قوله:" وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ كَذَلِكَ إِلَّا مَنْ كَانَ قَوْلُهُ لِفِعْلِهِ مُصَدِّقاً" والأحسن والأجود بل الأصوب أن يقول: إلا من كان فعله لقوله مصدقا، فالفعل هو الذي يصدق القول؛ لأنه قد يقول العبد قولا ويخالفه عملا وفعلا.
فأين عقل واضع هذه الرواية وأين عقل المصدق بها المتعبد لله بمضمونها الراد للقرآن والسنة بها وبأمثالها؟
- ومما جاء في الحديث الثاني عشر قول أبي الحسن لهشام: يَا هِشَامُ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام )يَقُولُ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْ‏ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ وَمَا تَمَّ عَقْلُ امْرِئٍ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ شَتَّى: الْكُفْرُ وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونَانِ... الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مَعَ اللَّهِ مِنَ الْعِزِّ مَعَ غَيْرِهِ..."
التعليق:
أولا: كيف يكون الكفر والشر مأمونين من امرئ كائنا من كان بعد قول إبراهيم عليه السلام:" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)" سورة إبراهيم. ولهذا كان إبراهيم التيمي رحمه الله يقول: من يأمن على نفسه من البلاء بعد إبراهيم عليه السلام. كيف يضاف هذا الكلام إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو كلام يعارض القرآن الكريم وهدي الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم؟، فإذا كان هذا الكلام لا يقوله إلا من لم يعرف شريعة الإسلام، ولم يتذوق القرآن ويتفقه في معانيه العظام، فهو قطعا موضوع على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومكذوب عليه، لم يقله ولم يتكلم به؛ لكبير علمه، وعظيم فقهه.
ثانيا: قوله:"الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مَعَ اللَّهِ مِنَ الْعِزِّ مَعَ غَيْرِهِ" وهل يكون ذليلا من كان مع الله؟ وهل يكون عزيزا من كان مع غيره؟ قال الله تعالى:" يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)" سورة المنافقون. وهذا أيضا يستحيل أن يقوله علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه لكبير علمه بربه، وبكتابه، وبأحوال أنبياء الله ورسله وأوليائه؛ الذين أعزهم الله ورفع قدرهم، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمرهم ودعوتهم التي هي رسالته سبحانه إليهم.
- الحديث الخامس عشر: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ مَا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) الْعِبَادَ بِكُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ".
التعليق:
يفهم من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الناس بعقله، ولكنه لم يصل بهم إلى مخاطبتهم بكنهه أي: نهايته وغايته؛ وذلك رجاء أن يفهموا عنه، ولا يردوا ما يأتيهم به، وهذا فيه من الأباطيل ما فيه، ومن المخالفات لكتاب الله ما ينبغي التنبيه عليه:
أولا: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخاطب الناس بعقله وإنما خاطبهم بما جاءه من عند ربه؛ من الوحي الذي أُنزل عليه؛ قال الله تعالى:" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)" سورة النجم. يوضحه:
ثانيا: أن الزعم بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الناس بعقله فيه تشبيه له صلى الله عليه وسلم بغيره من الناس الذين يتكلمون بعقولهم، ويصدرون عن أفكارهم؛وهذا فيه من الانتقاص من قدره، والتطاول على مقامه، والتشكيك في نبوته؛ ما قد يخرج صاحبه عن ملة الإسلام، وينزل به إلى الدرك الأسفل من النار.
ثالثا: أن النبي صلى الله عليه وسلم رسول؛ والرسول وظيفته البلاغ عن مُرسله، والأداء إلى خلق الله ما أوحى به ربه إليه؛ قال الله تعالى:" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ" سورة آل عمران من الآية 144، وقال الله تعالى:" وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ" سورة النور من الآية 54، فليس على الرسول إلا تبليغ ما أُنزل عليه، لا أن يخاطبهم بشيء خارج عما يوحى إليه كعقله وفكره.
