[تفريغ] لماذا الحرص على حفظ القرآن الكريم مقطع قصير للشيخ محمد المدخلي
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سؤالٌ مهمٍّ وإجابةٌ قيِّمةٌ من فضيلةِ الشّيخِ
محمّد بن هادي المدخليّ
-حفظهُ الله-
سمعتُهُ عبرَ المنتدى من هذا الموضوع http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=15610
ففرغتُهُ لفائدتِهِ
واللهُ الموفّق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"يا شَيخُ، شبابٌ من الملتزمين إذا قلتَ لهُ: احفَظِ القرآنَ"، يقولُ لكَ: "يا أخي لا أستطيعُ أن أحفظَ"!
وأيضًا هناك من يحفظُ ولكنْ يُضَيِّعُ ما حفِظَ، والله المستعانُ!
فبمَاذا تنصَحُهم؟
جزاكمُ اللهُ خيرًا.
"الحمدُ للهِ
أمّا الذي لا يستطيعُ أن يحفظَ؛ فكثرَةُ القراءةِ كفيلةٌ بأن تُحَفِّظَهُ بأمرِ الله -جلّ وعلا- بعدَ توفيقِ اللهِ وإعانتِهِ
التّكرارُ للأمرِ كفيلٌ بالتّحفيظِ له -إن شاء اللهُ- كفيلٌ بالتّحفيظِ له
وأنا أذكرُ لك مثالًا عاديًّا: [الهاتف]... حينما يُذكرُ لكَ أرقامٌ: اثنين.. ثلاثة.. وأنتَ ما عندكَ دفترٌ أو قلمٌ
تحاول تُكرِّرُ وأنت ماشٍ إلى أن تصلَ إلى أقربِ مكانٍ فيه قلمٌ وورقة، وأنت تكررُ الرقمَ تحفظُهُ، وأنتَ حافظتُك ضعيفةٌ!
مع التّكرار تحفظُهُ، فهكذا الإنسانُ
فكيفُ بكتاب اللهِ -جلّ وعلا- ونحنُ نقرؤُه صباحًا ومساءً!
والجوفُ الذي ليس فيه قرآن كالبيتِ الخَرِبِ!*.. عياذًا بالله من ذلكَ!
ما ينبغي للمسلمِ أن يمرَّ عليهِ يومٌ ولا يقرَأُ من القرآنِ! ما ينبغي لهُ! ما ينبغي لهُ هذا أبدًا!..
فبكثرةِ التّكرارِ للقراءةِ تحفظُ إن شاءَ اللهُ تعالى
وليس واجبًا عليكَ الحفظُ، ولكن ينبغي لكَ أن تحرصَ على الحفظِ، لمَ؟ لأمورٍ:
- يومِ القيامةِ يُقال: اقرأ ورتِّلْ وارْقَ في غُرف الجناتِ؛ فإنَّ منزلِكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها!.. هذا شيءٌ
- والشّيءُ الآخرُ: الإنسانُ عُرضَةُ لأقدارِ اللهِ -جلّ وعلا-، فاليومَ: بصيرٌ، وغدًا ضريرٌ.. كفيفٌ.. فهل يَهجُرُ القرآن!.. يتحسَّفُ على هذا!
وأنا أقولُ لكم هذا الكلام ما هو صحيح!
والذي لا إلهَ إلا غيره -ولا طلبتُم يمينًا- ولا ربَّ سواه
لقد حفظَ القرآنَ أشخاصٌ فوقَ السّتّين عامًا، وما كانوا من قبل حافظين له، أعرفُهُم بأعيانِهِمْ! حفظوهُ في ثلاثِ سنواتٍ! فوقَ السّتّين عامًا
لكن ليس معنى هذا أنَّا نُكَذِّبُ أخانا، لا
القُدراتُ تختلفُ، والحافظةُ هي هبةٌ من الله -جلَّ وعلا-
هؤلاء أشخاصٌ أعرفُ بعضهم حفظَهُ بعد السّتّين عامًا، بعدَما أُحيلَ إلى التّقاعد...
حفظوا كتابَ الله جلَّ وعلا
فنقولُ: إن كان الأمرُ كما ذكرَ أخونا -ليس تكذيبًا لهُ ولا شكًّا فيه.. لا واللهِ-
فإن كانتِ الحافظةُ عندهُ ضعيفةً، فلا أقلَّ من أن يُحافظَ على قراءتِهِ نظرًا
ولكن أنا أحثُّه لأجلِ هذين الأمرين:
- لمَّا الإنسانُ غدًا يُكَفُّ بصرُه، قد يَعرِضُ له عارضٌ فيُكَفُّ بصرُه أو يَضعُفُ في الكبَرِ إن متَّعُ اللهُ لهُ في الحياةِ وضَعُفَ بصرُهُ، فيحتاجُ إلى قراءةِ القرآنِ فلا يستطيع، فيتحسَّرُ، ويتحسَّفُ، ويتندَّمُ، وحينئذٍ لا ينفعُ النّدمُ! فيفوتُه أجرٌ كثيرٌ بسببِ عدمِ تلاوتِهِ للقرآن.. نعم".
انتهى.
* ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن؛ كالبيت الخرب)). ضعفهُ الإمام الألباني -رحمه الله- ضعيف التّرغيب والترهيب (871).
التعديل الأخير تم بواسطة ابنة السلف ; 15 Mar 2015 الساعة 06:02 PM