منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29 Feb 2016, 10:04 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي حِوَارٌ مَعَ مُمَيِّعٍ .. (قَصِيدَةٌ)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله، وأصلِّي وأسلِّم على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد..

فهذه قصيدة نظمتها بعون الله وتوفيقه، ذكرت فيها شيئًا من الأصول الفاسدة المختَرَعة، والَّتي طالما دَندَن حولها أصحاب منهج التَّمييع والتَّضييع، مصدِّعين بها آذان السَّلفيِّين بُكرةً وعَشيَّا، هذا المنهج المُحدَث المبتَدَع، الَّذي يتدثَّر أصحابه بدِثَار السُّنَّة والسَّلفيَّة، ويتنادَون بهما طولًا وعرضًا، ولكن ما أبعد القومَ عمَّا تدثَّروا به من دِثارٍ، وتنادَوا به في الآفاق من شعارٍ، وقد جاءت القصيدة على شكل حوارٍ بيني وبين مميِّعٍ، جاء يشتكي من إعراض الشَّباب السَّلفيِّ عنه، ويتبرَّم من هجرهم لمجالسه، ويتباكى متأسِّفًا -زَعَمَ- لتفرُّقهم وتشرذُمهم، مدافعًا عن نفسه ومنهجه مناضلًا دونهما، ذاكرًا شيئًا ممَّا ينكره عليه السَّلفيُّون، ويا ليته ما ذكر ولا دافع ولا ناضل، فكان جوابي له هو ما تراه في آخر القصيدة، وهذه الكلمات -بإذن الله تعالى- ليست محض خاطر وخيال، وما هي بنفحةٍ من قريضٍ لاحت على البال، فإنِّي لأحسب أنَّ كثيرًا من إخواني قد سمعوا ما سمعت، وعاينوا ما عاينت، ولمسوا ما لمست، فإنَّ المميِّعة تشابهت قلوبهم، وتوحَّدت مشاربهم، فتقاربت كلماتهم وتلاءمت عباراتهم، فلست -بإذن الله تعالى- ظالمًا للقوم، ولا متجنِّيًّا عليهم، ولا مجازفًا بما سطرته عنهم، أسأل الله تعالى أن يهدي الجميع سواء السَّبيل، وأن يثبِّتني وإخواني على المنهج السَّلفيِّ القويم حتَّى نلقاه، إنَّه وليُّ ذلك ومولاه..

شكرٌ وامتنانٌ
كما لا أغفل في هذا المقام شكر الأخ الفاضل الشَّيخ خالد حمُّودة، على ما أسداه من نصحٍ وتوجيهٍ وإرشادٍ، باقتطاعه من ثمين وقته، والنَّظر في هذه القصيدة قبل رفعها على صفحات المنتدى، فجزاه الله عنِّي خير الجزاء، وأجزل له المثوبة والعطاء، آمين..


حِوَارٌ مَعَ مُمَيِّعٍ .. (قَصِيدَةٌ)

تَغَيَّرَ حَـالُ النَّاسِ قَـالَ المُمَيِّعُ ... فَلَيْتَ قَدِيمَ العَهْـدِ ذَلِكَ يَرْجِعُ
وَمَا لِشَبَابٍ كُنْتُ أُبْصِرُ جَمْعَهُمْ ... جُلُوسًا أَمَامِي فِي سُكُونٍ تَخَشَّعُوا
فَمَا بَالُهُمْ قَدْ غَادَرُونِي وَطَالَمَا ... أَتَوْا لِدُرُوسِي مُسْرِعِينَ لِيَسْمَعُوا؟!