رابعا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ كل ما أنزل إليه ولم يخف شيئا منه؛ وذلك لأمانته، وطاعته لربه، وحرصه على نفع أمته؛قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)" سورة المائدة. فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ أمته كل ما أوحي إليه من ربه مما هم في حاجة إليه فما هو الشيء الذي أخفاه عن أمته ولم يخاطبهم به؟ وما مدى حاجة الناس إليه وهل يمكنهم أن يستغنوا عنه ويهتدوا بدونه؟.
خامسا: أن الشيعة كثيرا ما يجدون عند أهل السنة من الأقوال النبوية والآثار السلفية ما يعجبهم ويروق لهم، فيقصدون روايته والاستفادة منه لكن دون أن ينسبوه إلى قائله؛ إما لشدة عدائهم له، أو بغضهم للناقل عنه، فلذلك يقومون بنسبته إلى بعض أئمتهم والمعظمين عندهم،وحتى لا يُتفطن لهم يعمدون إلى تغيير بعض ألفاظه بالزيادة فيه أو النقصان منه؛ وحينئذ يخذلهم الله سبحانه، ويفضحهم جل جلاله؛ ومن ذلك هذا الحديث الذي بين أيدينا فأصله آثار عند أهل السنة وهي:
أولا: جاء هذا في حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره العقيلي رحمه الله في كتابه "الضعفاء" في ص1534[2] تحت رقم 2057:
حيث قال رحمه الله: منها ما حدثناه عبيد بن محمد الكشوري قال: حدثنا محمد بن يحيى بن جميل، حدثنا بكر بن الشرود، حدثنا يحيى بن مالك بن أنس، عن أبيه، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنا معشر الأنبياء كذلك أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم".
وحكم العقلي رحمه الله على يحيى بن مالك بن أنس الأصبحي في هذا الموطن أنه يأتي بمناكير وقرر أن هذا الحديث منها.
ثانيا: لقد رويت في هذا المعنى آثار عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحة من كتب أهل السنة ومنها:
- ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:" حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ" رواه البخاري رحمه الله تحت بَاب مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا.
- وما رواه مسلم رحمه الله في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً.
وفي بيان معاني هذه الآثار يقول العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة في تعليقه على الحديث رقم 1314:
وفي الباب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو الآتي بعده، وفيه:" قلت: أفلا أبشرهم يا رسول الله؟ قال: دعهم يعملوا ".وقد أخرجه البخاري (1/ 199 - فتح) ومسلم (1/ 45) وغيرهما من حديث أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومعاذ رديفه على الرحل قال: يا معاذ ... " الحديث وفيه:" أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا" وأخبر بها معاذ عند موته تأثما".وأخرجه أحمد (5/ 228 و229 و230 و232 و236) من طرق عن معاذ قال في أحدها:" أخبركم بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يمنعني أن أحدثكموه إلا أن تتكلوا، سمعته يقول:" من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه، أو يقينا من قلبه لم يدخل النار، أو دخل الجنة" وقال مرة:" دخل الجنة ولم تمسه النار".وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد ترجم البخاري رحمه الله لحديث معاذ بقوله:" باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا، وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله"ثم ساق إسناده بذلك وزاد آدم بن أبي إياس في " كتاب العلم" له:"ودعوا ما ينكرون".أي ما يشتبه عليهم فهمه. ومثله قول ابن مسعود:" ما أنت بمحدث قوما حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة "رواه مسلم (1/ 9).
قال الحافظ:" وممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان, ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب, ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين وأن المراد ما يقع من الفتن, ونحوه عن حذيفة.
وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحَجَّاج بقصة العرنيين لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي.
وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة، وظاهره في الأصل غير مراد، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب. والله أعلم".
