فائدة جليلة القدر في حكم رفع القبر "شبرًا" للشَّيخ خالد حمودة -حفظه الله-
فائدة جليلة القدر في حكم رفع القبر فوق الشبر بشرح وافٍ لما صحَّ من نهيه صلى الله عليه وسلم عن الزيادة على ذلك ـ للشَّيخ خالد حمودة - حفظه الله-
وبعد:
فإنَّه من توفيق الله علي أن يسر لي حضور مجالس الشيخ خالد حمودة - حفظه الله- وذلك في شرحه لسلم الوصول للعلامة حافظ الحكمي- عليه رحمة الله- ولما كان هذا العلم صيد والكتابة قيد وكان المقصود من حضور مجالس العلم رفع الجهل عن النفس ثم السعي في رفعه عن الآخرين أحببت أن أشارك إخواني ببعض مايسره الله لي وجعلت من ذكر حكم رفع القبور اول ما ارقمه لشدة الحاجة إليه وعموم البلوى به ولما رأيت وقوع الكثير من التصرفات التي تصدر من بعض المصلحين في إنكار ما أقره الشرع- أو فيه خلاف معتبر-رأيت نقل هذه الفائدة؛ و قدمت بين يديها بنقول من كتاب أحكام الجنائز للإمام الألباني- رحمه الله - حتى يعم النفع بها:
عن جابر رضي الله عنه - قال (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن يخصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه، أو أن يزاد عليه، أو أن يكتب عليه)
قال النووي (296/5)...ثم استدل بها على أنه يستحب أن لا يزاد القبر على التراب الذي أخرج منه وقال:(قال الشافعي:فإن زاد فلا بأس، قال أصحابنا:معناه أنه ليس بمكروه).
قلت:وهذا خلاف ظاهر النهي فإن الأصل فيه التحريم، فالحق ما قاله ابن حزم في المحلى (33/5):
( ولا يحل أن يبنى القبر، ولا أن يجصص، ولا أن يزاد على ترابه شيء ويهدم كل ذلك)
وهو ظاهر قول الإمام أحمد، فقال أبو داود في (المسائل ص 158):(سمعت أحمد قال:لا يزد على القبر من تراب غيره، إلا أن يسوى بالأرض. فكأنه رخص في ذاك) ولكن ذكر في (الإنصاف 548/2 ) عنه االكراهة!
وقال الإمام أحمد في (الآثار ص 45):
( أخبرنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم قال:كان يقال:ارفعوا القبر حتى يعرف أنه قبر فلا يوطأ. قال محمد:وبه نأخذ، ولا نرى أن يزاد على ما خرج منه، ونكره أن يجصص، أو يطين، أو يجعل عنده مسجداً أو علما، أو يكتب عليه، ويكره الأجر أن يبنى به، أو يدخله القبر، ولا نرى برش الماء عليه بأسا، وهو قول أبي حنيفة).
قلت:ويدل الحديث بمفهومه على جواز رفع القبر، بقدر ما يساعد عليه التراب الخارج منه، وذلك يكون نحو شبر، فهو موافق للنص المتقدم في المسألة. أحكام الجنائز ص261-262انتهى
قال الناظم (العلامة حافظ الحكمي عليه رحمة الله)
بل قد نهى عن ارتفاع القبر وأن يزاد فيه فوق الشبر
قال الشارح (خالد حمودة وفقه الله)
والحديث في هذا في سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم : { نهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه،أو أن يزاد عليه، أو يكتب عليه}أحكام الجنائز للإمام الألباني رحمه الله - ص 260
نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يزاد عليه. ..
مامعنى قولهم: نهى أن يزاد عليه؟
يعني ان يزاد عليه من غير ترابه فالمشروع لنا إذا حفرت الحفرة للميت أن الناس إذا دفنوه يردون ذلك التراب الذي أخرجوه منه فقط ولا يجوز لهم أن يزيدوا عليه!
يعني هذا أنهم لو رفعوا القبر ولو بتراب من غيره فإنه لا يجوز لهم ويحرم عليهم ذلك!
لأن النبي- صلى الله عليه وسلم - نهى أن يزاد في القبر- أن يزاد عليه- ومعنى يزاد عليه:أي يزاد عليه من غير ترابه!