فَمَاذَا جَرَى حَتَّى غَدَوْتُ بِمُفْرَدِي؟! ... وَقَدْ كُنْتُ مَحْفُوظَ الكَرَامَةِ أُرْفَعُ
لَعَلَّ الغُلَاةَ الجَارِحِيـنَ تَجَرَّءُوا ... عَلَى الطَّعْنِ فِي شَخْصِي وَذَلِكَ وَاقِعُ
لَعَلَّ غُلَاةَ المَدْخَلِيِّيـنَ حَذَّرُوا ... كَعَادَتِهِمْ مِنِّي بِظُـلْمٍ وَبَدَّعُوا
فَيَا لَيْتَهُمْ قَدْ نَاصَحُونِي إِذَنْ فَقَدْ ... أَثُوبُ إِلَى رُشْدِي سَرِيعًا وَأَرْجِعُ!
وَلَكِنَّهُمْ لَا يَنْصَحُونَ مُخَـالِـفًا ... وَإِنْ نَصَحُوا سَاقُوا المَلَامَ وَشَنَّعُوا!
وَلَسْتُ أُرَانِي قَدْ أَتَيْتُ بِبِدْعَـةٍ ... فَشَرُّ الأُمُـورِ المُحْدَثَاتُ البَدَائِعُ
سِوَى أَنَّنِي دَافَعْتُ عَنْ وَسَطِيَّـةٍ ... أَرَاهَا هِيَ الحَقَّ الَّذِي لَيْسَ يُدْفَعُ
يَقُولُونَ قَدْ مَيَّعْتَ لَا شَكَّ مَنْهَجًا ... كَذَلِكَ قَالُوا لِلْأُصُولِ مُضَيِّعُ
وَأَحْسَبُ هذَا اللَّفْظَ فِي الدِّينِ مُحْدَثًا ... فَهَلْ قَالَ أَسْلَافٌ: فُلَانٌ مُمَيِّعُ؟!
أُرِيدُ بإِذْنِ اللهِ نَهْجًـا مُوَسَّـعًا ... وَأَفْيَحَ فَضْفَـاضًا لَعلَّـهُ يَجْمَعُ!
فَقَدْ سَاءَنِي جِدًّا شَبَابٌ تَفَرَّقُوا ... وَصَارُوا كَمِثْلِ الشِّلْوِ حِينَ يُمَزَّعُ
فَلَوْ أنَّهُمْ هَبُّوا لِحَرْبِ تَصَوُّفٍ ... وَشِرْكِ قُبُورٍ كَانَ ذَلِكَ يَنْفَعُ
وَلَوْ أنَّهُمْ دِينَ الرَّوَافِـضِ دَافَعُوا ... أَمَا عَلِمُوا مَا قَدْ جَنَاهُ التَّشَيُّعُ؟!
وَلَوْ حَارَبُوا إِخْوَانَ سُوءٍ تَحَزَّبُوا ... أَلَسْتَ تَرَاهُمْ لِلْكَرَاسِي تَطَلَّعُوا؟!
وَلَوْ أنَّهُمْ شَـرَّ الخَوَارِجِ حَذَّرُوا ... فَكَمْ قتَّلُوا مِنْ مُسْلِمِينَ وَرَوَّعُوا
وَلَكنَّهُمْ سِلْمُ الأَعَادِي وَحَرْبُـنَا ... تَرَاهُـمْ لِزلَّاتِ الدُّعَـاةِ تَتبَّعُوا!
وَحُجَّتُهُمْ جَرْحُ المُخَالِفِ مِثْلَمَا ... أَئِمَّةُ تَنْقِيـحِ الرِّوَايَـةِ تَصْنَعُ!
أَسِفْتُ لِأَعْرَاضِ الدُّعَاةِ رَخِيصَةً ... فَهَلَّا عَنِ الأَعْرَاضِ يَوْمًا تَوَرَّعُوا
أَقُـولُ بِعِلْمِ الجَرْحِ لَسْتُ بِمُنْكِرٍ ... وَلَكنَّـهُمْ فِي عِلْمِ جَرْحٍ تَوَسَّعُوا
رَدَدْتُ علَيهِمْ جَرْحَ قَوْمٍ أَفَاضِلٍ ... كِرَامٍ بِرَغْمِ البَغْيِ لَنْ يَتَضَعْضَعُوا
أَتَطْعَنُ فِي مِثْلِ الرُّحَيـليِّ ثلَّـةٌ ... وَإنَّـهُ مِنْهُمْ فِي العُلُومِ لَأَوْسَعُ؟!