قلت: وفي هذه الآثار أن ترك تحديث الناس بما لا تبلغه عقولهم إنما يكون ممن يُبَلِّغُ النَّاسَ ما جاءهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم إذا خشي الفتنة عليهم بعدم فهمهم وإدراكهم لما ينقل لهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم تكلم بكل ما أنزل عليه مما يحتاج الناس إليه،ولم يكتم شيئا منه، ولكن لما كانت إدراكات الناس متفاوتة وقدراتهم على الفهم متباينة خص النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الأحاديث بعض أصحابه دون بعضهم، ومن أجل هذا جاءت الآثار عن أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم ترغب المبلغين للعلم المأخوذ عن النبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أن يكلموا الناس على حسب إدراكاتهم وقدراتهم حتى لا يعود العلم بالضرر عليهم.
أما الحديث الذي بين أيدينا - والذي زاد الرافضة فيه مع ضعفه، وغيروه عن وجهه مع عدم ثبوته - فيصور النبي صلى الله عليه وسلم كغيره من الناس يتكلم بعقله، ويخوض بفكره، وهذا طعن فيه، وانتقاص من قدره كما تقدم بيانه والله المستعان.
5- أخطاء المتون الشنيعة وأغلاطها الفظيعة:
أخطاء متن الحديث الرابع عشر الفاحشة وبخاصة عند تعداده لجنود العقل والجهل:
قبل الكلام على أخطاء واضع هذه الرواية فيما يتعلق بتعداده لجند العقل والجهل أقول أمرا لابد منه وهو: أن الواضع لهذه الرواية والصانع لهذه الفرية أراد أن يجمع أشياء متناقضة ثم يجعل بعضها من جند العقل ونقيضها عنده من جند الجهل، ولكن من جهله وقلة علمه وخذلان الله له وقع في أخطاء فاحشات، وزلات فاضحات؛ وإليكموها إجمالا ثم نأتي بإذن الله عليها تفصيلا:
أولا: ذكرها إجمالا:
الخطأ الأول: أنه في ذكره للأضداد يخطأ كثيرا لجهله بحقيقة الأشياء وأضدادها، ومعاني الكلمات التي تدل على مناقضها.
الثاني: أنه يجعل أشياء من جند الجهل وهي التي يزعم أن الأنبياء مبرؤون منها منزهون عن فعلها وهي من الأمور التي يأتيها الأنبياء ولا يتنزه عنها الأتقياء.
الثالث: عدد جندا للعقل وآخرين للجهل وحقيقة الجندية لا تتوفر فيها، بل لو عكسنا فجعلنا العقل والجهل من جندها لأصبنا ولم يمكنهم أن يردوا علينا.
الرابع: ذكر أشياء متقابلة عد بعضها من جند العقل وبعضها من جند الجهل وهي من الأمور التي لا تختص بجنس من الناس بل تكون فيهم جميعا سواء كانوا من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصديقين أو كانوا من الكفار والمشركين والفجار والفاسقين.
الخامس: تكراره لبعضها لجهله بلغة العرب التي يكتب بها أو لنسيانه أنه قد ذكرها وهذا من خذلان الله له.
السادس: ذكر أمورا عدها من جنود العقل وأضدادها من جنود الجهل وهي من صفات الرب سبحانه ونعوت الباري جل جلاله وهذا من الأمور المنكرة الموجودة في هذه الرواية:
ثانيا: ذكرها تفصيلا:
1- أمثلة على الخطأ الأول: أنه في ذكره للأضداد يخطأ كثيرا لجهله بحقيقة الأشياء وأضدادها ومعاني الكلمات التي تدل على مناقضها:
1[3]- الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل: تقدم خطأ المقابلة بين العقل والجهل.
3[4]- والتصديق وضده الجحود: هذا خطأ بالغ كونه جعل التصديق ضد الجحود والمعلوم من لغة العرب أن التصديق ضده التكذيب والجحود هو ضد الإقرار.
