هذا ما قاله فقيد أهل السنة يوسف الدخيل - رحمه الله - عن الشيخ فركوس- حفظه الله -

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما قاله فقيد أهل السنة يوسف الدخيل- رحمه الله - في الشيخ فركوس

أذكر جيّدا زمانا كنت أحثّ فيه أحد إخواننا طلبة العلم من الذين تجلّت فيهم معالم النباهة , حيث قطع مسلكا موفقا في سبيل التحصيل في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم
فكنت أحثّه وأكثر عليه حتى ينزل إلى بلادنا عساه ينفع عباد الله , فهم في أمسّ الحاجة إلى أمثال هذا الطالب المجتهد

وفي أحد الأيام فكّر هذا الطالب في ( خطّة ) عساه يتخلص بها مني ومن إلحاحي

فرأى أن يذهب للشيخ العالم العامل يوسف الدخيل - طيّب الله قبرا حواه - حتى يسأله , وفي ذهنه كما أقرّ لي بنفسه أن الشيخ سيمنعه من الرجوع للبلاد , وهذا لشدّة العلاقة التي كانت بينها

حيث كان الشيخ - رحمه الله - يقول عن هذا الطالب :
( من أراد أن ينظر إلى طالب علم فلينظر إلى هذا )

وكانت الأمور على عكس ما أراده الطالب , إذ كان جواب الشيخ - رحمه الله - جواب الناصح المشفق المخلص في نصيحته

فنصحه بالرجوع إلى البلاد ,وزاده كلمة ,لم تغب عن ذهني ,لصدقها وعظيم معانيها

حيث قال - رحمه الله - : ( من عنده الشيخ فركوس لا يحتاج لأحد )

تذكرت هذه الواقعة , وأنا أعذب ناظري بين أسطر رأيتها قد دوّنت على صحائف ( الجبن ) في النت

فتذكرت ساعتئذ أنّ نعمة ( العلماء ) لا تعرف حقيقتها إلاّ إذا تفكّرت مليّا في نقمة ( الجهلاء )

وأنّ المتعالم المتعالي لا يجني إلى على نفسه الخاوية

فمثله كمثل طفيليّ ( الولائم ) إذ يكذب على بني جنسه ثم يصدق كذبته
فتجده يجهد نفسه حتى يقنع الغير بأنه من الكتاب البارزين و النقاد المحققين

فما إن يصدقه ( البطّالون ) إلا وتجده قد سبقهم في هذا التصديق

وإنّ من صدق القول أن يُقال : إنّ المتعالمين في زماننا أشرّ وأخطر من المتعالمين في سائر العصور

ومن أمعن تفكيرا في وقائع اليوم يعرف حقيقة هذا !!

فنسأل الله أن يحفظ لنا شيخ الجميع محمد علي فركوس

و أن ينزل على فؤاده غيث الصبر والرضى

فوالله إنّ هذا لمن أعظم المصائب التي لا يعرف مرارتها إلاّ الشيخ الوقور

وكلّ من لمسته نيرانها

والحمد لله رب العالمين

أبو معاذ محمد مرابط
صبيحة الأحد
06/ ربيع الأوّل / 1433