كَذَلِكَ فِي العَـلَّامَةِ الحَلَـبِيِّ أوْ ... قَبِيلُـهُ ذَاكَ المَـأْربيُّ يُبَـدَّعُ؟!
وَكَمْ أَسْقَطُوا مِنْ أَهْلِ عِلْمٍ وَسُنَّةٍ ... كَمِثْلِ أَبِي إِسْحَاقَ ذَاكَ السَّمَيْدَعُ!
وَحَسَّانِ مِصْرٍ أَوْ شِرِيفِي بِأَرْضِنَا ... وَذَلِكَ فِي الأَخْلَاقِ أَصْلٌ وَمَرْجِعُ
كَذَلِكَ بَلْعِيـدُ الفَقِيـهُ يَزينُـهُ ... وَإنَّـهُ بَحْرٌ فِي العُلُـومِ تَوَاضُعُ
وَمَا حَزَّ فِي نَفْسِي وَأَقْلَـقَ رَاحَتِي ... لَإِسْقَاطُ شَيْخٍ لِلْخَوَارِجِ يَصْرَعُ!
فَمَنْ مِثْلُ عَبْدِ المَالِكِ الأَرِبِ الَّذِي ... مَدَارِكُهُ فِي النَّاسِ شُهْبٌ طَوَالِعُ؟!
أَقُولُ بحَمْلِ المُجْمَـلَاتِ إِذَا أَتَتْ ... وَتَفْصِيـلِهَا دَوْمًـا وَذَلِكَ أَوْرَعُ
وَقُلْتُ عَلَيْـنَا بِالتَّثَبُّتِ مُطْـلَقًا ... وَحَتَّى بِأَخْبَارِ الثِّقَـاتِ سَنَصْنَعُ
وَقُلتُ بِإِجمَـاعٍ وَذَلِـكَ لَازمٌ ... إِذَا مَا أتَانِي الجَرْحُ لَسْتُ أُتَابِعُ
وَحَتَّى إِذَا مَا فُسِّرَ الجَرْحُ لَمْ أَكُنْ ... لِأَقْبَلَـهُ إِلَّا إِذَا القَـوْمُ أَجْمَعُوا
فَلَا تُلْزِمُونِي يَا غُلَاةُ بِجَرْحِكُمْ ... فَلَيْسَ لِمِثْلِي كُلُّ جَرْحٍ سَيُقْنِعُ
وَأَمَّا رَبِيـعُ المَدْخَـلِيُّ فَقَـوْلُنَا ... بِأَنَّـهُ فِي الأَحْكَامِ قَدْ يَتَسَرَّعُ
كَذَلِكَ لَا يُعْطِي المُخَالِفَ فُرْصَةً ... شَدِيدٌ حَدِيدٌ فِي الرُّدُودِ مُقَرِّعُ
وَلَا لَا تَقُولُوا أَنَّنِي طَاعِنٌ بـهِ ... فَلِي عَنْ جَنَابِ المَدْخَليِّ تَوَرُّعُ!
أَبَعْدَ الَّذِي أَفْصَحْتُ عَنْهُ وَقُلْتُـهُ ... رَأَيْتُ شَبَابًا عَنْ دُرُوسِي تَمَنَّعُوا؟!