9- والتوكل وضده الحرص: قابل بين التوكل والحرص وهذا من جهله بحقيقة التوكل وهو اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع اتخاذ الأسباب، وضده إما التواكل أو الشرك، فإن اعتمد بقلبه على الله مع ترك اتخاذ الأسباب فهو التواكل، وإن اتخذ الأسباب واعتمد بقلبه عليها فهو الشرك. أما الحرص فليس ضدا للتوكل وإنما هو ضد للقناعة، ومن عجيب هذا الواضع لهذه الرواية أنه ذكر بعد ذلك الضد الصحيح للحرص في قول:" والقنوع وضده الحرص".
13- والفهم وضده الحمق: المعلوم من لسان العرب أن الحمق هو ضد العقل.
17- والرهبة وضده الجرأة: الرهبة هي الخوف والفزع ويقابلها الرغبة أما الجرأة فتقابلها الهيبة.
22- والاستسلام وضده الاستكبار: والصحيح أن ضد الاستسلام الإباء وضد الاستكبار التواضع.
23- والتسليم وضده الشك: التسليم هو بمعنى الاستسلام وهو بمعنى بذل الرضا بالحكم ومن هنا يكون ضده هو الإباء وعدم الإذعان أما الشك فهو نقيض اليقين.
31- والمؤاساة وضدها المنع: المواساة ضدها الاستئثار والمنع ضده العطاء كما هو معلوم من كتب اللغة.
32- والمودة وضدها العداوة: العدو ضد الولي فالعداوة هي ضد الولاية، أما المودة فضدها البغضة لأن المودة هي الحب. قلت: وقد يكون له وجه لأنهما متلازمان لكن المقابلة ما ذكرتُ ومما يوضحه ويدل عليه قوله عند ذكره للجندي السابع والثلاثين: - والحب وضده البغض.
51- والحج وضده نبذ الميثاق، أما هذه فما أدري ما غرضه منها لأن الحج إنما ذكر الله سبحانه الكفر ضدا له فقال تعالى:"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" سورة آل عمران من الآية 97. ومعنى ذلك كما جاء في التفسير عن ابن عباس ومجاهد وغير واحد قالوا: أي ومن جَحَد فريضة الحج فقد كفر، والله غني عنه، وإذا أخذنا بالمعنى وهو لغة القصد، وفي الشرع التعبد لله بالقصد إلى بيته لأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فيكون حينئذ ضده هو المكوث في البلد وعدم القصد، أو ترك القصد والمكوث في البلد.
54- والحقيقة وضدها الرياء، الرياء ضده الإخلاص ولست أدري ماذا قصد بالحقيقة قال المناوي في التعاريف: الإخلاص لغة ترك الرياء في الطاعة.
2- أمثلة على الخطأ الثاني: أنه يجعل أشياء من جند الجهل وهي التي يزعم أن الأنبياء مبرؤون منها منزهون عن فعلها وهي من الأمور التي يأتيها الأنبياء ولا يتنزه عنها الأتقياء.
11- والرحمة وضدها الغضب: نسب الغضب إلى الجهل وجعله من جنده؛ وفي ذلك إشارة منه إلى ذمه بجميع صوره؛ مع أن منه ما هو محمود شرعا مثل: الغضب لله ولنبيه، وشريعته، ومنه غضب الرجل لمحارمه وغيرها، فَجعلُ الغضب على إطلاقه من الأوصاف التي لا يتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في آخر الرواية من الجهل الذي بلغ الغاية.
10- والرأفة وضدها القسوة: وهذه أيضا من أخطائه التي تدل على بعده عن شرع ربه، وعدم ارتباطه بالكتاب الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فإن الرأفة والقسوة لا تمدحان أو تذمان لذاتهما، وإنما يكون ذلك باعتبار متعلقهما، ولذلك مدح الله بهما رسولَه صلى الله عليه وسلم وصحبَه رضي الله عنهم وأرضاهم في قوله:" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُبَيْنَهُمْ" سورة الفتح من الآية 29. بل وأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالمذموم منهما عند هذا الرافضي الجاهل؛ فقال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)" سورة التوبة؛ فهل يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بما هو من جند الجهل؟ أجيبوني يا شيعة العالم.