ولهذا إذا زاد على القبر من غير ترابه يجب عليه ان يسويه يعني ان يرده إلى أمثاله من القبور كما فعل فضالة بن عبيد- رضي الله عنه- حين كان في سفر مع أصحابه فدفنوا صاحبا لهم فرفعوا قبره! فسواه- رضي الله عنه- وقال :فإن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -كان يأمرنا أن نسوي القبور") أخرجه أحمد (6/18/)وإسناده حسنه الألباني رحمه الله
وفي صحيح مسلم(61/3 )عن علي - رضي الله عنه- انه قال لأبي الهياج الأسدي: ألا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته)
- أي مرتفعا على نظرائه من القبور-
ولهذا فالسنة عندنا أن تكون هذه القبور كلها متساوية في كونها رد عليها ترابها ولم يزد عليها من غيره
وظاهر كلام الناظم- رحمه الله- انه لا يشرع الزيادة فوق الشبر ولو رد التراب- الذي أخرج منه!
وليس هذا- إن شاء الله- مقصودا له. ...لأن المقصود بالشبر في أقوال العلماء ليس التحديد
وهذه مسألة حسنة أحب أن يفهمها إخواني!
كون يكون رفع القبر نحوا من شبر هذا ليس تحديداً إنما هذا على سبيل التقريب بمعنى يرد تراب القبر ولا يزاد عليه والعادة انه إذا رد التراب ولاسيما في الأرض الصلبة كالصحاري فإنه إذا رد تراب القبر العادة انه لا يرتفع إلا نحوا من شبر وقد يزيد شيئا يسير ومع تطاول المدة يرجع الى هذا المستوى أي إلى نحو شبر. ..
ولهذا أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم - لما دفنوه ولحدوه ذكروا أن قبره كان مرتفعا نحوا من شبر واستمر على هذا الحال حتى بعد زمن الصحابة فقد ذكر سفيان التمار انه فتح له فدخل على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فرآها مرفوعة نحوا من شبر
وهذه هي السنة عندنا ولكن لا يفهم من هذا أن هذا الشبر تحديد بمعنى إذا رددنا التراب إلى القبر فارتفع أكثر من شبر فإننا ننزع ذلك التراب الزائد! ليس هذا هو المقصود! ولكن المقصود أن يكون القبر مرتفعا في تلك الحدود شبر أو شبر وشيء
نرد التراب الذي اخرجناه من القبر ولا نزيد عليه هذا هو الحاصل وهذه هي الخلاصة وهذا هو الذي يدل عليه حديث النسائي (نهى أن يزاد فيه) يعني نرد تراب القبر وفقط ولا تشرع الزيادة عليه إلا في حالة واحدة في حال مااذا تسوى القبر في الأرض حتى صار لا يميز مع تطاول الزمان فههنا يشرع أن يزاد عليه من التراب حتى يرتفع لئلا يهان و يداس عليه صح الترخيص في ذلك عن السلف وهو دلالة النصوص صح عن إبراهيم النخعي- رحمه الله- وغيره انه رخص أن يزاد على القبر حتى يتميز حتى لا يداس. ..لأننا منهيون عن إهانة قبر الميت المسلم. ...
وكذلك نهينا عن الزيادة على تراب القبر فكيف ب البناء عليه وزخرفته كما يفعل الكثير من الناس! ؟
.........
ومن الفوائد التي ذكرها الشيخ- وفقه الله -
في قوله عليه الصلاة والسلام ( أعلم به قبر أخي وأدفن إليه من مات من أهلي)
يعني من مات من أهل عثمان بن مضعون- رضي الله عنه - وهذا فيه إشارة إلى أنه يشرع للإنسان أن يقصد إلى دفن الميت إلى جنب أبيه أو إلى جنب أمه. ..كما يفعل الكثير من الناس عندنا. .....
بتصرف يسير.
( عرض الموضوع على فضيلة الشيخ الوالد المربي أبي عبد الله أزهر سنيقرة-حفظه الله-وقد إستحسنه)
والله أعلم
أبوعبدالله حيدوش
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم أيها الإخوة الكرام
أسأل الله ان ينفعنا بما بعلمائنا ومشايخنا وطلبتهم وان يبارك لنا في هذا المنتدى المنتدى المبارك وان يحفظ القائمين عليه من مشرفين و تقنيين وأعضاء آمين
فائدة جليلة القدر في حكم رفع القبر "شبرًا" للشَّيخ خالد حمودة -حفظه الله-
العرض العادي