وَحُجَّتُهُمْ أَنِّي أُمَيِّـعُ مَنْهَجًـا ... فَكَانَ جَزَائِي الهَجْـرُ إِنَّهُ مُوجِعُ
أَجَبْتُهُ يَا مِسْكِينُ لَسْتَ مُمَيِّـعًا ... فَمِثْلُكَ رَأْسٌ فِي التَّمَيُّـعِ أَصْلَعُ
جَمَعْتَ شُرُورًا لَوْ يُقَسَّمُ بَعْضُهَا ... عَلَى جَبَلٍ لَا رَيْبَ قَدْ يَتَصَدَّعُ
أَرَى فِيكَ يَا هَذَا الشَّبَابَ مُقَصِّرًا ... فَهَجْرُكَ لَا يَكْفِي وَإنْ كَانَ يَرْدَعُ
فَحَقُّكَ ضَرْبٌ بِالأَكُفِّ عَلَى القَفَا ... وَصَفْعٌ شَدِيدٌ إِنَّ مِثْلَكَ يُصْفَعُ
تَقُولُ أَيَا هَذَا التَّمَيُّعُ مُحْدَثٌ ... وَهَلْ عِنْدَنَا فِي السَّالِفِينَ التَّمَيُّعُ؟!
تَمَهَّلْ أَيَا مِسْكِينُ وَاسْمَعْ مَقَالَتِي ... فَإِنَّا إِلَى أَرْبَابِ ضَادٍ سَنَرْجِعُ
أُولَئِكَ أَرْبَابُ الفَصَاحَةِ آلُـهَا ... وَفِي حُضْنِهَا الدَّافِي قَدِيمًا تَرَعْرَعُوا
فَقَدْ ذَكَرُوا مَاعَ السَّرَابُ إِذَا جَرَى ... وَقَالُوا لِسَمْنٍ ذَابَ ذَلِكَ مَائِعُ
وَفِي عَاقِلٍ جَاءَتْ وَفِي غَيْرِ عَاقِلٍ ... وَهُمْ حِينَ جَمْعٍ مَائِعُونَ مَوَائِعُ
وَأَمَّا اصْطِلَاحًا فِي الأُصُولِ تَسَاهُلٌ ... وَتَخْذِيلُ مَنْ عَنْهَا بِحَزْمٍ يُدَافِعُ
وَتَضْيِيقُ عِلْمِ الجَرْحِ حَتَّى كَأَنَّمَا ... لِغَيْرِ كَلَامٍ فِي الرِّوَايَـةِ يُمْنَعُ
وَتَرْكِ رُدُودٍ وَانْتِقَـادِ مُخَالِفٍ ... فَفِي كَنَفِ التَّمْيِيعِ تُرْعَى البَدَائِعُ
وَإِنْ قُلْتَ لَمْ يُجْرَحْ قَدِيمًا بِمِثْلِهَا! ... نُجِيبُكَ يَا هَذَا لَعَلَّكَ تَقْنَعُ
فَهَلْ عَرَفَ الأَسْلَافُ قِدْمًا تَحَزُّبًا؟! ... وَإِخْوَانَ سُوءٍ لِلسِّيَاسَةِ أَسْرَعُوا؟!
وَهَلْ عَرَفُوا التَّبْلِيغَ يَوْمًا وَحِزْبَهُمْ؟! ... وَنَهْجًا لِقُطْبِيِّينَ حَتَّى يُبَدِّعُوا؟!
مَتَى جُمْلَةُ الأَلْفَاظِ فِي الجَرْحِ أُغْلِقَتْ؟! ... أَلَيْسَتْ عَلَى مَرِّ العُصُورِ تَوَسَّعُ؟!
فَلَيْسَ عَلَيْهَا مِنْ مُشَاحَنَـةٍ إِذَنْ ... وَلَا قَامَ فِيهَا مِنْ قَدِيـمٍ تَنَازُعُ
فَهَذِي اصْطِلَاحَاتٌ تُضَافُ لِحَاجَةٍ ... رَآهَا صَوَابًا أَهْـلُ عِلْمٍ وَتُوضَعُ
دَعَوْتَ إِلَى نَهْجِ التَّوَسُّطِ زَاعِمًا ... تُرِيدُ لَنَا شَمْـلًا يُلَـمُّ ويُجْمَعُ
وَهَذَا بلَى -وَاللهِ- يُفرِحُ قَلْبَـنَا ... وَلَكِنْ إِلَى أَيِّ اجْتمَاعٍ سَنَرْجِعُ؟!