الخلاصة: أن الرحمة والغضب والرأفة والقسوة من الأمور التي لا تمدح مطلقا ولا تذم مطلقا؛ وإنما ينظر إلى مواطن استعمالها؛ فإن استعملت في موطنها الذي أذن الشرع فيه كانت محمودة، وإن استعملت في الموطن الذي نهي عنه كانت مذمومة؛ فهي من جملة القوى التي أودعها الله في العبد وألزمه أن يستعملها فيما ينفعه، وترك استعمالها فيما يضره؛ كالبصر والسمع والكلام وغيرها.
3- أمثلة على الخطأ الثالث: عدد جندا للعقل وآخرين للجهل وحقيقة الجندية لا تتوفر فيها، بل لو عكسنا فجعلنا العقل والجهل من جندها لأصبنا ولم يمكنهم أن يردوا علينا.
2- والإيمان وضده الكفر: كيف يجعل الإيمان جنديا للعقل والكفر جنديا للجهل ولو قلب لأصاب لأن العاقل الذي انتفع بعقله هو: الذي يؤمن بربه، ويتبع نبيه، ويسير على هديه، ولا يخالف أمره، وأليس الجهل هو سبب وجود الكفر، وهو الداعي إليه، ومقويه، وناشره ومبقيه؟فلو قال قائل أن الجهل جندي من جنود الكفر لما أبعد، ولحُكم على قوله بالمسدد.
وأكثر الأمور – إن لم نقل كلها - التي ذكرها وجعلها جندا للعقل هي على عكس قوله، وعلى خلاف ادعائه؛ لأننا إذا نظرنا إلى كل واحد منها وجدنا العقل هو خادمها، وبدونه لا يمكن وجودها، ولذلك يصح اعتباره جنديا من جنودها، ومن عكس لم يصب، ومهما علل فكلامه مضطرب، وكذلك يقال بالنسبة للجهل والأمور التي جعلت جندا له لو قلب لأصاب، ولكن أنى له ذلك ومذهبه على خلاف الصواب، فأمثاله يخذله الله، ولا يوفقه لخير ما أبقاه.
ومن أمثلة ذلك أيضا:
4- والرجاء وضده القنوط: وهنا أيضا لو قلب لأصاب؛ لأن العاقل هو الذي يرجو ربه لعلمه به، وبصفاته وكماله، فالعقل هو الذي يدعو إلى الرجاء، فهو خادم له، ووسيلة إليه، وكذلك القنوط سببه الجهل، فهو الداعي إليه، والمتسبب في وجوده، وهو الذي يقويه، ويزيد من متانته، فهو كالجندي له، ولذلك فكلامه ضعيف مرفوض، وعن باب الحكمة مردود، فكيف يزعم القوم أنه من كلام المعصوم؟.
وعلى هذه الأمثلة فقس سائر أو معظم ما ذكره وظنه من عيون ما سطره.
4- أمثلة على الخطأ الرابع: ذكر أشياء متقابلة عد بعضها من جند العقل وبعضها من جند الجهل وهي من الأمور التي لا تختص بجنس من الناس بل تكون فيهم جميعا سواء كانوا من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصديقين أو كانوا من الكفار والمشركين والفجار والفاسقين.
26- والغنى وضده الفقر:وهذه من الأمور التي تعم الناس جميعا فقد كان في الأنبياء والمرسلين الأغنياء والفقراء وكذلك وجد في غيرهم من الكفار والفجار والمجرمين والأشرار، فهو لا يختص بصنف من الناس وهو مما يبتلي الله به العام والخاص؛ فلا يلحقه الذم والمدح لذاته وإنما لحال العبد مع ربه عند وجوده، فما أحمق واضع هذه الرواية بل بالأحرى هذه الفرية التي ما فيها مرية، فأقول للشيعة أهذا هو دينكم الذي تتعبدون لله به وهذه هي شريعتكم التي تضبط حياتكم؟ أليس منكم رجل رشيد وعبد يفكر جيدا في دين ليس بسديد؟ أمنعتكم شهواتكم عن التفكير في مصيركم؟ أم منعكم إلفكم وعادتكم عن التدبر في حقيقة مذهبكم؟
27- والتذكر وضده السهو: لا يختص كما هو واضح بصنف من الناس.
