تعقيب وجيز على تهور المدعو أحمد النّجار - أصلحه الله -

[أبو حازم عبد الرحمن بن علي السوفي]

جزاك الله خيرا أخ مراد ومن تهوره أيضا أنه أطلق القول بموافقة العلامة عبيد الجابري حفظه الله للأشاعرة دون تحرير لضابط إطلاق القول بالموافقة والذي يبحثه العلماء تحت قولهم(متى يصح أن يقال:فلان وافق المبتدعة)وهو مبني على أصل وهو فرق بين السلفيين والحداديين ألا وهو(وجوب التمييز بين مآخذ الأقوال)فلإختلاف المأخذ أثر في إطلاق القول بالموافقة وفي التبديع والتصنيف فهل يعي (الدال)النجار ذلك

[عبد العزيز بوفلجة]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما مورد النزاع أنه: هل يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته:
-إما من باب الأفعال: كالاستواء إلى غيره, والاستواء عليه, والإتيان, والمجيء, والنزول, ونحو ذلك.
-وإما من باب الأقوال, والكلمات.
-وإما من باب الأحوال: كالفرح, والغضب, والإرادات, والرضا, والضحك, ونحو ذلك.
-وإما من باب العلوم, والإدراكات: كالسمع, والبصر, والعلم بالموجود بعد العلم بأنه سيوجد....) درء التعارض ج(4) ص(23).
قال تعالى: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) آل عمران 181
وقال تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) المجادلة 1
وقال تعالى: (إنني معكما أسمع وأرى) طه 46
وقال تعالى: (ولتصنع عل عيني) طه 39
وقال تعالى: (قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون) الشعراء 15
وقال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة 105
وقال تعالى: (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون) يونس 14
فالسمع والبصر من الصفات الذاتية الاختيارية المتعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى, والمشيئة والاختيار كمال في حق الخالق عز وجل, كالكلام صفة ذاتية اختيارية متعلقة بمشيئته.
ولا معنى للمشيئة إلا أنه سبحانه وتعالى يتجدد له وجه السمع عند وجود المسموعات, ويتجدد له وجه البصر عند وجود المبصرات, مع اتصافه بهما أزلا وأبدا كالكلام.
والله أعلى وأعلم.

جزى الله الإخوة خيرا على ما بذلوه من جهد في إبراز أهل العلم في المسألة.

وحيث إن المقام مقام تعقيب كما قال أخونا الفاضل مراد قرازة، فالمرجو الاكتفاء ببيان جهل المعتدي المتهور -قطع الله لسانه ويده- بأن الخلاف إذا كان واقعًا في الأمور الاصطلاحية فإنه لا ينبني عليه حكمٌ ولا اعتبار لأنهم َاتفقوا على المعنى.

لأن هذه المسألة على درجة من الخطر لا يستهان بها، فقد قال بعض أهل العلم: " مسألة الحوادث من المسائل الكبار التي اختلفت فيها الأنظار " فليس من السهل طرحها على عامة القراء وقد تفاوتوا في الفهوم.

وليس مثال أقرب على اختلاف الأئمة في تعاريفهم مما ذكرتموه في هذا الموضوع، فقال بعضهم :

1/- السمع والبصر غير متعلقين بالمشيئة.
2/- السمع والبصر متعلقان بالمشيئة.


الله المستعان