فَإِمَّا إِلَى الوَحيَيْـنِ نَرجِـعُ كلُّنَا ... عَلَى فَهْمِ خَيرِ النَّاسِ قَرنًا تَتابَعُوا
وَنَمْشي إِذنْ وِفْقَ الأُصُولِ أُصُولِهمْ ... وَإِلَّا فَمَاذَا بِاجتِمَاعِكَ نَصنَعُ؟!
وَأَمَّا مَقَالُ المُجْمَـلَاتِ وَحَمْلِهَا ... جَمِيعًا عَلَى التَّفْصِيلِ ذَلِكَ يُمْنَعُ
سِوَى فِي كَلَامِ اللهِ فَاعْقِلْ مَقَالَتِي ... وَقَوْلِ رَسُـولٍ جَاءَ هَادٍ يُشَرِّعُ
فَإِنَّ كَلَامَ الخَلْـقِ يُمْنَـعُ عِصْمَةً ... أَلَيْسَتْ لِغَيْرِ الرُّسْلِ يَا مُتَمَيِّعُ؟!
بِذَلِكَ قَالَ الرَّاسِخُونَ أُولُو النُّهَى ... فَهَلَّا إِلَيْهِمْ تَسْتَكِيـنُ وَتَسْمَعُ
وَأَمَّا عَنِ القَوْمِ الَّذينَ ذَكَرتَهُمْ ... وَسَالَتْ لَهُم بِالدَّمْعِ مِنْكَ المَدَامِعُ!
فَمَا ظُلِمُوا حَقًّا لَهُم مِنْ مُحَذِّرٍ ... فَعَنْ مَنهَجِ الأَسْلَافِ حَادُوا فَبُدِّعُوا
فَمِنْ لَامِزٍ مِنْهُم لِصَحْبِ نَبِيِّـنَا ... يَقُولُ غُثاءٌ لَهْفَ نَفْسِي وَيَصْدَعُ!
وَمِنْ مُحْسِنٍ لِلْقَوْلِ فِي الجَهْمِ وَيْحَهُ! ... أَهَذَا مَقَالٌ يُسْتَسَاغُ وَيُشْرَعُ؟!
يُسَوِّدُ أَوْرَاقًا تُسَمَّى نَصِيحَـةً ... وَيَمْضِي بِهَا نَحْوَ الشَّبَابِ يُوَزِّعُ!
وَقَدْ كَانَ إِحْراقُ النَّصِيحَةِ لَوْ دَرَى ... لَأَفْضَلُ مِمَّـا قَدْ أَتَـاهُ وأَنْفَعُ
وَمِنْ خَائِضٍ فِي الحَاكِمِيَّةِ يَبْتَغِي ... وَيَسْعَى لِتَكْفِير الـوُلَاةِ وَيُسْرِعُ!
وَمِنْ نَاصِرٍ ذَاكَ الرَّبِيـعَ بزَعْمِهِمْ! ... تَرَاهُ لِثَوْرَاتِ الرَّعَـاعِ يُشَجِّعُ!
وَآخَـرُ فِي خَلْطٍ وَخَبْطٍ وَحَيْرَةٍ ... كَحَاطِبِ لَيْلٍ لِلْعَقَـارِبِ يَجْمَعُ
وَأَمَّا كَبِيـرُ القَوْمِ نَـاشِرُ فِكْرِهِمْ ... فَذَلكَ فِي نَهْـجِ التَّمَيُّعِ مَرْجِعُ
هُوَ الحيَّـةُ الرَّقْطَاءُ تَأْوِي لِأُرْدُنٍ ... وَيَأْوي إِلَيْهَا الكُلُّ كَيْ يَتَرَعْرَعُوا
فَهَا هُوَ أَزَّ القَـوْمَ أَزًّا فأَذْعَـنُوا ... وَقَامُوا لِحَرْبِ المَدْخَلـيِّ تَجَمَّعُوا!