28- والحفظ وضده النسيان: وهذا أيضا كسابقه ودليلهما من القرآن؛ قول الله سبحانه وتعالى:" وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)" سورة طه. وغيرها كثير.
32- والمودة وضدها العداوة: العدو ضد الولي فالعداوة هي ضد الولاية، أما المودة فضدها البغضة لأن المودة هي الحب. أما العداوة فهذه ليست منفية عن أهل الإيمان وعلى رأسهم الرسل والأنبياء وأولياء الله لأنهم يعادون من عاد الله ورسوله ويوالون من والى الله ورسوله. وكذلك المحبة ليست من الأمور الممدوحة دائما لأنه لا يجوز حب من أبغضه الله ورسوله من الذوات والأوصاف والأعمال وغيرها.
37- والحب وضده البغض: يقال فيها ما قيل في الذي قبلها.
63- والراحة وضدها التعب، هذه لا يختص بها أحد من الناس دون غيره، وأمرها واضح والحمد لله.
5- أمثلة على الخطأ الخامس: تكراره لبعضها لجهله بلغة العرب التي يكتب بها أو لنسيانه أنه قد ذكرها وهذا من خذلان الله له.
4- والرجاء وضده القنوط: وقد كرره كما في الذي بعده بسبب جهله بلغة العرب وهذا لا يمكن أن يقع من طالب علم فضلا عن عالم فضلا عن إمام معصوم فيما يزعمون.
8- والطمع وضده اليأس: مكرر من الرجاء والقنوط، فالقنوط واليأس مترادفان والرجاء والطمع مترادفان وأقول لكل شيعي راجع كتب اللغة كلسان العرب أو اسأل من له علم بلغة العرب.
9- والتوكل وضده الحرص: ثم قال:" 30- والقنوع وضده الحرص" فكرر الحرص مرتين وجعله ضدا لشيئين مختلفين، وهنا التكرار لضد واحد وليس للضدين معا.
10- والرأفة وضدها القسوة: كرر الرأفة في التي بعدها فقال:
11- والرحمة وضدها الغضب: فالرحمة والرأفة مترادفتان وإن كانت الرأفة كما في لسان العرب أرق من الرحمة، فكرر المعنى الواحد بلفظين مختلفين وجعلهما ضدا لوصفين مختلفين.
18- والتواضع وضده الكبر: أعاد تكرار الكبر بلفظ الاستكبار وهما بمعنى واحد فقال:
22- والاستسلام وضده الاستكبار: والصحيح أن ضد الاستسلام الإباء وضد الاستكبار التواضع. فكرر الكبر مرتين وجعله ضدا لشيئين مختلفين، وهنا التكرار لضد واحد وليس للضدين معا مع اختلاف طفيف في اللفظ المكرر،يبقى المعنى معه ولا يتغير.
23- والتسليم وضده الشك: التسليم هو بمعنى الاستسلام وهو بمعنى بذل الرضا بالحكم ومن هنا يكون ضده هو الإباء وعدم الإذعان أما الشك فهو نقيض اليقين. فكرر الاستسلام مرتين وجعله ضدا لشيئين مختلفين، وهنا التكرار لضد واحد وليس للضدين معا مع اختلاف طفيف في اللفظ المكرر، يبقى المعنى معه ولا يتغير.
27- والتذكر وضده السهو: التذكر هو الحفظ كما في اللسان والسهو نسيان الشيء والغفلة عنه. ولقد كرر الأمرين فقال:
28- والحفظ وضده النسيان: فهذه مكررة عن التي قبلها كما هو واضح من لسان العرب.