فَكَمْ طَعَنُوا فِي الشَّيْخِ زُورًا بِلَا حَيَا ... أَمَا لَهُمُو عَنْ قَوْلِ زُورٍ تَوَرُّعُ؟!
وَمَا ضَيْرُ نَبْحٍ لِلْكِلَابِ وَإِنْ عَـلَا ... أَتَهْوِي لَهُ تِلْكَ النُّجُومُ الطَّوَالِعُ؟!
وَهَلْ سَاءَ بَدْرًا نَيِّـرًا فِي سَمَائِـهِ ... نَقِيقٌ عَلَا قَدْ أَطْلَقَتْـهُ الضَّفَادِعُ؟!
وَكَمْ رُوجِعُوا مِنْ أَهْلِ عِلْمٍ وَنُوصِحُوا ... وَلَكِنَّهُمْ عَنْ نَهْجِ حَـقٍّ تَرَفَّعُوا
وَأَمَّا اتِّهَـامٌ لِلشَّبابِ بأنَّـهُمْ ... لِزلَّاتِ أَهْلِ الفَضْلِ -زَعْمًا- تَتَبَّعُوا
وَلَوْ شُغِلُوا بالمُحْدِثيـنَ حَقِيقَـةً ... لَكَانَ لَهُمْ جُهْدٌ عَظِيـمٌ سَيَنْفَعُ
أَسِفْتُ لِحَالٍ أَنْتَ فِيهَا فَمَا الَّذِي ... جَنَاهُ عَلَيْكَ البَغْـيُ إِنَّهُ يَصْرَعُ!
فَهَذَا شَبَابُ السُّنَّةِ السَّلَفيُّ مَنْ ... سِوَاهُ بِأَحْكَام الشَّـرِيعَةِ يَصْدَعُ؟!
أَلَيسُوا إِذَنْ شِرْكَ التَّصَوُّفِ حَارَبُوا؟! ... فَهَا هُوَ ذَا التَّوْحِيدُ يَنْمُو ويُونِعُ
وَمَنْ لِلرَّوَافِضِ يَا مُمَيِّعُ قَبْلَـهُمْ ... أَمَا نَصَرُوا الأَصْحَابَ نَصْرًا وَدَافَعُوا؟!
وَأَمَّا الخَـوَارِجُ يَا مُمَيِّعُ طَالَـمَا ... أَقَامُوا عَلَيْهِم كُلَّ حَرْبٍ وَشَنَّعُوا
وَمَنْ قَامَ لِلْإِخْوَانِ قَوَّضَ عَرْشَهُمْ؟! ... فَلَيْسَ لَهُمْ فِي مَنْ تَسَنَّنَ مَطْمَعُ
فَلَا تَجْعَلِ الشَّنْـآنَ دَهْرَكَ حَاجِزًا ... عَنِ العَدْل وَاحْذَرْ قَدْ يَحُولُ وَيَمْنَعُ
وَلَا تَكُ كَالأَعْمَى يَعِيبُ كَوَاكِبًا! ... وَقَبْلَهُ طِيبَ الدُّهْـنِ عَابَهُ أَقْرَعُ!
وَأَمَّا اشْتِرَاطُكَ مَا اشْتَرَطْتَ لِجَرْحِهِمْ ... فَسَمِّ لَـنَا الإِجْمَاعَ يَوْمًا فَنَرْجِعُ!
فَهَلْ قَالَ أَهْلُ الفَنِّ قِدْمًا بِشَرْطِكُمْ ... وَإِنْ جَرَحُوا أَهْلَ البَدَائِعِ أَجْمَعُوا؟!
فَإِنْ قَالَ أَسْلَافٌ كِرَامٌ بقَوْلِكُمْ ... سَنَقْبَـلُ مَا قَدْ قَـرَّرُوهُ ونَنْزِعُ
فَهَذَا ابْنُ قَطَّـانٍ وَيَحْيَى وَأَحْمَدٌ ... وَشُعْبَةُ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَشَافِعُ
وَذَلِـكَ أَوْزَاعِـيُّ شَامٍ وَحَبْرُهَا ... وَمَالِـكُ نَجْمٌ فِي المَدِينَةِ لَامِـعُ
أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئْنِـي بِمِثْلِهِـمْ ... إِذَا جَمَعَتْنَا يَا جَهُـولُ المَجَـامِعُ
فَإِنَّ الَّذِي يأْتِي بِجَـرْحٍ مُفَسَّـرٍ ... لَقَدْ حَازَ عِلْمًا زَائِـدًا لَا يُنَازَعُ
وَأَمَّا الَّذِي زَكَّـاهُ جَهْلًا بِحَالِـهِ ... فَحَقُّـهُ مَحْفُوظٌ وَقَوْلُـهُ يُدْفَعُ
يُقَدَّمُ دَوْمًا جَارِحٌ ذَاكَ قَوْلُـهُمْ ... فَهَلْ بَعْدَ هَذَا لَا تَـزَالُ تُجَعْجِعُ؟!
وَأَمَّا مَقَـالٌ فِي الثِّقَاتِ فَمُحْدَثٌ ... وَلَيْسَ لَـهُ فَاعْلَمْ دَلِيـلٌ مُشَفَّعُ
فَمَا ثَمَّ فِي قَوْلِ الثِّقَـاتِ تَثَبُّتٌ ... كَذَلِكَ قَالَ الأَوَّلُونَ وَأَجْمَعُوا
وَأَمَّا لِذِي فِسْـقٍ فَذَلِكَ دِينُنَا ... فَهَلَّا إِلَى آيِ الكِتَابِ سَتَرْجِعُ؟!
فَدَعْ عَنْكَ قَوْلًا مَا اقْتَنَعْتُ فَإِنَّ فِي ... كَلَامِ الكِبَارِ الرَّاسِخِينَ لَمَقْنَعُ
أَقَضَّ حُمَاةُ الشَّرْعِ مِنْكُـمْ مَضَاجِعًا ... بِجَـرْحٍ وَتَعْدِيـلٍ وَذَلِكَ مُوجِعُ
فَقُمْتُمْ سَعَيْتُمْ مَا اسْتَطَعْتُـمْ لِهَدْمِهِ ... وَلَكِنْ عَجَـزْتُمْ فَاللِّـوَاءُ سَيُرْفَعُ
فَمُوتُوا بِغَيْضٍ يَا دُعَـاةَ تَمَيُّـعٍ ... فَلَيْسَ إِذَنْ كَيْدٌ سَيُجْدِي وَيَنْفَعُ
وَأَمَّـا رَبِيـعُ المَدْخَـليُّ فَإِنَّـَهُ ... لِمِثْلِكَ مِنْ غِرٍّ صَغِيـرٍ لَبُعْـبُعُ
فَأَمْسِكْ لِسَانًا عَنْهُ وَاعْمَلْ لِمَطْلَعٍ ... يَشِيبُ لَهُ الوِلْـدَانُ هَوْلُهُ مُفْظِعُ
لَأَنْتَ كَمَهزُولٍ يُصَارِعُ أَخْشَبًا! ... وَمَنْ صَارَع الخُشْبَانَ حَتْمًا سَيُصْرَعُ
فَإِنَّـهُ قَدْ زَكَّاهُ شِيْـبٌ أَفَاضِلٌ ... وَإِنَّا لِمَنْ شَابَتْ لِحَاهُم لَنَسْمَعُ
تَرَاهُ رَحِيمًا بالمُخَالِف مُشْفِـقًا ... يَهُبُّ إِلَى نُصْحٍ رَفِيـقٍ ويُسْرِعُ
وَيَصْبِرُ بِالأَعْوَامِ حَتَّـى يَلُومَـهُ ... كَثِيـرٌ مِنَ الطُّلَّابِ لَا يَتَـزَعْزَعُ!