35- والخضوع وضده التطاول: الخضوع التواضع (كما في لسان العرب) وفيه أيضا: والتطاوُلُ مذموم وكذلك الاستطالة يوضَعانِ موضع التكبر، فاللفظان مكرران عن: التواضع والكبر، حيث قال كما تقدم: 18- والتواضع وضده الكبر.
44- والمعرفة وضدها الإنكار: وكررها في قوله: 55- والمعروف وضده المنكر.
13- والفهم وضده الحمق: ذكر هنا أن الحمق ضد الفهم ثم كرر الفهم وجعله ضدا للغباوة فقال:
43- والفهم وضده الغباوة: فكرر الفهم مرتين وجعله ضدا لشيئين مختلفين، وهنا التكرار لضد واحد بلفظ واحد وليس للضدين معا.
32- والمودة وضدها العداوة: العدو ضد الولي فالعداوة هي ضد الولاية، أما المودة فضدها البغضة لأن المودة هي الحب، ثم ذكر الحب وهو تكرار للمودة فقال:
37- والحب وضده البغض: وهذه المرة أصاب في المقابلة، لكنه كرر الحب مرتين بلفظين مختلفين وجعله ضدا لشيئين مختلفين.
45- والمداراة وضدها المكاشفة، وكرر المداراة بذكر مرادفها فقال:
57- والتقية وضدها الإذاعة: فالتقية والمدارة بمعنى واحد كما هو في لسان العرب فمن شاء فليراجعه تحت مادة درأ.
47- والكتمان وضده الإفشاء، فكرر الإفشاء بذكر مرادفها وهو الإذاعة كما في الضدين السابقين، ومن المعلوم أن الإذاعة والإفشاء بمعنى واحد في لغة العرب وإذا أردت التأكد فانظر اللسان مادة ذيع.
59- والتهيئة وضدها البغي: ذكر البغي ثم سرعان ما نسي فكرره بذكر مرادفه وهو العدوان فقال:
62- والقصد وضده العدوان.
- وخلاصة ما كرره الآتي:
أ- ما كرره بذكر اللفظين نفسهما مع تغيير طفيف فيهما:
- المعرفة وضده الإنكار كررهما في المعروف وضده المنكر.
ب- ما كرر فيه اللفظين المتقابلين بذكر مرادفيهما:
- الرجاء وضده القنوط كررهما في الطمع وضده اليأس.
- التذكر وضده السهو كررهما في الحفظ وضده النسيان.
- التواضع وضده الكبر كررهما في الخضوع وضده التطاول.
ت- ما كرر فيه أحد الضدين دون الضد الآخر وبالتالي صار اللفظ المكرر ضدا للفظين اثنين:
وهو على قسمين: ما كرره باللفظ نفسه أو قريب منه وما كرره بذكر مرادفه:
أولا: ما كرره باللفظ نفسه أو قريب منه:
- الحرص كرره بلفظه وجعله ضدا للتوكل والقنوع فأصاب في الثاني دون الأول.
- الكبر كرره بلفظ قريب وهو الاستكبار وجعله ضدا للاستسلام والتواضع.
- الاستسلام كرره بلفظ قريب وهو التسليم وجعله ضدا للاستكبار والشك.
- الفهم كرره بلفظه وجعله ضدا للحمق والغباوة.
ثانيا: ما كرره بذكر مرادفه:
- الرأفة كررها بذكر مرادفها وهو الرحمة وجعلها ضدا للقسوة والغضب.
- الحب كرره بذكر مرادفه وهو المودة وجعله ضدا للعداوة والبغض.
- المداراة كررها بذكر مرادفها وهو التقية وجعلها ضدا للمكاشفة والإذاعة.
- الإذاعة كررها بذكر مرادفها وهو الإفشاء وجعلها ضدا للتقية والكتمان.
- البغي كرره بذكر مرادفه وهو العدوان وجعله ضدا للتهيئة والقصد.