يُجِيبُ ابْنُ هَادِي فِي تَرَوٍّ وَحِكْمَةٍ ... فَصَبْرًا جَمِيلًا قَدْ يَثُوبُ وَيَرْجِعُ
أَهَذَا الَّذي تَحْكِي وتُخْبِـرُ أَنَّـهُ ... عَجُولٌ وفِي الأَحْكَامِ قَدْ يَتَسَرَّعُ؟!
إِذَا مَا عُلُومُ الشَّيْخِ لَيْسَتْ شَفِيعَةً ... ثَمَانُونَ حَوْلًا -لَا أَبَا لَكَ- تَشْفَعُ
فَلَوْ كَانَتِ الأَنْفَاسُ تُهْدَى مَنَحْتُهَا ... رَبِيعَ بْنَ هَادِي؛مَالَهَا لَا تُطَاوِعُ؟!
فَتُبْ صَادِقًا وَافْزَعْ إِلَى اللهِ إِنَّـنَا ... جَمِيعًـا إِلَى رَبِّ البَرِيَّـةِ نَفْزَعُ
فَكُلُّ عِبـادِ اللهِ ذَنْبَـهُ مُـدْرِكٌ ... وَخَيْرُ عِبَـادِ اللهِ لَا شَـكَّ مُقْلِعُ
وَإِنْ تأْبَ فَاعْلَم أنَّنِي لَمُفَـارِقٌ ... وَلَيسَ إِلَى اللُّقْيَا سَبِيلٌ ومَطْمَعُ
وَيَا أيُّهَا السَّلَفِيُّ عُـضَّ بنَاجِـذٍ ... عَلَى مَنْهَجِ الأَسْلَافِ ضَوْءُهُ لَامِعُ
فَذَلكَ نَهْـجٌ لِلصَّحَـابةِ بيِّـنٌ ... وَمِنْ بَعْدِهِم قَـوْمٌ كِرَامٌ تَتَابَعُوا
وَمِنْ صَاحِبِ التَّمْيِيعِ فَاحْذَرْ فَرُبَّمَا ... تَرَاهُ بثَوْبِ الحَقِّ جَاءَكَ يَخْدَعُ
وَيَزْعُمُ أنْ قَدْ جَاءَ يَنْشُـرُ سُنَّـةً ... وَيَنْصُرُ نَهْجَ السَّالِفِيـنَ ويَرْفَـعُ
وَيُبْدِي مِنَ الأَخْلَاقِ شَيْـئًا تَصَنُّعًا ... وَلَيْسَتْ سِـوَى ثَوْبٍ بِهِ يَتَلَفَّعُ
سَتَعْلَمُ هَـذَا حِينَ تَذْكُـرُ نَهْجَـهُ ... بِسُـوءٍ فَيَبْدُو حِينَ ذَاكَ التَّصَنُّعُ
فَحالُـهُ كَالثُّعْبَـانِ لَانَ لِلَامِـسٍ ... وَلَكِنْ لَـهُ سُـمٌّ شَدِيدٌ مُرَوِّعُ

كتبه محبُّ السَّلفيِّين ومبغض المميِّعة أجمعين
أبو ميمونة منوّر عشيش
عفا الله عنه

التعديل الأخير تم بواسطة أبو ميمونة منور عشيش ; 02 Mar 2016 الساعة 10:18 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, نظم, التميع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013