والحاصل: أنه كرر اللفظين المتقابلين بذكر مرادفيهما جميعا ثلاث مرات، وبذكر اللفظ نفسه مع تغيير طفيف مرة واحدة.
وكرر بعضها دون مقابلها وجعل ما كرر ضدا لشيئين مختلفين تسع مرات.
والملاحظ أنه في هذه الرواية خلط كبير واضطراب كثير يدل على اضطراب واضع الرواية نفسه وبعده عن العلم الذي يجنبه الوقوع فيما يفضحه.
6- أمثلة على الخطأ السادس:ذكر أمورا عدها من جنود العقل وأضدادها من جنود الجهل وهي من صفات الرب سبحانه ونعوت الباري جل جلاله وهذا من الأمور المنكرة الموجودة في هذه الرواية:
65- والبركة وضدها المحق هذه تدخل في أفعال الله جل وعلا وصفاته فما دخلها في جند العقل والجهل وهل تكون أفعال الله جندا للعقل والجهل سبحان الله ما أغبى وأجهل واضع هذه الرواية.
66- والعافية وضدها البلاء:وكذلك هذه كالتي قبلها.
ويصدق في واضعي هذه الروايات ومؤسسي هذه الضلالات أن يقال: من كثر كلامه كثر سقطه. بل يقال لهم ما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من كثر كَلَامه كثر سقطه وَمن كثر سقطه قل حياؤه وَمن قل حياؤه قل ورعه وَمن قل ورعه مَاتَ قلبه.
وإلى المقالة القادمة إن شاء الله والتي سأذكر فيها خلاصة ما في مرويات الشيعة من الأباطيل الشنيعة؛ مما تقدم نقله، والكلام عليه، أختصرها وأجمعها لتكون كالعصارة التي تبين لك حقيقة الرافضة وحقيقة مروياتهم، فإذا أردت الأدلة على كل حكم سيذكر مختصرا فيها رجعت إلى المقالات التي تقدمتها فاستخرجتها منها وحصلتها بتفاصيلها، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
والله تعالى أعلم وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
مغنية: يوم الثلاثاء: 06 جمادى الآخر 1437ه
الموافق 15 / 03 / 2016م


[1]- طبعة دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى.
[2]- طبعة دار الصميعي للنشر والتوزيع.
[3]- هذا الترقيم باعتبار رقم الجندي في الرواية وهكذا سائر ما سيأتي من ترقيم فتنبه.
[4]- هذا الترقيم باعتبار رقم الجندي في الرواية فتنبه.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 16 Mar 2016 الساعة 06:36 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 Mar 2016, 10:06 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

أسأل الله أن يجازيك خير الجزاء .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 Mar 2016, 05:36 PM
أبو عبد الله محمد بن عامر أبو عبد الله محمد بن عامر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: تلاغ - الجزائر
المشاركات: 81
افتراضي

بارك الله فيك أبا عبد السّلام ، و يا ليت القوم يعلمون أيّ جهل قام عليه دين الرّوافض ، و أيّ جهل يتخبّطون فيه ، و مع ذلك يحسبون أنّهم على شيء ..! ، ولكنّ أهل السنة لا يبتئسون ، لأنّ دعوة الحقّ لا محالة منصورة و لله الحمد ، و أعود لأقول أنّ المقال ماتع كالّذي قبله ، كثير الفوائد كما هي مجالس كاتبه ، ثبّتنا الله و إياه على الحقّ حتّى نلقاه .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 Mar 2016, 06:55 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

قال الطحاوي - رحمه الله - :
و نحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ، و لا نفرط في حب أحد منهم ، و لا نتبرأ من أحد منهم ، و نبغض من يبغضهم ، و بغير الخير يذكرهم، و لا نذكرهم إلا بخير ، و حبهم دين و إمان و أحسان ، و بغضهم كفر و نفاق و طغيان .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, ردود


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013